كروز وساندرز يتقدمان.. وترامب وكلينتون يعززان موقعهما في ولايات أميركية

ارتفاع الضغوط على روبيو وكاسيك للانسحاب من السباق الجمهوري

المرشح في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية تيد كروز يتحدث في مؤتمر بكنساس أول من أمس (رويترز)
المرشح في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية تيد كروز يتحدث في مؤتمر بكنساس أول من أمس (رويترز)
TT

كروز وساندرز يتقدمان.. وترامب وكلينتون يعززان موقعهما في ولايات أميركية

المرشح في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية تيد كروز يتحدث في مؤتمر بكنساس أول من أمس (رويترز)
المرشح في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية تيد كروز يتحدث في مؤتمر بكنساس أول من أمس (رويترز)

حقّق عضوا مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري، تيد كروز، والديمقراطي برني ساندرز، فوزا كبيرا السبت في سلسلة جديدة من الانتخابات التمهيدية للحزبين، فيما عزّز كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون موقعهما كالمرشح الأوفر حظا لحزبه.
ودعا دونالد ترامب، الذي يتقدم المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى معركة «الند للند» مع غريمه السيناتور تيد كروز، وحث كل من ماركو روبيو وجون كاسيك على الانسحاب من المنافسة.
وحقق كروز الذي يؤكد أنه الحصن الأخير في المعسكر الجمهوري في مواجهة دونالد ترامب فوزا كبيرا في ولايتين من أصل أربع في انتخابات السبت، هما كنساس وماين. لكنه لم يتمكن من فرض نفسه أمام قطب العقارات في لويزيانا، الولاية الواقعة في جنوب البلاد، وكانت الأهم في انتخابات السبت من حيث عدد المندوبين. وفاز ترامب أيضا في كنتاكي، حسب تقديرات محطات التلفزيون الأميركي، ليرفع بذلك إلى 12 عدد عمليات الاقتراع التي فاز فيها حتى اليوم مقابل 6 لكروز.
في المقابل، سجل السناتور عن فلوريدا ماركو روبيو مزيدا من التراجع في السباق إلى البيت الأبيض. وقال ترامب في مؤتمر صحافي في ويست بالم بيتش في فلوريدا: «سأدعو شخصيا إلى انسحابه من السباق. وأنا مستعد لمواجهة تيد». وقبل ذلك، أكد كروز الذي يقدم نفسه على أنه البديل الوحيد لترامب أنه لمس في نتائج الاقتراع السبت «استمرارا» لتقدمه لدى ناخبي الحزب الجمهوري. وأضاف كروز في أيداهو، حيث يقوم بحملته «ما نراه هو أن المحافظين والجمهوريين يتجمعون حولي».
وستجري الجولة المقبلة من الانتخابات التمهيدية الجمهورية غدا في ولايات ميشيغن وميسيسيبي وأيداهو وهاواي، قبل «ثلاثاء كبير» آخر في 15 مارس (آذار) في خمس ولايات كبرى، بينها فلوريدا. وفي ختام الانتخابات التمهيدية، سيعلن المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو (تموز) مرشحه للاقتراع الرئاسي الذي حصل على أكبر عدد من أصوات المندوبين.
أما المرشحان الجمهوريان الآخران، أي روبيو وحاكم أوهايو السابق جون كاسيك، فلم يحققا أي تقدم. ولم يفز روبيو حتى الآن سوى بولاية واحدة، هي مينيسوتا، بينما لم يحقق كاسيك أي فوز.
وما زال الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب مساء الخميس الماضي يهز الحزب الجمهوري، إلا أنه من غير المؤكد أن تكون الحملة التي أطلقتها ضده نخبة الحزب الجمهوري بما فيها المرشح السابق للرئاسة الأميركية في 2012 ميت رومني، كافية لوقف تقدمه. ويثير خطابه اللاذع شكوكا في إمكانية انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك في صفوف أقرب المقربين منه. وقال ترامب في مدينة ويشيتا في ولاية كنساس، أول من أمس، إن «النظام التقليدي ضدنا»، مضيفا «سنعمل على تغيير الأمور بشكل كبير جدا، كما سنفعل ذلك بسرعة كبيرة جدا، وستكونون فخورين بذلك».
وقد ألغى الملياردير في اللحظة الأخيرة مشاركته السبت في المؤتمر السنوي للمحافظين الأميركيين المتشددين قرب واشنطن. وحصل ترامب على أكبر عدد من المندوبين الجمهوريين، حيث فاز في 12 من بين الولايات الـ19 التي جرى فيها التصويت حتى الآن. إلا أن كروز حصل على عدد أعلى من المندوبين مقارنة مع ترامب في اقتراع السبت.
وفاق كروز التوقعات في كنساس، حيث حصل على نسبة دعم بلغت 48.2 في المائة، أي أكثر من ضعفي ترامب الذي لم يحقق سوى 23.3 في المائة. أما روبيو فحل في المرتبة الثالثة بنسبة 16.7 في المائة، يليه جون كاسيك الذي يتعين عليه التفكير في وضعه الآن بعد نتائجه المخيبة للآمال. وحقق كروز فوزا بنسبة 13 نقطة في منطقة «نيو إنغلاند» في ماين.
أما في المعسكر الديمقراطي، فقد أنعش فوز برني ساندرز، في ولايتي كنساس ونبراسكا، حملة المرشح الذي يهاجم باستمرار أوساط المال، بعدما أضعف إلى حد كبير بعد «الثلاثاء الكبير» مع فوز كلينتون في سبع ولايات. لكن السيدة الأولى السابقة لا تزال الأوفر حظا للفوز في انتخابات الحزب الديمقراطي كمرشحة إلى الاقتراع الرئاسي في نوفمبر المقبل، حيث ثبتت بقوة تقدمها بفوز كبير حققته في لوزيان، أهم ولاية شهدت انتخابات مساء السبت. وحصلت كلينتون حتى الآن على 59 مندوبا في لويزيانا، و37 في كنساس و25 في نبراسكا. وقد استفادت كلينتون خصوصا من دعم السود الذين لم ينجح ساندرز في كسب أصواتهم.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.