أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن قواته في أوكرانيا تتقدّم على طول الجبهة، مشيداً بالمكاسب التي حققها الجيش الروسي مؤخراً.
وقال بوتين أثناء مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو، إن «قواتنا تتقدم على طول خط التماس بأكمله... العدو يتراجع في كل الاتجاهات».
وصرّح بأن موسكو لا تعتقد أن أوكرانيا مستعدة لإجراء محادثات سلام.
وأضاف أن روسيا «مستعدة وراغبة» في إنهاء النزاع في أوكرانيا سلمياً، استناداً إلى المبادئ التي قال إنه حددها في وزارة الخارجية في عام 2024، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

التحذير من عواقب شديدة
وحذّر بوتين، الجمعة، من «العواقب الشديدة» التي كانت ستؤدي إليها موافقة الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا بعدما فشل التكتل في إقرار الخطة. ولدى سؤاله عن الأصول أثناء مؤتمره الصحافي السنوي، قال بوتين إن المضي قدماً بالخطة كان سيكون بمثابة عملية «سطو». وأضاف: «لكن لماذا لا يمكنهم المضي قدماً بعملية السطو هذه؟ لأن العواقب يمكن أن تكون شديدة على اللصوص».
أكد أن سعي الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأموال الحكومية الروسية يمكن أن يقوض الثقة في الأسواق المالية الدولية.
ورداً على سؤال بشأن تداعيات قرار تم اتخاذه على مستوى الاتحاد الأوروبي الليلة الماضية لدعم أوكرانيا من خلال تقديم قروض بمليارات الدولارات، قال بوتين إن هذه القروض أدت إلى زيادة مديونية دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا.

«لست مسؤولاً عن الحرب»
وأكّد الرئيس الروسي أنه لا يعتبر نفسه مسؤولًا عن قتلى الحرب في أوكرانيا التي اندلعت إثر غزو روسي قبل قرابة أربع سنوات. قال: «لا نعتبر أنفسنا مسؤولين عن وفاة الناس لأننا لم نبدأ هذه الحرب»، ناسباً المسؤولية عن النزاع إلى السلطات الأوكرانية.
وصرّح بأن روسيا لا تنوي مهاجمة بلدان أخرى إذا عوملت «باحترام»، متّهماً الغرب «بالخداع» من خلال الاستمرار في توسيع صفوف حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال: «لن تطلق أي عملية إذا قمتم بمعاملتنا باحترام وراعيتم مصالحنا»، ردّاً على سؤال حول «عمليات عسكرية خاصة جديدة»، وهي التسمية التي تطلقها روسيا على الحرب في أوكرانيا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد بدأ جهوداً دبلوماسية واسعة النطاق لإنهاء نحو أربع سنوات من القتال بعد أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لكن جهود واشنطن اصطدمت بمطالب متضاربة بشدة من قِبل موسكو وكييف.
وحذّر بوتين هذا الأسبوع من أن موسكو ستسعى لتوسيع مكاسبها في أوكرانيا إذا رفضت كييف وحلفاؤها الغربيون مطالب الكرملين في محادثات السلام.
ويريد الزعيم الروسي الاعتراف بأربع مناطق رئيسية سيطرت عليها قواته، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي تم ضمها من طرف واحد في عام 2014، بصفتها أراضي روسية.
وأصر أيضاً على انسحاب أوكرانيا من بعض المناطق في شرق أوكرانيا، التي لم تسيطر عليها قوات موسكو بعد، وهي مطالب رفضتها كييف.


