بالطيور لـ«الشرق الأوسط»: مهرجان البحر الأحمر أصبح «ركيزة راسخة» عالمياً

الرئيس التنفيذي يكشف عن مفاجآت الدورة الخامسة... وتوسّع حضورها في الجغرافيا السينمائية

فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)
فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)
TT

بالطيور لـ«الشرق الأوسط»: مهرجان البحر الأحمر أصبح «ركيزة راسخة» عالمياً

فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)
فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)

في جدة التاريخية، حيث تتقاطع الأزقة القديمة مع نبض الحراك الثقافي الجديد، تستعد الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي للانطلاق مساء يوم الخميس، في نسخة تُقام للمرة الأولى بقيادة فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، والتي لا تبدو مجرد دورة جديدة، بل انعطافة حقيقية ينتقل فيها المهرجان من تراكم التجارب إلى رسوخ الهوية.

بالطيور، المعروف بحضوره الطويل والمؤثر في صناعة السينما السعودية، يصف هذه اللحظة بنبرة هادئة متماسكة، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ويكشف عن أن ما يقف أمامه اليوم «ليس حدثاً واعداً»، كما كان يُنظر للمهرجان في بداياته، بل ركيزة قوية في خريطة المهرجانات العالمية، ومرجعاً متنامياً لصناعة السينما العربية والأفريقية والآسيوية.

بوستر فيلم افتتاح المهرجان «العملاق»... (إدارة المهرجان)

مرحلة نضج جديدة

بطبيعة الحال، جاء السؤال الافتتاحي للحوار حول وصفه لهذه النقلة، ليجيب بالقول: «تولّي مسؤولية قيادة مؤسسة ومهرجان بحجم البحر الأحمر هو شرف كبير، خصوصاً أن علاقتي بالمهرجان ليست جديدة؛ كنت قريباً من هذه المنظومة منذ بداياتها، أتابعها وأدعمها وأؤمن برسالتها في خدمة السينما السعودية والعربية والعالمية».

يمضي بالطيور في حديثه، ليشير إلى أن الدورة الخامسة تعبّر عن انتقال المهرجان «إلى مرحلة نضج جديدة»، مع وجود رؤية أوضح، وأدوات أقوى، ومنظومة متكاملة تعمل على مدار العام، وليس فقط خلال 10 أيام في جدة.

وللتدليل على حجم التحوّل، يستند إلى الأرقام التي حققها المهرجان في سنواته الماضية، حيث «عرض أكثر من 520 فيلماً من 85 دولة، وأُتيح نحو 160 ألف تذكرة للجمهور، وأصبح صندوق البحر الأحمر أحد أكبر الصناديق في المنطقة دعماً للإنتاج العربي والأفريقي والآسيوي».

ويؤكد أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا عمل فرق المؤسسة والمهرجان والصندوق والمعامل والسوق، إلى جانب دعم مجلس الإدارة رئيسة مجلس أمناء المؤسسة جمانا الراشد.

ويردف: «عندما أنظر إلى الوراء، إلى أول عام انطلقت فيه مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ثم أقارن بما وصلنا إليه اليوم، أشعر بفخر عميق بوصفنا سعوديين؛ فقد أصبحنا جزءاً فاعلاً من مسيرة الازدهار السينمائي في المملكة، لا كمستهلكين للسينما فقط، بل كصنّاع ومنتجين ومموّلين ومحتضنين للمواهب».

جدة التاريخية تمثل قلب المهرجان وقصته التاريخية (إدارة المهرجان)

«في حب السينما»... رؤية مختلفة

وإذا كانت الدورة السابقة قد حملت شعار «للسينما بيت جديد» في إشارة إلى جدة التاريخية، فإن الدورة الخامسة تعود من المكان نفسه، لكنها بشعار مختلف تماماً «في حبّ السينما». يعلق بالطيور على ذلك بالقول: «الطابع المختلف لهذه الدورة ينبع من شعور بالانتقال إلى مرحلة نضج جديدة.. لدينا هذا العام رؤية أعمق في مقاربة البرامج والاختيارات».

على مستوى الأرقام، يقول: «ارتفع عدد طلبات الأفلام التي تلقيناها هذا العام إلة 2336 تقديماً للبرنامج السينمائي، وهو رقم استثنائي؛ يعكس مكانة المهرجان كمنصة فاعلة ومؤثرة، تحظى يوماً بعد يوم بثقة صُناع الأفلام من شتى أنحاء العالم».

