مصر تكلل زيارتها إلى منتدى التعليم الدولي باتفاقات شراكة بريطانية

الوزير الشيحي: التعليم قضية أساسية لنا.. وتطويره على رأس أولوياتنا

منتدى التعليم الدولي 2016 في لندن حظي كالمعتاد باهتمام واسع
منتدى التعليم الدولي 2016 في لندن حظي كالمعتاد باهتمام واسع
TT

مصر تكلل زيارتها إلى منتدى التعليم الدولي باتفاقات شراكة بريطانية

منتدى التعليم الدولي 2016 في لندن حظي كالمعتاد باهتمام واسع
منتدى التعليم الدولي 2016 في لندن حظي كالمعتاد باهتمام واسع

بمفهوم أن التعليم «قضية أساسية بالنسبة لمصر، وتطويره أحد أولويات الإدارة الحالية»، وهو التعبير الذي استخدمه وزير التعليم العالي المصري أشرف الشيحي، توجه الوزير إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، للمشاركة في منتدى التعليم الدولي السنوي Education World Forum في العاصمة البريطانية لندن، الذي اختتم يوم الخميس الماضي، بعد خمسة أيام من الفعاليات لأحد أبرز الملتقيات الدولية التي تتناول التعليم على مستوى العالم، والتي تتيح لقاء المسؤولين من دول العالم والخبراء لتبادل الآراء والخبرات حول الأحوال التعليمية.
وقبيل توجهه إلى العاصمة البريطانية لحضور المنتدى، الذي شارك فيه نحو 90 ممثلاً حكوميًا بارزًا في مجال التعليم عن دولهم، أغلبهم على المستوى الوزاري، قال الوزير الشيحي إن التعليم قضية أساسية بالنسبة لمصر، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون مع الجانب البريطاني في هذا الإطار.
وعن دور الإدارة المصرية في إصلاح الهيكل والمحتوى التعليمي، وهو الجانب الذي واجه انتقادات شديدة عبر سنوات مضت، أكد الشيحي قائلاً: «نحن كحكومة، نضع التعليم على رأس أولوياتنا، ونعلم أن أي نهضة حقيقية تتم من خلال تطوير منظومة التعليم». موضحًا أن الإدارة المصرية تعمل على هذا التطوير «من خلال اتجاهات عدة، جزء من هذا التطوير يتطلب الاستفادة من تجارب الآخرين، وهناك تجارب ناجحة في دول كثيرة، ونحاول الاستفادة منها في نظم القبول في الجامعات، وفي الارتقاء بمستوى أعضاء هيئة التدريس وفي نوعية التعليم المقدم».
وأكد الوزير المصري المسؤول عن الملف الشائك أنه «لا بد أن يكون لنا نموذج خاص بنا للتطوير، ولا بد أن نطلع على نماذج الدول ونجاحها وتقييمها، بالإضافة إلى أنه ليس من الضروري التمسك بنموذج واحد فقط من هذه النماذج، بل من الممكن أن يكون لدينا مجموعة من المعاهد والكليات التكنولوجية التي تدار كل منها بنظام مختلف». مشيرًا إلى أن مشاركته في المنتدى العالمي للتعليم تأتي في إطار المتابعة لمذكرة التفاهم الموقعة بين الرئيس المصري والحكومة البريطانية للتعاون في مجال التعليم، والتأكيد على زيادة التعاون العلمي مع بريطانيا في أوجه كثيرة.
وفي ما يتعلق بالتعليم الفني، أوضح الشيحي أن مخرجاته في الوقت الحالي «غير مرضية»، مشددًا على أن هناك حاجة ماسة وجادة لتطوير التعليم الفني والتكنولوجي في مصر. وقال: «لو رصدنا سوق العمل للخريجين من التعليم العالي، سنجد أن لدينا نقصًا كبيرًا في التعليم الفني المتميز القادر. وهناك حاجة للنهوض وتطوير مستوى التعليم الفني، ونحتاج إلى جهود المزيد من الحاصلين على دراسات في هذا التوجه. وهذا جزء من برنامجنا في الحكومة المصرية، الذي سيعرض على البرلمان قريبًا، ويشمل تعديل نظام التعليم الفني وربطه بمجتمع الصناعة، وهو ما يسمى بأودية التكنولوجيا. ولقد طالبت بوجود معهد فني في كل واد تكنولوجي حتى يرتبط بالمجمع الصناعي».
