إصلاح جين يؤدي إلى العمى يبشر بعلاج التهاب الشبكية الوراثي

علماء أميركيون نجحوا في تطوير خلايا جذعية «نظيفة» من المصابين

إصلاح جين يؤدي إلى العمى يبشر بعلاج التهاب الشبكية الوراثي
TT

إصلاح جين يؤدي إلى العمى يبشر بعلاج التهاب الشبكية الوراثي

إصلاح جين يؤدي إلى العمى يبشر بعلاج التهاب الشبكية الوراثي

أعلن علماء أميركيون عن نجاحهم في توظيف طريقة «كريسبر» (CRISPR) لقص وتصحيح الجينات لإصلاح تحور جيني مسؤول عن حدوث التهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض وراثي يتسبب في تدهور حالة شبكية العين ويقود إلى العمى. ويعاني من المرض نحو 1.5 مليون شخص حول العالم.
وقال باحثون في كلية الطب بجامعة كولومبيا وفي جامعة أيوا نشروا نتائج دراستهم في مجلة «ساينتفيك ريبورتس»، إنهم توصلوا وللمرة الأولى إلى إصلاح جين معطوب يتسبب في حدوث هذا المرض، موجود في الخلايا الجذعية المستخلصة من أنسجة المصابين بالمرض. وقال ستيفان تسانغ الأستاذ المساعد في طب العيون وفي علوم الأمراض وبيولوجيا الخلية في جامعة كولومبيا، إن «توجهاتنا تنصب على تطوير منطلقات شخصية بحتة لكل مصاب بالمرض، بهدف علاج عينه». وأضاف: «إننا نؤمن بأن أول توظيف علاجي من نوعه لطريقة (كريسبر) لتصحيح الجينات سينفذ في عمليات شفاء أمراض العين».
وقام العلماء في تجاربهم باستخلاص خلايا جذعية من عينات من جلد المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي، ووظفوا طريقة تصحيح الجينات لإصلاح الجين المشوه المسبب للمرض من الخلايا. وتوجه العلماء في الدراسة لأكثر حالات التهاب الشبكية الصباغي انتشارا التي تحدث بسبب تحور في جين واحد يسمى «آر جي بي آر» (RGPR). وقالوا إن تلك الخلايا «النظيفة» الجديدة يمكن زرعها أو تحويلها إلى خلايا لأنسجة شبكية العين لنفس المريض.
وقال تسانغ إن «نحو 90 في المائة من أسباب الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي تعود إلى أسباب جينية، ولذا فإن إصلاح الجين ونقل خلايا المريض نفسه إلى الشبكية يبشر بنجاحات أكيدة»، خصوصا أن التجارب السابقة أثبتت فاعلية نقل وزرع الخلايا الجذعية في شبكية العين. والتهاب الشبكية الصباغي هو مجموعة من الاضطرابات غير الطبيعية الموروثة في المستقبلات الضوئية في الخلايا العصوية والخلايا المخروطية أو ظهارة صباغ الشبكية في شبكية العين، وتؤدي هذه الاضطرابات إلى فقدان البصر التدريجي. ويوصي الأطباء المصابين بالمرض بتناول كميات كبيرة من فيتامين «إيه» لتقليل وتيرة تدهور البصر، دون شفائهم من الحالة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.