أحمد رضوان لـ«الشرق الأوسط»: «السِّت» لا يحمل أي إساءة لأم كلثوم

جسَّد دور ابن شقيقتها ومدير أعمالها في الفيلم

أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)
أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)
TT

أحمد رضوان لـ«الشرق الأوسط»: «السِّت» لا يحمل أي إساءة لأم كلثوم

أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)
أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)

لم يكن سهلاً على ممثل شاب أن يدخل إلى عالم مغلق تحيط به هالة من الرهبة، وأن يتحرك داخله، من دون أن يقع في فخ التقليد أو المبالغة. هذا بالضبط ما وجده الممثل المصري أحمد رضوان وهو يستعد لتجسيد شخصية «دسوقي» ابن شقيقة أم كلثوم في فيلم «السِّت» للمخرج مروان حامد، الذي انطلق عرضه أخيراً.

ويبدأ أحمد رضوان حديثه لـ«الشرق الأوسط» مستعيداً خطواته الأولى في عالم التمثيل، مؤكداً أن المسرح كان مدرسته الحقيقية منذ عام 2007، عبر كثير من التجارب التي قدمها، وصاحبتها خبرات كثيرة اكتسبها مع أدوار بمشاركات صغيرة نسبياً في أعمال درامية، منها مسلسل «هجمة مرتدة» مع أحمد عز وهند صبري، قبل أن يخوض تجربته الأولى سينمائياً في فيلم «الست» الذي انتهى من تصويره العام الماضي؛ لكن تأخر عرضه ليكون ثاني تجربة يراها الجمهور بعد فيلم «السادة الأفاضل» الذي طُرح قبل أسابيع فقط بالصالات.

ويرى رضوان أن فيلم «الست» لا يقدِّم سيرة ذاتية تقليدية، ولا يحمل أي إساءة لـ«كوكب الشرق»؛ بل يقترب من أم كلثوم كإنسانة لها جوانب قاسية وأخرى هشة، مذكراً بأن الشخصيات التي تصل إلى قمم النجاح غالباً ما تدفع ثمناً إنسانياً باهظاً. فالفيلم، في رأيه: «يضيء هذه الزوايا المعتمة بهدوء واحترام، من دون إساءة لها، في ظل حب فريق العمل لها وتقديرهم لمسيرتها، مثل نماذج سير ذاتية أخرى قُدمت في السينما العالمية، وحملت جوانب شديدة الإنسانية لأبطالها».

مع أبطال الفيلم في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

ويوضح أن اختياره في دور «دسوقي» بفيلم «الست» جاء عبر مسار غير مباشر؛ إذ شاهد المخرج مروان حامد فيلمه القصير الغنائي «لما النور بيقطع» من إخراج عبد العزيز النجار، وهو عمل قدَّمه قبل نحو عامين، ولاحقاً حضر المخرج المساعد أحمد جاد عدداً من عروضه المسرحية، ورشحه للدور، وإجراء «اختبارات الأداء»، وبعدها أخبره مروان حامد أنه شاهد الفيلم القصير وأعجب به، لتبدأ رحلة «دسوقي»، وقد وصف لحظة اختياره لها بأنها أقرب إلى الحلم.

والتحدي الأكبر -كما يقول رضوان- بدأ مع محاولة الإمساك بشخصية لا تتوفر عنها معلومات واضحة أو مصادر مستقلة. فالبحث الطويل لم يسفر إلا عن مقطع فيديو واحد يعود إلى فترة من حياة دسوقي قبل وفاته، ما فرض عليه أن يبني الشخصية من الداخل، لا من الوثائق. هنا، اختار أن يتعامل مع الدور بوصفه «مساحة إنسانية معقدة، تجمع بين القرب العائلي والمسؤولية المهنية، مستفيداً من عدم ظهور الشخصية الحقيقية من قبل»، على حد تعبيره.

