الجاسر: «فسخ العقد» بانتظار أي لاعب يتعاطى الكحول

رئيس لجنة الصحة والسلوك الرياضي قال إنهم سيتعاملون بمبدأ «السرية»

فوزي الجاسر خلال محاضرته في أحد الأندية السعودية («الشرق الأوسط»)
فوزي الجاسر خلال محاضرته في أحد الأندية السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

الجاسر: «فسخ العقد» بانتظار أي لاعب يتعاطى الكحول

فوزي الجاسر خلال محاضرته في أحد الأندية السعودية («الشرق الأوسط»)
فوزي الجاسر خلال محاضرته في أحد الأندية السعودية («الشرق الأوسط»)

أكد الدكتور فوزي الجاسر، رئيس لجنة الصحة والسلوك الرياضي، أنهم سيفرضون بندا في عقود الأندية الاحترافية مع لاعبيها يتضمن إلغاء عقد أي لاعب يثبت تناوله للخمور أو أي نوع من المواد المحظورة في منافسات كرة القدم السعودية.
وقال الجاسر الذي بدأت أعمال لجنته قبل قرابة أسبوعين من الآن، إنهم يتعاملون في البدء بمبدأ السرية مع أي لاعب يثبت تناوله للمواد الممنوعة ومنها الخمور، لكن الأمور ستتدرج بعد ذلك وصولا إلى إلغاء عقده.
وكشف أنهم كلجنة لا يملكون بعد أي إحصائية بشأن اللاعبين الذين يتناولون المواد الممنوعة في الدوري السعودي لكنهم بحاجة ماسة إلى إحصائية كهذه. وبين أنهم كلجنة لا علاقة لهم من بعيد أو من قريب بقضية إيقاف اللاعب محمد نور على خلفية تناوله مواد محظورة، مشيرا إلى أنهم كلجنة ومن خلال المحاضرات التي ألقوها في عدد من الأندية أكدوا على ضرورة اطلاع أي لاعب طبيب الفريق على أي نوع من المواد الطبية التي يشك في احتوائها على مواد محظورة.
> قبل أسبوعين انطلقت أعمال لجنة الصحة والسلوك الرياضي من خلال زيارة عدد من الأندية، لكن البعض يتساءل عن سبب تأخر عملها رغم تأسيسها قبل عام من الآن تقريبا؟
- عمل لجنة جديدة كلجنة الصحة والسلوك الرياضي يتطلب إتمام بعض الأمور، فضلا عن البحث المستفيض وخطط العمل والاستشارات القانونية وغيرها، كما أن المستشار القانوني للجنة هو المحامي ناصر الصقير الذي يرافقنا في الزيارات فيما يبلغ مجمل أعضاء اللجنة 6 أشخاص وبكل تأكيد من الضروري أن يكون الإعداد لعمل في لجنة جديدة منظما ويتطلب ذلك وقتا وهذا ما نلناه، وأعتقد أن العمل الفعلي بدأ من خلال الانتهاء من زيارة 8 أندية بالدوري السعودي للمحترفين (جميل) على أن يتم الانتهاء من زيارة بقية الأندية بشكل عاجل لإلقاء محاضرات توعوية في ما يتعلق بعمل اللجنة في المستقبل، وكذلك التحذير من المواد المحظورة التي تعرض اللاعب للعقوبة والتي تفقده كذلك جزءا كبيرا من صحته وحيويته، وبعد أن يتم الانتهاء من التنبيه والتوضيح يبدأ العمل الفعلي بالكشف على اللاعبين بشكل عشوائي في أنديتهم؛ إذ إن عمل اللجنة غير مشابه لعمل لجنة المنشطات التي تقوم بعملها بالفحص على لاعبين عشوائيا بعد المباريات مباشرة، وأعتقد أن العمل بالمجمل في لجنة السلوك الرياضي مختلف كليا عن عمل لجنة المنشطات وهذه اللجنة كانت بفكرة من الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية.
> هناك لاعبون أجانب في الدوري السعودي ينتمون إلى دول تعتبر تناول الخمور تصرفا مشروعا للفرد، هل تم أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار؟
