روبرتو باجيو: الاعتماد على اللاعبين الأجانب وراء تراجع منتخب إيطاليا 

روبرتو باجيو (الشرق الأوسط)
روبرتو باجيو (الشرق الأوسط)
TT

روبرتو باجيو: الاعتماد على اللاعبين الأجانب وراء تراجع منتخب إيطاليا 

روبرتو باجيو (الشرق الأوسط)
روبرتو باجيو (الشرق الأوسط)

أكد نجم كرة القدم الإيطالية المعتزل روبرتو باجيو أن مسيرته في الحياة لم تُبنَ فقط على كرة القدم، والنجاحات الرياضية، بل على سلسلة من التحولات الإنسانية، والروحية العميقة التي شكّلت وعيه ونظرته للعالم، مشدداً على أن الإيمان بالقيم، وقوة العائلة، والالتزام الروحي كانت عناصر أساسية في رحلته.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن أعمال القمة العالمية للرياضة في دبي، حيث استعرض باجيو محطات مفصلية من حياته الشخصية، والمهنية، مؤكداً أن بدايات التغيير الحقيقية انطلقت منذ خروجه من المنزل الصغير الذي نشأ فيه مع أسرته، موضحاً أن العيش في مساحة بسيطة ومحدودة كان جزءاً طبيعياً من أسلوب حياتهم، لكن الانتقال لاحقاً فتح أمامه آفاقاً جديدة، وغير نظرته للحياة بشكل جذري.

وقال باجيو إن تلك المرحلة زرعت داخله إحساساً عميقاً بالمسؤولية تجاه أسرته وأبنائه، مشيراً إلى أن توعيتهم وإعدادهم للمستقبل كان هدفاً أساسياً بالنسبة له، لأنهم يمثلون الامتداد الحقيقي لأي إنسان، مؤكداً أن هذا الوعي ساعدهم على الوصول إلى ما هم عليه اليوم.

وتطرق إلى حادثة صعبة شهدها الصيف الماضي، عندما تعرض منزل العائلة للسرقة، واصفاً إياها بأنها صدمة إنسانية قاسية جعلت أفراد الأسرة يشعرون بخطر حقيقي، موضحاً أنه الوحيد الذي لم يكن موجوداً في المنزل وقت الحادثة، لكن طريقة تعامل عائلته مع الموقف تركت أثراً عميقاً داخله، وعززت الروابط الأسرية بينهم، وأكدت أن بعض الأحداث المؤلمة قد تكون نقطة انطلاق لتغييرات ضرورية في الحياة.

روبرتو باجيو خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن أعمال القمة العالمية للرياضة (الشرق الأوسط)

وأشار باجيو إلى أنه منذ مارس (آذار) الماضي عاد إلى نمط حياة أكثر استقراراً، حيث يعمل مع ابنته فالانتينا باجيو التي تتولى إدارة بعض شؤونه المهنية، موضحاً أن هذه التجربة تقوم على الثقة المتبادلة، والانسجام العائلي، مستفيدين من خبرات حديثة في العلاقات العامة، والعمل مع المؤثرين، وإدارة المحتوى الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي بطريقة منظمة وفعّالة. وأكد أن العلاقة التي تجمعه بابنته تعكس عمق الترابط العائلي في المجتمع الإيطالي، حيث تتجاوز العلاقة الإطار التقليدي بين الأب وابنته، لتصبح شراكة قائمة على الاحترام، والتفاهم، وتجسيداً لقدرة الماضي على التعايش مع المستقبل بروح إيجابية.

وعن تأثيره في عالم كرة القدم، أوضح باجيو أنه التقى خلال السنوات الماضية بعدد كبير من نجوم وأساطير اللعبة من مختلف الأجيال، مشيراً إلى أن تلك اللقاءات كانت عاطفية، ومؤثرة، وتعكس حجم المحبة، والتقدير الذي يحظى به، مؤكداً أنه يسعى دائماً للتصرف بقلب مفتوح، وشغف لا محدود تجاه كرة القدم، وأن يكون أفضل نسخة من نفسه داخل الملعب، وخارجه.

كما تناول الفارق بين الماضي والحاضر في كرة القدم الإيطالية، مشيراً إلى أن المنتخبات في أعوام 1990 و1994 و1998 كانت تُبنى على هيكل أساسي واضح يتم تطوير بقية العناصر حوله، في حين أصبح هذا النهج اليوم أكثر صعوبة، داعياً إلى تقليل الاعتماد على اللاعبين الأجانب، ومنح فرص أكبر للمواهب المحلية الشابة، باعتبار ذلك خطوة ضرورية لمعالجة التراجع الحالي. وأوضح أن عدد اللاعبين الإيطاليين المشاركين بانتظام في الدوري المحلي بات أقل بكثير مما كان عليه في السابق، مؤكداً أن غياب الفرص الحقيقية أمام الشباب يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه كرة القدم الإيطالية في الوقت الراهن.

وفي جانب إنساني وروحي لافت، شدد باجيو على أن التحول الأكبر في حياته كان على المستوى الروحي، موضحاً أنه يمارس البوذية منذ 38 عاماً، وأن هذا الالتزام غيّر حياته بشكل جذري وعميق. وقال إن البوذية بالنسبة له ليست مجرد معتقد ديني، بل هو أسلوب حياة متكامل، ساعده على فهم ذاته، والآخرين، والتعامل مع الضغوط والتحديات بهدوء ووعي، مشيراً إلى أنها منحته قدرة أكبر على التوازن الداخلي، والتسامح، والنظر إلى الصعوبات كفرص للتعلّم، والنمو. وأضاف أن الممارسة الروحية علمته أن الإنسان لا يستطيع التحكم في كل شيء، لكنه يستطيع التحكم في ردّ فعله، وأن السلام الداخلي هو الأساس لمواجهة تقلبات الحياة، سواء في الرياضة، أو بعدها.

واختتم باجيو حديثه بالتأكيد على أن العمل مع العائلة يتطلب جهداً مضاعفاً، لكنه يحمل قيمة إنسانية كبيرة، مشدداً على أن الجمع بين الخبرة الرياضية، والإدارة الحديثة، إلى جانب الالتزام بالقيم الإنسانية، والوعي، والمسؤولية، هو الطريق الحقيقي للحفاظ على إرث أي أسطورة، ومواصلة التأثير الإيجابي في الأجيال المقبلة.


مقالات ذات صلة

شفيونتيك بين البراءة التقنية والجدل القانوني: استئناف مُستبعد وانتظار أخير

رياضة عالمية إيغا شفيونتيك (رويترز)

شفيونتيك بين البراءة التقنية والجدل القانوني: استئناف مُستبعد وانتظار أخير

قالت لاعبة التنس البولندية، إيغا شفيونتيك، إنها «لا تتوقع» أن تتقدم السلطات العالمية لمكافحة المنشطات باستئناف على قرار إيقافها لمدة شهر واحد.

The Athletic (وارسو)
رياضة عربية حالة من الحزن لدى القائد فريدي (منتخب أنغولا)

قائد أنغولا يعيش حالة من الصدمة مع نهاية محتملة لمسيرته الدولية

أثار الخروج الوشيك لمنتخب أنغولا من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، حالة من الحزن لدى القائد فريدي، نظراً لأنها قد تكون هذه مباراته الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الرباط )
رياضة عربية بيير إيميريك أوباميانغ (أ.ف.ب)

الإصابة تجبر أوباميانغ على مغادرة معسكر الغابون والعودة إلى فرنسا

يفتقد منتخب الغابون جهود القائد بيير إيميريك أوباميانغ الذي غادر معسكر الفريق عشية المواجهة الحاسمة أمام كوت ديفوار غداً الأربعاء في الجولة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الرباط )
رياضة عربية كواسي أبياه (أ.ب)

مدرب السودان: نسعى لتحقيق كأس الأمم الأفريقية

قال الغاني كواسي أبياه مدرب السودان، اليوم (الثلاثاء)، إن فريقه مطالب بإثبات جدارته بالمشاركة في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في المغرب.

