الإعلام الأميركي: إرهاب وإعصار وأوسكار ولوتري

الصحف الأوروبية: من المستفيد من حصار المدن السورية؟ وهل يقضي شتاء العرب على القيم الديمقراطية في أوروبا؟

الإعلام الأميركي: إرهاب وإعصار وأوسكار ولوتري
TT

الإعلام الأميركي: إرهاب وإعصار وأوسكار ولوتري

الإعلام الأميركي: إرهاب وإعصار وأوسكار ولوتري

حملت الصحف الأوروبية عدة تساؤلات بشأن الكثير من الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية في الأيام الأخيرة وتداعياتها على أوروبا. ومن الصحف البريطانية تكون البداية، وحملت الكثير من التساؤلات منها، من هم المنتفعون من استمرار حصار المدن السورية وتجويعها؟ ولماذا أخفت الشرطة السويدية هوية المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم اعتداء جنسي؟
نبدأ من صحيفة «الفاينانشال تايمز»، التي نشرت موضوعا لمراسلتها في بيروت إريكا سولومون، عن معاناة سكان المدن المحاصرة في سوريا. وتقول مراسلة الصحيفة إنه خلال الصراع المستمر منذ 5 سنوات، لجأ طرفا الصراع سواء القوات الحكومية أو الجماعات المسلحة المعارضة، لتكتيك «الجوع أو الاستسلام».
ولكن، وفقا لسكان تحدثوا للصحيفة، فإن الأمر لم يصبح فقط بغرض عسكري، وإنما هناك مكاسب مادية وراء حصار المدن. وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن طرفا الصراع في سوريا يتربحان من معاناة المجتمعات اليائسة واستمرار الصراع يصب في مصلحتهما.
وإلى صحيفة «التايمز» التي نشرت موضوعا عن أزمة المهاجرين في أوروبا، فكتب مراسلها في السويد ديفيد تشارتر تحت عنوان «الخوف من تصاعد اليمين المتطرف أدى إلى التستر على جرائم المهاجرين». ويقول المراسل إن عددا من المسؤولين أقروا بأن الشرطة السويدية أخفت تفاصيل جرائم تورط فيها مهاجرون خوفا من زيادة شعبية حزب اليمين المتطرف المعادي للهجرة.
ويقول تشارتر إن حزب «ديمقراطيو السويد» يحقق مكاسب في الشارع مع تزايد الغضب تجاه سياسة «فتح الأبواب» أمام المهاجرين ومزاعم التستر على جرائم ارتكبها مهاجرون، آخرها الاعتداء جنسيا على فتيات سويديات في أحد المهرجانات بالعاصمة استوكهولم على أيدي شبان أفغان. وتقول الصحيفة إن المجتمعات في المدن السويدية لا تستطيع مواكبة تدفق المهاجرين الذين زاد عددهم عن المهاجرين في ألمانيا مقارنة بعدد السكان.
أما أبرز المواضيع الواردة في الصحف الفرنسية كانت: قوانين مكافحة الإرهاب في فرنسا، والذكرى الخامسة للربيع العربي. لا بل إنه «الشتاء العربي» كما عنونت «ليبراسيون» العدد الخاص، الذي أصدرته بهذه المناسبة، والذي رسم صورة قاتمة عن الوضع بعد مضي خمس سنوات على انطلاقة الشرارة الأولى للانتفاضات العربية.
ويتضمن العدد الخاص لـ«ليبراسيون» تحقيقات من معظم دول «الربيع» أو «الشتاء العربي» كما أشارت الصحيفة. وقد كتبت «ليبراسيون» من تونس عن «خيبة أمل» الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين ساهمت أعمالهم بإسقاط نظام بن علي. وفي مقالها عن مصر تناولت الصحيفة ساحة التحرير ومحاولة تدجين هذا المكان الذي انطلقت منه الثورة، وقالت إن «الرئيس السيسي يريد أن يستأثر بالساحة - الرمز من خلال تغيير معالمها».
الصحيفة نشرت أيضا مقالا عن الفوضى في ليبيا، ونقلت عن «ستيفان لاكروا»، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس، قوله إن «الحركات التي هزت العالم العربي عام 2011 فشلت في إرساء التغيير السياسي وفتحت المجال أمام التطرف الإسلامي، إلا أنها ساهمت بخلق حس ثوري ما زال حيا»، بحسب «لاكروا».
