إيران تستعين بآلاف الأفغان في سوريا بعد عزوف مواطنيها عن القتال

المجندون يحصلون على راتب 500 دولار.. وينقلون على متن طائرات الحرس الثوري

أفغان يحاربون مع نظام بشار الأسد («الشرق الأوسط»)
أفغان يحاربون مع نظام بشار الأسد («الشرق الأوسط»)
TT

إيران تستعين بآلاف الأفغان في سوريا بعد عزوف مواطنيها عن القتال

أفغان يحاربون مع نظام بشار الأسد («الشرق الأوسط»)
أفغان يحاربون مع نظام بشار الأسد («الشرق الأوسط»)

قالت منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة إن أعداد العناصر الأفغانية التي ترسلها إيران للحرب في صفوف قوات نظام بشار الأسد في سوريا ارتفعت بشكل ملحوظ في الشهور الأخيرة، وإن عدد هؤلاء المقاتلين كان لا يزيد على 2500، إلا أنه ارتفع إلى أكثر من سبعة آلاف أفغاني خلال عام 2015. لكنه أشار إلى ظهور بوادر تململ بين هؤلاء المقاتلين الأفغان، بسبب الأسلحة القديمة وضعف التدريب وارتفاع عدد القتلى.
وأعدت المنظمة تقريرا حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، وينشر للمرة الأولى، يركز على الفرقة الأفغانية التي تحارب مع نظام الأسد، وتحمل اسم «فاطميون»، ويقودها إيراني قالت إن اسمه «أبو حيدر» وتعود أصوله إلى مدينة مشهد الإيرانية، مشيرة إلى أن نائبه رجل إيراني يدعى علي رضا فاتح. ووفقا للمنظمة نفسها، فقد واجه النظام الإيراني مشكلة داخلية بسبب عزوف الإيرانيين عن القتال في سوريا، ما جعله يستعين بالأفغان اللاجئين في إيران. لكن المنظمة قالت إن «النظام الإيراني» أصبح يواجه خلال الفترة الأخيرة مأزقا «في مجال تجنيد الأفغان»، حيث لوحظ أنه رغم حاجته الماسة ومساعيه الحثيثة لزيادة وجود الأفغان في سوريا، فإن هؤلاء «لم يعودوا يقبلون بالحضور في المعارك السورية».
وتابع التقرير قائلا إن معلومات منظمة مجاهدين خلق، المستقاة من مصادر داخل الحرس الثوري الإيراني، تفيد أن الأفغان الذين أرسلهم نظام طهران إلى سوريا في عام 2015 بلغ عددهم أكثر من سبعة آلاف شخص، أي ثلاثة أضعاف عما كانوا عليه قبلها، لافتا إلى أن إيران كانت قد دفعت مع بداية الحرب في سوريا بأكثر من خمسة آلاف من قوات الحرس الثوري من النخبة، لكن تساقط كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، في الأعوام الأخيرة، أدى إلى «تذمر شعبي واستياء واسع في المجتمع الإيراني من توغل النظام في المستنقع السوري». وقال إنه لهذا السبب أخذ النظام الإيراني يدفع بالأفغان «الذين بدأوا هم أيضا في التململ من الدخول في المعارك في سوريا، بعد مقتل كثير منهم وضعف الإمكانات العسكرية»، رغم أن السلطات في طهران تتبع أساليب «لا إنسانية في دفع هؤلاء المغلوبين على أمرهم إلى الذهاب إلى أتون الحرب السورية ليكونوا وقودًا لحروب ولاية الفقيه».
وأشار التقرير إلى أن من بين الضغوط المطبّقة على الأفغان من جانب النظام الإيراني: «التهديد بالسجن، أو العفو عن السجناء منهم، وحتى تهديد بالإعدام أو العفو عن المحكوم عليهم بالإعدام، لكي يوافقوا على الذهاب إلى سوريا»، بالإضافة إلى أن النظام يستغل حاجة نسبة كبيرة من هؤلاء الأفغان بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية لديهم.
وتتلقى العناصر الأفغانية المجندة راتبا قدره 500 دولار خلال فترة التدريب. ثم يتم إرسالهم من إيران إلى مطار دمشق بواسطة طائرات شركة تابعة لقوات الحرس الثوري، وذلك في مجاميع، تتكون كل مجموعة من مائتي شخص. وفي سوريا تقوم هذه المجاميع بزيارة روضة السيدة زينب والسيدة رقية أولا، ثم يتم توزيعها على الجبهات للقتال مع قوات نظام الأسد.
وتعود بدايات النواة لفرقة «فاطميون» حين تشكلت من عناصر أفغانية تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني ممن شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي. وقال تقرير منظمة مجاهدين خلق إن كثيرا من هذه العناصر تحولت في الوقت الحالي إلى «قادة في قوات الحرس وقوة القدس». وتعد فرقة «فاطميون» جزءا من «قوة القدس».
وتضمن التقرير جانبا يخصّ «منظومة القيادة لفرقة (فاطميون)»، وقال إن قائد هذه الفرقة في إيران يدعى «الحاج آقا مرتضوي أو علوي، وهو قائد معسكر أنصار لقوة القدس بمدينة مشهد الإيرانية». وتطرق التقرير إلى قائد الفرقة في سوريا، وهو أبو حيدر الذي قال إنه يشغل أيضا موقع نائب قائد «معسكر أنصار» في إيران. وأضاف أن من بين قادة فرقة «فاطميون» في سوريا، كل من سيد علي حسيني، وعلي أكبر، بينما يشرف على متابعة ما يتعلق بشؤون الفرقة الأفغانية، عدد من كبار قادة قوة القدس في طهران ومنهم إمام قلي، ومحمود، الذي يرأس «مؤسسة المتفانين (إيثاركران)» أيضًا.
