بات قطاع الاتصالات السعودي يعيش حالة من التطور الملحوظ في عدد مستخدمي الإنترنت، إذ كشفت بيانات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن عدد مستخدمي الإنترنت في البلاد وصل إلى 21.6 مليون مستخدم بنهاية عام 2015، بزيادة تبلغ نسبتها نحو 89.5 في المائة، عما كانت عليه قبل نحو خمس سنوات.
وأوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في هذا الجانب أن نسبة انتشار الإنترنت في السعودية بلغت 68.5 في المائة، مقارنة بنسبة السكان في نهاية 2015، مقابل 41 في المائة عام 2010، مما يعني زيادة الطلب على خدمات الإنترنت، مع الاستخدام والارتباط الكبير بقنوات التواصل الاجتماعي، إذ أصبح المشترك يبحث عن سرعات أعلى، وسعات تحميل أكبر، ولذلك زادت كمية البيانات المستخدمة بشكل كبير جدًا في السنوات القليلة الماضية.
وتوقعت هيئة الاتصالات السعودية أن يشهد الطلب على خدمات الإنترنت في البلاد ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات القليلة المقبلة، نتيجة التوسع في التغطية الواسعة لشبكات الجيل الثالث والرابع لمختلف مناطق البلاد، وتزايد العوامل المساعدة والداعمة لمحتوى الإنترنت، وانتشار الأجهزة الذكية، وانخفاض أسعارها وما تحتويه من برامج وتطبيقات معتمدة على الاتصال بالإنترنت.
وأمام هذه المعلومات والأرقام الجديدة يبزر في سوق الاتصالات السعودي منافسة محتدمة بين ثلاث شركات مشغلة لخدمات الهاتف المتنقل والإنترنت، وهو ما يجعلها في سباق ماراثون مستمر، تتنافس فيه الشركات الثلاث على الفوز بالحصة الأكبر في قاعدة المشتركين، خصوصًا في ظل ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت.
وعلى الرغم من أن الشركات الثلاث دخلت قطاع الاتصالات السعودي على فترات زمنية متباعدة، فإن حجم المنافسة ما زال يشهد تطورًا ملحوظًا، في ظل تزايد حجم المستخدمين، وبحث المنافسين الجدد عن تكوين قاعدة عملاء كبيرة، في وقت تسعى فيه إلى تقديم خدمات الإنترنت بطريقة أكثر احترافية وملائمة لمشتركيها.
وتعد شركة الاتصالات السعودية «STC» أقدم الشركات المشغلة في قطاع الاتصالات السعودي، ويأتي من بعدها شركة «موبايلي»، بينما تعد شركة «زين السعودية» آخر الشركات التي دخلت بقوة للمنافسة في قطاع الاتصالات السعودي، وهي المنافسة التي بدأت الشركة من خلالها التركيز على مزاياها التنافسية أمام المشغلين الآخرين.
وبالحديث عن أحدث الشركات التي دخلت المنافسة التشغيلية في قطاع الاتصالات السعودية فإن شركة «زين السعودية»، لم تستغرق أكثر من 24 شهرًا فقط، حتى نجحت في إحداث أثر لخطة التحول التي وضعتها إدارتها التنفيذية بموافقة مجلس الإدارة، وهي الخطة التي بدا أثرها ملحوظًا على النتائج المالية للشركة، في ربعها الأخير من العام المالي المنصرم، التي أعطت مؤشرًا على وجود تحسن واضح على قوائم الشركة المالية.
ويجد المتتبع للقوائم المالية لشركة «زين السعودية» خلال الأشهر الماضية أن الشركة تعمل بشكل جاد نحو تبوؤ مكانها الذي يجب أن تكون عليه، وهي الجهود التي ترتكز في المقام الأول على تقليص الخسائر التشغيلية، وتدعيم أعمال الشركة، وتطوير بنيتها التحتية، بما يتوافق مع الخطط الاستراتيجية التي تستهدف من خلالها جذب مزيد من المشتركين.
وتعمل «زين السعودية»، بشكل جاد على تقديم الجديد من الخدمات، وهذا ما يبدو واضحًا في تقارير الشركة، وتحديدًا عقب بدء إعادة هيكلة الشبكة التي بدأ العمل عليها منتصف عام 2014م، ليبلغ بذلك عدد مشتركي الشركة ما يزيد على 12.4 مليون مشترك بنهاية عام 2015.
وأرجعت «زين السعودية» هذه الزيادة في أعداد مشتركيها إلى الجهود التي تبذلها من أجل تقديم أفضل الخدمات لمشتركيها التي تتم من خلال أحدث الشبكات في السعودية، لتؤكد الشركة بمجهوداتها الحرص الكبير على إنتاج الجديد من الباقات والعروض المتنوعة والمتجددة التي من شأنها توفير جميع ما يرغب به مستخدمو الهواتف المتنقلة في السعودية، وفق أحدث ما توصل إليه عالم الاتصالات وتقنية المعلومات في العالم.