«لوفيغارو» ألقت الضوء على الاعتداءات الجنسية التي «قلبت جميع المعايير» في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة.
«لوموند» خصصت المانشيت وملفا كاملا لتحفظات القضاة على مشروع قانون مكافحة الإرهاب في فرنسا. «القضاء قلق من تنحيته جانبا» عنوان مانشيت «لوموند» التي تناولت الصرخة التي أطلقها اثنان من كبار قضاة فرنسا وهما رئيس محكمة النقض «برتران لوفيل» والمدعي العام «جان - كلود ماران»، اللذان تساءلا عن الأسباب التي دعت مشروع قانون مكافحة الإرهاب إلى «الحد من صلاحيات السلطة القضائية لصالح إطلاق يد الشرطة» في مجالي التوقيفات والمداهمات.
وبدا الأسبوع بأخبار متنوعة عن طائرة «درون» (بدون طيار). نقل تلفزيون «سي بي إس» صور درونات تطير فوق منازل في ضواحي مدن رئيسية، وتصريحات مواطنين بأن ذلك صار يقلقهم. ونقل تلفزيون «سي إن إن» خبر أن جنودًا كوريين جنوبيين أطلقوا النيران على طائرات «درون» جاءت من كوريا الشمالية، بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح، شمال العاصمة سيول.
وفي الأخبار عن الحرب ضد الإرهاب، قال البنتاغون إنه زاد ميزانية طائرات «درون» بسبب زيادة استخدامها ضد «داعش» في سوريا والعراق، وضد غيرها.
وركز الإعلام الأميركي على تذاكر لوتري «ميغا أميركا»، في وقت لاحق، أعلن فوز ثلاث تذاكر في ولايات: كاليفورنيا، وفلوريدا، وتينيسي، التي ستتقاسم الجائزة والتي تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، وهي أكبر لوتري مالي في تاريخ العالم.
وأعلن تلفزيون «الجزيرة أميركا» خبر إغلاقه في أبريل (نيسان) بسبب قلة الإقبال عليه.
في منتصف الأسبوع، استمر اهتمام الإعلام الأميركي في مواضيع غير سياسية. مثل إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار للعام الجديد، في مسرح صامويل غولدوين في هوليوود. وكان سبق ذلك إعلان جوائز «غولدن غلوب» (عادة تسبق «أوسكار»، وعادة يتشابهان). في الحالتين، جاء فيلم «ريفيرنانت» (الخشوع) في المقدمة.
ونشر تلفزيون «إن بي سي» خبر أن الإعصار «أليكس» صار أول إعصار يبدأ في المحيط الأطلسي في الشتاء منذ 1938. وفوجئ سكان جزر أزورز بتحذيرات مبكرة لم يتعودوا عليها. وأثار ذلك مزيدًا من النقاش حول التغييرات المناخية في العالم.
ونقلت وسائل الإعلام «خبرًا سعيدًا» عن قول منظمة الصحة العالمية بنهاية تفشي فيروس «إيبولا» في غرب أفريقيا. وإن ليبيريا صارت آخر دولة تعلن خلوها من الفيروس.
مثلما بدا الأسبوع بتركيز الإعلام الأميركي على الإرهاب وأخبار غير سياسية، انتهي بذلك. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، تفاصيل الهجوم الإرهابي في إندونيسيا. وقالت إن ذلك يعنى أن «داعش» ليست فقط تزيد نشاطها في الولايات المتحدة وفي الدول الغربية، ولكن، أيضًا، في دول إسلامية «بعيدة» عن مراكزها في سوريا والعراق.
ونقل تلفزيون «سي إن إن» صور هجمات منظمة «الشباب» في الصومال على قاعدة للقوات الدولية في جنوب الصومال، وأيضًا صورًا من مضايا، في سوريا، عن الحصار هناك، وخبر تقرير اليونيسيف عن سوء التغذية الحاد هناك.
لكن، انتهي الأسبوع بأخبار أخرى. مثل احتفال موقع «ويكيبيديا» الأميركي بمرور 15 عامًا على تأسيسه (نقلت «ويكيبيديا» الخبر).



إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.