عقوبات إسرائيلية جماعية للبلدات الفلسطينية التي يخرج منها حملة سكاكين

إلغاء تصاريح العمل لجميع العمال وإغلاق مداخل البلدة

عقوبات إسرائيلية جماعية للبلدات الفلسطينية التي يخرج منها حملة سكاكين
TT

عقوبات إسرائيلية جماعية للبلدات الفلسطينية التي يخرج منها حملة سكاكين

عقوبات إسرائيلية جماعية للبلدات الفلسطينية التي يخرج منها حملة سكاكين

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإعداد «خطة لتعزيز الأمن في جميع المستوطنات» في الضفة الغربية. ويتضح من قراءة التوجيهات الأساسية للخطة، أنه يرمي إلى تنفيذ سلسلة من العقوبات الجماعية للفلسطينيين.
وقد بدأت هذه الإجراءات، فجر أمس، مع انتشار النبأ عن وفاة شابة يهودية متأثرة بجراحه أصيبت بها جراء طعنها بسكين في مستوطنة بيت حورون. ورغم أن حارسا في المستوطنة قتل بالرصاص الحي الشابين الفلسطينيين اللذين نفذا العملية، وهما حسين أبو غوش (17 عاما) من مخيم اللاجئين قلنديا شمالي القدس، وإبراهيم علان (22 عاما) من قرية بيت عور التحتا، إلى الغرب من رام الله، قررت سلطات الاحتلال معاقبة جميع سكان البلدتين. ففرض الجيش الإسرائيلي طوقا على القرية وسمح بخروج من يحتاجون إلى علاج طبي فقط. كما تم تبليغ سكان القرية، بأنه سيمنع خروج عمالها للعمل في إسرائيل. وتم فرض طوق حول القرية، وأقيم حاجز عسكري في مدخلها. وقال الجيش وكذلك الناطق بلسان الحكومة، إن هذه الإجراءات تمت بأمر مباشر من رئيس الحكومة نتنياهو. أما وزير الدفاع، موشيه يعلون، فأعلن من أثينا أنه سيهدم البيتين اللذين يعيش فيهما منفذا العملية، كما حصل مع غالبية منفذي العمليات الفلسطينيين.
وعاد إلى النقاش في إسرائيل، موضوع وضع جدار (أو سياج إلكتروني) حول كل مستوطنة قائمة في الضفة الغربية، إذ إن التحقيق الأولي في عملية بيت حورون، دل على أن الفلسطينيين تمكنا من تسلق الجدار المحيط بالمستوطنة. وفي حين طلبت الشرطة الإسرائيلية إقامة جدار من الباطون أو سياج إلكتروني، عارض قادة المستوطنات ذلك، وأعلنوا أنهم يريدون الحفاظ على «حياة طبيعية». وحسب مصادر في الشرطة، هناك خلافات حادة بين الطرفين قد تعرقل هذا المخطط. ففي صفوف المستوطنين يوجد تيار يؤيد الشرطة في مطلبها، بإقامة جدار حديث حول المستوطنة يكون مزودا بوسائل الرقابة الإلكترونية الحديثة ويبعث على الاطمئنان. لكن قسما كبيرا من قادة المستوطنين الذين يعملون ويفكرون بدوافع آيديولوجية، يرفضون ذلك، ويطالبون بأن تفرض الجدران على البلدات الفلسطينية وليس على المستوطنات اليهودية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.