«الشرق الأوسط» (الرباط )
رياضة عالمية إنريكي كولار (أتلتيكو مدريد)

وفاة أسطورة أتلتيكو مدريد إنريكي كولار عن 91 عاماً

تُوفي أسطورة نادي أتلتيكو مدريد الإسباني لكرة القدم إنريكي كولار عن عمر يناهز 91 عاماً، وهو الذي قاد الفريق إلى لقب الدوري في الستينات.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بالأرقام… صلاح يقدّم أعظم موسم هجومي في تاريخ الدوري الإنجليزي

محمد صلاح (رويترز)
محمد صلاح (رويترز)
TT

بالأرقام… صلاح يقدّم أعظم موسم هجومي في تاريخ الدوري الإنجليزي

محمد صلاح (رويترز)
محمد صلاح (رويترز)

يتصدر النجم المصري قائمة أفضل معدل للمساهمة التهديفية قياساً بعدد الدقائق بين جميع لاعبي «البريميرليغ»، ولا تظهر عليه أي مؤشرات للتباطؤ. فبمجموع 30 مساهمة تهديفية خلال 18 مباراة فقط، بات صلاح يسجّل هدفاً أو يصنع آخر كل 52.7 دقيقة في المتوسط، بفارق ست دقائق كاملة عن صاحب المركز الثاني غابرييل جيسوس (59.1 دقيقة)، وبفارق عشر دقائق عن إيرلينغ هالاند، أقرب منافسيه ممن تجاوزوا حاجز 1000 دقيقة لعب هذا الموسم، وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.

ورفع صلاح رصيده في الدوري إلى 17 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، بعد أن سجّل هدفاً وصنع هدفين في فوز ليفربول الكبير على وست هام 5 - 0، يوم الأحد. لقد حوّل صلاح هذا المستوى الاستثنائي من الإنتاج أمراً اعتيادياً، وهو يواصل تحطيم الأرقام القياسية تباعاً.

ولم يسبق لأي لاعب أن سجّل هدفاً وصنع آخر في المباراة نفسها أكثر من سبع مرات خلال موسم واحد، قبل أن يكسر صلاح هذا الرقم بتحقيقه ذلك ثماني مرات بعد مرور 18 مباراة فقط. مشهد يبدو وكأنه مستوحى من لعبة «فيفا» في أسهل مستوياتها، لكنه في الواقع إنجاز لاعب يبلغ 32 عاماً، يعيش ذروة عطائه، ويقود ليفربول في سباق المنافسة على اللقب.

وقال المدرب آرني سلوت عقب الفوز في ملعب لندن: «كلمة (استثنائي) أصبحت تُذكَر كثيراً إلى جانب اسم مو، خلال الأشهر الستة الماضية، وهو يستحق ذلك فعلاً... بل ربما خلال السنوات الثماني الماضية. لا أعتقد أنه يفاجئنا؛ لأننا نعرف نوعية اللاعب الذي هو عليه وما يستطيع تقديمه».

وبات صلاح أسرع لاعب يصل إلى حاجز 30 مساهمة تهديفية في موسم واحد، متفوقاً على الأوروغوياني لويس سواريز، الذي احتاج إلى 19 مباراة لتحقيق ذلك. والتشابه بينهما يكمن في الإحساس الدائم بأن هدفاً أو فرصة سانحة لا بد أن يولدا كلما لامست الكرة أقدامهما.

وكانت لمسة صلاح الساحرة في بناء هدف كودي غاكبو مثالاً آخر على عبقريته، سواء كان يقصدها أم لا. المدافع اليوناني كونستانتينوس مافروبانوس كان الضحية تلك المرة، بعدما مرّت الكرة بين قدميه، قبل أن يُطرح أرضاً لاحقاً عندما راوغ صلاح بمهارة ليمهّد للهدف الخامس الذي سجله ديوغو جوتا. ومع إنهائه الهادئ للهجمة، جاء أداء صلاح أمام وست هام ليُضاف إلى سلسلة عروضه المتقنة هذا الموسم.

ورغم أن إنتاجه الفردي يرقى إلى مستوى عالمي، فإن المدربين دائماً ما يسعون لتحقيق توازن داخل المنظومة، يسمح بتألق الأفراد دون الاعتماد المفرط عليهم. وقال سلوت في هذا السياق: «أحب أن أرى ذلك، عندما يسجّل خمسة لاعبين مختلفين الأهداف؛ لأن الاعتماد على لاعب واحد فقط في التسجيل غالباً لا يكون أمراً صحياً، رغم أنه من الجيد بالطبع أن تملك لاعباً يسجّل كثيراً».

