المقاومة الشعبية تطهر مواقع للميليشيات الحوثية في تعز

الانقلابيون ينتقمون بارتكاب مجزرة جديدة في حي النسيرية

موقع للميليشيات الحوثية بالعاصمة صنعاء تعرض للقصف من قبل طائرات التحالف أمس (أ.ب)
موقع للميليشيات الحوثية بالعاصمة صنعاء تعرض للقصف من قبل طائرات التحالف أمس (أ.ب)
TT

المقاومة الشعبية تطهر مواقع للميليشيات الحوثية في تعز

موقع للميليشيات الحوثية بالعاصمة صنعاء تعرض للقصف من قبل طائرات التحالف أمس (أ.ب)
موقع للميليشيات الحوثية بالعاصمة صنعاء تعرض للقصف من قبل طائرات التحالف أمس (أ.ب)

استطاع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودان من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، التقدم في عدة جبهات قتالية بمدينة تعز بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثيين الانقلابية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت مصادر المقاومة الشعبية إن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تلقت ضربة موجعة وخسارة قاسية في مناطق المواجهات، خصوصا في أحياء ثعبات والجحملية وقريش، الجبهة الشرقية، وتمكنت من السيطرة على منطقة قريش بعدما كانت تخضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية، حيث لا تزال المواجهات مستمرة وعلى أشدها في تلك المناطق».
وتواصل هذه الميليشيات قصفها العنيف للأحياء السكنية من مواقع تمركزها وبمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، خصوصا في أحياء الدمغة وثعبات وقريش والجمهوري والجحملية، مخلفة وراءها عددا من القتلى والجرحى المدنيين، كما كشفت مصادر المقاومة الشعبية في تعز.
وتكبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، وسقط ما لا يقل عن 20 من عناصرها قتلى، وجرح مثلهم خلال تقدم القوات الموالية للشرعية والسيطرة على عدد من المواقع والمباني التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية. وردت الميليشيات بشكل انتقامي، مرتكبة مجزرة جديدة بحق الأطفال من خلال قصفها العنيف والهستيري بقذائف الهاوزر على حي النسيرية بمدينة تعز. كما استهدفت المقاومة الشعبية في منطقة جبل جرة، أهم موقع عسكري في وسط مدينة تعز، طاقما عسكريا للميليشيات في وادي الزنوج وقتل جميع من فيه، حيث شهد الجبل اشتباكات هي الأعنف من نوعها حيث قُصفت الميليشيات بدباباتها من الدفاع الجوي والهاوزر ومن جبل الوعش على مواقع المقاومة في الجبل انتقاما من الخسائر التي مُنوا فيها في أحياء قريش وثعبات بعد استعادة المقاومة مواقع كانت تخضع لسيطرة الميليشيات في الشقب بجبل صبر التي كان قد استولى الحوثيون عليها قبل أيام.
وأشارت المصادر إلى أن «عناصر المقاومة والجيش الوطني المتمركزين أسفل سوق نجد قسيم، من جهة الكلائبة، الواقع على المدخل الجنوبي لمدينة تعز، نفذوا عملية تسلل إلى مواقع الميليشيات الانقلابية في محطة السوق وقتلوا اثنين من الميليشيات واستولوا على قاذفات آر بي جي وقطع من سلاح الكلاشنيكوف».
في المقابل، أدان المجلس العسكري بمحافظة تعز الاعتداء السافر على سفارة وقنصلية السعودية في إيران، والذي وصفه بأنه تصرفات هوجاء. وأعلن المجلس في بيان إدانته، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، تضامنه «الكامل مع الأشقاء في السعودية التي تقود التحالف العربي لتطهير اليمن من عملاء إيران وإعادة الشرعية اليمنية بعد الانقلاب الذي نفذته أذرع طهران المسلحة في اليمن».
واعتبر المركز العسكري بتعز أن ما حدث من اعتداء همجي على السفارة السعودية في طهران هو أمر «مرتب له ومنظم تحت رعاية الدولة الإيرانية وليس سوى جزء من المخطط الفارسي الكبير الذي بدأته إيران في المنطقة منذ سنوات وشملت في مخططها اليمن من خلال الدعم السخي الذي قدمته لسنوات لذراعها المتمثلة بميليشيات الحوثي والتي تحالف معها وانضم إليها مؤخرا المخلوع علي صالح بعصاباته المسلحة».
وأكد المجلس العسكري في بيانه أنه «لولا تدخل الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والدول العربية بقيادة السعودية لكان اليمن تحول إلى قاعدة إيرانية تنطلق منها لتنفيذ مخططها الكبير في عدوانها على السعودية، وأن ما قامت به السعودية في اليمن بطلب من السلطة اليمنية الشرعية جاء منسجما أيضًا مع أمن واستقرار الجارة الشقيقة وأخواتها في دول الخليج العربي، الأمر الذي أفشل مخططات إيران التوسعية والمزعزعة لاستقرار المنطقة، وهو ما جعلها تجاهر علانية بعدائها السافر ضد السعودية وتنتهك كل الأعراف الدبلوماسية والدولية لتظهر على حقيقتها كعصابة وميليشيات».
وجدد المجلس العسكري التأكيد على وحدة المصير المشترك مع السعودية ودول الخليج والدول العربية المشاركة في التحالف من أجل إعادة الشرعية في اليمن، معربا عن أمله في أن تحرر تعز وبقية المناطق القليلة المتبقية من تحت قبضة الميليشيات الانقلابية وحتى يتم إزالة التهديدات التي تغذيها إيران من جهة اليمن ويتحول اليمنيون إلى مصدر أمن وقوة للسعودية والخليج والوطن العربي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».