وفي ما يخص الوحدات التابعة لفرقة فاطميون في سوريا، قال التقرير إن لها وحدات المشاة والدروع والقناصين والصواريخ، موضّحا أن الفرقة نفسها «لها عشرات من وحدات المشاة، يبلغ عدد القوات في كل كتيبة مائتي شخص، وفي العام الماضي كانت هذه الفرقة تمتلك 10 إلى 15 كتيبة». وتابع أن التقارير الحديثة للعام الحالي تفيد بأن العدد الإجمالي لجميع قوات الحرس في سوريا ارتفع إلى ثلاثة أضعاف، مشيرا إلى أنه تمت تسمية معظم الكتائب بأسماء قادتها المقتولين من الأفغان ومنها، كتيبة جاويد، وكتيبة إبراهيم، وكتيبة محمد، وكتيبة حسين فدايي، وكتيبة كريمي، وكتيبة ربيعي، وغيرها.
وتمتلك فرقة فاطميون وحدات دروع ووحدة صاروخية ووحدة قناصين، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن قائد وحدات الدروع يسمى «شمس». أما آمر كتيبة القناصين فيدعى «آقا معلم». وقال عن التسليح والتجهيز للفرقة الأفغانية إن قوات الحرس الثوري الإيراني هي التي تقوم بتزويد الفرقة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. أما جانب من الدبابات والعجلات المدرعة فجاءت من جيش النظام السوري، «حيث ترك الدبابات القديمة والمستعملة لهذه الفرقة، ما تسبب في استياء القوات في القطاعات المدرعة لفرقة فاطميون».
وفي العام الماضي عندما تم تشكيل الوحدة المدرعة في فرقة «فاطميون»، كانت لها 8 دبابات، ثلاث منها من دبابات «تي 72» والبقية من طراز «تي 55» القديمة، حيث كانت تجري عملية تعبئة المدفع يدويا ولم يستطع الأفغان الاستفادة منها في ساحة العمليات بشكل جيد. ويقول التقرير إن المشكلة التي كانت موجودة في أجهزة الاتصالات لهذه الدبابات تسببت في انعدام سرعة الحركة لها، من أجل التصويب وغيره. وإن هذا اضطر المقاتلين الأفغان في سوريا لأن «يتحدثوا فيما بينهم بصوت عال»، مشيرا إلى تدني مستويات التدريب لدى الوحدات الأفغانية الأخرى. وقال إنه «خلال العام الجديد أضيف عدد الدبابات لهذه الوحدة وأصبحت تمتلك أكثر من 15 دبابة».
ورصد تقرير مجاهدين خلق «مقرات التجمع والنقل والوجود والتدريب لقوات فرقة فاطميون في سوريا»، ومنها حامية الإمام حسين، وهو معسكر رئيسي للفرقة يقع في حامية الإمام حسين على بعد 70 كيلومترا من دمشق باتجاه حلب. ويتردد على المعسكر نحو ألف شخص، يأتون إلى الحامية لقضاء فترة الإجازة قادمين من الخطوط الأمامية. كما يتم استخدامها لتوزيع القوات بين مختلف الجبهات.
ومن المقرات أيضا مقر شيشة آي (زجاجي)، وهو مقر القيادة لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ويقع إلى جوار مطار دمشق. وعند وصول القوات الأفغانية يتم توزيعها من هذا المقر. ويدعى أحد قادة المقر «كميل». وهناك أيضا حامية كبيرة تسمى «حامية رقية»، ويعود هذا المكان إلى قوات الحرس الثوري في سوريا، ويستقر فيه جانب من القوات الأفغانية أيضا. وتقع الحامية في بوروس (أو بورتس) في ريف حلب، ويدعى رئيسها «أمير بور»، وتستخدم لتوزيع وإرسال القوات إلى الخطوط الأمامية على جبهة حلب والتي تسمى بمنطقة بلاد.
وتوجد قوات الإسناد ووحدة الطبخ والدروع لفرقة «فاطميون» في معسكر زينب الذي يقع على بعد 80 كيلومترا من دمشق باتجاه درعا. أما «حامية سراج» فيطلق عليها «الموقع التدريبي إم 130»، وهو عبارة عن معسكر لتدريب الدروع ويقع في منطقة تسمي «جرمانا» بالقرب من دمشق، وله ساحة كبيرة. ويدعى رئيس التدريب للمقر «شمس» وهو، وفقا للتقرير، أحد منتسبي قوات الحرس الثوري، بينما يدعي آمر الحامية «ثابت» ويعرف أيضا باسم «صفر».
ورصد التقرير مناطق المهمات والخطط العسكرية لفرقة «فاطميون»، ومنها المنطقة الرئيسية في خطوط التماس وتقع في جنوب حلب مع سائر قطاعات الحرس الثوري الإيراني هناك، بالإضافة إلى وجود بعض من هذه القوات في حامية الإمام حسين، وأخرى في خطوط التماس بشمال درعا وفي تدمر، وفي منطقتي حمص واللاذقية.
وتحدث التقرير عن مراكز تجنيد القوات الأفغانية في إيران، ومنها دائرة الرعايا الأجانب في محافظة طهران، «حيث يحضر مسؤول من قوة القدس اسمه حجت كربلايي أيام الاثنين والأربعاء لتسجيل أسماء المجندين». وذكر التقرير عنوان المكان بأنه يقع في مدينة زيبا، في شارع تعاون، وشارع فرزاد الشرقي وشارع نيلوفر رقم 7.
أما مكتب تجنيد قضاء بيشوا، فيقع في ضاحية طهران العاصمة. كما قال التقرير إن هناك مكتب تجنيد آخر في مدينة ري، ويعد من أكثر المكاتب نشاطا في تجنيد القوات الأفغانية، مشيرا إلى أن المكتب يقع خلف روضة شاه عبد العظيم، ناحية «دوار نارنج»، في زقاق مسعود كيهاني، بالإضافة إلى مكتب آخر يحمل اسم «مكتب كرمان».



«حزب الله» يعلن استهداف موقع بيّاض بليدا الإسرائيلي بقذائف المدفعية

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يعلن استهداف موقع بيّاض بليدا الإسرائيلي بقذائف المدفعية

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)

قال «حزب الله» اللبناني إنه استهدف فجر اليوم السبت بقذائف المدفعية جنوداً إسرائيليين أثناء تحركهم داخل ‏موقع بيّاض بليدا بقذائف المدفعيّة.

وذكر «حزب الله» في بيان مقتضب، أن القصف جاء «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة».

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، إن منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت طائرة مسيرة تسللت من لبنان إلى شمال إسرائيل.


تركيا: سلوك إيران لا يساعد في مكافحة الإرهاب

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
TT

تركيا: سلوك إيران لا يساعد في مكافحة الإرهاب

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

قالت تركيا إنَّ «الأصدقاء الإيرانيين» لا يساعدون في محاربة حزب «العمال الكردستاني»، رغم منحهم معلومات استخبارية عن تحركات عناصره ونشاطهم في شمال العراق.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أمس (الجمعة)، إنَّ «نهج الإيرانيين ليس لطيفاً (...) نتحدَّث إليهم ونقدم معلومات (عن حزب العمال)، فيردون علينا: لا شيء، لا يوجد أحد». وتابع: «من دون شك، نحن منزعجون».

في المقابل، عبّر غولر عن ارتياحه من تعاون بغداد قبيل انطلاق العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال العراق، رغم أنَّ الحكومة العراقية لم تصنّف بعد حزب العمال «منظمة إرهابية».

وشدَّد غولر على أنَّ «الأنظمة الدفاعية كافية لحماية تركيا»، وقال إنَّ «60 ألف فرد يعملون على الحدود على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع».

من جهتها، أفادت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة التركية، بأنَّ بغداد وأربيل (حكومة إقليم كردستان) تستعدان لنصب نقاط مشتركة على الحدود العراقية - السورية وقواعد في نقاط استراتيجية قريبة من الحدود التركية بدعم لوجيستي من أنقرة.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 32 من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، في مناطق هاكورك، وغارا، وهفتانين، شمال العراق.


منظمات إسرائيلية تتّهم الحكومة بعدم الوفاء بالتزاماتها حيال المساعدات لغزة

فلسطيني يسير بين القمامة على حافة بركة امتلأت بالمياه الآسنة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يسير بين القمامة على حافة بركة امتلأت بالمياه الآسنة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

منظمات إسرائيلية تتّهم الحكومة بعدم الوفاء بالتزاماتها حيال المساعدات لغزة

فلسطيني يسير بين القمامة على حافة بركة امتلأت بالمياه الآسنة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يسير بين القمامة على حافة بركة امتلأت بالمياه الآسنة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

قالت خمس منظمات حقوقية إسرائيلية تقاضي الحكومة على خلفية القيود المفروضة على المساعدات لغزة، الجمعة إن إصرار الحكومة على أنها وفت بالتزاماتها في هذا الشأن «غير منطقي».

وتقدمت منظمة «جيشاه-مسلك» وأربع منظمات إسرائيلية أخرى غير ربحية بالتماس إلى المحكمة العليا تطالب فيه الحكومة بتحديد الإجراءات التي تتخذها الأخيرة لزيادة نقل المساعدات إلى غزة حيث تحذر الأمم المتحدة من أن المجاعة تلوح في الأفق.

وبعد جلسة استماع أولى الشهر الماضي، طلبت المحكمة من الحكومة الرد على أسئلة قبل جلسة استماع جديدة مقررة الأحد.

وفي الردود المقدمة إلى المحكمة هذا الأسبوع، أكّدت إسرائيل أن التدابير المتخذة حتى الآن لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية تجاوزت التزاماتها.

وقالت المنظمات في بيان نشرته، الجمعة، «جيشاه-مسلك»: «من غير المنطقي أن يدعي المستجوبون الذين يعترفون بعدم وجود فكرة لديهم عن حجم المساعدات التي يحتاج إليها سكان قطاع غزة، أنهم أوفوا بالتزامهم، لا بل تجاوزوه».

وأضافت أن النقص الواضح في الإمدادات داخل غزة يشير إلى «عدم وفاء المستجوبين بالتزاماتهم، لا بالمقدار المطلوب ولا بالسرعة اللازمة».

ولطالما اشتكت منظمات الإغاثة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى المحتاجين داخل غزة.

لكنّ إسرائيل تؤكّد أنها لا تمنع دخول المساعدات إلى غزة وتقول إن النقص في الإمدادات هو نتيجة عدم كفاءة وكالات الإغاثة في توزيعها على المحتاجين.

من جهته، أعلن مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الجمعة، عن «زيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة» في أبريل (نيسان) .

وقال إنه في المجموع، عبرت أكثر من 6 آلاف شاحنة محملة بالمواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية والخيام إلى القطاع الشهر الماضي. وأضاف على منصة «إكس»: «ليس هناك حد لكمية المساعدات التي يمكن إدخالها إلى غزة، وقد أثبت شهر أبريل ذلك».

لكنّ الحال ليست كذلك بالنسبة إلى وكالات الأمم المتحدة التي تشكو من عقبات مستمرة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هذا الأسبوع إن السلطات الإسرائيلية سهلت دخول 52 فقط من أصل 94 بعثة إغاثة في أبريل إلى شمال غزة، في حين أعاقت أكثر من ربعها ورفضت 10 في المائة منها، بينما ألغيت أخرى بسبب قيود لوجستية، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.


