إسرائيل في 5 سنوات أقامت 20 مستوطنة وأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية

حركة «السلام الآن»: تل أبيب استغلت اتفاق السلام ومبدأ «تبادل الأراضي»

إسرائيل في 5 سنوات أقامت 20 مستوطنة وأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية
TT

إسرائيل في 5 سنوات أقامت 20 مستوطنة وأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية

إسرائيل في 5 سنوات أقامت 20 مستوطنة وأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية

كشفت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، أمس، في تقرير جديد لها أن الحكومات الثلاث الأخيرة تحت قيادة بنيامين نتنياهو أقامت 20 مستوطنة جديدة وبنت 7683 وحدة سكنية جديدة وزادت عدد المستوطنين بنسبة 61 في المائة.
وجاء في التقرير أن حكومات نتنياهو اتبعت نهجا مقصودا في هذه المشاريع هدفه استغلال استعداد الفلسطينيين للقبول بمبدأ «تبادل الأراضي»، الذي توافق فيه على إبقاء غالبية المستوطنات ضمن تخوم إسرائيل ضمن اتفاقية السلام مقابل تعويضها بأراض مساوية لها في المساحة والقيمة، وذلك من أجل تمهيد الأرض لبناء مستوطنات تشكل عقبات أمام الحل وتجعل من الصعب جدا الاتفاق على ضمها إلى إسرائيل في إطار الاتفاق الدائم»، ما يعني أنها تفشل سلفا أي اتفاق. وفي تفاصيل التقرير يتضح أنه تم خلال عام 2015 الشروع ببناء 1800 وحدة إسكان جديدة في المستوطنات، أكثر من 40 في المائة منها تقوم إلى الشرق من الجدار الفاصل، و69 في المائة في المستوطنات المعزولة التي يفترض بالدولة إخلاؤها في حال التوصل إلى اتفاق سلام. وتم في العام الماضي تمهيد قسائم لبناء 734 وحدة إسكان أخرى، يتوقع أن يبدأ البناء عليها قريبا.
ويستدل من التقرير أنه تم الشروع ببناء 265 وحدة إسكان، تشكل نسبة 15 في المائة، في بؤر غير قانونية. كما يكتب التقرير أنه «حسب تقييمات حركة سلام الآن واعتمادا على معطيات الإدارة المدنية، فقد تم بناء 32 وحدة إسكان على أراض فلسطينية خاصة، غالبيتها في بؤر غير قانونية. وتم بناء 1547 وحدة ثابتة و253 وحدة إسكان متحركة، و63 بناية عامة، تشمل مدارس وكنسا ورياض أطفال، و42 بناية زراعية وصناعية»، كما يشير التقرير إلى إقامة بؤرة جديدة في عام 2015، جنوب مستوطنة نوفي فرات، في منطقة المجلس الإقليم مطيه بنيامين. وحسب التقرير فإن المقصود المنطقة الممتدة على طول شارع رقم 1 باتجاه أريحا، حيث تعمل الدولة بشكل مكثف على هدم بيوت البدو. وأقيمت في هذه البؤرة ثلاثة مبان جديدة إلى جانب منطقة زراعية صغيرة، بينما تم شق طريق إليها على أراض فلسطينية خاصة.
ورغم الإعلان الرسمي عن تجميد مناقصات البناء، فإن التقرير يشير إلى انه تم في عام 2015 نشر مناقصات لبناء 1143 وحدة إسكان جديدة، من بينها 560 في المستوطنات، و583 في القدس الشرقية. بالإضافة إلى ذلك صادق مجلس التنظيم الأعلى في 2015 على إيداع خريطة لبناء 348 وحدة إسكان جديدة. وحسب تقرير سلام الآن فقد تم توثيق بدايات البناء في 148 مستوطنة وبؤرة في كل أنحاء الضفة، من بينها 37 في عمانوئيل وإعداد قسائم لبناء 100 وحدة أخرى هناك. وفي كوخاب يعقوب تم الشروع ببناء 105 وحدات، وفي كرني شومرون 27 وحدة، وإعداد قسائم لبناء 150 وحدة أخرى. وفي كريات أربع تم الشروع ببناء 28 وحدة، وفي أريئيل 133، وفي يكير 51، وفي سلعيت 13 إضافة إلى الإعداد لبناء 79 وحدة أخرى. ومن بين البؤر غير القانونية التي تم توثيق بدايات للبناء فيها، ايش كوديش، حفات معون، حفات غلعاد، غيعات هروئيه، احيا، وغيرها. ويلخص التقرير أنه «تم منذ انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة في عام 2009، تم بناء 7683 وحدة إسكان في المستوطنات، تشكل نسبة 61 في المائة من مجموع البناء في المستوطنات، ما يعني أن حكومة نتنياهو بنت مساكن لنحو 35 ألف مستوطن جديد، ستضطر إسرائيل إلى سحبهم من الضفة في إطار الاتفاق الدائم». ويستنتج: «حكومة إسرائيل تراكم العقبات الكبيرة أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، وتحدد الوقائع على الأرض، والتي ستكلف ثمنا باهظا». ويكتب التقرير أن الحكومة الإسرائيلية تدعي أن غالبية البناء يتم في الكتل الاستيطانية، ولذلك فإنه لا يؤثر بشكل كبير على الاتفاق الدائم الذي سيشمل تبادل الأراضي. لكنه لم يتم أبدا تعريف هذه «الكتل»، وبالتأكيد ليس في إطار اتفاق بين الجانبين. وأحصت حركة سلام الآن 20 مستوطنة جديدة أقيمت منذ وصول نتنياهو إلى السلطة، من خلال تشريع بؤر غير قانونية. وحسب سلام الآن فإن رسالة الحكومة للمستوطنين هي «ابنوا خلافا للقانون ونحن سنصادق على ذلك لاحقا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».