موسكو تدعم قواتها في سوريا بأحدث طائرات الاستطلاع

بروباغندا روسية عن امتلاكها ضعف الدبابات لدى أميركا

موسكو تدعم قواتها في سوريا بأحدث طائرات الاستطلاع
TT

موسكو تدعم قواتها في سوريا بأحدث طائرات الاستطلاع

موسكو تدعم قواتها في سوريا بأحدث طائرات الاستطلاع

كشفت المصادر الرسمية الروسية عن قرارها بدعم تسليح قواتها الموجودة في سوريا بأحدث طائراتها للاستطلاع من طراز «تو - 214 آر»، التي قالت إنها وصلت بالفعل إلى قاعدة حميميم الجوية على مقربة من اللاذقية بعد إقلاعها من قازان عاصمة تتارستان عبر أجواء بحر قزوين ثم إيران والعراق. وتأتي هذه الخطوة في إطار تكثيف العمليات الاستطلاعية الروسية في منطقة الشرق الأوسط لمراقبة الأوضاع حول سوريا، ورصد تحركات القوات التركية في المناطق المتاخمة للحدود التركية السورية.
وقالت المصادر الروسية إن الطائرة هي الثانية من طراز «تو - 214 آر» التي تسلمتها وزارة الدفاع الروسية في مطلع عام 2015. وأضافت أنها «تحمل على متنها أحدث الأجهزة الإلكترونية المتقدمة، ومنها جهاز استشعار إلكتروني يعمل على ترددات مختلفة ويضم عددًا من الرادارات، بالإضافة إلى جهاز يسمح برصد ومتابعة المكالمات بواسطة مختلف أجهزة الاتصال، فضلا عن تزويدها بمنظومة بصرية إلكترونية عالية الدقة تسمح بالتقاط صور رقمية لسطح الأرض بالأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء».
وكشفت موسكو عن أنها وفي إطار إجراءاتها التي أعلنتها في أعقاب إسقاط قاذفتها «سو - 24» نشرت منظوماتها الصاروخية من طراز «إس - 400» لأول مرة في المناطق القريبة من الحدود التركية الجنوبية على مقربة من اللاذقية لحماية قاعدة حميميم، وتأمين طلعات مقاتلاتها الضاربة خلال عملياتها التي تتواصل ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا. ومن اللافت في هذا الصدد أن القيادة السياسية والعسكرية الروسية اعترفت انه جرى ولأول مرة في تاريخ العمليات القتالية استخدام هذه الصواريخ الاستراتيجية المجنحة من طراز «كاليبر» التي يبلغ مداها قرابة ثلاثة آلاف كيلومتر بنسبة خطأ لا تتعدى 2 - 3 أمتار، فضلاً عن استخدام قاذفاتها الاستراتيجية الثقيلة من طراز «تو - 160» الحاملة للصواريخ من قاعدة موزدوك في شمال القوقاز. كما كشفت لاحقا أن ما أجرته وتجريه من تدريبات داخل الأراضي الروسية وفي حوض بحر قزوين يستهدف التدريب على إتقان عملياتها في المناطق القريبة من الحدود الروسية الجنوبية. وذلك ما اعترفت به أيضًا مع بداية المناورات المفاجئة التي أعلنتها الأسبوع الماضي، لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية.
وحرصت موسكو أيضًا على تداول ما تناقلته الأدبيات الأجنبية حول قدراتها العسكرية وتزايد حجم إنفاقها على تمويل المجمع الصناعي العسكري ومنه ما جاء على موقع Global Firepower الذي ينشر سنويا المؤشر العالمي للقوة العسكرية، بما في ذلك إشارته إلى أن «أحد العوامل التي أدت إلى تزايد قوة الجيش الروسي كان التحديث الكبير الذي تمتع به هذا الجيش». ونقلت وكالة «نوفوستي» عن هذا الموقع ما أشار إليه حول أن «الولايات المتحدة وروسيا والصين تشغل المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف أقوى دول العالم من الناحية العسكرية»، وذلك وفقًا لتقييم خبراء موقع «Global Firepower.» وحافظت الولايات المتحدة على المركز الأول وحلت روسيا في المركز الثاني، فيما شغلت الصين المرتبة الثالثة. وأضافت «نوفوستي» أن معطيات خبراء GFP تشير إلى أن «روسيا تملك تقريبًا ضعف الدبابات الموجودة لدى الولايات المتحدة أي 15398 مقابل 8848، ولكن عدد الطائرات لديها أقل 3547 مقابل 13444، فيما تتفوق الصين على الولايات المتحدة بعدد العربات القتالية، ولكنها تتأخر عن روسيا في ذلك».
وحول الموضوع نفسه نقل موقع «فيستي رو» شبه الرسمي عن صحيفة «National Interest» الأميركية ما أشارت إليه حول وجود خمسة أسلحة روسية يجب أن تخشاها الولايات المتحدة الأميركية ومنها المقاتلة «سو - 35» والغواصة «آمور» والدبابة «تي - 90». وقالت الصحيفة الأميركية إن «روسيا شرعت بتطوير أسلحتها التقليدية على خلفية العلاقات المتوترة مع الغرب، وضمنها نماذج حديثة يمكن أن تباع لدول أخرى». وأشارت من هذه الأسلحة التي وصفتها بـ«المدمرة» إلى «المقاتلة (سو – 35) متعددة المهام التي تتصف بالقدرة الفائقة على اعتراض الأهداف الطائرة على ارتفاع عالٍ وبسرعة هائلة ومحرك فريد من نوعه، ما يجعلها خصمًا خطيرًا للمقاتلات الأميركية». وأضافت الغواصة «آمور» غير النووية التي جاءت في المرتبة الثانية في القائمة، وأشارت إلى أنها تتميز «بتصميم الجسم الخاص ما يجعلها تمتلك الحد الأدنى من مستوى الضجيج، فضلاً عن أنها مزودة بأسلحة قوية، بما فيها الصواريخ المضادة للسفن، وأجهزة الطوربيد الحديثة». أما الدبابة «تي - 90» فجاءت في المرتبة الثالثة بما تتصف به من رخص ثمنها بالمقارنة مع مثيلاتها الغربية مثل دبابتي «ليوبارد 2» و«أم 1 أم 2». وتتوفر في هذه الدبابة «وسائل حديثة لتوجيه النيران وأجهزة الملاحة المتطورة، إلى جانب نظام الوقاية الفعال». ويشغل صاروخ «أونيكس» المضاد للسفن المرتبة الرابعة ويبلغ مدى إطلاقه 300 كيلومتر، وهو ما يزيد أضعافا عن مدى إطلاق صاروخ «غاربون» الأميركي. أما السلاح الخامس والأخير في هذه «القائمة الخماسية» فهو الطوربيد «53 – 65» الغازي الهيدروجيني المضاد للسفن، المزود بنظام توجيه صوتي فريد من نوعه. وتقول مصادر روسية إن موسكو دفعت بكل هذه الأسلحة إلى ساحة المواجهة في سوريا لتعزيز القدرات القتالية لقواتها هناك.



انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
TT

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

أعادت وكالة أممية حديثها عن تسرب ملايين الأطفال من التعليم، وتدمير آلاف المدارس في اليمن، بينما تتعسف الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم، وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً، بالتزامن مع إجبار طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية، وسط اتهامات داخلية للجماعة بالتآمر على قطاع التعليم.

ورفض نادي المعلمين اليمنيين ما سماه «سياسة التجويع» التي اتهم الجماعة الحوثية بممارستها ضد التربويين، مطالباً بعدم الانخداع بـ«أنصاف الحلول وفتاتها»، مع دعوته إلى صرف رواتب المعلمين كاملة، ومعها كامل المستحقات الأخرى، وذلك إثر استثناء الجماعة الحوثية قطاع التعليم من نصف الراتب الشهري الذي تعهدت به للموظفين العموميين.

ودعا الكيان النقابي المعلمين والأكاديميين والموظفين العموميين وعموم قطاعات المجتمع إلى الثورة في مواجهة ممارسات الجماعة الحوثية ورفض «حياة العبودية».

من داخل مدرسة في تعز تعمل «اليونيسيف» على إعادة إلحاق الطالبات المتسربات للدراسة فيها (الأمم المتحدة)

وعدّ النادي المطالبة بالراتب الكامل حقّاً أصيلاً، وليس ترفاً، مشدداً على أن كرامة المعلم لا ينبغي أن تكون رهينة لسياسات عمياء تُغلق الأبواب في وجه العدالة، في حين أعلنت مكاتب التربية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية رفضها القاطع لاستثناء الإداريين في مكاتب التربية من صرف نصف الراتب الشهري.

وتعرضت الإجراءات الحوثية بشأن صرف رواتب الموظفين العموميين، التي أعلنت عنها منذ أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي لانتقادات حادة، كونها تعتمد على التمييز وتصنيف الموظفين إلى فئات، ما يؤدي إلى اختلالات عميقة، وتمييز حاد بين هذه الفئات.

وحذّر الناشط الحوثي طه الرزامي من تقسيم الموظفين إلى فئات (أ) و(ب) و(ج)، لصرف الرواتب لهم بحسب هذا التصنيف الذي قال إنه «سيولد الحقد والكراهية بين من يعملون من الفئة (ج) ولا تُصرف لهم أنصاف رواتب إلا كل ثلاثة أشهر، وبين من يستلمون رواتب شهرية كاملة من الفئة (أ) دون أن يعملوا».

ووصف إسقاط أسماء عشرات الآلاف من الموظفين القدامى ذوي الخبرة والكفاءة من قوائم صرف الرواتب بالجريمة التي ترتكب بحقهم بعد معاناتهم وعائلاتهم لتسع سنوات.

إيقاف الدراسة للتجنيد

اتهم القيادي الحوثي علي عبد العظيم، وكنيته أبو زنجبيل الحوثي الجماعة التي ينتمي لها، باستهداف قطاع التربية والتعليم وإهماله، إثر استثناء موظفيه من كشوفات صرف نصف الراتب الشهري الذي كانت تعهدت به لجميع موظفي الدولة في مناطق سيطرتها، واصفاً ذلك بالمؤامرة على التعليم، خصوصاً مع عدم إبداء الأسباب، وتجاهل مطالب المعلمين.

ويقود نادي المعلمين اليمنيين إضراباً منذ بداية العام الدراسي للمطالبة بصرف رواتب المعلمين، واعترض على تعرض قادته وعدد من المنتمين إليه خلال هذه الفترة لإجراءات عقابية حوثية، مثل الاختطاف والإخفاء القسري، واتهامهم بالخيانة والعمالة والتآمر، وقد توفي عدد من الخبراء التربويين في السجون.

في غضون ذلك أجبرت الجماعة الحوثية عشرات المدارس في مناطق سيطرتها على التوقف عن الدراسة لإلزام مئات الطلاب والمدرسين على المشاركة في دورات قتالية للتدرب على استخدام الأسلحة في أفنية المدارس.

ونقلت مصادر محلية في مدينة الحديدة الساحلية الغربية عن مدرسين وأولياء أمور الطلاب أن المدارس تحولت إلى مراكز حوثية لاستقطاب الأطفال وإغرائهم أو ترهيبهم للانضمام للجماعة والمشاركة في فعالياتها التدريبية والدعوية، تحت مزاعم مواجهة الغرب وإسرائيل.

منذ بداية العام الدراسي الماضي يواصل المعلمون اليمنيون إضرابهم للمطالبة برواتبهم (إكس)

وتنوعت وسائل الترهيب والإغراء للطلاب وأولياء أمورهم، حيث يجري استغلال الضربات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة وخزانات النفط لإقناعهم بأن هدف هذه العمليات هو إخضاع اليمنيين، إلى جانب عرض إعفائهم من الرسوم الدراسية، وزيادة درجات تحصيلهم الدراسي في حال المشاركة في تلك الأنشطة، والتهديد بزيادة الأعباء المالية والحرمان من الدرجات عقاباً على التغيب أو التهرب منها.

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة مشابهة وموازية يتعرض لها طلاب الجامعات العمومية، وخصوصاً جامعة صنعاء وكادرها التدريسي والوظيفي، ضمن مساع لاستقطاب وتجنيد الآلاف من الشباب والأطفال.

تأهيل أممي للمدارس

أعلنت «اليونيسيف» أن تداعيات الصراع المسلح في اليمن منذ أكثر من عقد من السنوات تسببت بتسرب أكثر من 4.5 مليون طفل خارج المدرسة، حيث خلّفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

وأوضحت المنظمة الأممية أنها وشركاءها من أجل التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين من الأطفال، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، نظراً لأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

أطفال نازحون يدرسون في مبنى مهجور بمحافظة الحديدة الغربية (أ.ف.ب)

ونبهت «اليونيسيف» من تأثير النزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء اليمن، وتجزئة نظام التعليم الذي وصفته بأنه شبه منهار، وقالت إن ذلك كان له أثر بالغ على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية لكل الأطفال في سن الدراسة، البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

وأحصت المنظمة تدمير 2,916 مدرسة، بواقع مدرسة واحدة على الأقل، من بين كل 4 مدارس، أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية بسبب النزاع الذي تشهده البلاد.

ويواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين، ما يقارب 172 ألف معلم ومعلمة، على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ 2016، أو أنهم انقطعوا عن التدريس؛ بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.

وأشارت المنظمة إلى اضطرار المدارس لإغلاق أبوابها أمام الطلاب بسبب تفشي جائحة «كورونا» منذ خمسة أعوام، ما تسبب في تعطيل العملية التعليمية لحوالي 5.8 مليون طالب، بمن فيهم 2.5 مليون فتاة.