تركيا «منزعجة» من إيران: لا تساعد على محاربة الإرهاب

أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)
أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)
TT

تركيا «منزعجة» من إيران: لا تساعد على محاربة الإرهاب

أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)
أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)

أبدت تركيا انزعاجها من سلوك إيران مع «العمال الكردستاني»، الذي تصنفه «تنظيماً إرهابياً»، وأكدت أن عملياتها ضد هذا الحزب في شمال العراق ستستمر في إطار استراتيجية تعتمد مبدأ «تدمير الأوكار».

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن تركيا غيرت استراتيجيتها لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وتتبنى مبدأ الذهاب إلى الإرهابيين وتدميرهم في أوكارهم.

استراتيجية جديدة

وذكر غولر، في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس - الجمعة، أن «حزب العمال الكردستاني الإرهابي» متمركز في شمال العراق منذ سنوات طويلة، وينفذ عملياته الإرهابية انطلاقاً من تلك المنطقة، وينشط في دول عدة بالمنطقة منها العراق وسوريا وإيران.

وأضاف غولر: «القوات التركية موجودة في شمال العراق منذ نحو 6 أعوام، والتنظيم الإرهابي اضطر إلى مغادرة العديد من الأماكن التي كان يوجد فيها»، لكنه أشار إلى أن عناصر «العمال الكردستاني» يتحركون بحرية في مدينة السليمانية بإقليم كردستان.

وأوضح الوزير التركي أن الرئيس رجب طيب إردوغان أكد خلال الاجتماعات الأخيرة في بغداد وأربيل، أنهم «إذا كانوا يريدون العيش في سلام هناك فعليهم الابتعاد عن هذه المنظمة الإرهابية».

وقال غولر: «لقد غيرنا مبادئنا في مكافحة الإرهاب، نحن نقاتل باستراتيجية تدمير الإرهابيين من مصدرهم».

وشدد غولر على أن الأنظمة الموضوعة لأمن حدود تركيا كافية، وقال: «لا يمكن لأحد الدخول عبر حدودنا، حدودنا مؤمّنة بأحدث الأنظمة، وهناك 60 ألف فرد يعملون على الحدود على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع».

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

انزعاج من إيران

وحول العمليات التي تنفذها القوات التركية في شمال العراق، ضمن عملية «المخلب - القفل»، عبّر وزير الدفاع التركي عن ارتياحه وترحيبه بالتغير في موقف المسؤولين العراقيين تجاه حزب «العمال الكردستاني».

وأضاف أن حزب «العمال الكردستاني» قد «أخلى 800 قرية في العراق، وأن المدنيين هناك في حالة بائسة»، لافتاً إلى أن «العراق لم يصنف حزب (العمال الكردستاني) منظمة إرهابية من قبل، لكن بعد سلسلة الاجتماعات تم وصفه بأنه منظمة محظورة».

في السياق، عبّر غولر عن انزعاج بلاده من موقف إيران، قائلاً إن «نهج أصدقائنا الإيرانيين ليس لطيفاً».

وأضاف غولر: «نتحدث إلى أصدقائنا الإيرانيين ونقول: (انظر يا أخي، لقد عبروا الطريق من هذه النقطة، وذهبوا إلى هناك، ونحن نتابعهم، نرصدهم بالطائرات المسيّرة)، فيرد الإيرانيون: (لقد بحثنا هناك، لا يوجد أحد)، وهذا ليس نهجاً لطيفاً، بالطبع نحن منزعجون».

تدريبات لمقاتلي حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - أ.ف.ب)

«تخريب التقارب»

في السياق، تحدث الكاتب بصحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، عن محاولات إيرانية - أميركية لتخريب التقارب بين أنقرة وبغداد.

وقال سيلفي: «هناك نشاط كبير على الحدود وقد نتحدث في الأيام المقبلة عن عملية العراق الكبرى ضد (العمال الكردستاني) التي يجري الاستعداد لها، لكن العراق ليس دولة يمكنها أن تتخذ قراراتها بنفسها، نفوذ الولايات المتحدة وإيران مستمر بكل ثقله، الانقسام الشيعي - السني يحدد توازن البلاد على أساس طائفي، في حين أن الوجود العربي والكردي والتركماني يحدد التوازن العرقي في البلاد».

وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هو أحد مهندسي التقارب بين تركيا والعراق، وهو اسم يكتسب قوة في العراق.

ومع ذلك، اتخذت إيران والولايات المتحدة إجراءات لتخريب التقارب التركي - العراقي.

وتابع الكاتب التركي: «رغم زيارة إردوغان، فالأمور ليست سهلة عندما يتعلق الأمر بالعراق، الذي كان مسرحاً لحربَي الخليج، وكل سلبيات الحرب الأهلية، ومع ذلك فإن الاستعداد للعملية ضد حزب (العمال الكردستاني) في شمال العراق مستمر».

ولفت إلى أن بغداد أعلنت حزب «العمال الكردستاني منظمة محظورة»، لكن لم تصل إلى تصنيفه منظمة إرهابية؛ لأن مثل هذا القرار بحاجة إلى قرار من البرلمان العراقي.

وأوضح أن إيران تستخدم نفوذها للتأثير على النواب الشيعة لمنع العملية العسكرية ضد «العمال الكردستاني»، لكن الجهود التركية مستمرة لتجاوز هذه العقبة والبدء بعملية عسكرية يشارك فيها «الحشد الشعبي».

استعداد مشترك

وكشف سيلفي، نقلاً عن مصادر بالحكومة التركية، أن بغداد وأربيل تستعدان لنصب نقاط مشتركة على الحدود العراقية - السورية وقواعد في نقاط استراتيجية قريبة من الحدود التركية - العراقية بدعم لوجستي من أنقرة.

