القوات اليمنية تستعيد مواقع جديدة في تعز.. وقناصة الحوثي تستهدف الأطفال والنساء

الحصار يتسبب في إغلاق 468 مدرسة.. وحرمان أكثر من 250 ألف طالب من التعليم

القوات اليمنية تستعيد مواقع جديدة في تعز.. وقناصة الحوثي تستهدف الأطفال والنساء
TT

القوات اليمنية تستعيد مواقع جديدة في تعز.. وقناصة الحوثي تستهدف الأطفال والنساء

القوات اليمنية تستعيد مواقع جديدة في تعز.. وقناصة الحوثي تستهدف الأطفال والنساء

استعادت قوات الجيش اليمني والمقاومة بمساندة التحالف، أمس مواقع جديدة، كانت خاضعة لميليشيات الحوثي وقوات صالح وسط تعز. وسقط العشرات من الانقلابيين بين قتيل وجريح بعد مواجهات عنيفة في مواقع بالجبهة الشرقية شملت أحياء ثعبات والجحملية والكمب.
إلى ذلك كذب المكتب الإعلامي لقائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي، مزاعم الميليشيات الانقلابية التي نشرتها على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الموالية لها، بأنهم سيطروا على أحياء الزهراء والفتح، وسط تعز، مؤكدا أن، هذه الأحياء خاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية.
ونجحت عناصر المقاومة الشعبية في التصدي لهجمات مباغتة للميليشيات وأجبرتهم على التراجع وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما استهدف قوات الجيش والمقاومة الشعبة تجمعا للميليشيات الانقلابية في جبهة الشقب، شرق جبل صبر في عزلة الأقروض بمديرية المسراخ، جنوب المدينة.
من جهة ثانية قال حقوقيون لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، تحاول تعويض خسائرها الكبيرة التي تكبدتها على أيدي قوات الشرعية والتحالف، بارتكاب مزيد من الجرائم الإنسانية ضد المواطنين العُزل، وذلك من خلال القصف المستمر للأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، وقنص الأطفال والنساء».
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من إسقاط قيادي حوثي في معبر الدحي بالقرب من جامعة تعز غرب المدينة. وتجددت المواجهات في عزلة الأقروض بمديرية المسراخ، وبشكل عنيف في محاولة من الشرعية تحرير عزلة الأقروض التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات، بعد أيام من تحرير مركز المديرية. وأكد القيادي بمقاومة تعز أن الساعات القادمة ستشهد تحرير مديرية المسراخ بالكامل».
وكبد طيران التحالف الميليشيات خسائر كبيرة جراء غاراتها المكثفة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات في مناطق متفرقة في مدينة تعز وأطراف المدينة. وسقط ما لا يقل عن 20 عنصرا من الميليشيات الانقلابية خلال المواجهات العنيفة في جبل حبشي مع القوات الشرعية المدعومة بغارات التحالف العربي، وتمكنت القوات اليمنية من التصدي لمحاولة الميليشيات اقتحام تلة معين والمبهى الاستراتيجيتين.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن التحالف كثف من غاراته المباشرة على مواقع عدة من بينها مواقع للميلشيات في صالة والحوبان ومواقع عسكرية تابعة للواء 22 ميكا بمنطقة الجند، شرق تعز، كما قصف مواقع للانقلابيين في منطقة ماوية ومفرق الذكرة ما أسفر عن تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية للميليشيات، ومقر اللواء 35 بالمطار القديم، وغارات أخرى استهدفت تعزيزات عسكرية للميليشيات في جبهة الضباب وفي مناطق الفاقع والروع بمديرية الوازعية، غرب المدينة.
من جهة ثانية كشف تقرير أن الميليشيات الانقلابية تسببت في إغلاق 468 مدرسة في محافظة تعز، وحرمت أكثر من 250 ألف طالب وطالبة من التعليم خلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي 2015 - 2016، من الذهاب إلى المدرسة.
وقال التقرير الصادر من مركز الدراسات والإعلام التربوي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «أكثر من 250 ألف طالب وطالبة من طلبة التعليم العام بتعز يشكلون ثلث طلبة التعليم العام بالمحافظ البالغ عددهم (800) ألف طالب وطالبة، لا يرتادون المدارس بسبب الحرب والصراع المتأجج في المحافظة منذ قرابة سنة، حيث لا تزال أكثر من 468 مدرسة في عموم مديريات المحافظة مغلقة منذ بداية العام الدراسي الحالي أي ما يمثل 29 في المائة من إجمالي مدارس المحافظة البالغ عددها 1624مدرسة حكومية وأهلية».
وذكر التقرير أن «هناك أربع مديريات توقف التعليم فيها تماما منذ بداية العام بسبب الصراع وهي صالة، المسراخ، ذباب والوازعية، كما أن هناك أربع مديريات أقل ما يوصف وضع التعليم فيه بالحرج وهي القاهرة، المظفر، المخاء وحيفان، حيث تتراوح نسبة المدارس المغلقة فيها ما بين 60 - 80 في المائة وبقية المديرات وجميعها مديريات ريفية تتفاوت نسبة الإغلاق فيها من مديرية إلى بنسب لا تتجاوز الـ 30 في المائة».
وأضاف أن التعليم في تعز «لم يتلق أي دعم مالي يذكر خلال الفصل الدراسي الأول 2015 - 2016م سواء من وزارة التربية والتعليم أو من الحكومة الشرعية أو من الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة وأن المدارس والمبادرات التي ما زالت تعمل بشكل ما في المحافظة تواجه تحديات حقيقية تهدد استمرارية عملها». وأكد مركز الدراسات والإعلام التربوي أن هناك كثيرا من التحديات التي تعيق الطلبة من الوصول إلى مدارسهم أو استمرارهم فيها فعلى المستوى الأمني وثق المركز ثلاث حوادث في مدينة تعز استهدفت مدارس ومبادرات عاملة مما عرض طلبة للقتل أو إصابتهم بالرعب وجاء الانتهاك نتيجة قذيفة أطلقها الحوثيون وسقطت جوار مدرسة زينب وادي القاضي مما أدى إلى مقتل 3 طلاب أثناء عودتهم من المدرسة والثانية سقطت بالقرب من إحدى المبادرات العاملة في صالة إما الحادثة الثالثة، فكان مصدرها قصف للطيران بمنطقة الحوبان مما أدى إلى سقوط 7 طلاب أثناء عودتهم من المدرسة». وناشد المجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات التي تمارس بحق التعليم وطالب بعقد مؤتمر عاجل للتقديم الدعم الفني والمالي للتعليم في اليمن.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.