ولد الشيخ: تسرعنا في «جنيف2» وارتكبنا أخطاء.. وسنعد لجولة جديدة بطريقة مغايرة

قال لـ {الشرق الأوسط} إنه تلقى وعودًا من الحوثيين بإطلاق سراح الصبيحي.. وقحطان لا أحد يعلم عنه

المبعوث الأممي خلال تصريحاته بعد وصول المعلمين اللذين كانا مختطفين (تصوير: مشعل القدير)
المبعوث الأممي خلال تصريحاته بعد وصول المعلمين اللذين كانا مختطفين (تصوير: مشعل القدير)
TT

ولد الشيخ: تسرعنا في «جنيف2» وارتكبنا أخطاء.. وسنعد لجولة جديدة بطريقة مغايرة

المبعوث الأممي خلال تصريحاته بعد وصول المعلمين اللذين كانا مختطفين (تصوير: مشعل القدير)
المبعوث الأممي خلال تصريحاته بعد وصول المعلمين اللذين كانا مختطفين (تصوير: مشعل القدير)

قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لدى اليمن لـ«الشرق الأوسط»، إن الجولة الماضية من المباحثات بين وفد الشرعية اليمنية مع الانقلابيين من ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع على عبد الله صالح في «جنيف2»، تسرعنا فيها، ونتج عنها بعض الأخطاء، ولا نريد أن نتسرع في الجولة المقبلة التي لم يتحدد موعدها بعد، ولا بد أن تكون جولة مغايرة عما كانت عليها في السابق.
وأشار إلى أنه يريد التحضير لجدول أعمال للجولة الجديد، لعدد من الأمور أبرزها إيقاف الاستفزاز على الحدود السعودية، وكذلك التحريض الإعلامي.
وأوضح المبعوث الأممي ولد الشيخ، خلال وصوله مطار الملك خالد بالرياض في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس، وكان برفقته المواطنان السعوديان بعد تحريرهما برعاية أممية، أن الأمم المتحدة، ترى بأن الموعد المشاورات للجولة الجديدة بين طرفي الشرعية اليمنية، والانقلابيين، لا بد أن يكون خلال الأيام المقبلة، مع ضمان عدم التسرع، وارتكاب الأخطاء التي كانت في الجولة الماضية، دون أن يحدد ماهية الأخطاء، أو المتسبب فيها.
وأضاف: «لا نريد أن نتسرع في الجولة المقبلة.. قد تسرعنا في الجولة الماضية مما أدى إلى بعض الأخطاء، ونريد أن نحضر لجولة جديدة بطريقة مغايرة».
وكان وفد الانقلابيين، الذي يتضمن قيادات من الميليشيات الحوثية، والموالين للرئيس المخلوع، انسحبوا في اليوم الرابع من بدء المشاورات «جنيف2»، بعد عدم تجاوبهم في إطلاق سراح المعتقلين، والانسحاب من المدن، قبل انطلاق «جنيف2»، في إطار بناء الثقة بين الطرفين، لإنهاء الاقتتال الدائر في اليمن، بين الشرعية والمتمردين.
ولفت المبعوث الأممي أنه يرغب قبل الدخول في جولة جديدة من التشاورات التحضير لوقف إطلاق النار، والعمل على تنفيذ قضايا بناء الثقة، والتي من بينها إيقاف إطلاق النار، وتحرير المختطفين، وإيقاف الاستفزاز على الحدود السعودية، مع إيقاف التحريض الإعلامي.
وأشار المبعوث الأممي لدى اليمن إلى أنه تسلم وعودًا من الحوثيين، بإطلاق سراح اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمني، وناصر هادي شقيق الرئيس اليمني، والعميد فيصل رجب، وأعطي أدلة قاطعة شخصيًا صباح أول من أمس، تؤكد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، وبصحة جيدة، مؤكدًا أنه لم يتلقَ تأكيدات في ما يتعلق بمحمد قحطان، القيادي في حزب الإصلاح، وقال: «سألت إذا ما كان قحطان ذلك يعتبر أنه توفي، فأخبره المختطفون بأن المعلومات غير موجودة والاتصالات صعبة، وسيزودون الأمم المتحدة بمعلومات في المستقبل حال توفرها».
وبدا المبعوث الأممي لدى اليمن، متفائل حيال نجاح مساعيه هذه المرة، مشددًا على أنه لا يمكن إيقاف إطلاق النار وهناك استفزاز على الحدود السعودية وتهديد لحدود المملكة.
وركز ولد الشيخ أحمد على ضرورة البدء في خطوات بناء الثقة، ومن تلك الخطوات تحرير المختطفين وكل ما يتعلق بالسجناء لأن قضيتهم في الأساس إنسانية.
وأكد المبعوث الأممي، أن هناك عمليات تحرير ستتم قريبًا لقيادات في الشرعية اليمنية، كما تطرق ولد الشيخ إلى الحصار المفروض على تعز، كاشفًا عن وصول فريق من الأمم المتحدة لزيارة محافظة تعز، مبينًا أن المنسق الإنساني سيدون كل الملاحظات وسيرسله له حول الوضع الحقيقي لوصول المساعدات إلى المحافظة المحاصرة.
وبّين المبعوث الأممي لدى اليمن، أنه لا يمكن حصر أعداد المختطفين، لافتًا إلى أن هناك طلبات من بعض الدول لديها رعايا مختطفون، مؤكدًا أن هناك آلاف اليمنيين المختطفين.
وحول عمليات إطلاق سراح المعلمين السعوديين اللذين كانا مختطفين قال إن تلك العملية تم التحضير لها خلال خمس أشهر ماضية، مع متابعة مستمر من قبل السفير السعودي لدى اليمن، والسفارات الداعمة للمملكة.
وأكد المبعوث الأممي أن حال وصوله إلى صنعاء كان أهم نقطة طرحها تحرير المختطفين، خاصة أولئك الذين لا علاقة لهم بالسياسة ويؤدون رسالة نبيلة، مشددًا على أن ذلك خطوة في اتجاه بناء الثقة وتعزيز لإيجابية المشاورات المقبلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».