تونس: اتهام تنظيم {أنصار الشريعة} باغتيال النائب البراهمي

اتهم رئيس حكومة أسبق ووزير داخليته في تلك الفترة

ابنة النائب محمد البراهمي ترفع صورة أبيها وسط عدد من مناصري حزبه في تونس (غيتي)
ابنة النائب محمد البراهمي ترفع صورة أبيها وسط عدد من مناصري حزبه في تونس (غيتي)
TT

تونس: اتهام تنظيم {أنصار الشريعة} باغتيال النائب البراهمي

ابنة النائب محمد البراهمي ترفع صورة أبيها وسط عدد من مناصري حزبه في تونس (غيتي)
ابنة النائب محمد البراهمي ترفع صورة أبيها وسط عدد من مناصري حزبه في تونس (غيتي)

قدمت هيئة الدفاع عن محمد البراهمي، النائب في البرلمان التونسي الذي تعرض إلى الاغتيال في 25 من شهر يوليو (تموز) عام 2013، 40 طلبا إلى دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف في العاصمة، فيما وجه حزب التيار الشعبي (حزب قومي أسسه البراهمي) اتهاما صريحا خلال مؤتمر صحافي عقده أمس إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، الذي يقوده التونسي سيف الله بن حسين، المعروف باسم «أبو عياض»، وقال لأول مرة إنه يقف وراء جريمة الاغتيال التي وقعت قبل نحو ثلاث سنوات.
وطالبت هيئة الدفاع عن البراهمي بإعادة الاستماع إلى بعض المتهمين في قضية الاغتيال، وكذلك إعادة الاستماع إلى علي العريض رئيس الحكومة التونسية الأسبق والقيادي في حركة النهضة، ولطفي بن جدو وزير داخليته في تلك الفترة، والاستماع إليهما بصفتهما متهمين وليسا شاهدين، كما كان الأمر في السابق. هذا بالإضافة إلى توجيه تهم المشاركة في جريمة الاغتيال بالنسبة لمجموعة من الأطر الأمنية العليا، التي لم تأخذ التحذير الأميركي قبل حصول الجريمة مأخذ الجد.
وكشفت هيئة الدفاع في مقر حزب التيار الشعبي عن وثيقة وردت إلى وزارة الداخلية من جهاز المخابرات الأميركية بتاريخ 26 يوليو 2013، تؤكد أن التنظيم المذكور متورط في اغتيال البراهمي. إلا أن أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية تكتمت على الوثيقة ولم تعلن عنها منذ ذلك التاريخ، وأشارت في السياق ذاته إلى تكتم وزارة الداخلية على هذا المعطى الأساسي في هذه القضية، رغم خطورته، كما أنها امتنعت عن مطالبة الجانب الأميركي بالكشف عن كل المعطيات المتعلقة بموضوع الاغتيال، سواء قبل حصول الجريمة أو بعدها.
وأكدت هيئة الدفاع عن البراهمي وجود محاولات من الأجهزة الأمنية والقضائية لطمس حقيقة من قرر وخطّط وأمر باغتيال محمد البراهمي، معلنة عن تمسكها أكثر من أي وقت مضى بضرورة الكشف عن كل الحقائق المرتبطة بالاغتيالات السياسية.
كما تقدمت هيئة الدفاع عن البراهمي بشكوى قضائية لصالح عائلة البراهمي وحزب التيار الشعبي، ضد كل من علي العريض رئيس الحكومة الأسبق، ولطفي بن جدو وزير الداخلية الأسبق، وعدد من القيادات الأمنية العليا، وطالبت بفتح تحقيق قضائي ضد أطر أمنية وجهت إليها «تهمة المشاركة في ارتكاب جريمة إرهابية نتج عنها قتل شخص والتآمر على أمن الدولة».
على صعيد آخر، قالت وزارة الداخلية إن عدد الليبيين الموجودين حاليا بتونس أصبح يقدر بنحو 2.671.188 ليبيا، موضحة أن يوم الثلاثاء الماضي وحده عرف توافد نحو 3053 مواطنا من ليبيا ومغادرة 2253 منهم عبر مختلف نقاط العبور التي تربط تونس بليبيا المجاورة.
وفي السياق ذاته، قال الطاهر الشنيتي، الكاتب العام لمنظمة الهلال الأحمر التونسي، إن سيناريو استقبال تونس للاجئين من ليبيا في حال حصول تدخل عسكري سيكون مختلفا عن سنة 2011، مشيرا إلى عبور نحو ثلاثة آلاف ليبي في اليوم الواحد منذ نحو أسبوع، واعتبره رقما عاديا، مؤكدا في هذا السياق أن طاقة الاستيعاب القصوى التي ستوفرها تونس ستكون في حدود 20 ألف مكان، علما بأن نحو مليون و400 ألف لاجئ تدفقوا على تونس بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، أغلبهم من أفريقيا وآسيا، وغادروا ليبيا عبر المطارات والموانئ التونسية.
وتوقع الشنيتي أن يكون تدفق اللاجئين أقل بكثير مما عرفته تونس قبل نحو خمس سنوات، نافيا إعادة تونس لتجربة المخيمات الموجهة للاجئين. وقال إن طاقة إيواء اللاجئين لا تزيد على 500 لاجئ، وهو ما يتطلب دعما كبيرا من قبل المنظمات الدولية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.