- بالتأكيد هناك كثير من اللاعبين الأجانب يحضرون من دول مباحة فيها الخمور، لكن نحن كلجنة نقوم بفحص اللاعبين قبل التمرين ولا يكون التركيز على أن هذه الخمور تم تناولها من أشهر أو أسابيع بل التركيز على كون تناولها كان بفترة قريبة جدا لا تتجاوز أيام أصابع اليد الواحدة، وللتوضيح أكثر نحن لا نتدخل في الحياة الخاصة للاعب أبدا لا من بعيد ولا من قريب، ولا يمكن أن نكون أعداء له بل أصدقاء له نساعده على التخلص من العادات التي تؤثر على مستقبله الرياضي ومشربه قبل أداء مهامه داخل الملعب، حتى في الدول الأجنبية التي تنتشر فيها الخمور لا يمكن أن يقبل المدرب أن يأتيه لاعب للتمارين وهو مخمور أو تحت تأثير أي نوع من المخدرات، هو مبدأ يمكن اعتباره عالميا، يعني أن الكحول والمخدرات بأنواعها من المؤثرات على اللاعب وصحته ومستقبله.
> كيف يتم التعامل مع اللاعب الذي يتم اكتشاف نسبة من الكحول في دمه للمرة الأولى وما هي أقصى عقوبة؟
- للمرة الأولى يوجه له تنبيه سري للغاية بينه وبين اللجنة مباشرة في حال تكرر ذلك يبلغ ناديه لتتدرج العقوبة من خلال خصم نسبة 50 في المائة من مرتبه لمدة 3 أشهر وفي أقصى العقوبات يتم إيقافه لمدة عام ويحق كذلك لناديه أن يفسخ عقده نتيجة هذه المخالفة التي سيتم جعلها رسميا وبشكل واضح في العقود الرسمية للأندية التي توقعها مع اللاعبين المحترفين سواء المحلين أو الأجانب.
> هناك لاعبون يتناولون أدوية تحتوي مواد منشطة كما هو الحال مع لاعب نادي الاتحاد محمد نور والذي يسعى لتبرئة نفسه من تناول المنشطات، كما أن هناك لاعبين يتناولون أدوية للعلاج من أمراض محددة، هل يعاقب من يجهل بمضار الأدوية التي يتناولها في حال كانت بها مواد محظورة؟
- بداية أود التوضيح أنه ليس لنا علاقة بقضية محمد نور لا من قريب ولا من بعيد، أصحاب العلاقة هم لجنة المنشطات وهي لجنة مختلفة كما ذكرت، أما موضوع تناول اللاعب (أي لاعب) عقاقير أو مشروبات بها أنواع محظورة من المخدرات والكحول فهذه مسؤولية اللاعب نفسه وطبيب الفريق، ولذا شددنا خلال المحاضرات التعريفية على أنه يتوجب على اللاعب أن يبلغ طبيب الفريق بنوع الأدوية التي يتناولها والسبب في تناولها وهل هي لأسباب طبية أم غير ذلك مع وجود ما يثبت صحة كلامه، أما من يريد أن يتم تبرئته بحجة عدم معرفته بنوع الأدوية أو تأثيرها أو غير ذلك، ففي المرة الأولى يتم تحذيره سريا كما ذكرت وفي المرات اللاحقة تتدرج العقوبة حتى تصل إلى الإيقاف لمدة عام، والهدف هو حماية مصالح النادي واللاعب على حد سواء مما ينتج بكل تأكيد جيلا رياضيا أكثر وعيا في السعودية، هدفنا لم ولن يكون التدخل في خصوصيات الآخرين بل هو التثقيف للمصلحة العامة، لن نكون أعداء للاعبين بل أصدقاء لهم نحافظ على مصالحهم
> هل تعتبر الخمور نوعا من المنشطات؟
- بكل تأكيد تعتبر نوعا من المنشطات في عدة أنواع منها ولكن بشكل عام جميعها مضرة بالصحة والسلوك.
> هل هناك خطة لتجهيز معمل أو مختبر من أجل الإيفاء بالمتطلبات والتوقف عن إرسال العينات إلى خارج المملكة سواء لأحد الدول العربية أو الأوروبية من خلال التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة؟
- نعم هناك خطة لتجهيز معمل مخبري وطني يكون الأول من نوعه ليكون مرجعا علميا وصاحب ريادة منطقة الشرق الأوسط بدلا من إرسال العينات المخبرية خارج المملكة سواء لأحد الدول العربية أو أوروبا.
> هل هناك إحصائية حول نسبة تعاطي الكحول والعقاقير المخدرة في المملكة على مستوى الرياضيين، وهل كانت لديكم دراسة قبل البدء في هذا العمل؟
- لا توجد أي إحصائية موثقة ومن لديه إحصائية علمية فنحن مستعدون لتسلمها ودراستها، وحقيقة من أهداف اللجنة القيام بهذا النوع من المنجز وهو عمل إحصائية بهذا الشأن تكون مساعدة لكثير من الحلول في المستقبل في هذا الجانب تحديدا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».