تفجير 10 مساجد سنية في ديالى.. وتهديدات «عنصرية» لأكراد بغداد

شهود عيان: ميليشيات دخلت جوامع أمام أنظار القوات الأمنية وفجرتها

جانب من المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في شرق الرمادي أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في شرق الرمادي أمس (أ.ف.ب)
TT

تفجير 10 مساجد سنية في ديالى.. وتهديدات «عنصرية» لأكراد بغداد

جانب من المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في شرق الرمادي أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في شرق الرمادي أمس (أ.ف.ب)

بعد مضي نحو أسبوع على تفجيرات طالت ثلاثة مساجد سنية في محافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد)، فإن محافظة ديالى (56 كيلومترا شرق بغداد) شهدت أمس ومساء أول من أمس تفجير نحو عشرة مساجد سنية يرجع زمن بناء بعضها إلى مئات السنين وتم تصنيفها ضمن المساجد التاريخية.
وقال السياسي المستقل في ديالى، تراث محمود العزاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية تفجير المساجد السنية في مدينة المقدادية بمحافظة ديالى، خصوصا السبعة الأولى منها، وقعت بعد إعلان حظر التجوال ليلا إثر تفجير بحزام ناسف نفذه انتحاري ضد تجمع من (ميليشيات الحشد الشعبي) في أحد الأسواق وأدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم، وسيارة مفخخة استهدفت كازينو».
وأشار العزاوي إلى أن «عمليات التفجير، وطبقا لشهود العيان ومن مناطق مختلفة كانت تجري بطريقة منظمة وبعضها أمام نقاط تفتيش أمنية؛ حيث يترجل مسلحون من سيارات عسكرية ويدخلون إلى الجامع ومن ثم يتم تفجيره عن طريق العبوات الناسفة».
وأضاف العزاوي أن «ما حصل في ديالى؛ بل وما يحصل دائما هو عبارة عن حرب بين تنظيم داعش والميليشيات والفصائل المسلحة، التي يروح ضحيتها أبناء المحافظة من السنة والشيعة الذين هم الآن بين مطرقة (داعش) المحسوب خطأ على السنة، وسندان الفصائل الشيعية المسلحة».
وأوضح العزاوي أن «بعض المساجد التي تم تفجيرها يعود بناء بعضها إلى مئات السنين، وهي ضمن التصنيف التاريخي للمساجد، وهي (جامع المقدادية الكبير)، و(جامع نوزندة خاتون)، و(المثنى)، و(القادسية)، و(القدس)، و(محمد رسول الله) و(جامع الشهيد عبد الكريم المهداوي)».
إلى ذلك، اغتال مسلحون أمس صحافيين يعملان لصالح قناة «الشرقية» الفضائية العراقية في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، حسبما أع لنت القناة. وقالت القناة في بيان إن «ميليشيات مسلحة اغتالت مراسل (الشرقية) سيف طلال ومصوره حسن العنبكي، بالقرب من بعقوبة». وأضافت: «الضحايا كانوا برفقة قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، لتغطية أحد النشاطات، واغتيلا في طريق عودتهما إلى بعقوبة»، مركز محافظة ديالى. وقال مراسل «الشرقية» ميناس السهيل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المراسلين كانا برفقة قائد عمليات دجلة، الفريق الركن مزهر العزاوي، في جولة تفقدية في المقدادية، وبعد مغادرة موكب العزاوي، تحركا للالتحاق به، ولكن تم اعتراض طريقهما من قبل مسلحين ملثمين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع». وتابع: «قام هؤلاء المسلحون بإنزالهما من السيارة، في منطقة أبو صيدا (شمال شرقي بعقوبة) ثم بادر اثنان منهم بإطلاق النار عليهما، من أسلحة كلاشنيكوف في الطريق العام». وأشار إلى وجود حاجز تفتيش للشرطة قريبا من مكان الحادث، «لكنهم جاءوا بعد أن غادر المسلحون المكان».
وقالت الشرطة إنه في وقت سابق أمس هاجم انتحاري موكبا للشرطة قرب بعقوبة وأصاب ضابطا كبيرا بجروح خطيرة وقتل ثلاثة من قوات الأمن. وكان العميد قاسم العنبكي، مدير استخبارات شرطة ديالى، يقود قوة للتحقق من معلومات بشأن سيارة يشتبه بأنها ملغومة كانت متوقفة على طريق سريع يربط بين بغداد ومحافظة ديالى بشرق البلاد، حيث تقع بعقوبة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في الشرطة أن انتحاريا فجر سيارة ملغومة قرب موكب الضابط بعد وصوله للمكان. وأضافت أن أربعة آخرين أصيبوا.
من ناحية ثانية، حمّل قيادي كردي في حركة التغيير «كوران»، التي يتزعمها نوشيروان مصطفى، كلا من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسؤولية التهديدات التي بدأت تتعرض لها عوائل كردية تسكن العاصمة العراقية بغداد منذ عشرات العقود من قبل مجاميع مسلحة.
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية والقيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي كشف أمس في تصريح عن تعرض «عشرات» الأسر الكردية التي تسكن في مدينة الصدر شرقي بغداد، لتهديدات تطالبها بترك العاصمة. وفيما عد الزاملي مثل هذه التهديدات والسيطرة على أملاك الكرد فيها، كما حدث مع المسيحيين، بمثابة تشويه للمدينة والتعايش السلمي فيها، فإن عضو البرلمان العراقي عن حركة التغيير وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، هوشيار عبد الله، عد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحصل للأكراد اليوم في بغداد ليس وليد ساعته، بل إن التهديدات التي بدأت تتعرض لها عوائل كردية تقف خلفها عوامل وأسباب تراكمية وليست آنية وتتحملها الحكومات السابقة، وما حصل في فتراتها من خلافات ومناكفات حادة».
وقال عبد الله إن «السيدين نوري المالكي ومسعود بارزاني يتحملان مسؤولية ذلك، وإنني لا أقول إنهما يتحملان مسؤولية غير مباشرة، بل أحملهما المسؤولية بشكل مباشر من خلال نزعتهما الشخصية التي انعكست على الشارعين الشيعي والكردي». وأضاف عبد الله أن «هناك عملية ترويج سياسي رافقت ذلك، بحيث بدأت تستخدم لغة فيها كثير من التعصب بين الطرفين، الأمر الذي بدأ يهدد مبدأ الأخوة العربية - الكردية»، مؤكدا أن «هناك بين الجانبين من يريد التأجيج، بينما نحن نميل إلى بقاء هذا التعاون حتى في حال حصلت كردستان على استقلالها، بينما نجد الآن أن الأخوة العربية - الكردية باتت على المحك، وذلك بسبب التصعيد الذي يمارسه الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود بارزاني».
وأكد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن «اللجنة ستتابع الأطراف التي تعبث بأمن بغداد وتلاحقها وتكون لها بالمرصاد»، مرجحًا «وجود أطراف من داخل مدينة الصدر تتعاون مع تلك الجهات المجرمة، بهدف تهجير الكرد للاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم كما حدث مع المسيحيين، حيث اتضح أن شخصًا من الأسماء المعروفة قد تورط في ذلك».
من جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني خسرو عبد الله كوران، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التهديدات عنصرية بحتة، وهي مدفوعة من جهات سياسية معينة بهدف تخريب العلاقة بين الكرد والشيعة الذين يحتفظون بعلاقات تاريخية لم تعد تروق لجهات مختلفة»، مشيرا إلى أنه «ينبغي ألا تنعكس المواقف السياسية على المواطنين البسطاء الذين لا دخل لهم في السياسة، وقد لا يكونون مرتبطين بأحزاب من أي طرف». وأوضح كوران أن «هذا في الواقع أسلوب متخلف؛ حيث ينبغي عدم تحميل المواطنين لأسباب عنصرية أو دينية أو طائفية، جريرة الخلافات السياسية التي يمكن حلها عن طريق الحوار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.