زاد نادي ليفربول من حدة العاصفة الدائرة حول نجمه المصري محمد صلاح بعدما قرر استبعاده من قائمة الفريق المسافرة إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، عقب تصريحاته النارية التي اتهم فيها النادي والجهاز الفني بمعاملته بشكل غير منصف.
وأكدت مصادر داخل النادي لشبكة «إي إس بي إن» أن القرار جاء بعد التشاور الكامل مع المدرب أرني سلوت، ويهدف إلى تهدئة الأوضاع داخل غرفة الملابس دون توقيع عقوبة رسمية على اللاعب.
ويظل الغموض مسيطراً على موقف صلاح في مباراة الدوري المقبلة أمام برايتون، والتي من المحتمل أن تكون الأخيرة للنجم المصري بقميص ليفربول قبل التحاقه بمعسكر منتخب مصر استعداداً لكأس الأمم الأفريقية.
صلاح، الذي نادراً ما يتحدث إلى الإعلام، صدم الجميع مساء السبت بعد التعادل 3-3 مع ليدز، عندما كشف عن شعوره بأنه «أُلقي تحت الحافلة»، واتهم النادي بعدم الوفاء بالوعود التي تلقاها في الصيف.
وقال صلاح: «هناك من يريد أن يتم تحميل كل اللوم لي. لقد حصلت على وعود في الصيف، والآن أنا على مقعد البدلاء. لا توجد أي علاقة بيني وبين سلوت الآن، ولا أعلم السبب».
وكان صلاح قد جلس على مقاعد البدلاء في آخر ثلاث مباريات، وفقد مكانه الأساسي لأول مرة منذ سنوات طويلة، رغم أنه لعب في 12 مباراة متتالية من بداية الموسم.
وأشارت مصادر داخل ليفربول إلى أن هناك من يعتبر صلاح «منعزلاً»، وله هالة خاصة داخل النادي، وأن رد فعله لم يكن صادماً للبعض.
وفي المقابل، تظهر مؤشرات قوية على أن اللاعب يرى أن مكانته لم تُحترم كما يجب، رغم أنه الهداف التاريخي الأبرز في حقبة ليفربول الحديثة.
في الصيف الماضي، وقع صلاح عقداً جديداً ليصبح الأعلى أجراً في تاريخ النادي (نحو 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً). احتفظ النادي به حتى وهو في سن الـ32 لاعتبارات فنية، وتسويقية، وتاريخية، خاصة أن تركه يرحل مجاناً كان ليُسبب ضجة جماهيرية هائلة.
لكن تصريحات صلاح الأخيرة توحي بأنه يعتقد أن النادي ربما بدأ يفكر في التخلص منه تدريجياً.
قبل أسابيع قليلة فقط، كان رحيل صلاح في منتصف الموسم أمراً غير وارد. أما اليوم، فالسيناريو يبدو مطروحاً بقوة إذا استحالت إعادة العلاقة مع الجهاز الفني.
المصادر داخل ليفربول تؤكد أن النادي راغب في التعامل مع الأزمة بهدوء، لكن اختيار سلوت على حساب نجم بحجم صلاح سيكون في النهاية قراراً استراتيجياً.
الخيار الأبرز بلا شك هو الدوري السعودي، حيث أندية مثل الهلال، والاتحاد، وربما القادسية مستعدة مالياً. لكن انتقال صلاح إلى السعودية الآن قد يُعد بمثابة «استسلام» خارج أوروبا، وهو ما ربما لا يناسب طموحه.
في المقابل، تشير تقارير إلى اتصالات من جانب وكيله مع أندية في الدوري الإيطالي، باعتباره السوق الأوروبية الأكثر قابلية لاستقبال لاعب بعمر 33، وبراتب ضخم.
أما باريس سان جيرمان، فلا يفكر في ضمه إلا عبر انتقال حر.
لا يوجد بديل مشابه لصلاح، لكن ليفربول يدرس تعويض السرعة والقدرة على صناعة الفارق عبر خيارات هجومية، أبرزها: الغاني أنطوان سيمينيو (لاعب بورنموث)، والذي يملك بنداً للرحيل بـ60 مليون باوند، ولن يشارك في كأس أفريقيا، ما يجعله خياراً جذاباً. كما طُرحت أسماء أخرى في السوق، لكن المصادر تؤكد أن سيمينيو هو المرشح الأكثر واقعية.
رغم الضغط الجماهيري، فإن إدارة ليفربول ما زالت تثق في المدرب الهولندي. وتعتبر أن تصريحات صلاح وضعته في موقف صعب، لكنها لا ترى أن المدرب أخطأ في التعامل.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن هزيمة الفريق أمام أيندهوفن الشهر الماضي كان يُنظر إليها داخل النادي على أنها نقطة تحول مقلقة على مستوى الأداء.
ما هو مؤكد الآن أن القصة لم تنتهِ بعد... لكن نهايتها قد تكون أقرب مما يتوقع الجميع.