اشتغل رضوان على الشخصية عبر مراحل متداخلة مرتبطة بطبيعة تقدُّم أم كلثوم في العمر، وبالظروف السياسية التي كانت تحيط بها، وبنضج «دسوقي» نفسه على المستوى الشخصي، فالعلاقة -كما يراها- لم تكن ثابتة؛ بل متغيرة بتغير الزمن.

ومع المرض وتقدم السن، يصبح «دسوقي» أكثر حضوراً، وأكثر وعياً بموقعه، لا بوصفه ابن الشقيقة فقط؛ بل كجزء من إدارة الأعمال، وكحارس لتوازن دقيق بين الإنسان والأسطورة. هذا المزج بين الدورين (العائلي والمهني) كان محوراً أساسياً في بنائه للشخصية.

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

ويشير رضوان إلى أن مساحة «دسوقي» داخل الأحداث كانت مؤثرة، فالشخصية حاضرة باستمرار على الشاشة، حتى وإن لم تعتمد على الحوار الكثيف، فما يهم هنا هو رد الفعل، ونبرة الجسد، وطريقة الوقوف أمام أم كلثوم، بمزيج من الاحترام والخوف، والقرب والمسافة.

ويقول رضوان إن جلساته مع المخرج مروان حامد، سواء أكانت في البروفات الأولى أم النقاشات الخاصة، ساعدته كثيراً في فهم هذا التوازن. فكان المخرج يصف له «دسوقي» بأنه شخص طيب، يمتلك حساً فكاهياً، ولكنه يعرف حدوده جيداً أمام شخصية بحجم أم كلثوم.

ولأن الفيلم كان شديد الانضباط، لم تكن هناك مساحة كبيرة للاجتهاد الفردي، كما يؤكد رضوان «لكون كل تفصيلة -ولو كانت صغيرة- محسوبة، حتى على مستوى اللغة. فكنت حريصاً على العمل مع مدرس لغة فرنسية لإتقان الجُمل المطلوبة بدقة»؛ مشيراً إلى أن العمل «كان منظماً إلى حد لا يسمح بأي هامش للخطأ».

ويتحدث رضوان عن متابعة مروان حامد الدقيقة لأدائه، وعن نقاشات مستمرة بينهما حول التفاصيل الصغيرة، حتى فيما يخص تطوره في إتقان اللغة الفرنسية: «كان من أكبر التحديات بالنسبة لي تقديم شخصية أكبر مني سناً، من دون مبالغة، مع الإحساس بالأعباء النفسية التي يحملها هذا الرجل، وهو ما تطلَّب تحضيراً نفسياً عميقاً، وشعوراً دائماً بالثقل الداخلي»، وفق قوله.

أحمد رضوان في مشهد من الفيلم (يوتيوب)

حضوره في معظم أيام التصوير جعله شاهداً على حجم المجهود المبذول في الفيلم، وهو ما يجعله يرى أن الانتقادات المبكرة كانت مرتبطة بالترقب الدائم لأعمال منى زكي، مؤكداً أن «هذا الترقب غالباً ما يصاحبه حكم مسبق، ولكنني أثق بأن المشاهدة ستغيِّر كثيراً من الآراء؛ لأن العمل صُنع بإخلاص، وكل من شارك فيه تعامل مع المشروع بوصفه مسؤولية تجاه تاريخ فني وإنساني كبير».

ويعترف رضوان بأنه كان قلقاً من ردود الفعل؛ خصوصاً بوصفه ممثلاً شاباً قادماً من المسرح؛ حيث اعتاد على التجريب والمواجهة المباشرة مع الجمهور. ومع ذلك، يصف ردود الفعل على أدائه حتى الآن بأنها «جيدة ومشجعة»، متمنياً أن يفتح له هذا الدور آفاقاً جديدة في السينما والتلفزيون.