وذكر سيلفي أن العراق أنشأ قاعدتين قريبتين من حدود تركيا للمرة الأولى منذ حرب الخليج الثانية، بالتنسيق مع تركيا.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الجمعة، مقتل 32 من مسلحي «العمال الكردستاني» في منطقة عملية «المخلب ـ القفل»، وفي مناطق هاكورك، وغارا، وهفتانين، بعد رصد مواقعهم.

وأكد البيان أن عمليات مكافحة الإرهاب ستتواصل بكل حزم حتى القضاء على آخر «إرهابي» في المنطقة.


إسرائيل تؤكد مقتل أحد المحتجزين في غزة

متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)
متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تؤكد مقتل أحد المحتجزين في غزة

متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)
متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)

أعلنت السلطات الإسرائيلية فجر الجمعة أنّها تأكّدت من مقتل درور أور، أحد الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حركة «حماس» في غزة خلال هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال كيبوتس بئيري حيث كان يعيش أور إنّ الرجل البالغ 49 عاماً قُتل في السابع من أكتوبر على أيدي مقاتلي «حماس» الذين اختطفوا جثته ونقلوها إلى قطاع غزة.

وحتى هذا الإعلان كان أور يُعد في عداد الرهائن الأحياء المحتجزين في قطاع غزة.

وكيبوتس بئيري هو أحد التجمّعات السكنية الإسرائيلية التي تعرّضت لأكبر مقدار من الخسائر، سواء البشرية أو المادية، في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» على جنوب الدولة العبرية انطلاقاً من قطاع غزة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال الهجوم، قُتلت يونات زوجة أور واختطف اثنان من أبنائهما الثلاثة.

واحتجزت «حماس» نوعام (17 عاماً) وألما (13 عاماً) رهينتين في قطاع غزة إلى أن أطلقت سراحهما في نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار سرى لمدة أسبوع وتبادلت بموجبه إسرائيل و«حماس» رهائن وأسرى.

وفجر الجمعة، قالت الحكومة الإسرائيلية في منشور على منصّة «إكس»: «يُحزننا أن نعلن أنّ درور أور الذي اختطفته حماس في 7 أكتوبر، قد تأكّد مقتله وأنّ جثّته محتجزة في غزة».

وأضافت أنّه «بتأكّد مقتل أور أصبح نوعام وألما وشقيقهما الأكبر ياهلي يتامى الأب والأم».

وأتى الإعلان عن مقتل هذا الرهينة بينما ينتظر الوسطاء القطريون والأميركيون والمصريون ردّ «حماس» على مقترح جديد لهدنة مؤقتة يتخللها تبادل رهائن وأسرى.

وقال منتدى عائلات الرهائن: «وحده الإفراج عن كل الرهائن الأحياء لكي يتعافوا والأموات لكي يدفنوا، يضمن ولادة شعبنا من جديد ومستقبله».

وأضاف: «يجب على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود لإعادة درور والرهائن الآخرين المقتولين لكي يدفنوا بكرامة في إسرائيل».

من جهته، أشار إلعاد شقيق أور إلى أنّ قوات الأمن أبلغت العائلة بالأخبار المأساوية، وألقى باللوم على السلطات في وفاة درور.

وقال في بيان إنّ «الحكومة الإسرائيلية تتهرّب من المسؤولية وتفشل في إعادة الرهائن، بل إنّ وزراءها الوقحين يواجهوننا ويهينوننا». وأضاف: «نحن بحاجة إلى اتفاق فوري! كفى مماطلة وألعاباً سياسية».

وأكد إلعاد أنّ «الاتفاق فقط يمكنه إعادة الرهائن الأحياء الذين يتوسّلون للعودة إلى ديارهم، وبعد ذلك إعادة جثمان درور لدفنه في إسرائيل».

وفي أواخر نوفمبر التزمت إسرائيل و«حماس» هدنة استمرت أسبوعاً وأطلقت خلالها الحركة سراح 105 رهائن، من بينهم 80 إسرائيلياً، بينما أفرجت الدولة العبرية بالمقابل عن 240 فلسطينياً كانوا محتجزين في سجونها.

وأسفر هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر عن خطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً من جنوب إسرائيل، ما زال 129 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 35 تقول إسرائيل إنّهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

وردّاً على هجوم «حماس»، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وتشنّ مذّاك عملية عسكرية ضخمة ضدّ قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 34622 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


إردوغان: بدأنا مرحلة جديدة بقطع تجارتنا مع إسرائيل

إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)
إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)
TT

إردوغان: بدأنا مرحلة جديدة بقطع تجارتنا مع إسرائيل

إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)
إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن حجم التجارة السنوي بين بلاده وإسرائيل وصل إلى 9.5 مليار دولار، وقال: «ونحن اعتبرنا أن هذه التجارة غير موجودة، وبدأنا مرحلة جديدة» بقطع العلاقات التجارية.

وفي تعليق على قرار أعلنته وزارة التجارة التركية بوقف التجارة مع إسرائيل إلى حين وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المساعدات بشكل كاف ومستدام، قال إردوغان، في تصريحات في إسطنبول، الجمعة، إن «ما يحدث من تطورات من جانب إسرائيل بحق الفلسطينيين لا يمكن قبوله، وإسرائيل قتلت حتى الآن نحو 40 - 45 ألف فلسطيني، بوصفنا مسلمين، لا يمكننا الصمت على هذه الجرائم».

