الأسد يحتوي غضب العلويين من صفقة تبادل الراهبات بزيارة أحد مراكز نزوحهم

موالون للنظام يطالبون البطريرك اليازجي بطرد رئيسة دير معلولا

بشار الأسد لدى لقائه نازحين سوريين في عدرا بضواحي دمشق (إ.ب.أ)
بشار الأسد لدى لقائه نازحين سوريين في عدرا بضواحي دمشق (إ.ب.أ)
TT

الأسد يحتوي غضب العلويين من صفقة تبادل الراهبات بزيارة أحد مراكز نزوحهم

بشار الأسد لدى لقائه نازحين سوريين في عدرا بضواحي دمشق (إ.ب.أ)
بشار الأسد لدى لقائه نازحين سوريين في عدرا بضواحي دمشق (إ.ب.أ)

زار الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مركزا للنازحين في بلدة عدرا العمالية بريف دمشق، ذات الغالبية العلوية، بعد أيام على إتمام صفقة تبادل راهبات معلولا التي أثارت استياء عند العلويين، مطالبين النظام بإبرام صفقات مماثلة لاستعادة أبنائهم المختطفين لدى المعارضة بدل إطلاق الراهبات.
وأشار التلفزيون السوري الرسمي إلى أن الأسد تفقد مركز إيواء مهجرين نزحوا بسبب القتال في عدرا العمالية التي تقع على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال شرقي العاصمة السورية التي سيطر عليها لفترة وجيزة مقاتلو المعارضة قبل ثلاثة أشهر. وقال التلفزيون السوري إن «الأسد استمع لاحتياجات النازحين وأبلغهم بأن الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها». وأظهرت صورة نشرت على حساب الرئاسة في موقع «تويتر» الرئيس السوري وهو يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض ويتحدث إلى مجموعة من النساء عند مركز «الدوير» لإيواء النازحين.

وظهر الأسد في مناسبات عامة قليلة منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاث سنوات، لكن هذه الزيارة هي الأولى لمركز يؤوي نازحين هربوا من منطقة ذات غالبية علوية، في خطوة قال ناشطون معارضون إن الأسد يحاول من خلالها «إرضاء الطائفة العلوية التي يتحدر منها بعد الاستياء الذي ظهر بين أبنائها على خلفية تسهيل النظام لصفقة إطلاق راهبات معلولا وعدم اكتراثه بالمختطفين العلويين».

وهرب كثيرون من سكان عدرا في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي عندما سيطر مقاتلون معارضون على جزء من البلدة وقتلوا 28 شخصا في هجوم طائفي استهدف أشخاصا من الطائفة العلوية. وسبق للتلفزيون الرسمي أن بث تقارير تظهر شهادات علويين مدنيين نجوا من هجوم المعارضة وتحدثوا باستفاضة عن «ممارسات وحشية» اتهموا كتائب المعارضة بارتكابها في عدرا العمالية. وتقع بلدة عدرا على الطريق السريع الرئيس الذي يمتد من دمشق شمالا إلى حمص، والتي قاتل الجيش النظامي لتأمينها من مقاتلي المعارضة خلال العام الماضي. وهي قريبة أيضا من معاقل المعارضة شرق دمشق التي تحاصرها القوات النظامية. وكان عدد السكان في عدرا يبلغ نحو 100 ألف نسمة أكثريتهم من العلويين، إضافة إلى دروز ومسيحيين.

في موازاة ذلك، واصل مناصرو النظام السوري حملتهم على راهبات معلولا اللاتي أطلق سراحهن فجر الاثنين الماضي، حيث تناقل موالون للنظام على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي رسالة موجهة إلى البطريرك الأرثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي، تدعوه إلى «طرد الراهبة بيلاجيا سياف رئيسة دير مار تقلا ببلدة معلولا الأثرية من الخدمة الكنسية». وتأتي هذه الرسالة بعد تصريحات للراهبة قالت فيها إن «جبهة النصرة» لم تسئ معاملة الراهبات أثناء اختطافهن خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأشار مؤيدو النظام في رسالتهم إلى أن «سلوك الراهبة وتصرفها وحديثها حين كانت في عهدة الخاطفين، كان يمكن التماس الأعذار لها، أما ما قالته في مؤتمرها الصحافي بعد أن أصبحت في عهدة السلطات السورية، فيؤكد أن كل ما قامت به كان عمدا متعمدا، وعن سابق إصرار وتخطيط». بدورها، أفادت قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من النظام السوري بأن «أهالي صيدنايا، حيث يوجد دير معلولا، رفضوا استقبال راهبات معلولا».

وكان موالون للنظام السوري شنوا حملة على راهبات معلولا خصوصا رئيس الدير الراهبة بيلاجيا سياف إثر تصريحاتهن التي أشادت بمعاملة «جبهة النصرة». واتهمت قناة «سما» المقربة من النظام الراهبات بـ«الخيانة» وطالبتهن بـ«اعتذار للشعب السوري الذي يواجه الإرهاب»، بحسب إحدى نشراتها الإخبارية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.