وعن خطواته المقبلة، يكشف أحمد رضوان عن مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل «النُّص» مع أحمد أمين، في تجربة كوميدية خفيفة يقدم خلالها دوراً جديداً لم يكن موجوداً في الجزء الأول، كما يشارك في مسلسل «سنجل ماذر فاذر»، مجسداً شخصية «وائل» المخرج، في تجربة اجتماعية كوميدية، إلى جانب احتمالية وجوده في عمل درامي جديد خلال موسم رمضان المقبل.


مقالات ذات صلة

ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

خاص الفنان التونسي ظافر العابدين (حسابه على «فيسبوك»)

ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

أكد الفنان التونسي ظافر العابدين أن مشاركته بالجزء الثاني من فيلم «السلم والثعبان» المعروض حالياً بالصالات السينمائية ارتبطت بعدة عوامل منها إعجابه بالجزء الأول

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق سينتيا زافين تُصغي إلى ذاكرتها قبل أن تتحدَّث (الشرق الأوسط)

موسيقى الأفلام بين استقلالها عن الصورة وذوبانها فيها

اللقاء كان واحداً من أبرز محطّات أسبوع «مهرجان بيروت لأفلام الفنّ»، من تنظيم أليس مغبغب...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق طارق العريان مخرج فيلم «السلم والثعبان» (صفحته على «فيسبوك»)

طارق العريان: «السلم والثعبان 2» يعالج الملل والاعتياد في الحياة الزوجية

قال المخرج المصري، طارق العريان، إن فكرة تقديم جزء ثانٍ من فيلم «السلم والثعبان» الذي عرض عام 2001 لم تكن مطروحة في البداية.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا المحبوب عبد السلام خلال المقابلة (الشرق الأوسط)

البشير أيّد تصفية منفذي محاولة اغتيال مبارك «لطمس الأدلة»

يروي الدكتور المحبوب عبد السلام، أحد أبرز المقربين من منظر انقلاب 1989 الدكتور حسن الترابي، تفاصيل دقيقة عن مسار الحركة الإسلامية في السودان وتحولها من تنظيم

غسان شربل (القاهرة)
العالم السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو الأمين العام المكلّف للمركز (كايسيد)

جنيف تستضيف «المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين» الاثنين

ينظّم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد) أعمال النسخة السادسة من «المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين 2025» في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

آثاريون مصريون يطالبون بإعادة النظر في ترميم تماثيل بالأقصر

ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)
ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)
TT

آثاريون مصريون يطالبون بإعادة النظر في ترميم تماثيل بالأقصر

ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)
ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)

جددت أعمال الترميم الأحدث في معبد «ملايين السنين» بالأقصر، وما حظيت به من إشادات من الأوساط الآثارية، الحديث عن أعمال ترميم قديمة لتمثال رمسيس الثاني وتماثيل أخرى أثرية بالأقصر تعرضت للتشويه بسبب الترميم، مع مطالبات بإعادة النظر في هذا الملف، سواء بترميمها بطريقة احترافية.

كان وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، شهد إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث بعد ترميمهما وإعادة تركيبهما ورفعهما بموقعهما الأصلي بالصرح الثالث بالمعبد الجنائزي للملك بالبر الغربي بالأقصر.

ووصف الوزير في بيان، الأحد، هذا العمل، بالإنجاز الكبير الذي يستهدف الحفاظ على وإحياء أحد أهم معالم الحضارة المصرية العريقة، بما يليق بقيمته التاريخية، وبما يسهم في تعزيز مكانة الأقصر أحد أهم المقاصد السياحية والثقافية على مستوى العالم.

وأشار إلى التعاون المصري الألماني الممتد لسنوات طويلة، مؤكداً أنه يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي المثمر، ومعرباً عن تطلعه إلى استمرار هذا التعاون لسنوات عديدة قادمة بما يخدم أهداف الحفاظ على التراث الإنساني، وكرّم الدكتورة هوريج سوروزيان مديرة المشروع، والدكتورة نايري هابيكيان مهندسة الموقع.