أما على مستوى البرنامج السينمائي، فيفيد بأنه يعرض هذا العام 111 فيلماً من 71 دولة، بينها 42 عرضاً عالمياً أوّل، مع حضور لافت للأصوات النسائية في الإخراج والكتابة والإنتاج، ومشاركة 38 مخرجة في برمجة هذه الدورة.

ويردف «هذا الاتساع في الجغرافيا، والتنوّع في الموضوعات، وقوة الحضور النسائي، يعكس أننا انتقلنا من مرحلة (إثبات الوجود) إلى مرحلة تثبيت المكانة كمهرجان عالمي، بهوية سعودية واضحة، يتحدّث من جدة إلى العالم».

جغرافيا سينمائية واسعة

اليوم، يعمل المهرجان وفق نهج واضح لاختيار الأعمال، حيث الجدارة الفنية أولاً، ثم يأتي كل شيء بعدها، وهنا يسهب بالطيور بالقول: «يشهد المهرجان هذا العام مشاركة غير مسبوقة لأعمال سينمائية عالمية من اليابان وكوريا والمملكة المتحدة وفرنسا وتايوان وكينيا، وذلك إلى جانب الحضور اللافت لأعمال بارزة من فلسطين والعالم العربي (8 دول عربية)».

ويقدّم المهرجان العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم «العملاق» (Giant) من المملكة المتحدة للمخرج روان أثالي، والعرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم الدراما الياباني «موسمان- غريبان» للمخرج شو مياكي، والفيلم الياباني «أرض ضائعة»، (اليابان، فرنسا، ماليزيا، ألمانيا) للمخرج أكيو فوجيموتو، والفيلم الكوري الجنوبي «عالم الحبّ» للمخرجة يون جا-إيون الذي يشارك في «مسابقة البحر الأحمر»، بما يعكس نطاق هذا المهرجان المتنامي على المستوى العالمي.

كما يشير إلى أن المهرجان يوفر هذا العام منصّة لعرض أفلام جديدة حصلت على دعم «صندوق البحر الأحمر» و«معامل البحر الأحمر»، مثل فيلم الرسوم المتحرّكة للبالغين «الله ليس مُلزماً» للمخرج زافين نجّار، وفيلم «مدرسة الأشباح» للمخرج سيماب غول.

الفيلم السعودي «مسألة حياة أو موت» من العروض المرتقبة في المهرجان (إدارة المهرجان)

السرد والتعددية والتمكين

بالسؤال عن الخطوط العريضة التي قادت برمجة هذا العام، يجيب بالطيور: «يتألّف برنامج مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي من 11 قسماً، قام فريق من المبرمجين المخضرمين والمرموقين عالمياً بتحضيرها وإعدادها بعناية، لتقديم باقة متنوّعة وحصريّة من أفضل وأحدث الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة، إلى جانب الأفلام التفاعلية والكلاسيكيّة وأفلام التحريك وحلقات المسلسلات التي تمّ استقطابها من جميع أنحاء العالم لعرضها حصرياً في جدّة».

وترتكز هذه الأقسام على 3 محاور أساسية هي: السرد المبتكر، والتعدديّة الثقافية، ودعم وتمكين المواهب الناشئة. وتشمل المسابقة الرسمية 16 فيلماً طويلاً، بينما تقدم «مسابقة الأفلام القصيرة» 23 فيلماً يعكس تنوّع الأساليب البصرية.

وهنا يقول بالطيور: «لطالما منح المهرجان أولوية خاصّة للطرح السينمائي المبتكر، والأعمال الجريئة، وألمع المواهب السينمائية المخضرمة والصاعدة والنسائية من العالم العربي والمنطقة بشكل عام والعالم، وروائع السينما الكلاسيكية التي ما زالت تُلهم أجيالاً جديدة من المخرجين».

