تركيا تنفي دخول جيشها الأراضي السورية.. وتتهم روسيا بإثارة شبح نشوب «حرب عالمية»

موسكو: أنقرة تواصل مساعدة الجماعات الإرهابية * غارة تستهدف مستشفى لـ«أطباء بلا حدود» تقتل 14 شخصا بمعرة النعمان

تركيا تنفي دخول جيشها الأراضي السورية.. وتتهم روسيا بإثارة شبح نشوب «حرب عالمية»
TT

تركيا تنفي دخول جيشها الأراضي السورية.. وتتهم روسيا بإثارة شبح نشوب «حرب عالمية»

تركيا تنفي دخول جيشها الأراضي السورية.. وتتهم روسيا بإثارة شبح نشوب «حرب عالمية»

نفى عصمت يلمظ، وزير الدفاع التركي، دخول الجيش التركي إلى سوريا، مؤكداً أن أنقرة لا تفكر في إرسال قوات إلى سوريا في الوقت الحالي.
وسئل يلمظ عن هذا الادعاء، الذي ورد في رسالة بعثت بها خارجية النظام السوري، إلى مجلس الأمن الدولي، فقال للجنة برلمانية تركية: "ليس صحيحاً، ليس هناك تفكير في دخول جنود أتراك إلى سوريا".
وكانت تقارير إخبارية للنظام السوري، أعلنت أمس (الأحد)، أن طابوراً من العربات المدرعة التركية دخلت الأراضي السورية.
من جهة أخرى، اتهمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، تركيا بأنها "تواصل" مساعدة الجماعات الإرهابية، والمرتزقة على دخول سوريا - حسب قولها -.
وقالت وكالة "انترفاكس" للأنباء نقلاً عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية، أن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية في محيط حلب حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.
من جهته، قال أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، أن روسيا تسعى لإثارة توترات عالمية، وإملاء شروطها في سوريا بإثارة شبح نشوب "حرب عالمية".
وأضاف أوغلو، في حديثه للصحافيين على متن طائرته المتجهة نحو أوكرانيا اليوم (الإثنين)، أن "أنقرة لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز بشمال سوريا في أيدي وحدات حماية الشعب الكردية، مضيفاً، أنها ستواجه "أقسى رد فعل" اذا ما حاولت الاقتراب من البلدة مجدداً".
وأوضح، أن القصف التركي لوحدات حماية الشعب الكردية خلال مطلع الأسبوع حال دون سيطرتها على أعزاز وبلدة تل رفعت إلى الجنوب. وتابع: "عناصر وحدات حماية الشعب أجبرت على التقهقر من المناطق المحيطة بأعزاز، إذا ما اقتربوا من جديد سيواجهون بأقسى رد فعل، لن نسمح بسقوط أعزاز".
وقال أوغلو، إن تركيا ستجعل قاعدة منغ الجوية السورية "غير قابلة للاستعمال"، ما لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من المنطقة التي انتزعوا السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة السورية، وحذرهم من التحرك الى شرق منطقة عفرين التي يسيطرون عليها أو إلى الضفة الغربية من نهر الفرات.
من جانبه، قال ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي، إن موسكو لا تعتزم أن يستمر وجودها العسكري في سوريا لأجل غير مسمى.
وفي مقابلة مع مجلة "تايم"، سئل ميدفيديف عما إذا كانت روسيا ستساعد حليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سوريا بالكامل، أجاب قائلاً "ليست لدينا خطط لوجود بلا نهاية في سوريا، نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس".
ميدانيا، قتل تسعة مدنيين اليوم في غارة جوية، يعتقد أن طائرة روسية قامت بها، استهدفت مستشفى مدعوماً من منظمة أطباء بلاد حدود جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب بشمال غربي سوريا، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، "إن طائرات حربية، يعتقد أنها روسية، قصفت مستشفى مدعوماً من أطباء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي، ما اسفر عن مقتل 14شخصا بينهم طفل، وسقوط عشرات الجرحى"، فيما أكدت المنظمة أن "غارة جوية دمرت" مستشفى مدعوماً منها في معرة النعمان.
وليست المرة الاولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه منظمة "أطباء بلا حدود" لقصف جوي في سوريا، فقد سبق أن أعلنت المنظمة في 9 فبراير (شباط) مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا في جنوب البلاد.
وتدعم منظمة اطباء بلا حدود 153 مستشفى ميدانيا ومراكز صحية اخرى في مختلف أنحاء سوريا.
وتنفذ روسيا حملة جوية في سوريا منذ 30 سبتمبر (أيلول)، مساندة لقوات النظام السوري، وتقول انها تستهدف تنظيم داعش، ومجموعات "إرهابية" أخرى، في حين تتهمها دول الغرب والفصائل المعارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار "المعتدلة" أكثر من تركيزها على الإرهابيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».