ولم تتوقف الإشادة بمستوى الترميم والتعاون الدولي عند المستويات الرسمية، بل أشاد آثاريون ومهتمون بشؤون الآثار بالترميم الذي حدث بمعبد ملايين السنين، وقال الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، إن «البعثة الأوروبية التي تعمل بالموقع، والتابعة للمعهد الألماني، نجحت في جمع الأجزاء المتفرقة لتمثال أمنحتب الثالث بطريقة علمية سليمة، بل قاموا بإعجاز بكل المقاييس»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «قبل عشر سنوات اكتشفوا هذا التمثال وبدأوا في تجميع قطعه ليقدموا نموذجاً مهماً في الترميم، فهو ليس استكمالاً للتماثيل بما يؤدي لتحولها إلى تماثيل مسخ كما حدث في أماكن أخرى»، وطالب عبد المقصود بإعطاء مديرة المشروع وساماً على الجهود التي قامت بها، في الوقت نفسه أشار إلى نماذج أخرى لتماثيل تم تشويهها قائلاً: «هناك من يأتي بأسياخ حديد وخرسانة ليستكلموا التمثال وقواعد الترميم الصحيحة لم تقل هذا الأمر»، مضيفاً: «وجود بعض التماثيل المرممة بشكل خاطئ أمام معبد الأقصر وأمام معبد الكرنك فيه إساءة»، وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة لبحث هذا الأمر من قبل ثم توقف عملها.

وكان مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث شمل العديد من الأعمال، من أبرزها ترميم وإعادة تركيب ورفع زوج من التماثيل الجالسة المصنوعة من الكوارتزيت عند مدخل الصرح الثاني، كما تم رفع تمثالين ملكيين واقفين من الكوارتزيت عند البوابة الشمالية لحرم المعبد. وقد أُتيحت عملية إنقاذ هذه الآثار المفككة وإخراجها من الطمي والمياه المالحة وإعادتها إلى مواقعها الأصلية.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر، إن ترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث كان بمثابة مرحلة مهمة في عمليات الترميم، حيث تم ترميمهما بأعلى دقة وكفاءة.

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «ليست المرة الأولى في إظهار المهارة والدقة في أعمال الترميم، فقد تم ترميم طريق الكباش بشكل عالمي، وأيضاً صالة الأعمدة بمعبد الكرنك، لذلك لا بد من تشكيل لجنة مختصة لمراجعة التماثيل التي أثارت جدلاً في الفترات الماضية بمدينة الأقصر، منها على سبيل المثال تمثال الملك رمسيس الثاني والموجود أمام واجهة معبد الأقصر حتى الآن».

وسبق أن أعلن المجلس الأعلى للآثار قبل سنتين عن تشكيل لجنة لبحث ما أثير حول ترميم تمثال رمسيس الثاني بطريقة وصفها البعض بأنها لا تتوافق مع المبادئ والقواعد التقاليد المرعية في ترميم القطع الأثرية.

وأشاد الكاتب والباحث المهتم بالآثار المصرية، محمود مرزوق، بأعمال الترميم التي تمت بـ«معبد ملايين السنين»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك» إن فريق العمل استمر لسبع سنوات حتى خرج بنتيجة رائعة في ترميم تمثال أمنحتب الثالث، لافتاً إلى أن الخطأ في عمليات الترميم خصوصاً في الآثار المصرية القديمة يصعب تصحيحه، مؤكداً أن سر النجاح في ترميم التمثال الخاص بأمنحتب الثالث هو عدم التدخل في عمل المتخصصين.


«بهجة»... معرض فني مصري يستعيد شغف الطفولة

اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)
اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)
TT

«بهجة»... معرض فني مصري يستعيد شغف الطفولة

اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)
اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)

«بداخلي طفل صغير... كثيراً ما يبكي، قليلاً ما يفرح، فقد كثر بكاؤه بفعل ما يحدث بعالمنا المعاصر من تمزق وحروب وضحايا من الأطفال والكبار، وأحاول استعادة هذا الطفل مع طاقة من التفاؤل والفرح».

