بان كي مون: حصار المدن السورية بهدف تجويعها «جريمة حرب»

«يونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية تطالبان بفكه

بان كي مون: حصار المدن السورية بهدف تجويعها «جريمة حرب»
TT

بان كي مون: حصار المدن السورية بهدف تجويعها «جريمة حرب»

بان كي مون: حصار المدن السورية بهدف تجويعها «جريمة حرب»

قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون إن استخدام سياسة التجويع المتعمد للشعب السوري في المناطق المحاصرة يعد جريمة حرب. وقال بان كي مون: «استخدام التجويع كسلاح في الحرب هو جريمة حرب».
وأضاف المسؤول الأممي الأبرز من مقره في نيويورك: «جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة السورية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية السوريين، يرتكبون هذا وغيره من الأفعال البشعة الأخرى المحظورة بموجب القانون الإنساني الدولي».
ودعا بان كي مون جميع الجهات الدولية الفاعلة للضغط على الأطراف المتحاربة في البلاد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.
إلى ذلك رحبت كل من «يونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية، بالسماح بتوصيل الإمدادات الإنسانية الضرورية إلى الأماكن المحاصرة في مضايا والفوعا وكفريا، وحذرت في بيان مشترك أمس بعد لقاء طواقم المنظمتين بالكثير من الأطفال والبالغين في مضايا الذين يعانون من الجوع والتوتر وسوء التغذية الحاد، من أن طبيبين اثنين فقط يخدمان سكان البلدة البالغ عددهم 40 ألف شخص، مما يعني أن القدرة على إنقاذ حياة المدنيين باتت محدودة. ونبهت إلى انهيار الخدمات الصحية والطبية بما فيها التحصين، حيث لم يحصل الأطفال الصغار في مضايا على التلقيح ضد شلل الأطفال أو الحصبة أو الأمراض الأخرى لما يقرب من 10 أشهر.
وشدد البيان على أن مضايا ليست حالة منفردة، فالأطراف المختلفة تحاصر المدنيين في سوريا في 15 موقعًا مختلفًا، يعيش فيها نحو 400 ألف شخص بعضهم محاصر منذ سنوات لا يستطيعون الوصول للطعام والمياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى سوى بشكل محدود للغاية، الأمر الذي أدى إلى وفاة الكثيرين، وبالأخص الأطفال والمسنين منهم. وفي أنحاء أخرى من البلاد، يعيش أكثر من 4 ملايين شخص في المناطق التي يصعب الوصول إليها ولا تصل إليهم الإمدادات الإنسانية إلا بشكل متقطع فقط.
ونوه باستمرار الأطراف المتنازعة باستخدام الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين كتكتيك حربي، الأمر الذي يعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
ويواجه الأطفال والأشخاص العالقون في هذه المناطق، وبالذات الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مخاطر سوء التغذية بشكل خاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض وتأخر النمو على المدى الطويل. كما أن احتمال إنجاب أطفال يعانون من سوء التغذية أعلى بين الأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية أصلاً.
وقال البيان إنه ما لم يتم توصيل المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومنتظم لجميع المجتمعات السكانية المحاصرة، التي يصعب الوصول إليها في سوريا «ستستمر مستويات سوء التغذية في الارتفاع وسنخسر المزيد من الأرواح».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.