يدفع البعض ممن يسكنون في الجانب الخاطئ من خط تماس وهمي يفصل بين الاكراد والتركمان في مدينة طوزخورماتو شمال بغداد، ثمناً باهظا لاعمال العنف بين مقاتلين من الطرفين رغم معاداتهما لتنظيم "داعش" المتطرف.
اندلعت المواجهات بين التركمان والاكراد اثر خلاف على حاجز تفتيش في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. لكن ورغم توقف المعارك، لم تهدأ الأمور بين الجانبين، لا بل ان الانقسام تعمق.
يقاتل الطرفان التنظيم المتطرف نفسه لكنهما يتنافسان على فرض نفوذهما في المناطق المتداخلة الى حد يصل احيانا الى المواجهة المسلحة.
بعد الاشتباكات، تبادلت عائلات كردية وتركمانية المنازل بين جانبي الحد الفاصل لتذهب كل واحدة منها للعيش وسط قوميتها، لتصبح احياء البلدة اليوم مقسمة عرقيا.
اما نهان بهاء الدين التركمانية فاختارت رغم كل شيء العودة للعيش في منزلها الكائن في الجانب الكردي.
تقول نهان (36 عاما) وهي استاذة في علم الاحياء "هذا خطر ولكن ليس امامنا خيار آخر (...) المقاتلون خلفوا كارثة وراءهم لكن ليس لدينا مكان آخر نأوي اليه".
ارغمت نهان من قبل للهرب وترك منزلها في الموصل ثاني مدن البلاد التي احتلها تنظيم "داعش" في يونيو (حزيران) 2014.
ويدفع سكان طوز خورماتو، التي يسكنها 100 الف شخص وتسيطر عليها قوات من الميليشيا الشيعية وأخرى من البشمركة الكردية، ثمن هذا الصراع على النفوذ.
وتأزمت الأمور بين الطرفين إثر حادث عند حاجز تفتيش في 12 نوفمبر، الامر الذي ادى الى اشعال فتيل الصراع .
واكدت مصادر تركمانية واخرى كردية تعرض حوالى 110 منازل وما لايقل عن 200 محل تجاري، يعود ثلثاها الى التركمان، الى احراق او تدمير في موجة العنف التي اعقبت الحادث. كما قتل ما لا يقل عن عشرة تركمان وثمانية اكراد، وفقا لشلال عبدول احد المسؤولين المحليين الاكراد. واشعلت النار في مستشفى البلدة وقتل احد الجراحين، وفقا للمصدر.
وأكد بيان لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الانسان آنذاك، استهداف مدنيين لأسباب قومية، واشار الى ان المهاجمين "قتلوا وخطفوا ودمروا ممتلكات دون حسيب او رقيب".
المواجهات بين الأكراد والتركمان في طوزخورماتو العراقية يدفع ثمنها السكان
المواجهات بين الأكراد والتركمان في طوزخورماتو العراقية يدفع ثمنها السكان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة