7 آلاف مقاتل في صفوف «داعش» بليبيا نصفهم أجانب.. وانخفاض مؤيديه في العراق وسوريا

«مرصد الأزهر» يحذر: جماعات مسلحة في باكستان وأوزبكستان والفلبين ونيجيريا تعلن ولاءها للتنظيم

عناصر من «داعش ليبيا» خارج مدينة سرت («الشرق الأوسط»)
عناصر من «داعش ليبيا» خارج مدينة سرت («الشرق الأوسط»)
TT

7 آلاف مقاتل في صفوف «داعش» بليبيا نصفهم أجانب.. وانخفاض مؤيديه في العراق وسوريا

عناصر من «داعش ليبيا» خارج مدينة سرت («الشرق الأوسط»)
عناصر من «داعش ليبيا» خارج مدينة سرت («الشرق الأوسط»)

حذر تقرير مصري من أن ما يقرب من 40 جماعة مُسلحة أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش» الإرهابي حول العالم، وأن أكثر هذه الجماعات المتطرفة في دول «ليبيا ونيجيريا وباكستان وأوزبكستان والفلبين». وقال التقرير الذي أعده مرصد مشيخة الأزهر إن ما يقرب من «7 آلاف مُقاتل في صفوف (داعش) بليبيا نصفهم أجانب.. وأن عدد مُقاتلي التنظيم في العراق وسوريا انخفض ليصل إلى 22 ألف مُقاتل بسبب الهجمات التي يشنها التحالف الدولي على التنظيم، الذي أفقده كثيرا من مُقاتليه، فضلا عن افتقاده لكثير من المُنضمين الجُدد للتنظيم تحت لوائه».
وأضاف تقرير مشيخة الأزهر الذي اختصت «الشرق الأوسط» بنسخة منه، أن «المرصد لاحظ ارتفاع عدد الجهاديين الذين انضموا لصفوف تنظيم داعش المتطرف في ليبيا بشكل ملحوظ مؤخرا، وأن 50 في المائة منهم من العناصر الأجنبية، حيث بلغ عدد مُقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا نحو 7000 مقاتل». وكشف التقرير عن انتشار مئات المقاتلين الأجانب التابعين لـ«داعش» في مُدن ليبية، آتين من تونس والسودان واليمن ليتدربوا ويستعدوا لتنفيذ هجمات في دول أخرى.
في الوقت نفسه، انخفض عدد مقاتلي التنظيم في كل من العراق وسوريا إلى 22 ألف مُقاتل، وكان يُقدر قبل نحو 6 أشهر بنحو 30 ألف مُقاتل، وذلك بسبب تأثير الضربات التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد مقاتلي «داعش» الإرهابي، والتي تسببت في مقتل كثير من مقاتليه في الشرق الأوسط، «الأمر الذي دفع معظم مقاتلي (داعش) إلى الفرار إلى الدول المجاورة وبالأخص إلى أرض الجهاد الجديدة ليبيا - على حد زعمهم -، وذلك طبقا لاستراتيجية أمير تنظيم داعش المزعوم أبو بكر البغدادي، فضلا عن هروب الكثير من التنظيم إلى أوروبا كلاجئين»، مضيفا: «الأرض الوحيدة التي تعتبرها قيادات داعش الموجودة في سوريا والعراق، آمنة حاليا هي ليبيا، نظرا لوجود بؤر للتنظيم في درنة وسرت وبالجنوب الليبي».
وكشف تقرير مشيخة الأزهر عن أن «ليبيا ستكون محور تمركز (داعش) خلال الأشهر المقبلة، خاصة لعدم وجود استقرار أمني هناك، ووجود خلافات بين الكثير من الجماعات المتناحرة هناك التي تتسم بالعنف وحمل السلاح، فضلا عن انتشار الأسلحة بكثافة داخل الأراضي الليبية، وهو ما يسمح للتنظيم بالاستقرار في الأراضي الليبية دون أي مواجهة حقيقية.. الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على الدول المجاورة». وقال مصدر مطلع في مرصد الأزهر إن «تقرير المرصد يتخوف من أن تتحول ليبيا لأن تكون المقر الرئيسي لـ(دولة داعش) المزعومة.. ولذا ينبغي تنسيق الجهود الدولية لمواجهة ذلك».
وأكد مرصد الأزهر في تقريره أن عناصر «داعش» الفارين من مناطق مثل سوريا والعراق تحت وقع الضربات الجوية، ينتقلون إلى ليبيا، مما يمثل خطرا تواجهه الدول المحيطة بليبيا، أو على أقل تقدير سيحاولون البقاء في ليبيا إلى حين مرور الأزمة، ثم قد تكون مخططاتهم التوغل باتجاه مالي والنيجر، لأن الاستقرار هناك سيكون أسهل ويمكنهم التحرك بسهولة، وفى كل الأحوال ينبغي تنسيق الجهود الدولية لمواجهة تحول ليبيا إلى أن تكون المقر الرئيسي لـ«دولة داعش» المزعومة.
وحذر التقرير المصري من أن «نفط ليبيا في خطر شديد، ويجعل من ليبيا مكانا مستهدفا لـ(داعش) خاصة بعد تأثر اقتصاده النفطي مؤخرا بسبب هجمات التحالف الدولي.. لذلك فالتنظيم يسعى لإعادة بناء احتياطات التنظيم المالية من جديد بالالتفاف على الموانئ التي من خلالها يتم بيع وتصدير البترول الذي يمثل المورد المالي الأساسي لأنشطة (داعش) الإرهابية، التي انخفضت بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، وبسبب تفجيرات آبار النفط في العراق وسوريا».
يذكر أن «داعش» كان أغنى تنظيم إرهابي في العالم عام 2015، وإيرادات إنتاج النفط بلغت ما بين 400 و500 مليون دولار؛ إلا أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على مصافي النفط التابعة للإرهابيين، أضعفت عائدات التنظيم النفطية.
ولفت تقرير المرصد إلى أن «نتيجة لتأثر (داعش) الإرهابي بنقص النفط، لجأ التنظيم إلى خفض رواتب مُقاتليه إلى النصف، فبعد أن كان المُقاتل يتقاضى 400 دولار أصبح يتقاضى مائتي دولار شهريا».
وكشف تقرير الأزهر عن أن «داعش» يُخطط للتوسع نحو غرب أفريقيا من خلال ليبيا، حتى تلتقي عناصره مع عناصر «بوكو حرام» التي بايعت «داعش» وغيرت اسمها إلى «داعش نيجيريا»، فضلا عن التوسع في تشاد وجنوب النيجر وشمال الكاميرون. وأعرب التقرير عن قلقه من تمدد «داعش» في ليبيا، خاصة مع ازدياد المخاوف من مخاطر التدخل العسكري الغربي داخل الأراضي الليبية.
وطالب التقرير بسرعة التوصل لحلول في ليبيا، حتى يتم تقييد حركة تنظيم «داعش» الإرهابي والتصدي للتنظيم الذي بات يُقلق العالم كله، بعد تهديه لكثير من الدول بالقيام بعمليات إرهابية داخلها عن طريق شباب من هذه الدول منتمٍ للتنظيم.
في سياق آخر، كشف تقرير مشيخة الأزهر عن أن «مُتشددين من تنظيم داعش تسللوا لأوروبا على هيئة لاجئين ودخلوا إلى أراضي هذه الدول.. وهناك تخوف يزداد يوما بعد يوم في دول أوروبا من اللاجئين الجُدد، خاصة أنه مُتوقع أن يصل لأوروبا ثلاثة ملايين خلال عامين». وأوضح التقرير أن «أعداد اللاجئين الذين وصلوا أوروبا من سوريا بلغوا نحو 362 ألفا، في حين أعداد من وصلوا من أفغانستان بلغت 175 ألفا، ومن وصلوا من العراق 125 ألفا، وبينهم عناصر من (داعش) تسللوا إلى هذه الدول للقيام بأعمال إرهابية والمُساعدة في تجنيد مُوالين جُدد للتنظيم في أوروبا وإقناعهم بالقيام بأعمال متطرفة»، لافتا إلى أن «مهام هؤلاء اللاجئين تنحصر في تجنيد الشباب والفتيات والعناصر الجديدة من أجل ضمان مورد دائم لتجنيد مقاتلين جُدد لصفوفه، بعيدا عن مراقبة سلطات هذه الدول».
وقال تقرير مشيخة الأزهر إن «من أبرز العوامل التي يستغلها عناصر التنظيم لجذب المزيد من المُنضمين تحت لوائه في أوروبا، ضعف الوازع الديني الذي يتوفر في المسلمين الجدد الذين لم تكتمل لديهم حصيلة وافية من المعرفة الواعية بالإسلام»، لافتا إلى أن التنظيم يستغل العوامل النفسية والضغوط الأسرية التي يتعرض لها المسلمون الجدد في هذه الدول، والذين يلاقون مشكلات نفسية وأسرية، ويُجند الشبان والفتيات الذين يعانون من التفكك الأسري، فضلا عن تجنيد الشباب الذين يشعرون بحب الذات والمغامرة وقيادة العالم، على حد زعم عناصر (داعش)».
وأضاف تقرير مرصد الأزهر أن «عناصر التنظيم التي دخلت أوروبا كـ(لاجئين) تستهدف استقطاب الشباب الأوروبي والفتيات بشكل خاص جدا، لإقناعهم بأهداف التنظيم التي يسعى لنشرها في دول الغرب»، مشيرا إلى أنه من حين لآخر يتم توقيف كثير من الشباب في أوروبا بتهمة الانضمام لـ«داعش»، وتبلغ نسبة النساء فيهم نحو 15 في المائة. وأكد التقرير أن «داعش» يستهدف المُجندين الجُدد في أوروبا بأسلوب مخاطبة العواطف والمشاعر الدينية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».