نقلة نوعية في «صناعة المعارض» السعودية محورها التأشيرات والتسهيلات الجمركية

مسؤول بـ«مجلس الغرف»: تكلفة المشاركة في المعارض المحلية الأقل خليجيًا

نقلة نوعية في «صناعة المعارض» السعودية محورها التأشيرات والتسهيلات الجمركية
TT
20

نقلة نوعية في «صناعة المعارض» السعودية محورها التأشيرات والتسهيلات الجمركية

نقلة نوعية في «صناعة المعارض» السعودية محورها التأشيرات والتسهيلات الجمركية

تعمل جهات حكومية سعودية على سلسلة من التسهيلات التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات، إذ كشف حسين الفراج، رئيس اللجنة الوطنية للمعارض والمؤتمرات بمجلس الغرف السعودية عضو اللجنة الإشرافية في البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، لـ«الشرق الأوسط»، أن البرنامج يعمل حاليًا تطويرات كبيرة في هذا القطاع، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وأضاف الفراج أن أبرز ملامح هذه النقلة تشمل تذليل الصعوبات المتعلقة بتأشيرات زوار المعارض والمشاركين في المعارض، وتقديم تسهيلات جمركية لإدخال المنتجات إلى البلاد، وذلك من ضمن مسارات كثيرة يتم العمل عليها حاليًا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تأتي بالتعاون مع وزارات الداخلية والخارجية والتجارة والصناعة والبلديات وإمارات المناطق والجهات الحكومية الأخرى.
ويأتي حديث الفراج، في حين كشف تقرير أعده البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع بالمملكة، تتمثل في تفعيل تأشيرات الأعمال وتسهيل استخراج التراخيص وتطوير الإجراءات الجمركية، إضافة إلى محدودية السعة في المواصلات الداخلية والنقل الجوي بين المدن. إلى جانب المنافسة مع الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان ولبنان ومصر، إذ أنشأت هذه الدول هيئات ومراكز معارض ومؤتمرات، ما أسهم في سرعة نمو وتطور هذا القطاع فيها.
من ناحية أخرى، نفى الفراج، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون تكلفة المشاركة في المعارض السعودية مرتفعة. وقال: «على من يشتكون من ذلك أن يقارنوا أسعار تكاليف المشاركة في المعارض التي تقام في سوق ضخمة مثل السوق السعودية، بالأسعار التي قد يدفعونها حال المشاركة في معارض الدول الخليجية المجاورة»، مؤكدًا أن أسعار المشاركة في المعارض السعودية (بجميع أنواعها) أقل بنحو 40 في المائة كحد أدنى مقارنة بنظيراتها في دول الخليج.
وحول أبرز المعوقات التي تواجه صناعة المعارض والمؤتمرات في البلاد، أشار الفراج إلى نقطتين، الأولى افتقاد وجود مراكز دولية لاستضافة الفعاليات، بحيث تكون تحت إدارة احترافية ومؤهلة ومتكاملة الخدمات، أما المحور الثاني فيتعلق «بعدم الوعي الكامل من القطاعات والشركات بأهمية المعارض باعتبارها ملتقيات لصناعة العلاقات والتسويق والإعلام وخدمة المنتج أو العلامة التجارية».
وأشار إلى أن المعارض كمفهوم دولي لها قيمة في تسويق المنتج والتعريف فيه وطرح الأفكار الجديدة في المعارض والمشاريع وبناء علاقات مع القطاع، مضيفًا أن البعض لا يدركون أن المعارض أصبحت اليوم صناعة ذات قيمة في خدمة المنتج أو المشروع أو العلامة التجارية، مشددًا على أن السعودية في حال تذليلها هذه المعوقات فإنها مؤهلة لتكون مقصدًا مهما عربيًا لما يُعرف بـ«سياحة الأعمال».
ويمثل قطاع المعارض والمؤتمرات حيزا مهما في السوق السياحية بالمملكة، فإذا استثنينا رحلات الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة، فإن إنفاق زوار المعارض والمؤتمرات يمثل أكثر من 20 في المائة من إجمالي السياحة في المملكة، وحضر أكثر من 3.5 مليون زائر المعارض والمؤتمرات عام 2012 بمعدلات إنفاق تجاوزت تسعة مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، وذلك حسب تقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس). ويوجد في السعودية أكثر من 600 منشأة مهيأة للمعارض والمؤتمرات والاجتماعات، وأكثر من ألف ومائتي منظم معارض ومؤتمرات مرخصة من وزارة التجارة والصناعة.
يأتي ذلك مع كون هذه الصناعة تتقاطع مع جميع القطاعات الاقتصادية، وتروج للصناعات الوطنية. ففي كندا، تبلغ عوائد صناعة الاجتماعات 32 مليار دولار، وهي تمثل 2 في المائة من الناتج القومي، ويعمل فيها أكثر من نصف مليون موظف، وذلك حسب تقرير المنظمة الدولية لمحترفي الاجتماعات. وفي أستراليا، التي يبلغ عدد سكانها مثل عدد سكان السعودية تقريبًا، تضخ صناعة الاجتماعات أكثر من 17 مليار دولار سنويًا للاقتصاد الأسترالي، ويعمل فيها أكثر من مائتي ألف موظف، وذلك حسب تقرير مجلس فعاليات الأعمال الأسترالي.
ورغم أن هذا القطاع يشهد استقرارًا عامًا على المستوى الدولي، فإنه يشهد نموًا ملحوظًا ومتصاعدًا في منطقة الخليج العربي. ونظرا لأهمية قطاع المعارض والمؤتمرات في تنمية اقتصاد السعودية، أولت الدولة هذا القطاع الاقتصادي اهتماما خاصًا، ويعد قرار مجلس الوزراء رقم (246) بتاريخ 17 رجب 1434، بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني للمعارض والمؤتمرات دلالة على اهتمام الدولة بتنمية هذا القطاع الاقتصادي المهم، التي في النهاية ستؤدي إلى الإسهام في تنويع القاعدة الاقتصادية، بهدف تقليص الاعتماد على النفط موردًا رئيسًا للاقتصاد الوطني.