ويمثل صلاح 38 في المائة من أهداف ليفربول في الدوري هذا الموسم، ولا يتفوق عليه في هذه النسبة سوى كريس وود مع نوتنغهام فورست (42 في المائة) وإيرلينغ هالاند مع مانشستر سيتي (44 في المائة).

وقد تحمّل الدولي المصري عبئاً هجومياً أكبر مقارنة بالمواسم السابقة؛ إذ أسهم بأكثر من ثلث معدل الأهداف المتوقعة والفرص الكبرى لليفربول، وهي نسبة لم تبلغ هذا الحد منذ موسم 2020 - 2021، رغم أن عدد تسديداته الإجمالي لا يختلف كثيراً عن متوسطه خلال المواسم الستة الماضية.

وتطورت عقلية صلاح ونضجت بمرور الوقت، كما أن النصيحة التي تلقاها من المدرب الفرنسي أرسين فينغر حول «البقاء في قلب المباراة» تركت أثراً واضحاً عليه. فقد بات لاعباً قادراً، حتى في أيامه الأقل توهجاً، على صناعة اللحظة الحاسمة عندما يحتاج إليه فريقه.

كما ساعده نظام آرني سلوت على التمركز في مواقع هجومية أكثر خطورة، وهو ما يتضح من ازدياد لمساته داخل منطقة الجزاء، خصوصاً في القناة اليمنى والمناطق المتقدمة على الأطراف. ويُضاف إلى ذلك حضوره البدني الاستثنائي في موسم 2024 - 2025، إلى جانب اعتماد سلوت أحياناً على أسلوب دون مهاجم صريح، حيث يشغل صلاح وكودي غاكبو الطرفين، بينما يتحرك لويس دياز مهاجماً وهمياً؛ ما يفرض على صلاح أداء دور أقرب إلى المهاجم الجناح منه إلى الجناح التقليدي.

ورغم إشادة سلوت المتكررة بأخلاقيات عمل صلاح، فإنه يُستخدم بذكاء داخل المنظومة؛ ما يساعد على الحفاظ على طاقته. فمتوسط استعادته للكرة في الثلث الهجومي بلغ 113 دقيقة، وهو أدنى معدل له منذ موسم 2018 - 2019.

وغالباً ما يُطلب من صلاح الضغط في العمق، مع ترك الظهير المنافس دون رقابة مباشرة، مستفيداً من التغطية التي يوفرها زملاؤه مثل دومينيك سوبوسلاي أو كورتيس جونز إلى جانب رايان غرافينبيرخ وترينت ألكسندر - أرنولد؛ ما يسمح له بالبقاء في مواقع متقدمة بدلاً من العودة للدفاع.

ولعل المصادفة اللافتة أن 15 هدفاً من أصل 17 سجّلها صلاح جاءت في الشوط الثاني، حيث يبدو أكثر نضارة من خصومه في المراحل المتأخرة من المباريات، فيستغل ذلك لصالحه. كما أصبح نقطة الارتكاز الأساسية في لعب ليفربول المباشر؛ إذ تلقى، إلى جانب غاكبو، أكبر عدد من الكرات الطويلة المحوّلة هذا الموسم في الدوري.

وارتفعت نسبة نجاح مراوغاته إلى 49.2 في المائة بعد أن كانت في تراجع خلال المواسم الثلاثة الماضية، كما بات ينوّع أساليبه بين الاختراق للعمق أو الانطلاق نحو خط المرمى. ومع ذلك، فإن ليفربول يبدو أكثر توازناً من الناحية الإبداعية؛ إذ لا تعود زيادة تمريرات صلاح الحاسمة إلى تحمّله عبئاً أكبر، بل إلى النجاعة العالية لزملائه أمام المرمى.

وكالعادة، يعود الحديث في النهاية إلى مستقبل عقد صلاح. فالمؤشرات تؤكد رغبة الطرفين في استمرار الشراكة، لكن دون التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن. وقال صلاح لشبكة «سكاي سبورتس»: «لا، ما زلنا بعيدين عن ذلك. لا أريد أن أقول شيئاً في الإعلام، لكن الأمور لم تتقدم كثيراً. تركيزي الآن مع الفريق، وآمل أن نفوز بالدوري».

