كشف حامد المطلك، عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع، أن «عملية البحث لا تزال جارية عن أكثر من ألف مواطن من محافظة الأنبار تم خطفهم من قبل فصائل مسلحة قرب بحيرة الرزازة» قرب محافظة كربلاء.
والمختطفون كانوا هاربين من المعارك الدائرة بين القوات الأمنية ومسلحي تنظيم داعش الذي لا يزال يسيطر على كثير من مدن وبلدات الأنبار. وقال المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لم نحصل على إجابة بشأن مصيرهم حتى الآن».
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية لتطهير الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من آخر جيوب «داعش» فيها. كما أنه يأتي في وقت تصاعدت فيه الخلافات بين تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان العراقي) وميليشيات الحشد الشعبي وذلك على خلفية تصريحات النائب عن تحالف القوى ظافر العاني الذي وصف معركة الرمادي بالنظيفة بسبب عدم مشاركة فصائل الحشد فيها.
وفي تطور لافت في هذا السياق، دخل زعيم التيار الصدري زعيم الصدر على الخط حين أعلن تأيده لعدم إشراك قوات غير رسمية، في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي، في معركة الرمادي. وقال الصدر في بيان أمس إن «أفضل خطوة قامت بها الحكومة، هي عدم الاستعانة ببعض الجهات غير الرسمية»، مشيرا إلى «أن حملة تحرير المدينة جسدت الوحدة الإسلامية الوطنية بعيدا عن الطائفية».
وكانت عدة فصائل من الحشد الشعبي شنت هجوما عنيفا تضمن أنواعا من التهديد ضد النائب ظافر العاني وهو ما دعا تحالف القوى العراقية الحشد الشعبي إلى احترام القانون».
في السياق نفسه، وصف نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية المشاركات السابقة لميليشيات الحشد الشعبي في كل من ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر بأنها «لم تكن مشجعة بل ترتبت عليها إساءات كثيرة وهو أمر لا يمكن السكوت عليه». وبشأن سير معركة الرمادي، قال المطلك إن «معركة الرمادي تمثل كل العراقيين بمؤسسات الدولة العراقية التي يريد البعض زوالها، فضلا عن عدم احترامها لأنها تكرس مفهوم الوطنية العراقية والعلم العسكري الذي تسجد إلى حد كبير في هذه المعركة التي اختلفت عن سلبيات المعارك السابقة لأنها تجاوزت أخطاء وسلبيات بعض أفراد وعناصر الحشد الشعبي». وأشار المطلك إلى أن «من الخطأ القول إن هذه المعركة لا تمثل العراق لأنه لم يشارك فيها الحشد الشعبي لأن المشاركين فيها هم من كل العراق من أبناء المؤسسة العسكرية التي يحترمها كل العراقيين، بالإضافة إلى المقاتلين من أبناء العشائر من محافظة الأنبار».
من جانبها، أبدت حركة الحل المنضوية في تحالف القوى العراقية تأييدها دعوة زعيم التيار الصدري. وقالت الحركة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «دعوة الصدر إلى تعزيز الثقة بالقوات المسلحة واﻷجهزة اﻷمنية العراقية هي السبيل الوحيد نحو القضاء على التمايز الطائفي والمذهبي، وبناء الروح الوطنية التي تجعل الوﻻء للعراق وحده هو معيار اﻷداء والمهنية». وأكدت حركة الحل أن «معركة تحرير الرمادي بصفحاتها المتعددة أثبتت للجميع وبما ﻻ يقبل الشك أن العراقيين قادرون على دحر الإرهاب الداعشي وتحرير مدنهم دون الاستعانة بالغرباء». ودعت حركة الحل جميع القوى السياسية إلى جعل الانتصار في الرمادي وروح القتال الوطنية هي النقطة التي نقف فيها جميعًا استعدادًا لتحرير كامل ترابنا العراقي وطرد اﻷجنبي.
في غضون ذلك، خاضت القوات العراقية معارك شرسة أمس ضد مقاتلي تنظيم داعش الذي يستميت للحفاظ على المجمع الحكومي الواقع في قلب مدينة الرمادي، بحسب ضباط ومسؤولين محليين. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بلغت القوات أمس تقاطع الحوز، وهو تقاطع استراتيجي باتجاه المجمع الحكومي الذي تعتبر استعادته تأكيدا لفرض السيطرة الكاملة على المدينة.
وقال صباح النعمان المتحدث باسم القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب إن هذه القوات «طهرت بالكامل حي الحوز ووصلت قرب المجمع الحكومي».
وبحسب خلية الحرب العراقية المكلفة وسائل الإعلام وتتحدث باسم وزارتي الداخلية والدفاع والمجموعات شبه العسكرية التي تقاتل تنظيم داعش، فإن استخدام المتطرفين العبوات الناسفة فرض تغييرا في الاستراتيجية. وقال النقيب أحمد الدليمي وهو ضابط في الشرطة العراقية إن المواجهات تستخدم فيها «كل الأسلحة» وأدت إلى «قتل 21 عنصرا من تنظيم داعش وإلحاق خسائر مادية وبشرية بهم، فضلا عن استشهاد عنصرين من القوات العراقية وإصابة 9 آخرين بجروح».
بدوره، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويقدم دعما جويا للقوات على الأرض، الكولونيل ستيف وارن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الفرقة الثامنة في الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب يتقدمان». وأضاف أن «قوات مكافحة الإرهاب قد أحرزت تقدما أكثر، وهي الآن على بعد عدة مئات الأمتار من المجمع الحكومي».
أعاق عمليات التقدم كذلك، المدنيون والعائلات العالقة داخل مدينة الرمادي والتي يسعى التنظيم المتطرف لمنعهم من الخروج لاستخدامهم كدروع بشرية.
وكانت القوات الحكومية صامدة في الرمادي لعدة أشهر قبل أن يقدم الجهاديون على شن هجوم على المدينة في مايو (أيار) الماضي استخدموا فيه عشرات السيارات الانتحارية المفخخة والجرافات المدرعة المفخخة، وتمكنوا خلاله من فرض السيطرة بشكل كامل بعد انسحاب القطاعات العسكرية.
والهزيمة التي تعرض لها الجيش العراقي في الرمادي كانت الأسوأ في الحرب ضد تنظيم داعش، وإحراز النصر الآن يعزز الثقة بهذه القوات.
مساع لبيان مصير مئات الأنباريين اختطفتهم ميليشيات قرب كربلاء
الصدر ينضم للمؤيدين لرفض مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الرمادي
مساع لبيان مصير مئات الأنباريين اختطفتهم ميليشيات قرب كربلاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة