بعد عملية القدس الأخيرة.. فتح تُحَذر من اجتياح إسرائيلي للضفة الغربية

بيان للحركة اتهم حكومة تل أبيب بالسعي إلى تدمير السلطة الفلسطينية

سيارة عسكرية إسرائيلية تحاول صدم شاب فلسطيني خلال المواجهات التي جرت بين الجانبين في بلدة قباطية أمس (إ.ب.أ)
سيارة عسكرية إسرائيلية تحاول صدم شاب فلسطيني خلال المواجهات التي جرت بين الجانبين في بلدة قباطية أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد عملية القدس الأخيرة.. فتح تُحَذر من اجتياح إسرائيلي للضفة الغربية

سيارة عسكرية إسرائيلية تحاول صدم شاب فلسطيني خلال المواجهات التي جرت بين الجانبين في بلدة قباطية أمس (إ.ب.أ)
سيارة عسكرية إسرائيلية تحاول صدم شاب فلسطيني خلال المواجهات التي جرت بين الجانبين في بلدة قباطية أمس (إ.ب.أ)

في أعقاب العملية التي قتلت فيها شرطية حرس الحدود الإسرائيلي هدار كوهين داخل مركز القدس الشرقية برصاص فلسطيني، حذر مسؤول بارز في حركة «فتح» من «تحركات وتصرفات إسرائيلية مشبوهة، تدل على أنها تمهد لاجتياح الضفة الغربية».
وجاء في بيان للحركة أعلنه الناطق بلسانها جمال نزال أن الحكومة الإسرائيلية «تتخذ أسلوب التصعيد المتدرج وسيلة لتكرار عملية الاجتياح، وذلك بسعيها الخطير لتدمير السلطة الفلسطينية»، وأضاف أن «حصار مدينتي رام الله والبيرة قبل أيام، والحصار اليوم على قباطية في محافظة جنين، هو الطبعة الجديدة من عملية السور الواقي (الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية والذي بدأ في سنة 2002 واستمر حتى وفاة الرئيس ياسر عرفات)، بطريقة معدلة باطنها التدمير المتدرج والحقيقي للسلطة». ودعت الحركة الصحافة والأجهزة الدبلوماسية العالمية إلى «تسليط الضوء على ممارسات إسرائيل الهادفة إلى خنق مجالات الحياة، وعرقلة الإيقاع اليومي لسياسة الصمود والبناء في فلسطين».
واتفق عدد من الخبراء الإسرائيليين على أن الاحتلال الإسرائيلي قد يوسع عملياته الحربية في الضفة الغربية، لكنهم قالوا إن مثل هذا التطور غير مرغوب فيه من الطرفين، إلا أن التطورات على الأرض يمكن أن تجرهما إليه. وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، تقييمات لضباط كبار في الجيش والمخابرات تقول إن «عملية إطلاق النار والطعن التي قتلت خلالها هدار كوهين في باب العامود، لم تكن مخططة للانتهاء بقتل شرطية واحدة، بل كان منفذوها الثلاثة قد خططوا للوصول إلى منطقة إسرائيلية مأهولة في القدس الغربية، وقتل عدد كبير من الإسرائيليين، وسرعة تحرك قوة حرس الحدود هي التي منعت من حدوث مصيبة أكبر»، وأكدوا أن «نجاح عملية كهذه كان يمكن أن يدهور الوضع إلى رد فعل إسرائيلي قاس، يذكر بعمليات الاجتياح». وحسب الشرطة الإسرائيلية، فإن الفلسطينيين الثلاثة وصلوا إلى القدس من الضفة الغربية وبحوزتهم بنادق وسكاكين وعبوات ناسفة، وظهرت الشرطية كوهين في الشريط وهي تطلق النار على فلسطينيين قبل اقتراب الثالث منها، وإطلاق النار عليها من الخلف.
وفي أعقاب العملية عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جلسة أمنية بمشاركة وزير الدفاع موشيه يعلون والقائد العام للشرطة روني الشيخ، ووزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، والمستشار القانوني للحكومة إبيحاي مندلبليت. وقال مسؤول رفيع في القدس إن الجيش قام بتطويق بلدة قباطية في محافظة جنين، التي خرج منها الثلاثة، ونفذت اعتقالات، وعززت قواتها في الضفة بأعداد كبيرة، مضيفا أنه تقرر خلال الجلسة فحص عدة تدابير، من بينها الفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها. لكنه لم يتقرر بعد ما إذا سيتم تنفيذ ذلك. كما أمر نتنياهو بفحص سحب تصاريح العمل في إسرائيل من أقارب منفذي العملية.
من جهتها، قالت مصادر فلسطينية إن الشبان الثلاثة، وهم أحمد أبو الرب، ومحمد كميل، وأحمد زكارنة، تتراوح أعمارهم بين 20 و21 عاما، وجميعهم من قباطية. وتبين أن أحدهم كان ممنوعا من دخول إسرائيل لأسباب أمنية. لكن لا يعرف ما إذا كانوا ينتمون إلى تنظيم معين.
وقالت الشرطة إنها عثرت في مكان الحادث على عدة بنادق من نوع «كارلو»، وهي تقليد مرتجل لبندقية «كارل غوستاف»، التي يتم إنتاجها في شمال الضفة. وتقدر الجهات الأمنية، بأن الثلاثة وصلوا إلى القدس وهم يحملون السلاح، فيما يجري حاليا التحقيق لمعرفة كيف تمكنوا من إدخال السلاح من الضفة، وما إذا كانوا قد تلقوا مساعدة من أحد. وقال نائب قائد شرطة لواء القدس أبشالوم بيلد إنه تم حسبما يبدو التخطيط مسبقا لهذه العملية، موضحا أن التحقيق الأولي يشير إلى أن قوة حرس الحدود منعت بالأجساد وقوع عملية أكبر، فيما يسود التكهن بأن قوة الشرطة لم تكن الهدف».
وهاجم الإسرائيليون الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بسبب استضافته عائلات 11 فلسطينيا ممن نفذوا عمليات خلال الأشهر الأخيرة، والذين تواصل إسرائيل احتجاز جثثهم. ومع أن اللقاء تم بناء على طلب أبناء العائلات، الذين أرادوا أن تبذل سلطته جهودا لإعادة الجثث، فقد اعتبر الإسرائيليون اللقاء استهتارا بالضحايا الإسرائيلية، ودعما من أبو مازن للإرهاب.
يذكر أن المعتقل الإداري محمد القيق، الذي أعلن الإضراب عن الطعام منذ 71 يوما، يعاني من تدهور حاد في وضعه الصحي. وإذا تدهور وضعه فإن التوقعات تشير إلى خطر انفجار الوضع في الضفة الغربية، خصوصا وأن إسرائيل تقوم بممارسات كثيرة مثيرة ضدهم، مثل هدم البيوت (نحو 30 بيتا حتى الآن) واستمرار الاعتقالات (3748 معتقلا جديدا منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي) وتنصب مزيد من الحواجز العسكرية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.