تونس: الكشف عن عناصر تكفيرية تحرض على الإرهاب

تمديد قرار تسيير الرحلات الجوية القادمة من ليبيا إلى مطار صفاقس

تونس: الكشف عن عناصر تكفيرية تحرض على الإرهاب
TT

تونس: الكشف عن عناصر تكفيرية تحرض على الإرهاب

تونس: الكشف عن عناصر تكفيرية تحرض على الإرهاب

ألقت قوات الأمن التونسية القبض على مجموعة من العناصر التكفيرية التونسية في عدة مدن تونسية، وقالت وزارة الداخلية إنها كشفت عن خلية تكفيرية يشتبه في انتماء عناصرها لتنظيم إرهابي، وهي مكونة من ستة أفراد في منطقة المنيهلة غرب العاصمة التونسية. كما ألقت القبض على عنصرين سلفيين في مدينة زغوان (شمال) وحجزت لديهما كتبا تحرض على ارتكاب أعمال إرهابية. وإثر عملية أمنية في مدينة القيروان (وسط)، عثرت قوات الأمن على أزياء عسكرية ملقاة في مقبرة دون التعرف على من تخلص منها بين القبور.
من ناحية أخرى، أكدت سنية قميحة آمر مطار صفاقس الدولي 350 كلم جنوب العاصمة التونسية) أن الطائرات الليبية ستواصل نزولها بمطار المدينة عوضا عن مطار تونس قرطاج، وذلك إلى غاية نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الحالي لدواع أمنية، وقالت إن الإجراءات الأمنية المتبعة في المطار ستتواصل بالنسق نفسه.
وجاء قرار التمديد ليفسر عدم استقرار الوضع الأمني في تونس على الرغم من نجاح المؤسسة الأمنية والعسكرية في تأمين احتفالات رأس السنة الإدارية، وكذلك لوجود مؤشرات استخباراتية على تواصل التهديدات الإرهابية الناجمة عن استقرار الوضع الأمني في ليبيا المجاورة وصدور تهديدات إرهابية بمهاجمة تونس من جديد.
وكانت أجهزة الأمن التونسية أعلنت أول من أمس، عن حجز نحو 40 قطعة سلاح واعتقال أربعة أشخاص بتهمة تهريب الأسلحة من ليبيا المجاورة.
وأشارت مصادر مطلعة من مطار صفاقس إلى قدرة المطار على استقبال نحو 10 رحلات جوية يوميا من مطارات معيتيقة ومصراتة والأبرق بليبيا بعد استئناف نشاطها نحو تونس منذ نحو ثلاثة أشهر إثر غلق المجال الجوي أمامها لمدة سنة لأسباب أمنية كذلك.
وقررت السلطات التونسية في الخامس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بصفة مفاجئة وعاجلة، تحويل وجهة كل الرحلات الجوية القادمة من ليبيا إلى مطار صفاقس الدولي عوضا عن مطار تونس قرطاج بصفة مؤقتة لدواع أمنية، وذلك بعد سنوات من استقبال مطار تونس قرطاج الدولي أكبر المطارات التونسية للقادمين من المطارات الليبية. وقالت إنها اتخذت كل الاحتياطات والتدابير التنظيمية والأمنية الضرورية لاستقبال الطائرات الليبية دون أن تحدد طبيعة المخاطر التي تتهدد مطار العاصمة التونسية.
وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن مواصلة العمل بهذا القرار يعود لأسباب أمنية بصفة أساسية، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن تواتر عمليات القبض على قيادات ليبية في السابق في مطار قرطاج على غرار وليد القليب وأحمد الذوادي، وما رافقها من توتر مع التنظيمات الليبية المتناحرة، يفسر اتخاذ السلطات التونسية لذاك القرار، هذا بالإضافة إلى التهديدات الأمنية المتكررة التي تستهدف مطار تونس قرطاج الدولي وإمكانية وصول عناصر إرهابية إلى المطار بوثائق شخصية مزورة.
وألغت تونس كل الرحلات الجوية القادمة من ليبيا خلال شهر مارس (آذار) الماضي، قبل أن تتراجع عن قرارها وتبدأ شركات الطيران الليبية تسيير رحلاتها من جديد نحو المطارات التونسية منذ يوم الجمعة 21 أغسطس (آب) الماضي.
ويستقبل مطارا تونس قرطاج وصفاقس - طينة رحلات جوية مباشرة قادمة من مطارات مصراتة ومعيتيقة والأبرق في مدينة البيضاء الليبية.
وفي ما يتعلق بشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية، فإنها لوحدها تسير معدل ست رحلات من مطار معيتيقة الدولي، وثلاث رحلات انطلاقا من مطار مصراتة الدولي، باتجاه العاصمة التونسية، إضافة إلى رحلتين إلى مطار صفاقس الدولي انطلاقا من مطاري معيتيقة، ومصراتة.
وتبدي الأجهزة الأمنية التونسية تخوفات جدية من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا المجاورة من جديد، وانعكاس ذلك على أمنها الداخلي، وتراقب بتوجس سيطرة تنظيمات إرهابية على مدن ليبية، وتهديدها بين الفينة والأخرى بتنفيذ أعمال إرهابية في تونس.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.