«ثائر» أوكراني: فقدت رفيقين ومستعد للقتال في القرم

قال إنه مرابط في خيمته بـ«الميدان» منذ شهرين ولا يثق في الساسة الجدد

المتظاهر الأوكراني ستاس من مدينة نيكولايف («الشرق الأوسط»)
المتظاهر الأوكراني ستاس من مدينة نيكولايف («الشرق الأوسط»)
TT

«ثائر» أوكراني: فقدت رفيقين ومستعد للقتال في القرم

المتظاهر الأوكراني ستاس من مدينة نيكولايف («الشرق الأوسط»)
المتظاهر الأوكراني ستاس من مدينة نيكولايف («الشرق الأوسط»)

رأيته ممسكا بفأس ويقطع الحطب إلى أجزاء صغيرة عند مدخل خيمته، من أجل إضرام نار يتدفأ بها أو يستخدمها لإعداد فطور الصباح يوم أمس.
أدركت من خلال النظر للباسه، أنه موجود في المكان منذ مدة طويلة وأنه ليس من المتظاهرين الذين كانوا يأتون نهارا ويغادرون مساء للمبيت في منازلهم. سألته إن كان لا يمانع في الحديث إلى صحافي فوضع فأسه جانبا ووافق على الفور. كانت ردوده على الأسئلة القليلة مفعمة بالجوانب الإنسانية خصوصا عندما سألته إن شهد مقتل متظاهرين أمامه. لم يرد علي حينها، بالقول فقط وإنما بإشارة إلى صورة رفيقه الموضوعة عند مدخل الخيمة. وعندها أدركت أن «سكان» كل خيمة موجودة في ميدان كييف وضعوا صور رفاقهم الذين كانوا يشاركونهم المأوى قبل أن تقتلهم الشرطة الشهر الماضي.
> ما اسمك ومن أي مدينة قدمت؟
- اسمي ستاس وقدمت من مدينة نيكولايف التي تبعد 500 كلم عن العاصمة كييف.
> كم عمرك؟ ولماذا أنت موجود هنا؟
- عمري 23 سنة، وأنا موجود هنا منذ شهرين، من أجل بلدي، وهدفي هو العيش في وطن حر.
> أين عائلتك؟ وكم مرة تكلمهم؟
- عائلتي في نيكولايف، وأكلمهم من حين لآخر، لكن ليس يوميا.
> الآن أطيح بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وجاءت حكومة انتقالية جديدة، فهل أنت سعيد بذلك؟
- أنا سعيد برحيل يانوكوفيتش لأن هذا الرجل سرق منا الحياة الطبيعية، لكنني لست مرتاحا مائة في المائة للحكومة الجديدة لأنني لا أعرف ماذا يفعلون بالضبط ولا أرى شيئا ملموسا أمامي.
> هل لديك رفاق قتلوا في المواجهات التي دارت هنا في «الميدان»؟
- نعم، أنت ترى صورة صديقي ألكسندر فيكتوريش المعلقة هنا أمام الخيمة. قتلته الشرطة يوم 21 فبراير (شباط) هنا، ولدي صديق آخر قتل أيضا في نفس اليوم خلف هذه الخيمة.
> ماذا كنت تعمل قبل بدء الاحتجاجات؟ وما الذي دفعك بالضبط للمجيء إلى الميدان هنا؟
- كنت أعمل في مجال البناء. صحيح أنه ليس لدي عمل جيد ومستقر لكن هدفي ليس المال على الإطلاق. جئت إلى هنا من أجل العيش بحرية.
> الحكومة الجديدة قالت إنها ستنظم انتخابات رئاسية في مايو (أيار) المقبل، من ستنتخب؟ ولماذا؟
- سأصوت لفيتالي كليتشكو، لأنني أرى أنه قريب منا نحن المواطنين العاديين.
> ماذا عن المرشحين البارزين الآخرين مثل بيترو باراشينكو ويوليا تيموشينكو؟
- باراشينكو إنسان عادي ومقبول، أما تيموشينكو فلا أحبها وهذا خياري.
> هناك صراع الآن في منطقة القرم، والناس تخشى اندلاع حرب. كيف تنظر إلى ذلك؟
- نحن هنا في الميدان نسمع عن التوتر الدائر هناك ورأينا أن القرم جزء من أوكرانيا ونحن لا نحب ما يفعله (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين هناك. وإذا اندلعت حرب، فنحن مستعدون للذهاب للقتال هناك.
> هل أنت متأكد أنك ستذهب للقتال ضد الجيش الروسي؟
- نعم، أنا وأصدقائي هنا.. كلنا متفقون على الذهاب إذا تدخل الروس.