وترى «زين السعودية» أن سبب زيادة حجم قاعدة مشتركيها يعود إلى التطور في تغطية الشبكة وسعتها وقوتها، حيث وقعت الشركة تزامنًا مع إطلاق خطة التحول عقودًا ضخمة لإعادة تطوير وتوسيع الشبكة، وقسمتها على ثلاث مراحل، من شأنها أن تسجّل نموًّا هائلاً في كثير من خصائص الشبكة، ويأتي في مقدّمتها نموّ تغطية شبكة الجيل الرابع لتصل إلى 90 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان في السعودية، بينما ستصل تغطية تلك المناطق بخدمات الاتصالات بشكل عام إلى 96 في المائة.
وتبّنت «زين السعودية» سياسة الشفافية والسرعة في تقديم المعلومات لجميع مشتركيها والمهتمين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، من خلال تقديمها أحدث المستجدات عن مشروع تطوير الشبكة، حيث أعلنت عن انتهاء المرحلة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعد أن شهدت المرحلة الأولى تحسنًا كبيرًا في أداء الشبكة من حيث السعة والتغطية، بالإضافة إلى نجاح الشركة في زيادة عدد المدن المغطاة بخدمات الجيل الرابع 4G إلى 90 مدينة في مختلف أنحاء البلاد، هذا بالإضافة إلى تغطية 14 طريقًا سريعًا بين المدن بخدمات الإنترنت عالي السرعة، بانتهاء المرحلة الأولى.
وبالنظر إلى آخر نتائج مالية أعلنتها «زين السعودية» التي تعكس أداء الشركة خلال فترة الربع الرابع من العام المالي 2015، فقد شهدت نموًا تبلغ نسبته 48 في المائة في الأرباح ما قبل الأعباء التمويلية والضرائب والاستهلاك والإطفاء، خلال فترة 12 شهرًا، لتصل إلى 1.62 مليار ريال (420 مليون دولار)، مقارنة بـ1,1 مليار ريال (293.3 مليون دولار)، خلال ذات الفترة من عام 2014، كما سجلت «زين السعودية» تخفيضًا كبيرًا، تبلغ نسبته 73 في المائة في الخسائر التشغيلية خلال 2015.
من جهة أخرى، تعد شركة «موبايلي» المشغل الثاني لخدمات الاتصالات المتحركة في السعودية، وعقدت الشركة اتفاقية إدارة مع مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» مدتها سبع سنوات قابلة للتجديد، بحسب بيانات الشركة على موقع السوق المالية السعودية «تداول».
وأطلقت شركة اتحاد اتصالات «موبايلي» خدماتها تجاريًا في السعودية بتاريخ 25 مايو (أيار) 2005، بينما أطلقت خدمة الجيل الثالث للهواتف المتحركة خلال عام 2006، كما دشنت بعد ذلك كثيرا من الخدمات ذات القيمة المضافة، وتعد شركة «موبايلي» من كبرى مشغلي الاتصالات في مجال النطاق العريض.
وتراهن شركة «موبايلي» بقدرتها على العودة إلى الربحية من جديد، بعد أن هزت مشكلة القوائم المالية نتائج الشركة خلال العامين الماضيين، وسط انفراجة تبدو قريبة لنتائج الشركة المالية، في ظل المعطيات الحالية التي تؤكد تنامي قطاع الاتصالات السعودي.
وبالعودة إلى المشغل الأقدم في قطاع الاتصالات السعودي، شركة الاتصالات السعودية «STC» التي تأسست في عام 1998، وتتمثل الأنشطة الرئيسية لمجموعة الاتصالات السعودية، في توفير وتقديم خدمات الاتصالات والمعلومات والإعلام، وتشمل أغراضها على سبيل المثال لا الحصر، إنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة شبكات وأنظمة الاتصالات الثابتة والمتحركة، وتوصيل وتقديم خدمات الاتصالات المختلفة إلى العملاء وصيانتها وإدارتها، وإعداد الخطط والدراسات اللازمة لتطوير وتنفيذ وتوفير خدمات الاتصالات من جميع النواحي الفنية والمالية والإدارية.
وترتكز الأنشطة الرئيسة للشركة بناء على بياناتها في موقع السوق المالية السعودية «تداول»، على إعداد وتنفيذ الخطط التدريبية في مجال الاتصالات، وتقديم أو الحصول على الخدمات الاستشارية التي تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بأعمالها وأوجه نشاطها، والتوسّع في شبكات ونظم الاتصالات وتطويرها عن طريق استخدام أحدث الأجهزة والمعدات التي توصلت إليها تقنية الاتصالات، خصوصًا في مجال تقديم الخدمات وإدارتها.
قطاع الاتصالات السعودي.. ماراثون سباق تتنافس فيه ثلاث شركات
عدد مستخدمي الإنترنت يقفز 89.5 % خلال خمس سنوات
قطاع الاتصالات السعودي.. ماراثون سباق تتنافس فيه ثلاث شركات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة