السلطات العراقية تنشر آلاف الجنود شمال البلاد تمهيداً لعملية استعادة الموصل

«داعش» يعدم صحافياً ويفجر 11 منزلاً في المدينة

السلطات العراقية تنشر آلاف الجنود شمال البلاد تمهيداً لعملية استعادة الموصل
TT

السلطات العراقية تنشر آلاف الجنود شمال البلاد تمهيداً لعملية استعادة الموصل

السلطات العراقية تنشر آلاف الجنود شمال البلاد تمهيداً لعملية استعادة الموصل

نشرت السلطات العراقية آلاف الجنود في قاعدة عسكرية شمال البلاد، استعداداً لعمليات استعادة مدينة الموصل معقل تنظيم "داعش" المتطرف، حسبما أفاد مسؤولون اليوم (الإثنين).
واستولى التنظيم الإرهابي في يونيو (حزيران) 2014، على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق ولم يتعرض منذ ذلك الحين لأي هجوم باستثناء قصف جوي، بينما تخوض القوات العراقية معارك في مناطق أخرى.
وقال ضابط برتبة عميد ركن في الجيش العراقي - طالباً عدم الكشف عن اسمه - إن "وحدات من قوات الجيش بدأت تصل إلى قاعدة عسكرية قرب قضاء مخمور لبدء عملية عسكرية نحو الموصل".
والهدف الأول في العملية هو قطع امدادات تنظيم "داعش"، بين الموصل ومناطق كركوك والحويجة من جهة، والموصل وبيجي الواقعة في صلاح الدين من جهة أخرى.
وأضاف المصدر نفسه، أن "هناك ثلاثة ألوية متمركزة في تلك القاعدة حالياً ومن المقرر وصول 4500 جندي آخر من الفرقة 15 إلى القاعدة لتدخل التحضيرات لاستعادة الموصل في مرحلة جديدة".
يشار إلى ان الفرقة 15 و الفرقة 16 من الجيش العراقي انهتا تدريباتهما في معسكرات ببغداد، من أجل المشاركة في عمليات استعادة الموصل.
وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، إن "الجيش العراقي يقوم باستحضارات من ناحية الجنود والمعدات والتجهيز والتدريب من أجل عمليات تحرير نينوى"، ولم يذكر رسول أي موعد عن بدء العمليات لأسباب أمنية.
وأغلب الجنود الذين ينتشرون في المنطقة الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان العراق، هم أكراد يعملون ضمن الجيش الاتحادي العراقي، بحسب مسؤول عسكري كردي.
وقال هلكورد حكمت - أحد المتحدثين باسم قوات البشمركة الكردية - إن "هذه القوات جاءت بموافقة رئاسة وحكومة إقليم كردستان العراق". والقاعدة ستكون مقراً للجنود وقاعدة عسكرية للطيران في ذات الوقت، بحسب المسؤول الكردي.
وانهارت عدد من الفرق العسكرية العراقية في الأيام الأولى من الاجتياح الذي شنه الإرهابيون على مدينة الموصل منتصف 2014، إذ تمكنوا من خلالها السيطرة على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد.
وفي وقت سابق، استعادت القوات العراقية بمساعدة التحالف الدولي الذي قدم اسناداً جوياً وتدريبا للقوات العراقية مساحات كبيرة، من أيدي التنظيم المتطرف، لكن معركة الموصل تعد أصعب المعارك ضد التنظيم الإرهابي بسبب كبر المساحة وبعدها عن العاصمة واتصالها بطرق امداد معقدة وكثيرة الى معاقل التنظيم في سوريا.
على صعيد ذي صلة، أعدم عناصر تنظيم "داعش" المتطرف، صحافياً، وفجروا 11 منزلاً تعود إلى مسيحيين في الموصل، حسبما أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة نينوى اليوم.
وقال العميد محمد الجبوري، إن عناصر التنظيم الإرهابي، أعدموا مراسل صحيفة "الحدباء" اليومية واثق عبد الوهاب بعد اعتقاله صباح أمس (الأحد) من منطقة السكر شرق الموصل. موضحا أن عملية الإعدام تمت رمياً بالرصاص في ساحة لكرة القدم بمنطقة الزهور، وتم تسليم جثته للطب العدلي.
على صعيد آخر، أفاد الجبوري بأن تنظيم "داعش" المتطرف، فجر 11 منزلاً تعود إلى مسيحيين في مناطق متفرقة شرق الموصل، مشيرا إلى أن "داعش" أخلى ستة منازل في منطقة البكر وخمسة أخرى في منطقة العربي شرق الموصل من كافة محتوياتها، ومن ثم تم تفجير المنازل بالكامل بعد أن كان التنظيم يشغلها كمواقع بديلة له خشية استهدافه من قبل التحالف الدولي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».