الرئيس المصري يتفق مع نظيره الكازاخستاني على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب

القاهرة أبدت دعمها لمبادرة نزار باييف لعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف اتفقا في ختام قمة عقدت أمس  في العاصمة أستانا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف اتفقا في ختام قمة عقدت أمس في العاصمة أستانا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس المصري يتفق مع نظيره الكازاخستاني على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف اتفقا في ختام قمة عقدت أمس  في العاصمة أستانا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف اتفقا في ختام قمة عقدت أمس في العاصمة أستانا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني («الشرق الأوسط»)

اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف في ختام قمة عقدت أمس، على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني، وبذل كل الجهود بهدف تعزيز الصداقة والتعاون المشترك من أجل ودعم الأمن الدولي والإقليمي والتأكيد على مبادئ المساواة والشراكة والحوار في العلاقات الدولية، وأبدت القاهرة دعمها الكامل لمبادرة الرئيس نزار باييف لعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية.
ووصل الرئيس السيسي، أمس الجمعة، العاصمة الكازاخستانية أستانا في بداية جولة آسيوية تشمل اليابان وكوريا الجنوبية، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية.
وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع باييف عقب جلسة المباحثات، إن المباحثات عكست حرص البلدين على تطوير التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والتجاري ومجالات الزراعة والسياحة والتعليم.
وأضاف السيسي خلال المؤتمر، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المباحثات تطرقت إلى عدد من الأزمات الدولية والإقليمية الملحة، والاتفاق على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على التوصل لتسويات سياسية عادلة ومستدامة لهذه الأزمات، ومواصلة تنسيق مواقف البلدين في المحافل الإسلامية والأممية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
أشار الجانبان إلى أهمية الحوار وتنسيق الجهود التي تهدف إلى معالجة المشاكل الملحة والإقليمية من خلال آليات المشاورات الثنائية، وكذلك في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا وغيرها من المنظمات الدولية. وتعبيرا عن التأييد لمبادرة رئيس كازاخستان لعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية باعتباره عاملاً هامًا في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات في العالم، أكدت مصر رغبتها في الاستمرار في المشاركة بنشاط وعلى أعلى مستوى في هذه العملية. على الصعيد العالمي، ناقش الجانبان أهم القضايا الدولية، وتطرقا تقريبا لجميع القضايا الحيوية على جدول الأعمال الدولي المعاصر، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا. ونظرا لتشابه المواقف بين الدولتين، اتفق الجانبان على توطيد التعاون الوثيق بشأن قضايا العمل المشترك في مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني وغيرها من الجرائم الدولية على اختلاف أنواعها.
اتفق الجانبان على أن دعوة الرئيس السيسي لتجديد تفسير القيم الإسلامية الأساسية جاءت ردًا على التهديدات المعاصرة التي تهدف إلى تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف. في هذا السياق، أعرب الجانب الكازاخستاني عن دعمه لجهود الحكومة المصرية والأزهر الشريف في مكافحة آيديولوجية التطرف الديني والتشدد، وسعيه لنشر أفكار التسامح والجوهر السلمي للإسلام.
ومن المقرر أيضا أن يلقي السيسي كلمة في جامعة «نزار باييف» تتضمن إلقاء الضوء على مجمل التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، وكذا تطورات الأوضاع الإقليمية وسبل مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».