10 ليالٍ سينمائية تنتظر عشاق الفن السابع في جدة تنطلق هذا الخميس (إدارة المهرجان)

القفزة السينمائية السعودية

يشدد بالطيور على أن المهرجان جزء من القفزة السينمائية السعودية، وليس مجرد مشاهد لها، ويضيف: «في هذه الدورة وحدها لدينا 35 فيلماً سعودياً ضمن البرنامج، تتوزع بين الروائي القصير والطويل، والوثائقي، والأعمال التجريبية. وهناك برنامج (سينما السعودية الجديدة) الذي يقدّم 21 فيلماً قصيراً تعكس تنوّع الأصوات الشابة، و5 أفلام سعودية غير روائية في فئة الأفلام الطويلة، تبرهن على أن الوثائقي السعودي بدأ يطوّر لغته وحضوره».

ويتوقف بالطيور عند فيلم «مسألة حياة أو موت» للمخرج أنس باطهف، الذي يراه مثالاً على دخول السينما السعودية إلى أنواع جديدة مثل الرومانسية المعاصرة.

ويضيف: «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي منذ يومها الأول تعمل كرافد أساسي للسينما السعودية... صندوق البحر الأحمر دعم حتى اليوم أكثر من 67 مشروعاً سعودياً في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، ضمن أكثر من 330 مشروعاً مدعوماً من العالم العربي وأفريقيا وآسيا»، ويشير إلى أن أعمال الصندوق وصلت إلى مهرجانات كبرى مثل «كان» و«فينيسيا» و«تورونتو».

أما على صعيد السوق، فأوضح أن 18 فيلماً سعودياً صدرت عام 2024 بإيرادات تجاوزت 56 مليون ريال، نصفها تقريباً جاء من فيلم واحد مدعوم من المؤسسة هو «مندوب»، الذي حقّق أعلى إيراد لفيلم سعودي ذلك العام.

ويضيف: «حرصنا في المهرجان هو أن يرى العالم هذه القفزة، لا من خلال الشعارات، بل عبر أفلام حقيقية، وصنّاع يعيشون تجربة مهنية مكتملة: من الفكرة إلى التمويل، ثم المختبرات، ثم العروض العالمية، وصولاً إلى شباك التذاكر».

جدة التاريخية... قلب المهرجان

لكن في ظل ازدحام المهرجانات عالمياً، ما الذي يجعل مهرجان البحر الأحمر مختلفاً ومطلوباً لدى صنّاع الأفلام؟ هنا يرى بالطيور أن مكان انعقاد المهرجان في قلب جدة التاريخية، بين الأزقّة والرواشين، وعلى بعد خطوات من البحر، يمنحه طابعاً لا يمكن نسخه في أي مكان آخر. ويضيف أن «صنّاع الأفلام يشعرون بأن المدينة تسمعهم، وتحتفي بهم».

وأشار بالطيور إلى أن ما يميّزهم أنهم ليسوا مهرجاناً فحسب، بل مؤسسة ببنية متكاملة تشكّل نظاماً بيئياً كاملاً لصناعة الأفلام، بما يشمله ذلك من صندوق البحر الأحمر لتمويل المشاريع في مراحلها المختلفة، ومعامل البحر الأحمر لتطوير السيناريوهات والمواهب عبر برامج مكثفة بالشراكة مع جهات عالمية مثل «TorinoFilmLab»، إلى جانب سوق البحر الأحمر التي أصبحت اليوم أكبر سوق لصناعة السينما في المنطقة، وتستقبل آلاف المهنيين وعشرات الشركات، وتحتضن مشاريع وأعمالاً قيد الإنجاز، وجلسات حوارية، واجتماعات تمويل وتوزيع، بالإضافة إلى برامج مخصّصة للأصوات الصاعدة والشباب، داخل المملكة وخارجها.

السفير الأبرز للسينما

يرسم بالطيور طموحاً واسعاً للمستقبل، بقوله: «طموحنا أن يترسّخ مهرجان البحر الأحمر خلال السنوات الخمس المقبلة بوصفه السفير الأبرز للسينما العربية والأفريقية والآسيوية في العالم».

وعلى المستوى المحلي، يقول: «نطمح إلى أن نرى أثر المهرجان والمؤسسة في كل حلقة من حلقات الصناعة: من الكتّاب والمخرجين إلى الفنيين في مواقع التصوير، ومن المنتجين والموزعين إلى مديري دور العرض».

ويتطلع بالطيور إلى «بناء منظومة مستدامة تجعل العمل في السينما خياراً مهنياً واضحاً للأجيال الجديدة، لا مغامرة فردية معزولة»، كما يشير إلى طموحات المؤسسة بأن يتضاعف حضور الأفلام المدعومة في المنصات العالمية، وأن تشهد السنوات القادمة مزيداً من الجوائز الكبرى لأعمال انطلقت من الصندوق أو طُوّرت في المعامل أو قُدّمت لأول مرة في سوق البحر الأحمر، مضيفاً: «لدينا اليوم أكثر من 200 ترشيح و217 جائزة حصدتها أفلام مدعومة من الصندوق، ونريد أن نضاعف هذا الأثر». ويضيف: «الحلم الأعمق هو أن يصبح البحر الأحمر جزءاً من الذاكرة الشخصية لكل سينمائي عربي وأفريقي وآسيوي».

المهرجان يَعِد بكثير من المفاجآت في دورته الخامسة (إدارة المهرجان)

عقدان مع السينما الفنيّة

ولا يمكن تجاوز خلفية بالطيور السينمائية في قراءة طريقة قيادته للمهرجان، خصوصاً بوصفه من روّاد السينما الفنية في السعودية، وبسؤاله عن ذلك، يربط بين هذه الخلفية وبين موقعه اليوم بالقول: «انطلاقاً من عشقي للسينما وعملي في مجال إنتاج الأفلام منذ عام 2004 وشغفي الكبير بالسينما الفنية، والذي تكلّل بإطلاق مشروع (بيت السينما) ليصبح السينما الفنية الأولى من نوعها في الرياض، أؤمن بأنّ السينما الفنية هي من الركائز الثقافية الأساسية للحضارات، وشكل من أشكال التعبير الفني، والابتكار الجمالي، والتعمّق في تجسيد التجارب الإنسانية الفريدة من خلال سرديات وأساليب غير تقليدية، إلا أنها لا تكتمل إلا بالتنوّع واحتضان الأصوات الجديدة».

ومن هذا المنطلق، يشرح كيف ينعكس هذا التصوّر على برمجة المهرجان، قائلاً: «نحرص على منح المخرجات والمخرجين الشباب مساحة رائدة وباقة لا محدودة من الخيارات، التي تعكس أساليب سردية مبتكرة وهويات متعدّدة بدءاً من فرنسا والمملكة المتحدة وصولاً إلى تايوان وفلسطين وكينيا. ونركّز أيضاً على التمسّك بالجوهر والقيم الإنسانية من خلال برامجنا الغنية، التي تجمع بامتياز بين الأصالة العريقة والتطوّر والنمو مع الحفاظ على البعد الفني والثقافي لأعمالنا السينمائية الأصلية».

في ختام الحوار، يركز السؤال الأخير على ما ينتظر عشّاق السينما في الدورة المرتقبة، ليجيب بالطيور: «أَعِد جمهور المهرجان الحبيب وعشّاق الفنّ السابع بتجربة سينمائية لم يسبق لها مثيل، من قلب جدّة التاريخية التي ستجمع ألمع المواهب والمبدعين من المخرجين والممثلين المخضرمين والناشئين، لتقديم برنامج غنيّ يضمّ 111 فيلماً من 71 دولة و42 عرضاً عالمياً أول. وستشهد دورة هذا العام من المهرجان حضوراً بارزاً لأقوى الأصوات من آسيا وأفريقيا والعالم العربي، إلى جانب مشاركة سعودية ملحوظة من خلال 35 عملاً ومشاركة غير مسبوقة لمخرجات سعودياتٍ موهوبات».


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

يوميات الشرق ‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

مثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)

السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

حقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مسيرة التطوير والابتكار الحكومي، بحصدها 6 جوائز ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)

برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

أبرم «مركز الملك سلمان للإغاثة» برنامجاً تنفيذياً لتحسين وضع التغذية لأكثر الفئات هشاشة في المناطق ذات الاحتياج ومجتمعات النازحين داخلياً بمحافظات سورية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق أيقونة الهيب هوب كوين لطيفة ترتدي البشت السعودي (تصوير: إيمان الخطاف)

كوين لطيفة ترتدي البشت السعودي وتستعيد رحلتها الفنّية في «البحر الأحمر»

منذ اللحظة الأولى، تعاملت كوين لطيفة مع المسرح والجمهور بحميمية أثارت إعجاب الحاضرين...

إيمان الخطاف (جدة)

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.