ولا يمكن لليفربول أن يسمح بأن يكون هذا الموسم الخارق هو الأخير لصلاح بقميصه. فرغم تقديم عرض مبدئي، لا يزال التقدم بطيئاً. وهذا هو الموسم الثامن توالياً الذي يصل فيه صلاح إلى 20 هدفاً على الأقل في جميع المسابقات، إلى جانب 16 تمريرة حاسمة خلال 26 مباراة، مؤكداً أنه لا يزال في ذروة أهميته.

يبدو نجم ليفربول مستمتعاً بكرة القدم أكثر من أي وقت مضى. الابتسامة لا تفارقه داخل الملعب وخارجه، وإذا واصل هذا المستوى غير المسبوق، فقد يرفع كأس الدوري الإنجليزي في مايو (أيار)... وهو يبتسم.


شفيونتيك بين البراءة التقنية والجدل القانوني: استئناف مُستبعد وانتظار أخير

إيغا شفيونتيك (رويترز)
إيغا شفيونتيك (رويترز)
TT

شفيونتيك بين البراءة التقنية والجدل القانوني: استئناف مُستبعد وانتظار أخير

إيغا شفيونتيك (رويترز)
إيغا شفيونتيك (رويترز)

قالت لاعبة التنس البولندية، إيغا شفيونتيك، إنها «لا تتوقع» أن تتقدم السلطات العالمية لمكافحة المنشطات باستئناف على قرار إيقافها لمدة شهر واحد، بعد ثبوت تعاطيها مادة محظورة، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وأكدت الوكالة البولندية لمكافحة المنشطات (بولادا)، يوم الاثنين، أنها لن تتقدم باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، في حين تملك الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) مهلة حتى 21 يناير (كانون الثاني) لتقديم استئناف خاص بها.

وقال متحدث باسم «بولادا»: «بعد فحص شامل والتحقق من الملف القانوني الكامل للرياضية إيغا شفيونتيك، قررت الوكالة البولندية لمكافحة المنشطات عدم استئناف القرار الصادر عن الوكالة الدولية لنزاهة التنس في قضية اللاعبة».

وأضاف: «إجراء تحليل معمّق ودقيق من قِبل خبراء الوكالة البولندية لمكافحة المنشطات أتاح اتخاذ قرار موضوعي ومتوافق مع لوائح مكافحة المنشطات». وكان الموعد النهائي الأصلي لتقدم «بولادا» بالاستئناف هو 19 ديسمبر (كانون الأول)، لكنها طلبت تمديده حتى 31 ديسمبر، وفق ما أفاد به موقع «سبورت.بل».

وتحدثت شفيونتيك، الحائزة على خمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى والمصنفة الثانية عالمياً، عن فترة إيقافها عن التنس التي غابت خلالها عن ثلاث بطولات، وتنازلت عن صدارة التصنيف العالمي لصالح أرينا سابالينكا، وذلك خلال مؤتمر صحافي خاص بكأس «يونايتد» في سيدني، حيث تمثل بولندا.

وكانت شفيونتيك قد خضعت لاختبار إيجابي في أغسطس (آب) 12 لمادة «تريميتازيدين» (تي إم زد)، وهو دواء يستخدم لعلاج أمراض القلب، وقالت في هذا السياق: «أعتقد أن الناس متفهمون، معظمهم على الأقل».

وأضافت شفيونتيك أنها «لا ترى أي سبب» لتقديم استئناف، مشيرة إلى أنها «لا تملك أي تأثير على ما سيحدث».

وكانت الوكالة الدولية لنزاهة التنس (آيتيا) قد أبلغت شفيونتيك بنتيجة الفحص الإيجابية في 12 سبتمبر (أيلول)، وفرضت عليها إيقافاً مؤقتاً. وقد طعنت شفيونتيك في هذا الإيقاف خلال عشرة أيام، مؤكدة أن مكمل «الميلاتونين» الذي تناولته كان ملوثاً.

وأثبتت اختبارات مخبرية مستقلة صحة هذا الادعاء، ليتم قبول طعنها وعدم إعلان الإيقاف المؤقت علناً حتى أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، حين أنهت «آيتيا» تحقيقها وقررت فرض إيقاف لمدة شهر واحد.

