تحت عنوان «الأمم المتحدة: 80 عاماً من أجل الحرية والسلام»، استضافت المنظمة الأممية في مقرها بنيويورك معرضاً عابراً للقارات لرسومات 216 فناناً من أنحاء العالم، حيث قدَّم كل فنان رؤيته لفكرة السلام والحرية عبر عمل لا تتجاوز مساحته 30 ×30 سنتيمتراً.
المعرض الذي نظمته مؤسسة «إنتر آرت إيود» في مقر الأمم المتحدة تضمن أعمالاً لكثير من الفنانين من مصر والدول العربية، ومن أوروبا وآسيا وأفريقيا والأميركتين وأستراليا، وقدَّم كل فنان عملاً نابعاً من بيئته وثقافة مجتمعه، ليصبح المعرض بشكل عام شاهداً على التنوع الموجود في الفنون العالمية.
إنه «احتفال رائع بالتنوع والحوار والسلام من خلال لغة الفن العالمية»، وفق ما تؤكده المؤسسة الرومانية المنظمة للمعرض، في بيان على صفحتها بـ«فيسبوك»، موضحة أن هذه الفعالية تشهد لأول مرة تمثيل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 193 دولة.

وأوضح الفنان المصري شادي أديب سلامة، المشارِك في المعرض، أن فكرة المعرض بدأت منذ عام 2019، وكان من المفترض الاحتفال بمرور 75 عاماً على إنشاء الأمم المتحدة في 2020، من خلال لوحات تعبر عن ثقافات الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية والتنوع الذي تمثله هذه الثقافات عبر رؤى فنانيها. ويضيف سلامة لـ«الشرق الأوسط»: «لكن المشروع توقف بسبب جائحة كورونا، وبسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، لتتم إعادة إحيائه أخيراً خلال الاحتفال بـ80 سنة على إنشاء منظمة الأمم المتحدة».
المعرض الذي أُقيم تحت رعاية البعثة الدائمة لجمهورية غامبيا لدى الأمم المتحدة، تم افتتاحه الثلاثاء الماضي، بحضور ضيوف ودبلوماسيين دوليين، ومن المقرر أن يستمر لأيام عدة، كان قد كتب كلمته الافتتاحية الرئيس الروماني، كلاوس ورنر أوهانس، مؤكداً على أهيمة الفن في التقريب بين الشعوب والثقافات المختلفة حول العالم.

ويوضح الفنان المصري، شادي أديب، أن اللوحة التي شارك بها في المعرض عبارة عن «رسم على ورق بمساحة ثابتة هي 30 ×30 سنتيمتراً، وقد استخدمت فيها كتابات بحروف عربية بارزة على أرضية ملونة من الأسود والأحمر، تعبيراً عمّا يحدث والبحث عن السلام في المنطقة، وهي لوحة تنتمي لفن الحروفية عبر توظيف الخط العربي في اللوحة، وكل فنان قدم رؤيته للسلام في محيطه».
شارك في المعرض فنان من كل دولة عضو بالأمم المتحدة، ما عدا رومانيا بوصفها الدولة المستضيفة والمُنظِّمة للفعالية، فقد شارك منها أكثر من فنان، وعكست الأعمال المُقدَّمة وجوهاً من دول مختلفة، ومناظر طبيعية وأعمالاً متنوعة بين التعبيرية والتجريدية والحروفية وغيرها من المدارس والأساليب الفنية.

وتفصح اللوحات عن أبعاد مختلفة سواء عبر «البورتريه» الذي يشير لأماكن معينة أو من خلال الرموز الدينية أو عبر رصد جماليات الطبيعة اعتماداً على تأثيرات لونية مركزة في المساحة المحددة لكل لوحة.
