هاجمت الرئاسة الفلسطينية، أمس، الجمهورية الإيرانية على خلفية تعهد الأخيرة بإدخال أموال للفلسطينيين في الضفة الغربية بكل طريقة ممكنة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إنه كان من الأجدى أن ترسل إيران الأموال بشكل رسمي إلى مؤسسة الشهداء والأسرى، التي تقوم بواجباتها نحو أبطال فلسطين وعائلاتهم بدل اللجوء إلى طرق ملتوية ووسائل غير مشروعة.
ووصف الناطق الرسمي تدخلات إيران المالية بأنها تجاوز للشرعية الفلسطينية، وخرق لكل القوانين بما فيها القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين الدول، كما أنها تعتبر تدخلاً مرفوضًا في الشؤون الداخلية الفلسطينية والعربية. وكان أبو ردينة يعقب على ما ورد على لسان مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين شيخ الإسلام التي قال فيها إن طهران ستدخل الأموال إلى الضفة الغربية عبر طرقها الخاصة، في إشارة إلى تعهد إيراني بدفع مبالغ مالية «لشهداء» الانتفاضة الحالية ومن تهدمت منازلهم.
وفي وقت سابق، أعلن السفير الإيراني لدى لبنان أن بلاده ستدفع آلاف الدولارات لأسر الفلسطينيين الذين قتلوا في الاحتجاجات ضد إسرائيل وأعمال عنف أو الذين هدمت إسرائيل منازلهم. وقال السفير الإيراني محمد فتح علي في مؤتمر صحافي في بيروت: «القرار يشمل أولا مبلغ 7 آلاف دولار لكل أسرة من أسر شهداء الانتفاضة». وأضاف أن إيران ستقدم كذلك «30 ألف دولار لكل أسرة هدم الاحتلال منزلها بسبب مشاركة أحد أبنائها في الأحداث».
وقالت السلطة إن هذه التصريحات غير مقبولة ومرفوضة.
وعد أبو ردينة أنها تصريحات لا تخدم النضال الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال، وفي نضاله نحو الحفاظ على القدس والمقدسات.
وأكد أبو ردينة أنه لا علم للقيادة الفلسطينية بإقدام إيران على تحويل أموال إلى عائلات فلسطينية.
وأضاف أن الرئاسة الفلسطينية تعارض أي محاولة للالتفاف حولها في هذا الموضوع أو للمزايدة في معاناة العائلات كما قال. وجاء موقف الرئاسة من إيران في وقت تحاول فيه طهران التقرب من حماس.
وأعلنت حركة حماس قبل أيام تطلعها لفتح صفحة جديدة من التعاون مع إيران، بعد أن أنهى وفد من قادتها زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران استمرت ثمانية أيام، وشهدت جملة من اللقاءات.
وبحسب بيان حماس، فقد التقى الوفد خلال زيارته مسؤولين إيرانيين، على رأسهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني.
وعبر حمدان عن أمله في «أن تكون هذه الزيارة مقدمة لصفحة جديدة من التعاون بين حماس والجمهورية الإسلامية في إيران».
وجاء موقف حماس وتصريحات حمدان كما يبدو بطلب إيراني أو على الأقل محاولة من حماس لاستدراك الضرر الذي سببته التصريحات المسربة للمسؤول الكبير في حماس نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق ونشرتها «الشرق الأوسط» وتحدث فيها عن كذب الإيرانيين في دعم المقاومة واتهمهم بالدهاء والباطنية ووضع الاشتراطات مقابل الدعم الذي لم يصل منذ 2009 على حد قوله.
وكانت علاقة حماس بإيران تضررت بعد أن ساندت حماس «الثورة السورية» ضد الرئيس بشار الأسد، وتوترت أكثر بعد أن رفضت الحركة الاصطفاف بشكل واضح إلى جانب إيران ضد المملكة السعودية فيما يخص اليمن أو سوريا.
ونهاية الأسبوع أعلنت حماس بشكل واضح أنها لا توافق على موقف إيران وحزب الله فيما يخص الأزمة السورية. وأنها مع ثورة الشعب السوري.
الرئاسة الفلسطينية: نرفض تدخلات إيران الملتوية ومزايداتها في معاناة العائلات
ردًا على إعلان طهران دفع أموال بطريقتها إلى عائلات متضررة
الرئاسة الفلسطينية: نرفض تدخلات إيران الملتوية ومزايداتها في معاناة العائلات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة