قاديروف.. في صدارة المشهد الإعلامي

حصل على لقب «الابن المدلل» للكرملين ودعم بكل قواه النهج السياسي لبوتين

قاديروف يستمع الى نصائح بوتين
قاديروف يستمع الى نصائح بوتين
TT

قاديروف.. في صدارة المشهد الإعلامي

قاديروف يستمع الى نصائح بوتين
قاديروف يستمع الى نصائح بوتين

يشغل الريس الشيشاني رمضان قاديروف حيزًا كبيرًا في التغطيات الإعلامية الروسية والعالمية على حد سواء. ورمضان قاديروف واحد من أصل 22 رئيسًا لجمهوريات أعضاء في الاتحاد الروسي، إلا أنه برز بشكل خاص لعدة عوامل في مقدمتها خصاله وصفاته الشخصية التي يعتز بها الصديق ولا يستطيع الخصم أن ينكرها عليه. إذ يُعرف قاديروف بشجاعة وجرأة لا نظير لهما، وبأنه صادق لا يعرف «اللف والدوران» يعرب عن موقفه ووجهة نظره بصراحة ودون «التفافات». وهو حازم وبمنتهى الطيبة في آن واحد، لا يرحم عدوه لكنه متسامح إن وجد أن هذا الخصم أو العدو مغرر به، أو أنه يأسف لفعلته ويطلب الصفح.
كما أسهمت الظروف المحيطة بصعوده لرئاسة الشيشان في شهرته. فهو ابن الشيخ أحمد قاديروف مفتي الشيشان وأول رئيس لها. وبعد اغتيال والده عام 2004 شغل قاديروف منصب قائم بأعمال رئيس الحكومة الشيشانية، ومن ثم رئيسها، وفي عام 2007 رشحه بوتين لرئاسة الشيشان، فوافق غالبية أعضاء البرلمان، وبهذا الشكل أصبح رمضان قاديروف رئيسًا للشيشان.
ومن التصريحات التي جعلته محط اهتمام من جديد لوسائل الإعلام، هي تلك التي أطلقها قاديروف ليعبر عن دعمه لبوتين عام 2011، عندما شارفت ولايته الرئاسية الثانية على الانتهاء، حينها قال قاديروف: «إذا كنا نريد أن تصبح روسيا دولة عظمى فيجب أن يكون بوتين رئيسًا» «يجب أن نركع لنرجوه أن يبقى على رأس البلاد». منذ ذلك الحين، وطيلة السنوات الماضية أطلق قاديروف تصريحات كثيرة مشابهة، لم يتركها الكرملين دون رد حيث ظهر من جانب بوتين تقدير أيضًا للرئيس الشيشاني وإنجازاته، وعبر بوتين أكثر من مرة عن تقديره للعمل الضخم الذي قام به رمضان قاديروف. واستمر تبادل تصريحات المودة المتبادلة بين قاديروف وبوتين ما جعل الأول يحظى إعلاميا بلقب «الابن المدلل للكرملين».
اللافت أن قاديروف، القيادي المحلي الذي لا يملك صلاحيات في السياسة الخارجية وفق تقاسم صلاحيات السلطة في روسيا الاتحادية، يتفرد عن زملائه رؤساء الجمهوريات الأخرى الأعضاء في الاتحاد الروسي بإطلاق تصريحات تمس بشكل أو بآخر السياسة الخارجية الروسية، لا سيما في القضايا الحساسة جدا. مثال على ذلك تصريحاته إبان اشتعال الأزمة الأوكرانية وضم روسيا لشبه جزيرة القرم، والتي أعرب فيها عن تأييده لقرار إرسال قوات روسية إلى أوكرانيا، وزاد عن ذلك مؤكدًا استعداده الذهاب شخصيًا إلى هناك «للدفاع عن المدنيين» حسب قوله. وخلال المواجهات في أوكرانيا اتهمت بعض وسائل الإعلام قاديروف بأنه أرسل جنودًا إلى شرق أوكرانيا، الأمر الذي لم ينفه الرئيس الشيشاني كليا، بل اكتفى بالقول إن لا علم له بأمر كهذا لكنه لم يستبعد وجود متطوعين ذهبوا بقرار ذاتي لمساعدة سكان شرق أوكرانيا.
ومع إعلان روسيا عن إرسال قوات جوية إلى سوريا، أطل الرئيس الشيشاني مجددًا ليطلق تصريحات أعادته إلى صدارة الاهتمام المحلي والعالمي حين توجه عبر الإعلام بتصريحات يرجو فيها الرئيس بوتين السماح له بإرسال قوات إلى سوريا للتصدي لمن وصفها بالمجموعات الإرهابية. وعاد بعدها وأكد استعداده إرسال قوات من «قوات النخبة الشيشانية» للقتال في سوريا «في حال أصدر القائد العام للجيش والقوات المسلحة أمرا بذلك». تصريحات قاديروف حينها خلفت أصداء واسعة في أوساط المراقبين الذين رأى بعضهم أن هذا الكلام يكشف عن رغبة روسية بإرسال قوات برية إلى سوريان، بينما اعتبره آخرون تأكيدا غير مباشر لمعلومات في بعض الصحف حول وجود جنود روس في روسيا يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية ضد المعارضة.
