اشتباكات بين صفوف «الحشد الشعبي» تسفر عن جرحى

بعد احتدام الخلاف بين العامري والمهندس

اشتباكات بين صفوف «الحشد الشعبي»  تسفر عن جرحى
TT

اشتباكات بين صفوف «الحشد الشعبي» تسفر عن جرحى

اشتباكات بين صفوف «الحشد الشعبي»  تسفر عن جرحى

شهد أمس احتدام الخلاف بين هادي العامري المسؤول عن ميليشيات الحشد الشعبي والأمين العام لميليشيات بدر، وأبو مهدي المهندس القيادي في الحشد، لتندلع اشتباكات داخلية عنيفة بين صفوف ميليشيات الحشد في قضاء طوزخورماتو جنوب محافظة كركوك.
وكشفت مصادر أمنية وحكومية مطلعة في القضاء أن «الاشتباكات وقعت بين ميليشيات الخراساني وبدر وعصائب أهل الحق وميليشيا الشهيد الصدر». وقال محمد فائق، مدير الإعلام في قائمقامية قضاء طوزخورماتو، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاشتباكات التي وقعت خلال اليومين الماضيين بين صفوف ميليشيات الحشد الشعبي أسفرت عن إصابة أحد مسلحيها بجروح، وتكررت هذه الأحداث في الآونة الأخيرة، كذلك تعرض منزل أحد الشيعة في المدينة الذي يقع في قلب المناطق الشيعية في القضاء إلى هجوم بقنبلة يدوية.
وبين فائق أن «تلك الاشتباكات تأتي في إطار الصراعات بين التيارات المنضوية في الحشد الشعبي»، مشيرا إلى إن «الاشتباكات الأخيرة وقعت بين كتائب الشهيد الصدر وعصائب أهل الحق وقوات بدر والفصائل الأخرى المنضوية في الحشد الشعبي». وأضاف فائق أن «الحشد الشعبي لم يلتزم ببنود الاتفاقية التي أبرمها مع الجانب الكردي في طوزخورماتو عقب التوترات التي شهدتها المدينة الشهر الماضي»، مشددا على القول إنه «بحسب الاتفاقية بين الكرد والحشد الشعبي لتهدئة الوضع في طوزخورماتو يجب أن تنسحب قوات البيشمركة ومسلحو الحشد إلى خارج المدينة. الجانب الكردي التزم بهذه البنود وسحب قوات البيشمركة، إلا أن الحشد ما زال ينشر مسلحيه في المدينة ولم يلتزم حتى هذه اللحظة بالاتفاق».
من جهته، كشف مسؤول أمني في طوزخورماتو، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصراعات داخل صفوف ميليشيات الحشد الشعبي تتمثل في صراعات بين قيادة الحشد المتمثلة بهادي العامري المسؤول عن الحشد والأمين العام لميليشيات بدر، وبين أبو مهدي المهندس القيادي في الحشد، بالإضافة إلى صراعات أخرى»، مضيفا: «الاشتباكات التي شهدتها مدينة طوزخورماتو خلال الأيام القليلة الماضية وقعت بين ميليشيا الخراساني التابعة للمهندس وميليشيا بدر التابعة للعامري، واندلعت الاشتباكات بين الجانبين في منطقة الحي العسكري من طوزخورماتو، على خلفية خلافات بين الطرفين حول أحد الأشخاص الذين اختطفوهم، لأن كل طرف من الطرفين كان يريد أن يستحوذ على الشخص ليتسلم الأموال التي تلقوها لإطلاق سراحه».
وتشهد الأحياء التي تسكنها غالبية شيعية تركمانية في قضاء طوزخورماتو باستمرار هجمات من قبل عناصر الميليشيات الشيعية المتصارعة ضد بعضها، الأمر الذي دفع بالكثير من المواطنين إلى ترك هذه المناطق خوفا من استهدافهم من قبل هذه الميليشيات التي أصبحت، وبحسب ما يتداوله المواطنون، مصدرا لتعطيل الحياة والعمل في طوزخورماتو.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.