السعودية تعترض صاروخًا بالستيًا وتدمر منصته.. وتحذر من الرد القاسي

وزير التعليم لـ {الشرق الأوسط} : إنشاء مركز للدعم والمساندة في جازان.. واختبارات الطلاب في وقتها

السعودية تعترض صاروخًا بالستيًا وتدمر منصته.. وتحذر من الرد القاسي
TT

السعودية تعترض صاروخًا بالستيًا وتدمر منصته.. وتحذر من الرد القاسي

السعودية تعترض صاروخًا بالستيًا وتدمر منصته.. وتحذر من الرد القاسي

أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت مساء أمس، صاروخا بالستيا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية في اتجاه مدينة جازان، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، محذرة من اتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال الحوثية.
وأوضحت قوات التحالف أن «الدفاع الجوية» دمرت في الحال منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها في داخل الأراضي اليمنية.
وأكدت قيادة التحالف أنه في الوقت الذي تحرص فيه على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية لتمديد العمل بالهدنة، إلا أن استمرار الميليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف إلى اتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال.
من جهة أخرى، كشف الدكتور أحمد العيسى، وزير التعليم السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «اختبارات المدارس الواقعة في الحد الجنوبي، وتحديدا جازان التي تعرضت أمس الثلاثاء، لمحاولة فاشلة لميليشيا الحوثي، بضربها صاروخا بالستيا تصدت لها القوات المسلحة؛ ستكون في موعدها ولن تتأجل».
وأضاف الدكتور العيسى، أن وزارة التعليم تناقش في هذه اللحظات استعداد الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل مع مديري الإدارات وإدارة التعليم في منطقة جازان، ونحاول أن نحسن البدائل التعليمية في المرحلة المقبلة، ونطور الخدمات التي تقدم إلى الطلاب، مع الاستمرار في برنامج التوأمة بين المدارس، ونعالج الإشكالات اللوجيستية التي تطرأ من حيث النقل والتقنية لعموم المدارس في الحد الجنوبي.
وقال وزير التعليم السعودي إن «هناك تنسيقًا دائمًا مع الجهات الأمنية، وهي التي تحدد المناطق الخطرة حسب الوضع الأمني الذي تراه، وهناك مرونة لدى وزارة التعليم حول المدارس التي تستوعب الطلبة بشكل مباشر، وتعمل الوزارة قدر الإمكان على أن توفر بدائل أخرى للطلبة ليستفيدوا من الوقت ويجدوا فرصة للتعلم، بالإضافة إلى وجودهم في المدارس البديلة التي نقلوا إليها بسبب الظروف.
وحول المدارس القريبة والأكثر عرضة لأي هجمات، قال الدكتور العيسى إن «في كل منطقة مواقع خاضعة للمعالجة الأمنية، التي من خلالها تم إقفال مدارس في هذه المواقع الأكثر خطورة، وتم نقل الطلاب إلى مدارس أخرى بديلة بنظام التوأمة»، موضحا أن الوزارة تعمل لإيجاد المكان والخدمات للطلاب في فترات إضافية، إما أن تكون بعد صلاة الظهر، وإما بعد العصر.
وعن تلك المدارس التي أغلقت بسبب الظروف الأمنية، قال وزير التعليم السعودي إنه من الصعب تحديد تلك المدارس، لأنها تختلف في كل المناطق الواقعة في الحد الجنوبي، فما يحدث في منطقة نجران يختلف عن منطقتي جازان وصبيا، فكل منطقة لها خطة خاصة بها تعتمد على كل المعطيات التي حولها، لافتا إلى أن وزارة التعليم ستنشئ مركزًا للدعم والمساندة يتولى عملية التنسيق والمتابعة لكل ما يتعلق باحتياجات الحد الجنوبي عمومًا.
ويأتي حديث وزير التعليم، بعد ساعات من إعلان قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، في بيان لها صباح أمس الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت نحو الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أول من أمس، صاروخا بالستيا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان، وعلى الفور قامت القوات الجوية بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعه داخل الأراضي اليمنية.
وتنتشر في منطقة جازان الواقعة في الشق الجنوبي من السعودية، قرابة ألف مدرسة، ينتسب إليها قرابة 150 ألف طالب وطالبة، يقوم على تدريسهم نحو 15 ألف معلم ومعلمة لكل المراحل، وشهدت جازان نقله نوعية في التعليم العام منذ عهد الموحد المغفور له الملك عبد العزيز، ونجحت إدارة تعليم المنطقة في حصد الجوائز التربوية على مستوى المحلي والعربي في عدد من الأنشطة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.