النفط يستقر بعد انخفاضه 2 % وسط إشارات متضاربة بشأن الرسوم

رافعة مضخة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حقل نفط حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
رافعة مضخة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حقل نفط حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
TT
20

النفط يستقر بعد انخفاضه 2 % وسط إشارات متضاربة بشأن الرسوم

رافعة مضخة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حقل نفط حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
رافعة مضخة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حقل نفط حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد انخفاضها بنحو 2 في المائة في الجلسة السابقة؛ حيث يُقيّم المستثمرون زيادة محتملة في إنتاج «أوبك بلس» في ظل إشارات متضاربة بشأن الرسوم الجمركية من البيت الأبيض، والمحادثات النووية الأميركية الإيرانية الجارية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 8 سنتات، أو 0.12 في المائة، لتصل إلى 66.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:05 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 9 سنتات، أو 0.14 في المائة، ليصل إلى 62.36 دولار للبرميل.

وانخفضت الأسعار بنسبة 2 في المائة في جلسة التداول السابقة بعد أن أفادت «رويترز» بأن العديد من أعضاء «أوبك بلس» سيقترحون تسريع المجموعة لزيادة إنتاج النفط للشهر الثاني في يونيو (حزيران)، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على محادثات «أوبك بلس».

وكتب محللو «آي إن جي» في مذكرة: «في حين أن التوجه نحو المخاطرة رفع أسعار معظم الأصول ذات المخاطر أمس، إلا أن النفط تخلف عن الركب بسبب خلافات (أوبك بلس)».

وأفادت «رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان، التي تنتج نحو 2 في المائة من إنتاج النفط العالمي، والتي تجاوزت حصتها مراراً وتكراراً خلال العام الماضي، قالت إنها ستعطي الأولوية للمصلحة الوطنية، بدلاً من مصلحة «أوبك بلس»، في تحديد مستويات الإنتاج.

وكانت هناك خلافات سابقة بين أعضاء «أوبك بلس» حول الالتزام بحصص الإنتاج، وقد أدى أحدها إلى خروج أنغولا من «أوبك بلس» في عام 2023.

وقال محللو «آي إن جي» إن «استمرار الخلافات بين أعضاء (أوبك بلس) يُمثل خطراً هبوطياً واضحاً، لأنه قد يؤدي إلى حرب أسعار».

ودعمت دلائل على أن الولايات المتحدة والصين قد تقتربان من محادثات تجارية، الأسعار. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن البيت الأبيض مستعد لخفض تعريفاته الجمركية على الصين إلى 50 في المائة لفتح باب المفاوضات.

وصرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الأربعاء، بأن التعريفات الجمركية الحالية على الواردات - البالغة 145 في المائة على المنتجات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة و125 في المائة على المنتجات الأميركية المتجهة إلى الصين - غير مستدامة، ويجب تخفيضها قبل بدء محادثات التجارة بين الجانبين. إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت صرحت لاحقاً لقناة «فوكس نيوز» بأنه لن يكون هناك تخفيض أحادي الجانب للتعريفات الجمركية على السلع الصينية.

يقول محللو شركة «ريستاد إنرجي» إن استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يُخفض نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف هذا العام، ليصل إلى 90 ألف برميل يومياً، من 180 ألف برميل يومياً.

كما يدرس ترمب إعفاءات من الرسوم الجمركية على واردات قطع غيار السيارات من الصين، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» يوم الأربعاء.

وستعقد الولايات المتحدة وإيران جولة ثالثة من المحادثات نهاية هذا الأسبوع بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، مما قد يُسبب ضغطاً هبوطياً على أسعار النفط. وتراقب السوق المحادثات بحثاً عن أي مؤشر على أن التقارب الأميركي الإيراني قد يُؤدي إلى تخفيف العقوبات على النفط الإيراني وزيادة المعروض. لكن الولايات المتحدة فرضت يوم الثلاثاء عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأنه يُظهر «انعدام حسن النية والجدية» بشأن الحوار مع طهران.