أطباء مصر ينظمون «وقفات الكرامة» في عموم البلاد قبل الدخول في «إضراب جزئي»

وزير الداخلية: نراجع الأطر القانونية لتعامل رجال الشرطة مع المواطنين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في شرم الشيخ حيث اطلع على آخر مستجدات الأوضاع على صعيد الأمن الداخلي في البلاد أول من أمس (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في شرم الشيخ حيث اطلع على آخر مستجدات الأوضاع على صعيد الأمن الداخلي في البلاد أول من أمس (رويترز)
TT

أطباء مصر ينظمون «وقفات الكرامة» في عموم البلاد قبل الدخول في «إضراب جزئي»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في شرم الشيخ حيث اطلع على آخر مستجدات الأوضاع على صعيد الأمن الداخلي في البلاد أول من أمس (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في شرم الشيخ حيث اطلع على آخر مستجدات الأوضاع على صعيد الأمن الداخلي في البلاد أول من أمس (رويترز)

نظم آلاف الأطباء المصريين وقفات احتجاجية رمزية صامتة في عموم البلاد تحت شعار «وقفات الكرامة» استجابة لقرارات الجمعية العمومية التي عقدت الأسبوع الماضي، لبحث تعديات أمناء الشرطة على الأطباء، في خطوة من شأنها تعزيز موقف مجلس النقابة، قبل إعلان الإضراب الجزئي عن العمل. يأتي هذا في وقت تخلت فيه وزارة الداخلية للمرة الأولى عن الحديث عن «التجاوزات الفردية» لوصف تعديات عناصرها على المواطنين، وقال وزير الداخلية أمس إن الوزارة بصدد «مراجعة كل الأطر القانونية الحاكمة لتعامل رجال الشرطة مع المواطنين».
وتسبب مقتل سائق على يد أمين شرطة في حي الدرب الأحمر بوسط القاهرة مساء الخميس الماضي، في اندلاع أوسع موجة احتجاج ضد الشرطة، وحاصر المئات مديرية أمن القاهرة، وشارك الآلاف في تشييع جثمان الشاب مرددين هتافات ضد الشرطة.
ونشرت نقابة الأطباء على صفحتها الرسمية صورا لوقفات احتجاجية نظمها الأطباء أمام المستشفيات في معظم المحافظات. ورفع المشاركون في تلك الوقفات لافتات تطالب بصون كرامة الطبيب وتأمين المستشفيات.
وعقد الأطباء الجمعة قبل الماضي، جمعية عمومية طارئة، هي الأكبر في تاريخ الجمعيات العمومية للنقابات خلال العقود الماضية، بهدف بحث الرد على اعتداء أمناء شرطة على طبيب في مستشفى المطرية (شرق القاهرة) لرفضه إثبات إصابات مخالفة للواقع في تقرير طبي.
وأقرت الجمعية العمومية للأطباء خطوات تصعيدية من بينها «وقفات الكرامة» قبل الدخول في إضراب جزئي عن العمل بتعليق تقديم الخدمات الطبية ذات الأجر والاكتفاء بتقديم الخدمة الصحية من دون مقابل للمواطنين، إن لم يتم محاسبة الأمناء المتهمين بالاعتداء على الطبيب. وكانت النيابة العامة قد أخلت سبيل أمناء الشرطة قبل ساعات من عقد الجمعية العمومية.
وتعزز الاستجابة الواسعة للأطباء في «وقفات الكرامة» من قوة مجلس النقابة قبل لقاء متوقع خلال الأيام المقبلة مع رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل.
وتأتي تلك التطورات مع اتساع رقعة الغضب من تجاوزات أفراد الشرطة. وقال اللواء عبد الغفار، أمس إن الوزارة تنتهج سياسة إصلاحية تقوم على تفعيل أطر المبادرة للتنقية الذاتية، لاستبعاد العناصر التي لا تدرك مقتضيات الواجب الوظيفي.
وقرر الوزير، وفق ما أوردت الصفحة الرسمية للداخلية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مراجعة كل الأطر القانونية الحاكمة لتعامل رجال الشرطة مع المواطنين، وإجراء ما يلزم من تعديلات تشريعية وقانونية تستهدف تنظيم وإحكام عمل جهاز الشرطة بمختلف فئاته وكوادره مع المواطن، وتحديد كل حقوق المواطن لدى جهاز الشرطة وواجباته، تمهيدا لعرضها على الجهات التشريعية، بما يكفل وقف أي تجاوزات تجاه المواطنين وضبط العلاقة بين رجال الشرطة والمواطن.
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي أول من أمس مع وزير الداخلية في مدينة شرم الشيخ للاطلاع على مستجدات الوضع عقب واقعة مقتل السائق، وأمر الرئيس بإدخال بعض التعديلات التشريعية أو سن قوانين جديدة تكفل ضبط الأداء الأمني في الشارع بما يضمن محاسبة كل من يتجاوز في حق المواطنين.
وأكد عبد الغفار خلال اجتماعه مع مساعديه، أن وزارة الداخلية لم ولن تكون حامية لهؤلاء الذين لا يدركون معنى رسالة الأمن ولن تتستر على أحد يسيء استخدام صلاحياته أو يتعدى على حق من حقوق المواطنين، وستبادر بمحاسبة كل مخالف بشكل رادع، ولن تتحمل تلك التصرفات غير المسؤولة التي لا تعبر بأي حال من الأحوال عن سياسة الوزارة ولا تنسحب على جهاز الشرطة الوطني الذي يقدم أبناؤه أسمى معاني التضحية والعطاء لحماية أمن الوطن، كما أنها ستبادر بإطلاع الرأي العام على كافة الإجراءات التي اتخذتها في هذا الشأن.
وفي غضون ذلك، قررت نيابة حوادث جنوب القاهرة حبس رقيب الشرطة المتهم في واقعة مقتل شاب الدرب الأحمر 4 أيام علي ذمة التحقيقات إثر نشوب مشاجرة بينهما بسبب الاختلاف على ثمن الأجرة المتفق عليها. واعترف المتهم بقتل الشاب بعد تصاعد الشجار بينهما مما جعله يستخدم السلاح الآلي في التخلص منه.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.