بهذه الكلمات وصف الفنان التشكيلي المصري، صلاح بيصار، معرضه «بهجة» المقام حالياً في غاليري «أوبتنو» بالزمالك (وسط القاهرة)، معتبراً أنه بهذه الأعمال التي يتداخل فيها الحس الشعبي مع الروح السريالية مع الألوان الساخنة المبهجة يستطيع أن يستعيد تلك الروح الطفولية المليئة بالبراءة والفرح والبهجة.

وفي هذا المعرض الذي يضم أكثر من 50 لوحة بأحجام مختلفة، يعود بيصار للرسم بعد فترة انقطاع، ويؤكد أن سبب انقطاعه عن الرسم كان الالتزام بالكتابة، فهو أيضاً واحد من أبرز النقاد التشكيليين في مصر.

الألوان المبهجة وألعاب السيرك في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ويضم المعرض لوحات تبث البهجة في نفس المتلقي بألوانها المبهجة الساخنة في معظمها، ويصور الفنان من خلال أعماله السيرك وما به من مفارقات مضحكة أو عجيبة وغريبة، والقرية بمفرداتها وتفاصيلها المتنوعة، وكذلك البيوت والقصص الشعبية تجد مكاناً داخل لوحاته.

ويقول بيصار إنه يقدم «عالماً ينتمي للفانتازيا الشعبية بروح الخيال وحس سيريالي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن هذا العالم «تتصالح فيه كل الكائنات فى البر والبحر الطبيعة المفتوحة وتحت الماء»، فهو عالم يتسع للبشر والحيوانات والطيور والأسماك وحتى الفراش والنمل.

كل هذه العناصر تتحاور في لوحات بيصار محفوفة بالزينات والبيارق والأعلام، كأنه يقدم من خلالها دعوة للسلام، «لتعود الحياة بعالمنا إلى مرافئ المحبة والحلم والصفاء»، على حد تعبيره.

ومن تفاصيل البيئة الشعبية بكل مفرداتها يعيد بيصار تشكيل العالم بعيون طفل لم تفارقه الدهشة، وربما لهذا السبب بدت الألوان الزاهية هي المسيطرة في كل اللوحات، حتى تلك التي ترصد الطبيعة والبيوت الريفية البسيطة.

الفنان يرى في العالم مساحة رحبة للبشر والحيوانات وكل الكائنات (الشرق الأوسط)

صلاح بيصار المولود في المنوفية (دلتا مصر) عام 1952، تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وتخصص في الديكور، إلا أنه اتجه أكثر للعمل الصحافي وحاز جائزة نقابة الصحافيين في الإخراج الصحافي في ثمانينات القرن الماضي، كما اهتم بالكتابة والنقد، وربما لهذا توقف عن تنظيم معارض فردية لأعماله منذ عام 1994، وإن كان شارك من بعده في العديد من المعارض الجماعية والفعاليات التشكيلية.

ويعتمد الفنان على الحس التعبيري في تقديم نماذج من القرية والشارع المصري، ولكن يبدو الاهتمام الكبر منصباً على لاعبي السيرك، لما يتضمنه عالمهم من تنوع في ألوان البهجة وتفاصيلها بالألعاب المختلفة، بينما تبدو المدرسة السريالية بتقنياتها الغرائبية الأقرب للحلم واضحة في اللوحات، ولكنها سريالية شعبية بالطريقة والأسلوب الخاص بالفنان.

وتبرز اللوحات الكبيرة مشاهد بانورامية للقرية أو للسيرك أو الشارع أو يمكن أن يخصصها للبورتريه، بينما تركز اللوحات الصغيرة الحجم على التفاصيل البسيطة التي تقترب من رموز وتيمات الحكايات الشعبية، في قالب فني يمنحها بعداً جديداً مشحوناً بطاقة من الفرح.