وحول زيادة أعداد الدارسين والمبتعثين للخارج، قال الشيحي إن هذا العام يشهد أكبر عدد من المبعوثين في تاريخ مصر، مشددًا على أن ذلك يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن زيادة عدد المبتعثين في الخارج. وأضاف أن «الجديد ليس في عدد المبعوثين، ولكن في جودة التعليم الذي يحصلون عليه»، موضحًا أن أي مبتعث سيرسل لدراسة تخصص معين سيتم إرساله إلى دولة تتميز في هذا التخصص، وإلى جامعات لها شهرتها واسمها وترتيبها العالمي في هذا التخصص، بجانب المتابعة المستمرة للمبعوثين لضمان عودتهم بعد انتهاء مدتهم الدراسية من أجل الاستفادة من خبراتهم المكتسبة. وعلى هامش المنتدى، وقع عدد من الجامعات المصرية 10 اتفاقيات شراكة مع جامعات بريطانية، ليلة الأربعاء الماضي، وذلك في إطار تفعيل الاتفاق الإطاري بين الدولتين للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
ووقعت جامعة الإسكندرية ممثلة في الدكتور رشدي زهران اتفاقيات مع جامعتي سري، وساوث بنك، بينما تم توقيع اتفاقية بين كلية الطب جامعة القاهرة وبين كلية «كينغز كوليج» في لندن.
كما وقعت الدكتورة هالة السعيد، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، اتفاقيات مع جامعة ساسكس، في حين وقع الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري، اتفاقيات مع جامعات كارديف متروبوليتان وستافوردشاير وبرونيل، بينما وقع الدكتور سامح فريد رئيس جامعة «نيو جيزة» اتفاقيات مع جامعة «يو سي إل».
وقال الدكتور أشرف حاتم، أمين المجلس الأعلى للجامعات، في تصريح إعلامي لوكالة «أنباء الشرق الأوسط»، إن اجتماع اللجنة التنسيقية المصري البريطانية الأول تطرق إلى بحث جدول أعمال عام 2016، وهو عام التعليم العالي والبحث العلمي.
وأشار حاتم إلى أنه تم الاتفاق على عقد سلسلة من الاجتماعات هذا العام بين الجامعات المصرية والبريطانية، أولها يوم 22 فبراير (شباط) المقبل، في مدينة أسوان، موضحًا أن سبب اختيار المدينة الواقعة في صعيد مصر يعود إلى أن الاجتماع سيكون عن البحث العلمي في المجال الطبي، حيث سيرأسه السير الدكتور مجدي يعقوب، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والبريطانية، والذي يشرف على مركز طبي عالمي يحمل اسمه في المدينة.
وأضاف حاتم أن الاجتماع، الذي سيستمر خلال الفترة بين 22 و24 فبراير، سيتناول البحث العلمي في المجال الطبي والرعاية الأولية وطب الأسرة، وكيفية نقل التجربة والخبرة البريطانية في هذا المجال إلى مصر. مؤكدًا على مشاركة عدد من عمداء كليات الطب البريطانيين، إضافة إلى رؤساء الجامعات المصرية وعمداء كليات الطب في مصر.
وأضاف أن الاجتماع الثاني سيتم في شهر أبريل (نيسان)، حيث سيعقد مؤتمر كبير عن الجودة في التعليم العالي، بمشاركة هيئة الجودة والاعتماد في مصر، ووكالة ضمان الجودة بالتعليم العالي البريطانية. فيما سيعقد الاجتماع الثالث في شهر مايو (أيار) عن الآثار والثقافة بمشاركة جامعتين من مصر ومثيلتهما من بريطانيا، بجانب المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير، مضيفًا أن اثنين من كبار الأستاذة البريطانيين المتخصصين في الآثار المصرية سيحاضران في هذا المؤتمر، بجانب أساتذة مصريين.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.