«القوات المشتركة» تسيطر على آخر معاقل الحرس الجمهوري في مأرب

الطريق بات ممهدًا لخوض معركة صنعاء

«القوات المشتركة» تسيطر على آخر معاقل الحرس الجمهوري في مأرب
TT

«القوات المشتركة» تسيطر على آخر معاقل الحرس الجمهوري في مأرب

«القوات المشتركة» تسيطر على آخر معاقل الحرس الجمهوري في مأرب

حققت القوات المشتركة في محافظة مأرب، والمكونة من المقاومة الشعبية والجيش الوطني وقوات التحالف، أمس، تقدما كبيرا في إطار المواجهات، التي اندلعت في الأيام الثلاثة الماضية، عقب خرق المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، هدنة وقف إطلاق النار، التي أقرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتزامن مع انعقاد مشاورات جنيف بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.
واعتبرت مصادر محلية أن التقدم الذي تحقق على الأرض، يمهد الطريق نحو محافظة صنعاء ثم العاصمة. وقال الشيخ أحمد الباشا بن زبع، عضو المجلس المحلي (البلدي) في محافظة مأرب، أحد كبار مشايخ الجدعان القبليين لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المقاومة والجيش الوطني ومعهما قوات التحالف، تمكنوا من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية المهمة في جبهة القتال في الجدعان، وإن من أبرز هذه المواقع، معسكر الماس، التابع لقوات الحرس الجمهوري المنحلة والموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، الذي سقط فجر أمس وجرى تطهيره من عناصر الميليشيات والسيطرة عليه، قبل انتشار المقاومة الشعبية بداخله.
وذكرت المعلومات أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في المواجهات التي دارت في منطقة الجدعان، وأن ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح تعرضت لخسائر كبيرة، مادية وبشرية، إلى جانب سقوط العشرات منهم أسرى في يد المقاومة الشعبية. وأضاف الباشا أن معسكر ماس يعتبر «أحد أهم وآخر معسكرات الحرس الجمهوري سابقا الذي سلمت للميليشيات الانقلابية، قبل بدء عاصفة الحزم والتي أطلقتها دول التحالف بقيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، ووجه الباشا الشكر لقوات «الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي وإلى التحالف الذي تقوده السعودية بزعامة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك الحزم والعزم ونصرة المظلوم والقيادتين السعودية والإماراتية وقيادة التحالف على الإسناد الجوي المستمر والعسكري الفعال لمساندة المقاومة لتطهير مواقع تواجد الميليشيات الانقلابية في مناطق الجدعان وغيرها من مناطق مأرب والجوف».
وبعد هذا التقدم الكبير، الذي حققته القوات المشتركة في مأرب، فقد باتت على بعد أقل من 7 كيلومترات من المناطق المتاخمة لمحافظة صنعاء ثم العاصمة، وتمهد السيطرة على المواقع والجيوب المتبقية، الطريق نحو صنعاء، وفقا للخبراء العسكريين.
وفي هذا السياق، تحدث الشيخ الباشا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من داخل معسكر ماس، أن «الخطة العسكرية تقتضي مواصلة التقدم لتطهير مثلث المفرق في مجزر وبقية الجيوب، ثم البدء في تطهير منطقة فرضة نهم، كأولى نقاط معركة تحرير صنعاء»، وتحفظ الباشا عن المواعيد الزمنية للتحرك نحو صنعاء، وقال: إن «المقاومة ملتزمة بخطة رد على خرق الهدنة وستلتزم بأي خطة للرد أو للتقدم، كما يقرر قادة الجيش الوطني وقوات التحالف»، مؤكدا أن المتمردين الحوثيين وميليشياتهم «أطاحوا بالهدنة منذ أول لحظة ويتحملون مسؤولية فشلها».
وعبر الباشا عن أمله في «استمرار هذه المساندة المشكورة لجبهة الجدعان وغيرها من الجبهات لاستكمال خطة التطهير والتحرير المقررة لإخراج الميليشيات وإعادة السيطرة للدولة الشرعية»، وأكد الباشا أن «هذه الميليشيات اعتدت وبغت على الشعب اليمني والحوار على مدى قرابة عام وتحدوا الشرعية الدولية ورفضوا حتى الهدنة»، وأنه «يجب أن تستمر مثل هذه العمليات العسكرية حتى استعادة عاصمة اليمن (صنعاء) المختطفة من قبل الانقلابيين الخارجين على الدستور والشرعية المحلية والإقليمية والدولية».
وجدد الشيخ أحمد الباشا، الزعيم القبلي والمسؤول في السلطة المحلية بمأرب، دعوة الميليشيات الحوثية المتمردة إلى «ترك أسلحة الدولة والانسحاب من المناطق والمؤسسات وتسليمها للدولة الشرعية، وفقا لقرارات الشرعية الدولة وفي مقدمتها القرار رقم 2216»، كما جدد الدعوة إلى «المغرر بهم» إلى ترك القتال، واعتبر أن الميليشيات الحوثية «تدفع بهؤلاء الشباب وتسوقهم إلى الموت، بشكل لا يصدقه العقل ولا يقره دين أو منطق أو إنسانية»، وأشار الشيخ الباشا إلى ضرورة إسراع الحكومة اليمنية في استيعاب أفراد المقاومة الشعبية في إطار القوات المسلحة والأمن وصرف مرتباتهم والاعتناء بالجرحى وأسر «الشهداء».
وأشارت المصادر المحلية في مأرب إلى أن المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني كانتا تلتزمان بهدنة وقف إطلاق النار، غير أن الهجمات التي نفذها المتمردون، رغم الهدنة، أجبرتهما على الرد.
وبسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة على معسكر ماس ومناطق أخرى في جبهة الجدعان، باتت معظم مناطق محافظة مأرب خارج سيطرتهم، وذكرت أوساط محلية أن ما تبقى تحت سيطرة المتمردين في هذه الجبهة، هو بضعة جيوب «سوف يتم التعامل معها في حينه»، حسب تعبير تلك الأوساط.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.