ساعة ذكية لتقليل نوبات غضب الأطفال

الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)
الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)
TT

ساعة ذكية لتقليل نوبات غضب الأطفال

الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)
الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)

طوّر باحثون في مجموعة «مايو كلينك» الطبية الأميركية نظاماً مبتكراً يعتمد على الساعة الذكية لتنبيه الآباء عند أولى مؤشرات نوبات الغضب الشديدة لدى الأطفال المصابين باضطرابات عاطفية وسلوكية، ما يتيح التدخل السريع قبل تفاقم النوبة.

وأوضح الباحثون أن هذا النظام يُقلّص مدة وحدّة نوبات الغضب، ما يخفف الضغط النفسي على الطفل ووالديه، ويُحسّن الأجواء الأسرية، ويُقلّل من الصراعات اليومية. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «JAMA Network Open».

ونوبات غضب الأطفال هي انفعالات مفاجئة وشديدة، تظهر في صورة بكاء حاد أو صراخ أو رفض للأوامر أو سلوك عدواني أحياناً. وغالباً ما تنتج هذه النوبات عن عجز الطفل عن التعبير عن مشاعره أو السيطرة عليها، وقد تكون أكثر حدّة وتكراراً لدى الأطفال المصابين باضطرابات عاطفية وسلوكية.

ورغم أن نوبات الغضب تُعد جزءاً طبيعياً من نمو بعض الأطفال، فإن استمرارها لفترات طويلة أو شدتها الزائدة قد يؤثر سلباً في الصحة النفسية للطفل والعلاقات الأسرية، ما يستدعي تدخلاً تربوياً أو علاجياً مبكراً للحد من آثارها.

ويعتمد النظام على ساعة ذكية يرتديها الطفل، ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب أو التغيرات في الحركة أو النوم. وتُنقل هذه البيانات إلى تطبيق على هاتف الوالدين مزوّد بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يُحلِّلها لحظياً ويُرسل تنبيهاً فورياً يحثّ الوالدين على التواصل مع الطفل وتهدئته في الوقت المناسب.

وأُجريت التجربة السريرية على 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، كانوا يعانون اضطرابات عاطفية وسلوكية. واستُخدم نظام الساعة الذكية لدى نصف المشاركين على مدى 16 أسبوعاً، في حين واصل النصف الآخر العلاج القياسي. وقيَّمت الدراسة مدى التزام العائلات باستخدام التقنية، وقدرة التنبيهات الفورية على تغيير سرعة استجابة الوالدين وسلوك الأطفال.

وأظهرت النتائج أن التنبيهات الفورية ساعدت الآباء على التدخل خلال 4 ثوانٍ فقط، وأسهمت في تقليص مدة نوبات الغضب الشديدة بمعدل 11 دقيقة، أي نحو نصف المدة المسجّلة لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج التقليدي فقط.

كما بيّنت النتائج أن الأطفال ارتدوا الساعة الذكية لنحو 75 في المائة من فترة الدراسة، ما يعكس قابلية التطبيق وارتفاع مستوى تفاعل العائلات مع هذه التقنية.

وقال الباحثون إن «هذه الدراسة تُظهر أن تدخلات صغيرة، إذا جاءت في التوقيت المناسب، يمكن أن تغيّر مسار نوبة الاضطراب العاطفي لدى الطفل؛ إذ تمنح الوالدين فرصة للتدخل الداعم، مثل الاقتراب من الطفل، وتقديم الطمأنة، وتعزيز المشاعر الإيجابية، وإعادة توجيه الانتباه، قبل أن تتصاعد النوبة».

وأضافوا أن هذا النظام يُثبت أن بيانات الأجهزة الذكية اليومية يمكن أن تساعد الأسر في الوقت الحقيقي؛ فقد تبدو الساعة الذكية جهازاً بسيطاً، لكنها عندما تُدعَم بعلاجات قائمة على الدليل وتحليلات متقدمة، تتحول إلى بارقة أمل للأسر التي تواجه أعراضاً سلوكية شديدة في المنزل.