مصر تحث روسيا على ضرورة استئناف رحلاتها الجوية «قريبًا»

السيسي التقى رئيس الدوما وناقشا جهود مكافحة الإرهاب

مصر تحث روسيا على ضرورة استئناف رحلاتها الجوية «قريبًا»
TT

مصر تحث روسيا على ضرورة استئناف رحلاتها الجوية «قريبًا»

مصر تحث روسيا على ضرورة استئناف رحلاتها الجوية «قريبًا»

حثت مصر روسيا على ضرورة استئناف رحلاتها الجوية إلى مصر «قريبا» وإعادة حركة السياحة المتوقفة منذ كارثة الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري.
وقتل 224 سائحا روسيا في انفجار طائرة روسية فوق أراضي سيناء، عقب 23 دقيقة من إقلاعها من مطار «شرم الشيخ». وقالت روسيا إن الانفجار ناتج عن عملية إرهابية، وعلقت رحلاتها الجوية إلى مصر.
ووصل ناريشكين إلى القاهرة أمس لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين. وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن رئيس مجلس الدوما الروسي نقل تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس السيسي، مؤكدًا عمق العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين، كما أكد أن روسيا تُقدر دور مصر في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن السيسي أكد حرص مصر على تعزيز التعاون مع روسيا في كل المجالات والاستفادة من الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية مع موسكو خلال الفترة الأخيرة.
تناول اللقاء سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وأكد الجانبان تطلعهما لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين قريبًا، لا سيما في ضوء ما تمثله مصر من مقصد سياحي هام للمواطنين الروس. كما تطرق إلى عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، إذ أكد رئيس مجلس الدوما حرص بلاده على التنسيق والتشاور بشكل متواصل مع مصر إزاء القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط.
واستعرض السيسي جهود مكافحة الإرهاب، موضحًا أن الرؤية المصرية تقدر أهمية تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال من خلال مقاربة شاملة تضمن وقف انتشار الجماعات الإرهابية والحد من قدرتها على جذب عناصر جديدة وتجفيف منابع تمويلها، وأن يشمل ذلك المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، وكذا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ناريشكين، قال الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري إنه دعا نظيره الروسي إلى ضرورة زيادة عدد السياح الروس لمصر واستئناف رحلات الطيران الروسية، مضيفا أنه تم أيضًا مناقشة بعض القضايا السياسية المتعلقة بالشرق الأوسط كالوضع في سوريا، وأن هناك تطابقا في وجهات النظر في إيجاد حلي سلمي للمشكلة في سوريا.
وأشار عبد العال إلى وجود تطابق في وجهات النظر حول محاربة الإرهاب، وأن الإرهاب لا وطن له ويجب القضاء عليه، وأنه لا تفاوض ولا حلول سلمية مع مشكلة الإرهاب ولا بد من تضافر كل الجهود. وأضاف أن الجانبين أكدا على أهمية الدبلوماسية البرلمانية وعلى تبادل الزيارات بين برلماني الدولتين، وإنشاء لجنة للصداقة البرلمانية الروسية.
من جانبه، قال ناريشكين إن الجانبين الروسي والمصري ناقشا كثيرا من القضايا، وتم الاتفاق على ضرورة محاربة الإرهاب الدولي والتوصل إلى حلول لأزمات الاقتصاد العالمي.
وأكد ناريشكين امتنان بلاده لتفهم مصر للقلق الروسي حيال ضرورة توفير الأمن لمواطنيها الروس، خصوصا بعد حادث سقوط طائرتها فوق سيناء، منوها بأن الخبراء في مجال الأمن الجوي يبذلون حاليا جهودا كبيرة لصياغة تدابير لضمان الأمن للمواطنين الروس في مصر.
وتابع: «قرار بلاده بإنشاء قنصلية لها في مدينة الغردقة خير دليل على عزم روسيا استئناف التدفق السياحي الروسي لمصر، وتطوير العلاقات السياحية والتجارية والاقتصادية»، مشددا على أنه سبق التأكيد لمصر أن «العمل الإرهابي الذي وقع في سماء سيناء لن يؤثر أبدا على العلاقات القوية بين الشعبين».
وأشار ناريشكين إلى أن جميع «الأحداث المأساوية» التي نشهدها تؤكد ضرورة تشكيل تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب، خصوصا في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وأن تلعب مصر دورا بارزا في هذا التحالف.
ولفت ناريشكين إلى أنه تحدث عن تشكيل هذا التحالف الدولي خلال زيارة قام بها ضمن مجموعة من النواب الروس إلى الجزائر وتونس، وأنه يدعو مجددا من مصر لتشكيل تحالف واسع لمحاربة الإرهاب، لا سيما «داعش».
واختتم أن روسيا ترى أن الطريق إلى السلام في سوريا لا بد أن يمر عبر عملية سياسية واسعة النطاق، والحوار مع الحكومة الشرعية في دمشق جنبا إلى جنب مع اتخاذ خطوات حازمة لمحاربة الإرهاب، منوها بأن هناك تفهما مشتركا وموقفا موحدا حيال ذلك لدى القيادتين الروسية والمصرية.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.