وقالت شفيونتيك: «الذين قرأوا الوثائق ويعرفون كيف يعمل النظام يدركون أنني لم أرتكب أي خطأ، ولم يكن لي أي تأثير على ما حدث».

وقضت شفيونتيك 22 يوماً من فترة الإيقاف بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، فيما قضت بقية العقوبة بين نوفمبر وديسمبر. ورغم أسفها لتأثير ذلك على ترتيبها العالمي، أكدت أن الابتعاد لفترات طويلة عن التنس «أصعب بكثير»، وقالت: «الأمر مروّع لأي لاعب يمر بهذه التجربة».

وفي سياق متصل، كانت «وادا» قد تقدمت باستئناف في قضية المنشطات الخاصة بالمصنف الأول عالمياً لدى الرجال، الإيطالي يانيك سينر، وهو استئناف قد يفضي إلى إيقاف يصل إلى عامين في حال تأييده. ولن تُنظر القضية قبل نهاية بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات «غراند سلام» لموسم 2025، التي تنطلق في 12 يناير في ملبورن. ويحمل سينر وسابالينكا لقب الفردي، فيما ودعت شفيونتيك نسخة 2024 من الدور الثالث.

واستهلت شفيونتيك مشوارها في كأس «يونايتد» يوم 30 ديسمبر، بفوز كاسح على النرويجية مالينه هيلغو، المصنفة 404 عالمياً، بنتيجة 6-1 و6-0.


دورة بريزبين: كاساتكينا ستشارك بعد استعادة صحتها النفسية

داريا كاساتكينا (رويترز)
داريا كاساتكينا (رويترز)
TT

دورة بريزبين: كاساتكينا ستشارك بعد استعادة صحتها النفسية

داريا كاساتكينا (رويترز)
داريا كاساتكينا (رويترز)

قالت الأسترالية داريا كاساتكينا، اليوم (الثلاثاء)، إنها تشعر باستعادة نشاطها الذهني قبل ​عودتها إلى منافسات التنس في بطولة بريزبين الدولية، بعدما أخذت استراحة من أجل صحتها النفسية لمدة 6 أسابيع.

وأنهت كاساتكينا المولودة في روسيا، التي غيّرت جنسيتها في مارس (آذار)، موسمها في أكتوبر (تشرين الأول)، مشيرة إلى ‌الإجهاد الذهني الناتج ‌عن جدول البطولات ‌المزدحم ⁠والضغط ​النفسي الناجم ‌عن معركتها للحصول على الأهلية الكاملة للمشاركة في المنافسات الأسترالية.

وأضافت لوكالة «أسوشييتد برس» الأسترالية: «بالنسبة إلينا بصفتنا لاعبات تنس، من الصعب جداً تقبل فكرة أننا بحاجة إلى استراحة».

وتابعت: «نخوض بطولة تلو الأخرى، ⁠وعلينا الدفاع عن نقاط الموسم السابق، وهو ما يمثّل ‌ضغطاً إضافياً. شعرت فقط ‍أنه لو ‍ضُغطت لفترة أطول لكنت سأقع في مأزق أعمق».

وقالت كاساتكينا التي لم تعد إلى روسيا منذ أكثر من عامَين بعد إعلانها عن مثليتها الجنسية ومعارضتها للحرب في أوكرانيا، ​إنها احتاجت إلى بعض الوقت للاستراحة بعيداً عن التنس.

وأكملت: «كانت الأسابيع الثلاثة الأولى ⁠كارثية، وكان الأمر صعباً حقاً، ولم أكن أستمتع به على الإطلاق. وجدت نفسي تعيسة للغاية وفي حالة اكتئاب شديدة».

وأردفت: «لكن بعد ستة أسابيع أشعر بأنني استعدت نشاطي أخيراً. كنت بحاجة إلى القيام بذلك، لأفهم أن هناك حدوداً معينة يمكنك تجاوزها، ثم عليك أن تمنح نفسك مساحة لتبقى شخصاً عاقلاً».

وتنطلق بطولة ‌بريزبين الدولية، وهي إحدى البطولات التحضيرية لبطولة أستراليا المفتوحة، يوم الأحد.