قتلى للأسد في مثلث الموت بدرعا وتواصل المعارك بريف دمشق

الأكراد طالبوا بتحديد هوية طائرة قتلت عناصر من وحداتهم

قتلى للأسد في مثلث الموت بدرعا وتواصل المعارك بريف دمشق
TT

قتلى للأسد في مثلث الموت بدرعا وتواصل المعارك بريف دمشق

قتلى للأسد في مثلث الموت بدرعا وتواصل المعارك بريف دمشق

تواصلت المعارك بين فصائل المعارضة وقوات الأسد في منطقة «مثلث الموت» بريف درعا ضمن معركة «وإن عدتم عُدنا»، وواصلت المعارضة تكبيد الأسد خسائر بشرية ومادية في ريف دمشق، فيما طالبت الوحدات الكردية بريف الشدادي في الحسكة التحالف الدولي بتحديد هوية طائرة قتلت عناصر منها أمس.
وشهد محيط بين بلدتي زمرين وجدية في منطقة «مثلث الموت» بريف درعا الشمالي الغربي، أمس، معارك عنيفة بين كتائب الثوار وقوات الأسد، تزامن ذلك مع قصف مدفعي من الأخيرة على بلدتي زمرين وأم العوسج وأطراف مدينة كفرشمس في المنطقة، ما أوقع إصابات في صفوف المدنيين. وأكد مراسل الهيئة السورية للإعلام مقتل وجرح الكثير من عناصر الأسد خلال المعارك مع المعارضة في منطقة «مثلث الموت» والتي توزعت على عدة جبهات.
في غضون ذلك، استهدفت المعارضة، بواسطة صاروخ مضاد للدروع مدرعة عسكرية لقوات الأسد في سرية عيون العلق شمال بلدة الطيحة، ما أسفر عن تدميرها ومقتل 4 عناصر لقوات الأسد وإصابة آخرين. كما استهدفت جرافة تابعة لقوات الأسد بصاروخ موجه أثناء رفعها سواتر ترابية على تخوم بلدة جدية.
في المقابل، قصفت قوات الأسد حي طريق السد في مدينة درعا، وبلدات عقربا وكفرناسج والغارية الغربية والشرقية وتل عنتر والطريق الواصل بين مدينة الحارة وبلدة عقربا بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، ما أوقع جرحى مدنيين. فيما شن الطيران الروسي غارات جوية على بلدتي الصورة وعلما، دون ورود أنباء عن إصابات.
وفي الغوطة الغربية تجددت المعارك بين المعارضة وقوات الأسد على الجبهة الجنوبية لمدينة داريا، استطاع خلالها مقاتلو المعارضة تدمير دبابة تابعة للنظام، ما أدى لمقتل كامل طاقمها. وقصفت قوات الأسد بصواريخ أرض - أرض وبالقذائف المدفعية أحياء مدينة داريا، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.
في سياق آخر، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام طائرة عسكرية باستهداف موقع للوحدات الكردية في منطقة حقل تشرين الذي سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية في ريف الشدادي بجنوب الحسكة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف قواتهم، وأكدت قيادة وحدات حماية الشعب الكردي هذه المعلومات للمرصد السوري، قائلة بأن القصف تم من «طائرة مجهولة الهوية» على موقع لمقاتليها في حقل تشرين بالريف الجنوبي للحسكة، صباح الجمعة الماضي، بعد تحليقها لنحو نصف ساعة في سماء المنطقة، وقتلت، خلال قصفها، 3 من مقاتليها وأصابت اثنين آخرين بجراح.
ولدى سؤال المرصد السوري لحقوق الإنسان قيادة الوحدات الكردية عن تأخرهم في الإعلان عن استهداف الطائرة لمقاتليهم، قالوا: إنهم كانوا لا يزالون بصدد التأكد من قوات التحالف حول ما إذا كانت طائراتهم استهدفت الموقع عن طريق الخطأ، إلا أن التحالف نفى تنفيذ طائراته أي ضربة جوية في الوقت المحدد آنفًا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.