«شمس».. يقدم المازة في لندن على الطريقة اللبنانية التقليدية

المطعم المفضل لدى أهم الشخصيات والشركات يعتمد على المنتج والنوعية

«شمس».. يقدم المازة في لندن على الطريقة اللبنانية التقليدية
TT

«شمس».. يقدم المازة في لندن على الطريقة اللبنانية التقليدية

«شمس».. يقدم المازة في لندن على الطريقة اللبنانية التقليدية

مضى على افتتاح مطعم «شمس» في شارع «غرايز إن رود» أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، لكنه لا يزال يواصل نجاحه ويستقطب المزيد من الزبائن المحليين والسياح في المنطقة لسمعته الطيبة في مجال مذاق الأطعمة اللبنانية التقليدية ونظافته. وقد كانت الفكرة من افتتاحه بالأساس هي تعريف العالم بالمطعم اللبناني من دون مساومة، أي تقديم الطعام وتحضيره كما يحضر ويقدم في لبنان من دون مساومات تجارية وتحايل على النوعية، كما يقول ربيع مفرج أحد أصحاب المطعم الذي عمل طويلا في عالم المطاعم العربية واللبنانية في لندن.
وكانت الفكرة أيضا من تأسيس المطعم تقديم الأطباق اللبنانية الرئيسية المعروفة والأطباق التراثية كالحمص والمتبل والشيش طاووق وورق العنب والكبة والفطائر.
الفكرة الرئيسية من افتتاح المطعم في أبريل (نيسان) عام 2012 كانت التركيز على تقديم المذاق الطيب للأطباق اللبنانية التقليدية قبل أي شيء. وبكلام آخر تقديم مازة لبنانية في لندن لا تختلف عن مازة بيروت. ولهذا السبب بالذات لا يعتمد المطعم في احتياجاته من المواد الأساسية والضروريات على مدينة لندن إلا فيما ندر، ويتوقف ذلك على الخضراوات الطازجة والخبز والكنافة بالجبن والبقلاوة واللبن واللبنة وجبن الحلومي الذي يتم شراؤه من أفضل مصانع الألبان والأجبان اللبنانية التقليدية، وأفضل أفران الحلويات في المدينة. أضف إلى ذلك اللحوم، مثل لحم الدجاج والغنم الحلال والطازج.
ما عدا ذلك، يعتمد المطعم في مواده الأساسية على ما يأتي ويستورد من لبنان رأسا، مثل الزيتون والزعتر والكبيس (المخلل) والمشروبات والطحينة والبهارات والحبوب، مثل الحمص والفول والبرغل والعدس.
وبأي حال، فإن طباخي المطعم، وهم ذوو خبرة ممتازة في عالم الطعام، يحضرون الكثير من المواد الرئيسية داخل المطبخ وبشكل محلي، مثل تحضير صلصة الثوم وتحضير لحوم شاورما الدجاج والغنم واليخنات الرئيسية التي تعتمد على البامية والمسقعة واللوبيا، والتي تقدم ساخنة وباردة، وبلحم ومن دونه، حسب طلب الزبون.
وتنطبق مسألة الخيار عند الزبائن على الصلصات أيضا، أي أن بإمكان الزبون اختيار الطعام إذا كان مع الحر أو من دونه، مع الطرطور (الطحينة) أو من دونه.. وهلم جرا.
ولم يعان المطعم من تأسيس نفسه، وفرض نفسه على شارع «غرايز إن رود» ومنطقة «كامدن» و«كينغز كروس» التي تجمع بين الكثير من السكان المحليين والكثير من موظفي المكاتب والشركات الإعلامية والسياح الذين يقصدون لندن من جميع أنحاء العالم وبشكل خاص من الدول الأوروبية الغربية.
ولهذا كانت الغاية من تأسيس المطعم أيضا تقديم أكبر فسحة من الخدمات المطبخية للزبائن، أي تقديم الطعام لزبائن المطعم نفسه (EAT IN) وتحضير الطعام للزبائن الذي يرغبون في أخذه وتناوله في منازلهم ومكاتبهم (TAKE AWAY)، وتوفيره وتوصيله للذين يرغبون به أيضا في أماكن وجودهم (DELIVERY). وهناك الكثير من الشركات المعروفة التي تعتمد على المطعم وتستخدمه في ضيافتها لزبائنها ووجبات الموظفين، مثل شركات «ماري لينش» و«بلاك روك» و«بيكر ماغينزي» و«غولدمان ساكس»، ومكتب المعمارية العراقية الأصل الشهيرة زهى حديد، ومحطة تلفزيون الـ«آي تي إن» البريطانية المستقلة التي تضم القناتين الرابعة والقناة الخامسة، وغيرها.
كما يؤمن المطعم أي طلبات خاصة للسفارات والزبائن والعزائم والولائم والحفلات، مثل الناسف والخروف المحشي أو أي أكلة أخرى تناسب الزبون.
وقد منحت هيئة النظافة البريطانية العامة المطعم خمس نجوم، أما موقع «تيست كارد» الخاص بالمذاق فقد منح المطعم أربع نجوم ونصف نجمة، والأهم من ذلك أن مجلة «التايم آوت» المهمة جدا في لندن لترتيب المطاعم والفنادق والخدمات السياحية والثقافية اعتبرت «شمس» من أفضل مطاعم العاصمة البريطانية على صعيد الطلبات الخارجية لعام 2015.
بأي حال، فإن خبرتي مع المطعم أفضل بكثير مما خبرته مع المطاعم اللبنانية الأخرى في لندن، إن كان ذلك من ناحية التعامل أم من ناحية الطعام الطيب، ويمكن القول إن أطباقه من أفضل الأطباق اللبنانية التي تناولتها خارج لبنان لفترة طويلة، وبشكل خاص الفلافل والشاورما والحمص والثوم والصفيحة والسلطة والزيتون، وغيرها من الملذات اللبنانية المعروفة والمحببة.



المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
TT

المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)

في مقطع فيديو ظهر السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش الذي يجيد ليس اللغة العربية فقط، بل اللهجة المحلية العراقية ظهر مع وزيرة الداخلية البريطانية إيفت كوبر في شارع المتنبي وسط العاصمة العراقية بغداد. وشارع المتنبي الذي تعرض للتفجير عام 2006 أيام الحرب الأهلية في العراق أعيد بناؤه بمبادرة من الرئيس العراقي السابق برهم صالح أيام كان نائباً لرئيس الوزراء العراقي عام 2006 بحيث بدا في حلة جديدة تماماً، يجمع بين بيع الكتب وكل أنواع لوازم الثقافة والكتابة، بما في ذلك انتشار عدد من دور النشر والتوزيع فيه إلى انتشار المطاعم والكافيهات والمقاهي وأشهرها المقهى المعروف بمقهى «الشابندر». وهذا الشارع غالباً ما يكون من بين أحد محطات الزوار العرب والأجانب الذي يقومون بزيارات رسمية أو سياحية إلى العراق. ومع أن وسائل الإعلام العراقية تولي أهمية خاصة لهذا الشارع كل يوم جمعة، حيث يزدحم بالزوار والمتبضعين، وذلك للقيام بقصص إخبارية عنه بما في ذلك الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام فيه، لكن ما يقوم به بعض السفراء الأجانب لدى العراق ومنهم السفير البريطاني يعد أمراً لافتاً جداً ولا ينافسه في ذلك سوى السفير الياباني الذي غالباً ما يرتدي في بعض المناسبات الشماغ، والعقال العراقي.

ومع كل ما يمكن أن تمثله مظاهر الحياة في العراق بوصفها مادة لوسائل الإعلام وبخاصة العربية والعالمية، لكن غالباً ما يكون المطبخ العراقي هو القاسم المشترك في علاقة السفراء الأجانب في العراق.

دولمة عراقية (أدوبي ستوك)

«لبلبي» في شارع المتنبي

وبالتزامن مع ظهور السفير الياباني لدى العراق فوتوشو ماتسوتو مؤخراً وهو يؤدي النشيد الوطني العراقي مرتدياً الشماغ العراقي كان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش يصطحب وزيرة الداخلية البريطانية إيفت كوبر التي كانت تقوم بزيارة إلى العراق في شارع المتنبي. الوزيرة البريطانية التي كانت تتجول مع السفير بكل حرية في هذا الشارع عبرت عن إعجابها بأكلة شعبية عراقية هي «اللبلبي» وهو الحمص المسلوق بالماء الحار مع إضافة بعض البهارات إليه، مما يعطيه نكهة خاصة. وبعد تناولها هذه الأكلة الشتوية في هذا الشارع العريق عبرت عن حبها لباقي الأكلات العراقية دون أن تشير إليها قبل أن يطلب منها السفير الدخول إلى أحد أشهر المقاهي البغدادية في شارع المتنبي وهو «مقهى الشابندر» لتناول الشاي العراقي المعروف بمذاقه الخاص. ومن الشاي إلى باقي الأكلات التي يشتهر بها المطبخ العراقي مثل أنواع الحلويات التي تشتهر بها بغداد ومحافظات إقليم كردستان، لا سيما ما يعرف بـ«المن والسلوى»، وهو من بين أشهر الحلويات التي كثيراً ما تكون مادة دسمة في التقارير الإخبارية التلفزيونية، فضلاً عن أنواع أخرى من الحلويات وتعرف بـ«الدهين»، التي تشتهر بها كل من مدينتي النجف وكربلاء، وغالباً ما تكون هذه الحلويات من بين أبرز ما يأتي الزوار لتناوله في هاتين المدينتين.

الكبة على الطريقة العراقية (أدوبي ستوك)

«دهين» جينين بلاسخارت

غير أن من أبرز زوار هاتين المدينتين من الزوار الأجانب ممن يترددون عليهما بكثرة للقاء كبار المراجع ورجال الدين هي السفيرة السابقة لبعثة الأمم المتحدة لدى العراق «يونامي» جينين بلاسخارت التي انتهت مهمتها في العراق قبل شهور. ومع أن السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي انتهت مدتها في العراق مؤخراً فإنها عبرت عن حبها لنمط آخر من الأكلات العراقية وهي من صلب المطبخ العراقي وهما «الدولما والسمك المسكوف». الممثلة الأممية بلاسخارت كان يطلق عليه لقب «الحجية»، كونها كانت ترتدي أحياناً غطاء الرأس، خصوصاً عندما تلتقي بعض كبار رجال الدين في البلاد. وكونها كانت كثيرة التحرك والسفر بين المحافظات فمن بين المدن التي تتحرك فيها كثيراً مدينتا النجف وكربلاء، وهو ما جعلها شديدة الإعجاب بأكلة «الدهينة».

رومانسكي أعلنت أنها سوف تتذكر من بين ما تتذكره عن العراق أكلتي «السمك المسكوف» و«الدولما» وهما من أشهر أكلات المطبخ العراقي.