انتقادات للمعارضة ونتنياهو

ووجه إردوغان انتقادات لأحزاب المعارضة التي هاجمت حكومته قبل الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي بسبب استمرار التجارة مع إسرائيل، قائلاً: «للأسف، في بلادنا، استخدمت الأحزاب، التي تمثل الوجه الوحشي للسياسة، هذا الأمر بلا رحمة خلال أجواء الانتخابات، بعض الأطراف السياسية كانت تهاجمنا قبل الانتخابات حول العلاقات مع إسرائيل، وكانت هجمات غير محقة... نحن صبرنا حتى انتهاء الانتخابات، واتخذنا الآن قرار قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بشكل كامل».

أضاف إردوغان: «خطوة قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل كانت لازمة، وتم اتخاذها. اعتبرنا أن التجارة التي يبلغ حجمها السنوي 9.5 مليار دولار، غير موجودة، وبدأنا مرحلة جديدة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك (أرشيفية - د.ب.أ)

وتابع: «خلال لقائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أميركا، العام الماضي، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قلت له مواقفنا والخطوات التي يجب القيام بها، ولكن نتنياهو عديم الرحمة، وانعدام رحمته يستخدمه ضد الفلسطينيين من خلال المجازر، ونحن لم يكن بالإمكان أن نصبر أكثر من ذلك».

وقف التجارة

وأعلنت وزارة التجارة التركية، في بيان على «إكس»، ليل الخميس - الجمعة، أن تركيا أوقفت جميع الصادرات والواردات مع إسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات، ابتداء من الخميس، بسبب تفاقم المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

وقالت: «تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة».

وقال وزير التجارة التركي، عمر بولاط، الجمعة، إن تعليق التجارة مع إسرائيل سيستمر حتى تأمين وقف إطلاق نار دائم في غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق للفلسطينيين هناك.

وأضاف، خلال كلمة في إسطنبول حيث أعلن بيانات التجارة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، أن موقف إسرائيل المتشدد والوضع المتدهور في غزة دفعا تركيا إلى تعليق التجارة.

متظاهرون يتضامنون مع فلسطين في ساحة بيازيد بإسطنبول الجمعة (رويترز)

وعبرت كبريات اتحادات رجال الأعمال والكيانات الاقتصادية في تركيا دعمها لقرار وزارة التجارة. وقال رئيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (موصياد) محمود أصمالي، في بيان، إن قرار وزارة التجارة من أهم القرارات في فرض الحصار على إسرائيل، في ظل عدم تحرك العالم حيال العدوان الإسرائيلي الوحشي، وعدم تحرك النظام الدولي الحالي لإيجاد حل لتحقيق العدالة والسلام.

وقال رئيس جمعية «رجال أعمال أسود الأناضول»، أورهان أيدين، إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية غير مسبوقة في غزة، أمام أعين العالم أجمع، بضربها عرض الحائط القرارات والاتفاقيات القانونية الدولية.

وأكد رئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب أوداغيتش، دعمه لقرار تعليق التجارة مع إسرائيل، لافتاً إلى أن تركيا أظهرت بهذا القرار موقفها على أعلى المستويات تجاه الجريمة ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين.

دعم وترحيب

ورحبت حركة «حماس» بالخطوة التركية وعدّتها انتصاراً للشعب الفلسطيني. وقالت، في بيان الجمعة: «نثمن عالياً القرارات التي اتخذتها الجمهورية التركية مؤخراً، ونراها انتصاراً لشعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة مروعة».

وأضافت أن من هذه القرارات، وقف التعامل التجاري مع إسرائيل، والإعلان عن الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إردوغان بانتهاك الاتفاقات بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية. وقال عبر منصة «إكس»: «هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الديكتاتور، متجاهلاً مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال الأتراك، ومتجاهلاً اتفاقات التجارة الدولية».

وقال كاتس إنه أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بالعمل على إيجاد بدائل للتجارة مع تركيا، مع التركيز على الإنتاج المحلي، وواردات من دول أخرى.

ضغوط على إسرائيل

وسبق أن أعلنت وزارة التجارة التركية فرض قيود على تصدير 54 منتجاً كان يدخل فيها وقود الطائرات والإسمنت وحديد التسليح والأوناش ومعدات الحفر والمواد الكيميائية، وغيرها.

كما أعلن وزير الخارجية هاكان فيدان، الأربعاء، انضمام بلاده إلى الاستئناف المقدم من جنوب أفريقيا على قرار محكمة العدل الدولية بشأن دعواها ضد إسرائيل لارتكابها إبادة جماعية في غزة.

وأرجع محللون، منهم الصحافي مراد يتكين، قرار تركيا تكثيف إجراءاتها ضد إسرائيل، سواء بالانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا أو وقف تجارتها مع إسرائيل، إلى عدم حصول وزير الخارجية هاكان فيدان، خلال لقاءيه مع كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في السعودية قبل أيام، على أي إشارات توضح أن الدول الغربية ستمارس المزيد من الضغوط على إسرائيل؛ كخفض المساعدات العسكرية وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.


إيران تفرج عن طاقم «إم إس سي» وتواصل احتجاز السفينة

إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)
إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)
TT

إيران تفرج عن طاقم «إم إس سي» وتواصل احتجاز السفينة

إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)
إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)

أعلنت إيران أنها أفرجت عن طاقم السفينة المحتجزة، لكنها تواصل احتجازها، طبقاً لتصريحات وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وقال الوزير الإيراني، في منشور على منصة «إكس»، ليلة أمس الخميس، إن «إطلاق سراح الطاقم تصرف إنساني ويمكنهم بذلك العودة إلى بلدانهم وكذلك قبطان السفينة».

واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني سفينة الشحن «إم إس سي أريس» في مضيق هرمز في 13 أبريل (نيسان) وعلى متنها طاقم مكون من 25 فرداً بعد أيام من تعهد طهران بالرد على هجوم يشتبه في أنه إسرائيلي على قنصليتها في دمشق.

وحذرت إيران حينها من أنها قد تغلق طريق الشحن الحيوي.

وأوضح عبداللهيان أن «السفينة المحتجزة، التي أغلقت رادارها في المياه الإقليمية الإيرانية وعرضت أمن الملاحة للخطر، تخضع للاحتجاز القضائي».

وانخرطت إيران منذ عام 2019 في سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن، وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.

وليس من الواضح حتى الآن لماذا أبقت السلطات الإيرانية على السفينة، رغم إطلاق طاقمها، لكن المراقبين اعتادوا خلال السنوات الماضية تفسير هذه الأنشطة على أنها جزء من المناورات الإيرانية مع الغرب.

وقالت الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، إن احتجاز السفينة جاء بسبب «انتهاكها لقوانين ملاحة بحرية»، وإن ارتباط السفينة بإسرائيل ليس محل شك.

وتستأجر «إم إس سي» السفينة «أريس» من «جورتال شيبنج»، وهي شركة تابعة لشركة «زودياك ماريتايم» المملوكة جزئيا لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، على ما تقول وكالة «رويترز».

وأثرت الهجمات التي تشنها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، على الشحن العالمي. وتقول الحركة إنها تقوم بذلك تضامناً مع الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ناقلة الحاويات «إم إس سي أيرس» (إكس)

وزعم مسؤول إيراني أن حالة طاقم السفينة المحتجزة لدى «الحرس الثوري» بصحة جيدة، ويعيشون بحرية ورفاهية على متنها، رداً على تقارير صحافية غربية كانت أشارت إلى أنهم محتجزون «رهائن».

وبعد الإفراج عنهم، مساء الخميس، لم تعلن أي دولة عن حالة رعاياها من طاقة السفينة.

وقال علي أكبر مرزبان، وكيل الشؤون البحرية بمؤسسة الموانئ الإيرانية، إن «جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 24 فرداً بصحة جيدة»، وإنه لا داعي للقلق بشأن سلامة هؤلاء الأشخاص، ونظافتهم، ورفاهيتهم، وسلامتهم»، طبقاً لما نقلته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري الإيراني».

وأوضح أكبر مرزبان أن «الحرس الثوري» ضبط السفينة «لمخالفتها القوانين».

وقال أكبر مرزبان: «في البداية كان على متن السفينة MCS Aries 25 فرداً من الهند وباكستان والفلبين وروسيا وإستونيا، وعلى الفور انفصلت واحدة من أفراد الطاقم التي كانت هندية تعمل متدربةً عن البقية، وعادت إلى وطنها».

وفور احتجاز السفينة، والقلق الذي أعربت عنه سفارات أفراد الطاقم على متنها السفينة، أجرت الحكومات المعنية اتصالات مع وزارة الخارجية الإيرانية، «تم إجراء المراسلات اللازمة لتتم متابعة الملف»، طبقاً للمسؤول الإيراني.

واستدعت الخارجية البرتغالية في 16 من الشهر الماضي السفير الإيراني في لشبونة، منددة بالهجوم الإيراني على إسرائيل، ومطالبة بالإفراج عن السفينة.


تركيا تعلن تعليق التجارة مع إسرائيل حتى إعلان وقف إطلاق نار دائم في غزة

علما تركيا وإسرائيل (متداولة)
علما تركيا وإسرائيل (متداولة)
TT

تركيا تعلن تعليق التجارة مع إسرائيل حتى إعلان وقف إطلاق نار دائم في غزة

علما تركيا وإسرائيل (متداولة)
علما تركيا وإسرائيل (متداولة)

قال وزير التجارة التركي عمر بولات، اليوم (الجمعة)، إن تعليق التجارة مع إسرائيل سيستمر حتى إعلان وقف إطلاق نار دائم وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية.

وذكر بولات في كلمة له بإسطنبول بينما كان يعلن بيانات التجارة لشهر أبريل (نيسان) أن موقف إسرائيل المتشدد والوضع المتدهور في غزة دفعا تركيا إلى تعليق التجارة. وبلغ حجم التجارة بين البلدين 6.8 مليار دولار في عام 2023.


إسرائيل تطوّر «قبةً سيبرانيةً» في وجه الهجمات المعلوماتية الإيرانية

لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)
لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)
TT

إسرائيل تطوّر «قبةً سيبرانيةً» في وجه الهجمات المعلوماتية الإيرانية

لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)
لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)

في حين يبدو خطر التصعيد العسكري مستبعداً في الوقت الراهن، تدور حرب «صامتة» بين إسرائيل وإيران في الفضاء السيبراني، حيث تسعى الدولة العبرية إلى إحباط الهجمات الإيرانية.

بين الدولتين العدوّتين، «حرب صامتة بعيدة عن الأنظار»، على حدّ قول أفيرام أتزابا المسؤول عن التعاون الدولي في المديرية الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتُعنى هذه الهيئة الواقعة في حيّ راقٍ في شمال تل أبيب والخاضعة لسلطة رئيس الوزراء، بالدفاع عن أنظمة المعلوماتية في القطاع المدني الإسرائيلي، حسب أتزابا.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لُوحظ ارتفاع شديد في الهجمات المتأتية من إيران ومن «وكلائها» في المنطقة، حسب ما قال أفيرام أتزابا في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، خصوصاً «حزب الله» اللبناني و«حماس».

وأكد: «يحاولون قرصنة كلّ ما في وسعهم قرصنته، من دون أن يتمكنوا من إلحاق أضرار فعلاً».

وكشف المسؤول عن إحباط 800 هجوم واسع منذ السابع من أكتوبر.

واستهدفت تلك الهجمات، في جملة أهدافها، منظمات حكومية والجيش الإسرائيلي ومنشآت مدنية.

وتعرّضت الأنظمة المعلوماتية في مستشفيين إسرائيليين في حيفا وصفد في الشمال للقرصنة، وعُممّت بيانات شخصية لمرضى.

«مصدر قلق للمستقبل»

أتت استثمارات إيران في المجال «السيبراني» متأخّرة نسبياً ومدفوعة بحدثين رئيسيين، حسب ما أوضح البروفسور تشاك فرايليش، الباحث في «المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي» في دراسته التي صدرت في فبراير (شباط) تحت عنوان «التهديد السيبراني الإيراني».

فخلال الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية سنة 2009 في إيران، تحوّلت شبكة الإنترنت إلى وسيلة لحشد الصفوف وتعظيم الأثر. وقمعت السلطات هذه الحركة الاحتجاجية بالرصاص الحيّ في الشارع، وقطعت أيضاً النفاذ إلى شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع التي ساهمت في اتّساع رقعة المظاهرات.

وفي سبتمبر (أيلول) 2010، تعرّض البرنامج النووي الإيراني لهجوم سيبراني متطوّر جدّاً بواسطة فيروس «Stuxnet» نسبته طهران إلى إسرائيل والولايات المتحدة، ما تسبب بسلسلة من الأعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

ومذاك، طوّرت إيران استراتيجية سيبرانية فعلية وصقلت مهاراتها في هذا المجال، «فباتت من أكثر الدول نشاطاً في هذا الميدان»، على ما قال البروفسور فرايليش لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهو عدَّ أن «هجماتها تهدف إلى تقويض منشآت وتدميرها، فضلاً عن جمع بيانات للاستخبارات وتداول معلومات خاطئة لأغراض دعائية»، مؤكّداً أن الجمهورية الإسلامية فعالة جداً في التضليل الإعلامي.

وفي المقابل، تعدّ إسرائيل «قوّة سيبرانية» كبيرة نسبت إليها عدّة هجمات قويّة على أهداف إيرانية، مثل العطل المعلوماتي الذي شلّ فجأة العمل في مرفأ بندر عباس سنة 2020.

غير أن إسرائيل تواجه «عدوّاً مرهوب الجانب» سيواصل تعزيز قدراته، خصوصاً بفضل الدعم الروسي والصيني، حسب فرايليش.

ولفت الباحث إلى أن سكّان إيران هم أكثر عدداً بتسع مرّات من سكّان إسرائيل، وتسعى طهران إلى أن يتخصّص المزيد من الطلاب في التكنولوجيا السيبرانية، وأن يتدرّب عدد أكبر من العسكريين الشباب على استراتيجيات الحرب السيبرانية، الأمر الذي يشكّل «مصدر قلق للمستقبل».

«خطر الإرهاب السيبراني»

غير أن أفيرام أتزابا رأى، من جانبه، أن النوعية أهمّ من الكمّية بالنسبة إلى قراصنة المعلوماتية، فضلاً عن سبل استخدام التكنولوجيا.

وقال: «نطوّر منذ سنتين قبّة سيبرانية للتصدّي للهجمات المعلوماتية تعمل مثل القبّة الحديدية في وجه الصواريخ»، مستعرضاً نظاماً دفاعياً «استباقياً» قادراً على جمع معلومات مشتّتة لإعطاء لمحة عامة عن التهديد ومواجهته بطريقة منسّقة وشاملة.

وكشف أتزابا أن «أجهزة مسح ضوئي تحلّل على مدار الساعة المجال السيبراني الإسرائيلي لرصد مكامن الهشاشة وإبلاغ الجهات الفاعلة في الدفاع السيبراني بسُبل الحدّ منها باستمرار».

وأشار إلى أن «بعض وظائف القبّة السيبرانية هي قيد التشغيل».

ورأى أفيرام أتزابا أن قوّة إسرائيل تكمن في التعاون القائم بين الجهات المختلفة، من مؤسسات حكومية وأمنية وشركات خاصة ومجموعات تكنولوجيا وأمن تكنولوجي، وجامعات ومعاهد بحثية، فضلاً عن بعض قراصنة المعلوماتية الإسرائيليين.

وأكد «نعمل يداً بيد»، مضيفاً: «نتعاون أيضاً عن كثب مع عدّة بلدان»، في مقدّمتها الولايات المتحدة وفرنسا «إذ إنّ كلّ الدول تواجه خطر الإرهاب السيبراني».

وأكّد أتزابا: «لا بدّ من إقامة شبكة لمواجهة شبكة أخرى».


بن غفير يدعو لإقالة غالانت بعد تعيينات جديدة في هيئة الأركان الإسرائيلية

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)
TT

بن غفير يدعو لإقالة غالانت بعد تعيينات جديدة في هيئة الأركان الإسرائيلية

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)

دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد الإعلان عن تعيينات جديدة في هيئة الأركان العامة، بينما يخوض الجيش معارك ضد حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة وضد حزب الله على الحدود اللبنانية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير قوله إن التعيينات التي أقرها غالانت مع رئيس الأركان «تظهر أنه يتجاهل الجمهور تماماً».

واتهم بن غفير غالانت بالتسبب في «الفشل الأكبر في تاريخ البلاد»، في إشارة إلى هجوم حماس على مستوطنات ومعسكرات إسرائيلية الذي أشعل شرارة الحرب الحالية في القطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال بن غفير، إن غالانت «هو واحد من المسؤولين البارزين عن هجوم السابع من أكتوبر، وليس لديه تفويض للموافقة على التعيينات في هيئة الأركان العامة القادمة لجيش الدفاع».