مقاومة دمت تسيطر على موقعي خارم والحصن وتقطع الإمداد عن الميليشيات

الهلال الإماراتي تعيد تأهيل وتأثيث سكن طلاب شبوة في عدن

مقاومة دمت تسيطر على موقعي خارم والحصن وتقطع الإمداد عن الميليشيات
TT

مقاومة دمت تسيطر على موقعي خارم والحصن وتقطع الإمداد عن الميليشيات

مقاومة دمت تسيطر على موقعي خارم والحصن وتقطع الإمداد عن الميليشيات

استعادت المقاومة الشعبية قبل ظهر أمس الاثنين موقع خارم وحصن الحقب في منطقة الحقب جنوب مدينة دمت 60 كيلومترا شمال شرقي مدينة الضالع جنوبي البلاد. وقالت مصادر محلية في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن المقامة نفذت عملية نوعية ضد الميليشيات التابعة للحوثي والرئيس المخلوع صالح المتواجدة جنوب مدينة دمت، لافتة إلى أن رجال المقاومة وبعد سيطرتهم على الموقعين تمكنوا من قطع خط الإمداد الواصل إلى الميليشيات المتمركزة بين منطقة مريس جنوبا ومدينة دمت شمالا.
وأضافت أن الميليشيات المسلحة شرعت بنهب أثاث وممتلكات مؤسسات وجمعيات في مدينة دمت التي ما زالت تحت سيطرتها، مشيرة إلى مشاهدتها للميليشيات، وهي تقوم يوم أمس بتحميل شاحنات تابعة لها بمعدات وأثاث دار تحفيظ القرآن في المدينة استعدادا لنقله ناحية العاصمة صنعاء.
على صعيد آخر افتتحت هيئة الهلال الأحمر أمس مشروع تأهيل وصيانة وتأثيث سكن طلاب محافظة شبوة، شرقي البلاد، ممن يدرسون في كليات جامعة عدن.
وقالت الناشطة اليمنية العاملة ضمن الفريق الإنساني، غيداء الرشيدي لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع الذي تم افتتاحه من قبل رئيس جامعة عدن الدكتور حسين باسلامة ومحافظ شبوة عبد الله علي النسي، ضمن مبادرات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإيوائية للمتأثرين من الأحداث في اليمن، ويستفيد من المشروع 190 من طلاب السكن الداخلي في المحافظة.
وأضافت أن المشروع تضمن صيانة المبنى ومرافقه الصحية والخدمية وتجديد الأثاث والفرش، وتزويده بخزانات المياه والثلاجات، إضافة إلى تجهيز مختبر للحاسوب مع توفير أجهزة كومبيوتر وجهاز عرض (داتاشو) مع توفير جميع مستلزمات المختبر. وأكدت هيئة الهلال الأحمر أن العمل في المشاريع يسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه تم حتى الآن افتتاح سبعة مشاريع من أصل 15 مشروعا تضمنت عددا من المجالات الحيوية كالصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء، وتعزيز قدرات المرأة اليمنية من خلال دعم الجمعيات والمنظمات ذات النفع العام التي تنتمي إليها النساء اليمنيات وتوفر لهن مشاريع إنتاجية صغيرة، هذا إلى جانب برامج تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي محور آخر تضمنت مبادرة هيئة الهلال الأحمر في عدن والمحافظات المجاورة تحسين الخدمات الإيوائية في المناطق النائية والتجمعات السكانية المتنقلة ودعم عملية استقرار الأسر.
وأعلنت هيئة الهلال الإماراتي مؤخرا عن بدء العمل في مشروع تأهيل سكن الطلاب، وذلك بعد تلقيها عددا من المناشدات من ذوي الطلاب والمسؤولين اليمنيين بضرورة تبني المشروع نسبة لأهميته ودوره في حل ضائقة السكن التي يواجهها الطلاب بعد أن أصبح المبنى غير صالح للسكن نسبة للإهمال والأضرار التي لحقت به، وعلى الفور لبت الهيئة النداء وشرعت في تنفيذ المشروع الذي تم إنجازه في زمن وجيز، ورأى النور لينعم به عشرات الطلاب الذين تعثرت مسيرتهم التعليمية خلال الفترة الماضية بسبب عد م الاستقرار.
وأشاد محافظ شبوة، عبد الله علي النسي، بمبادرات الشيخة فاطمة بنت مبارك النوعية على الساحة اليمنية، مؤكدا أنها تساهم في تحسين الخدمات الضرورية خاصة في المجال الأكاديمي، وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث.
وقال: إن مشروع تأهيل السكن الداخلي للطلاب يوفر بيئة أفضل وظروفا ملائمة لتحصيلهم الأكاديمي، ويعمل على استقرار مسيرتهم التعليمية رغم الظروف التي يمر بها اليمن حاليا.
إلى ذلك التقى وكيل أول محافظة الضالع أمين صالح محمد، أمس، لجنة من منظمة اللُحمة ومنظمة «اوكسفام» الدولية الذي ناقش معهم عددا من المواضيع المتعلقة بالاحتياجات الإنسانية للمحافظة.
وعبر الوكيل عن شكره للجنة الزائرة إلى الضالع واطلاعها على الأوضاع الإنسانية عن كثب مشيرا إلى حاجة المحافظة الملحة والسريعة في ناحية النظافة وحماية البيئة.
بدوره، أكد علاء أمين باوزير، رئيس اللجنة استعداد المنظمة للتعاون في حملة النظافة المقررة، لافتا إلى أنه سيلتقي بقيادة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة لمعرفة احتياجات العمل وبما يتواءم وقدرة المنظمة في تقديم المساعدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».