وأكمل قاديروف تصريحاته المدوية المتصلة بالشأن السوري حين كشف عبر القناة التلفزيونية الروسية الرسمية عن وجود مجموعات من الوحدات الخاصة الشيشانية تم زرعهم داخل صفوف «داعش» ويقومون بجمع المعلومات وإرسال إحداثيات أهداف ليقصفها الطيران الروسي ويؤكدون بعد ذلك نتائج القصف. وقد أثارت تلك التصريحات موجة ردود فعل واسعة، سيما وأن اللقاء التلفزيوني مع قاديروف جرى حينها في قاعدة زعم التقرير أنها خاصة لتدريب من يتم إرسالهم إلى سوريا. إلا أن قاديروف ذاته أطل بعد أسبوع تقريبا وتراجع عن تلك التصريحات ليقول إن مقاتلين من الشيشان تطوعوا ذاتيا قد يكونون ضمن صفوف «داعش»، ويخاطرون بحياتهم في جمع معلومات عن تلك الجماعة الإرهابية.
دعم قاديروف المطلق للرئيس بوتين، بما في ذلك مواقفه التي أعلنها أكثر من مرة ضد المعارضة الروسية جعلت منه مجددًا الشخصية الأولى في الإعلام بعد حادثة مقتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف بطلق ناري على جسر ليس ببعيد عن الكرملين، إذ سارع معارضون روس لتحميله المسؤولية عن عملية الاغتيال، بينما وصفها قاديروف بأنها «عمل يخدم مصالح أولئك الذين يريدون استغلال اسم نيمتسوف لأغراضهم السياسية». إلا أن شخصيات من المعارضة الروسية أصروا على اتهام قاديروف وطالبوا النيابة العامة التحقيق معه لأنه يعرف شخصيا أحد المتهمين في عملية الاغتيال واسمه زاور دادايف، الذي عمل سنوات طويلة تحت إمرة قاديروف.
مؤخرًا أطل الرئيس الشيشاني من جديد ليطلق تصريحات جعلت منه شخصية رئيسية على الشاشات، وذلك حين صرح خلال حوار صحافي أنه لا يرغب بالبقاء في الرئاسة وأن فترته انتهت؛ إذ أنجز مهمته ويرغب بالتفرغ لعائلته. وبعد أن ترك مصيره في رئاسة الشيشان بين يدي «القائد العام للجيش والقوات المسلحة» أي الرئيس بوتين كما يحب قاديرف وصفه، أكد أنه هناك كثير من الطاقات الشابة في الجمهورية وخروجه من الرئاسة ليس مشكلة؛ إذ يمكن إيجاد بديل مناسب بكل بساطة. واعتبر البعض أن تصريحات قاديروف تهدف إلى تحفيز الكرملين ليعلن مجددا عن دعمه له، بعد اتهامات وجهت له بسبب علاقة كانت تربطه سابقًا مع المتهم بقتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف، وكذلك على خلفية موجة انتقادات واسعة تعرض له حين نشر مقطع فيديو على الإنستغرام يظهر فيه معارضون روس وفوق رؤوسهم إشارة «هدف بندقية قناصة»، الأمر الذي اعتبره البعض تهديدًا من الرئيس الشيشاني للمعارضة الروسية.
وفي أول تعليق على تصريحات قاديروف حول نيته عدم مواصلة العمل رئيسًا، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين إنه من المبكر الحديث عن استقالة قاديروف وأن هذا الأمر يقرره الرئيس الروسي في الوقت المناسبة عندما تنتهي الولاية الرئاسية لقاديروف. أما في جمهورية الشيشان نفسها فقد كتب له مؤيدوه «لن نسمح لك بالمغادرة. نحن الشعب الذي عانى كثيرا لا نرى أنه آن الأوان لخروجك. اعتبر هذا تحذيرا منا». وقررت بعض القوى تنظيم حشد جماهيري لدعمه، إلا أن قاديروف دعاهم إلى العودة عن تلك الفكرة وحذر من أي تظاهرات تخرج دعما له.



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.