واشنطن تقدم لكييف ضمانات «شبيهة بما يوفره الناتو»

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تقدم لكييف ضمانات «شبيهة بما يوفره الناتو»

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)

أعلن مسؤولون أميركيون، أمس، أنَّ بلادهم عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأبدت ثقة بأنَّ روسيا ستقبل بذلك، فيما وصفته واشنطن بأنَّه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين، يومي الأحد والاثنين، بأنَّها إيجابية، مشيرين إلى أنَّه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنَّه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة «الناتو» التي تنصُّ على أنَّ أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

بدوره، قال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين: «هناك قضايا معقدة، وخصوصاً تلك المتصلة بالأراضي (...) فلنقل بصراحة إنَّ مواقفنا لا تزال مختلفة».


أوكرانيا ستطلب من واشنطن أسلحة بعيدة المدى إذا رفضت روسيا جهود السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (أرشيفية - إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا ستطلب من واشنطن أسلحة بعيدة المدى إذا رفضت روسيا جهود السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (أرشيفية - إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (أرشيفية - إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين إن أوكرانيا ستطلب من الولايات المتحدة فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتزويدها بمزيد من الأسلحة، بما فيها أسلحة بعيدة المدى، إذا رفضت موسكو الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

وأضاف زيلينسكي للصحفيين على تطبيق «واتساب» أن كييف تؤيد فكرة وقف إطلاق النار، لا سيما فيما يتعلق بالهجمات على الطاقة، خلال فترة عيد الميلاد.


أوروبا ترفض تنازل أوكرانيا عن أراضٍ من دون «ضمانات أمنية قوية»

صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

أوروبا ترفض تنازل أوكرانيا عن أراضٍ من دون «ضمانات أمنية قوية»

صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

قال القادة الأوروبيون، في بيان مشترك بعد اجتماعهم في محادثات سلام في برلين، الاثنين، إن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات بشأن الأرض لا يمكن أن يتخذها سوى شعب أوكرانيا وبعد ضمانات أمنية قوية.

وذكر البيان، الذي نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، أن من الضمانات الأمنية التي تم الاتفاق عليها اليوم وجود قوة بقيادة أوروبية تسهم فيها الدول الراغبة في ذلك، والتي ستساعد «في تأمين سماء أوكرانيا، وفي تعزيز الأمن في البحار، بما في ذلك من خلال العمل داخل أوكرانيا».

واقترح قادة الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي نشر «قوة متعددة الجنسيات» في أوكرانيا بقيادة أوروبية ودعم الجيش الأوكراني «بشكل مستدام»، على أن يُحدَّد عديده بـ800 ألف عنصر.

وأشار القادة الأوروبيون إلى أن هذه القوة ستكون «مؤلفة من مساهمات دول متطوّعة، ومدعومة من الولايات المتحدة».

ووفق البيان الذي وقّعه قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك وهولندا وفنلندا والنرويج وإيطاليا وبولندا والسويد والاتحاد الأوروبي، اتفق الموقعون مع الولايات المتحدة على «العمل معاً لتوفير ضمانات أمنية صلبة لأوكرانيا وتدابير دعم للإنعاش الاقتصادي في إطار اتفاق يرمي إلى وضع حد للحرب».

ويشمل ذلك «دعم أوكرانيا في بناء قواتها المسلّحة التي يُفترض أن يبقى عديدها عند مستوى 800 ألف جندي في زمن السلم».

ويتطرّق البيان إلى «آلية لمراقبة وقف إطلاق النار والتحقّق منه تديرها الولايات المتحدة».

ويشدّد على أنه «يعود لروسيا أن تظهر رغبتها في العمل من أجل سلام دائم عبر قبول خطة السلام التي طرحها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب».

وبحسب البيان، يتعيّن على موسكو أن «تُظهر التزامها بوضع حد للمعارك عبر قبولها بوقف لإطلاق النار».