بدأت في العاصمة الليبية، أمس، جولة محادثات مفاجئة بين ممثلين عن البرلمان الحالي والسابق، وذلك في محاولة لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد، في وقت أعلن فيه الجيش الليبي أن قواته ما زالت تتقدم في مواجهة الجماعات المتطرفة في بنغازي بالمنطقة الشرقية.
وقال شهود عيان ومصادر محلية في بنغازي لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الليبي أرسل، أمس، تعزيزات وآليات عسكرية جديدة إلى منطقة الصابري، ومصنع الإسمنت بمنطقة الهواري، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمتطرفين في آخر معاقلهم الرئيسية على ما يبدو في المدينة. فيما قال مسؤول عسكري إن طائرات حربية تابعة للجيش الليبي شنت أمس غارات جوية على القوارشة، ومصنع الإسمنت في الهواري.
من جهته، قال مسؤول محلي في المدينة، مشترطا عدم تعريفه إن «المتطرفين أصبحوا الآن في منطقة صغيرة جدا، لأنهم محاصرون بشكل كامل.. وأسطورتهم أصبحت على وشك السقوط، عسكريا وميدانيا»، وتابع موضحا: «إنهم يسيطرون الآن فقط على مساحة صغيرة ومحدودة للغاية.. والمعارك الحالية هي فقط معارك للدفاع عن أنفسهم وليس للسيطرة على المدينة»، لافتًا النظر إلى أن قوات الجيش نجحت في إغلاق جميع المنافذ أمام المتطرفين، الذين لم يعد لديهم سوى مرسى صغير للقوارب بقنفودة، وهو آخر ممر ضيق لهم، ولا يمكن لهم الهرب بواسطته دفعة واحدة لأنه غير مجهز لاستقبال جرافات كبيرة».
في غضون ذلك، انتهت أول من أمس مهلة عشرة أيام التي حددها القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر لعملية «دم الشهيد»، التي أطلقها في 20 من الشهر الماضي. لكن مصادر عسكرية قالت في المقابل إن سوء الأحوال الجوية خلال اليومين الماضيين حال دون قيام قوات الجيش باستكمال أعمالها في تطهير المدينة من قبضة المتطرفين.
من جهة ثانية، بدأ أعضاء من مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، زيارة إلى العاصمة طرابلس للاجتماع مع ممثلين عن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، إذ نقلت قناة «النبأ» التلفزيونية، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، عن إبراهيم عميش رئيس لجنة العدل والمصالحة بمجلس النواب، قوله إن جلسات حوار طرابلس تأتي في إطار استكمال جولاته، وما تم الاتفاق عليه في لقاء رئيسي البرلمانيين الحالي والسابق في مالطا وعمان.
وتأتي هذه الزيارة تنفيذًا لقرار مفاجئ أصدره رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي أصدر قرارًا يقضي بتشكيل لجنة للحوار الداخلي تتكون من 13 نائبًا، وذلك لتمثيل المجلس في الحوار مع برلمان طرابلس.
وفي غضون ذلك، يقول مسؤولون غربيون إنهم يبحثون شن ضربات جوية وعمليات للقوات الخاصة في ليبيا ضد التنظيم الذي يسيطر بالفعل على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.
ومنذ أكثر من عام، يسعى تنظيم داعش إلى التمدد في ليبيا، مستغلاً الفوضى الأمنية الناتجة عن النزاع على الحكم بين سلطتين، إحداهما في طرابلس والأخرى في طبرق (شرق) معترف بها دوليًا.
وتدفع الأمم المتحدة والدول الكبرى نحو تشكيل حكومة وفاق وطني توحد سلطات البلد الغني بالنفط لمواجهة الخطر المتطرف المتصاعد، لكن الخلافات السياسية تعيق مساعي تشكيل هذه الحكومة.
ليبيا: محادثات مفاجئة بين ممثلين عن البرلمان لبحث الأزمة السياسية
سكان في بنغازي: أسطورة الجماعات المتطرفة أصبحت على وشك السقوط
ليبيا: محادثات مفاجئة بين ممثلين عن البرلمان لبحث الأزمة السياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة