أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المضي قدمًا في استعادة الدولة اليمنية من الميليشيات الانقلابية، مشيدًا في كلمة له في قمة الدول الإسلامية المنعقدة في جاكرتا الإندونيسية بدعم دول التحالف العربي التي وقفت إلى جانب الشعب اليمني.
وقال هادي: «قطعنا شوطًا كبيرًا في مسيرة استعادة الدولة اليمنية من الميليشيات الانقلابية، وسوف نمضي لنحقق لليمنيين ما تبقى من أحلامهم في تنفيذ مخرجات حوارهم الوطني الشامل، واستعادة دولتهم، ونيلهم حياة كريمة وبدعم من أشقائنا الذين أثبتت الأيام صدق نواياهم ونبل أهدافهم».
كما كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى عن أن اللقاءات المتكررة التي يعقدها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع مختلف الأقطاب السياسية اليمنية تستهدف «تحديد موعد للمشاورات»، في إشارة إلى أن ما يجري حاليًا يمثل تمهيدًا قبل انعقاد محادثات جنيف المقررة لاحقًا.
وحرص الرئيس اليمني على إبلاغ مختلف الفرقاء بضرورة تنفيذ ما قررته محادثات «جنيف 2» قبل البدء بالمحادثات الجديدة التي ستبنى على مبدأ إعادة الثقة بعد الإفراج عن أسماء معينة من المختطفين، وعلى رأسهم وزير الدفاع اليمني المختطف اللواء الركن محمود الصبيحي، وناصر منصور شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وبحسب المصادر، ركز الرئيس اليمني على أهمية فتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية، فيما تصر الميليشيات الحوثية على وقف إطلاق النار أولاً، قبل تنفيذ مقررات «جنيف2»، رغم أن الحوثيين في مرحلة الإنهاك.
ومن المقرر عقد المحادثات التي يجري التحضير لها حاليًا في النصف الثاني من مارس (آذار) الحالي، فيما تؤكد المعطيات الحالية فقدان الميليشيات الحوثية قدراتها في إدارة الحرب، ما جعلها تجنح للتعجيل في طلب وقف إطلاق النار.
وكشفت المصادر عن أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح يحاول استثمار المحادثات المرتقبة ليقدم نفسه كزعيم قادر على لعب دور محور الارتكاز في العملية السياسية والعسكرية بشكل كامل، مشترطًا أن تكون مفاوضاته مع السعودية مباشرة، وهو ما لم يجد أدنى درجات القبول، أو حتى مجرد السماح بمناقشة طموحاته التي يفصح عنها في وقت لم يعد وقته.
وتعليقًا على التطورات السياسية التي يشهدها الملف اليمني في الفترة الحالية، شدد الدكتور نجيب غلاب الباحث والمحلل السياسي رئيس مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية، على ضرورة وضع آلية تنفيذية واضحة لبنود مقررات مجلس الأمن، شرط أن تكون قادرة على العمل والتنفيذ على أرض الواقع، مبينًا أن الميليشيات الحوثية توافق على تنفيذ كثير من الأمور ولكنها على أرض الواقع تعمل بطريقة مغايرة، داعيًا إلى أن تكون الآلية على شكل وثيقة استسلام تتم عبر الأمم المتحدة.
وذهب غلاب إلى أن الحوثيين لديهم هدف وحيد هو وقف إطلاق النار، إذ لم يعد لديهم قدرة على إدارة الحرب، إضافة إلى وجود تغيرات جذرية على المستوى العسكري والشعبي، فهناك توجهات قبلية واضحة ضد الحركة الحوثية من خلال ترتيب صفوفها للقيام بانتفاضة ضدهم، كما أن المؤسسة العسكرية الأمنية والجهاز البيروقراطي للدولة ضاقوا ذرعًا بالحركة الحوثية، وتشكلت لديهم قناعة بأن استمرارهم بالعمل معهم سيقود إلى حالة انهيار شامل وتأثر لمصالحهم، أضف إلى ذلك أن استمرار الحرب أصبح بمثابة تقديم أنفسهم قربانًا لحرب انتحارية.
ورأى رئيس مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية، أن الحوثي وصالح وصلا إلى قناعة كاملة بضرورة وجود حل ينهي الحرب، من خلال وقف إطلاق النار دون تقديم تنازلات.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن صالح تورط مع الحركة الحوثية، وهذا ما يؤكده إلقاء اللوم عليهم في الآونة الأخيرة، رغم أن اللوم الأكبر في الحقيقة يلقى على الرئيس المخلوع نفسه، كونه خان اليمنيين وتحالف مع الحركة الحوثية التي لها مشروعها الخاص.
ولفت غلاب إلى أن وجود الفريق علي محسن الأحمر والتحرك على الميدان شكل تغيرًا قويًا وطمأن القبائل والعسكر والمدنيين، وأضعف تحالفات صالح من المراهنة على استمرار الانقلاب وأرعبت الحركة الحوثية، ودفعها للتسليم بكثير من التنازلات.
وشدد على ضرورة أن يكون الوفد الشرعي الممثل من قبل الحكومة في مباحثات جنيف المقبلة حذرًا جدًا اتجاه التنازلات التي سيقدمها الحوثيون، والتي ستأتي وفق التعليمات المتبعة من قبل إيران فيما يخص التفاوض، مسترجعًا ما تم في المفاوضات السابقة والتي أوحت من خلالها الميليشيات الحوثية أنها قوية قادرة على الاستمرار في الحرب، ولكن بحكم أنها ليست إلا خلية أمنية إيرانية، فهي تريد اليوم أن تجعل التفاوض أداة من أدوات وجودها واستمرارها.
الرئيس هادي: قطعنا شوطًا كبيرًا في مسيرة استعادة الدولة
مراقبون يرون أن تدهور قدرات الميليشيات الانقلابية يجبرها على طلب وقف إطلاق النار
الرئيس هادي: قطعنا شوطًا كبيرًا في مسيرة استعادة الدولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة