أحمد الجروان لـ {الشرق الأوسط} : التحالف الإسلامي ضد الطائفية ويستهدف كل التنظيمات الإرهابية

رئيس البرلمان العربي أشاد بالجهود والمساعدات المقدمة لدعم الشعب اليمني

رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان
رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان
TT

أحمد الجروان لـ {الشرق الأوسط} : التحالف الإسلامي ضد الطائفية ويستهدف كل التنظيمات الإرهابية

رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان
رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان

أشاد أحمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، بالمبادرة التي أعلنتها السعودية بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، قائلا لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هذه المبادرة تأتي في توقيت في غاية الأهمية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد المنطقة العربية، والدفاع عن كل المناطق التي تأن من مخاطر الإرهاب»، مضيفا أن «المبادرة السعودية هي لصون الكرامة العربية والإسلامية، فلا بد أن يفهم الجميع أن ما يروج له الآخر من إلصاق الإرهاب بالإسلام خطأ كبير».
وأوضح الجروان أن «التحالف الإسلامي يبعث برسالة لكل مكونات المجتمع الدولي بأن كل الجهود تصب في محاصرة هذه الظاهرة التي انتشرت في كل مكان». وقال إن «التحالف ضد الإرهاب كان مطلبا شعبيا تحقق على أيدي القيادة الحكيمة للسعودية وقيادات باقي الدول الإسلامية، الذين نجحوا في توحيد صفوف الإسلام والمسلمين ضد هذه الظاهرة الظلامية والهدامة». وأشاد الجروان بإنشاء مكتب عمليات بالرياض يتولى التنسيق من أجل عمل إسلامي موحد ضد كل أشكال الإرهاب، مؤكدا أن «سياسة التحالف الإسلامي في محاربة الإرهاب على كل الأصعدة العسكرية والفكرية والإعلامية هي أفضل السبل للقضاء على الإرهاب».
وأشار إلى أن البرلمان العربي كان قد طالب بمثل هذا التحرك، وأن تحققه على أرض الواقع يثلج صدور الشعوب العربية والإسلامية، التي تتوسم فيه خيرا بهدف اجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه نهائيا، لما سببه بأفكاره الدخيلة من أضرار عادت على الإسلام والمسلمين، مؤكدا أن البرلمان العربي لن يدخر جهدا في دعم هذا التحالف بكل ما أوتي من إمكانات، داعيا إلى توسيع دائرة التعاون لتشمل مختلف الدول الصديقة في العالم لدعم مساعي هذا التحالف.
وحول عدم انضمام إيران لهذا التحالف، وما ذكرته بعض الصحف الأميركية بأن التحالف يعزز قيادة العالم السني ضد الشيعة في إيران، أوضح الجروان أن «التحالف الإسلامي يعد رسالة سلام ضد الطائفية، وليس لإشعالها»، مضيفا: «لدينا عتاب على وسائل الإعلام بضرورة الكف عن تصعيد ملفات تتحدث عن سنة وشيعة، لأننا شركاء وإخوة، ولكن لا ننكر في الوقت نفسه وجود بعض الجهات في إيران تحاول الاستفادة من إثارة النعرة الطائفية في المنطقة لخدمة مصالح معينة، لكن نحن في الوطن العربي نؤكد أن الشيعة والسنة إخوة، وبالتالي لا توجد أي مخاوف من هذا التحالف العسكري، بل بالعكس، هذه قوة مشتركة ضد الإرهاب المنتشر حتى في أفريقيا وفي شرق آسيا».
وفي الشأن اليمني، قال الجروان إنه يتمنى نجاح المفاوضات الجارية بين الحكومة اليمنية وممثلي جماعات الحوثي وصالح في سويسرا، والرضوخ لرغبة الشعب والشرعية الدولية التي تعزز شرعية الحكومة اليمنية الحالية، مثنيا على مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أنقذت الكرامة العربية في اليمن، من خلال عمليات التحالف العربي العسكرية والإنسانية لتحرير اليمن.
وذكر بزيارته إلى مدينة عدن منذ أسبوعين، ولقاءاته بالقيادات للوقوف على ما تقوم به قوات التحالف على أرض الواقع. وقال: «هناك جهود إنسانية كبيرة لدعم الشعب اليمني بشهادة القيادات اليمنية التي التقينا بها في حوار مفتوح حول مدى استفادتها من هذه القوات العربية المشتركة». وأضاف: «وجدنا عملا إنسانيا كبيرا جدا، حيث قامت الإمارات بإعادة الكهرباء إلى أنحاء مدينة عدن خلال فترة قصيرة جدا، وكذلك تحسين أشغال المستشفيات والمدارس». كما أثنى على ما تقوم به السعودية من خلال فتح صناديق تعمل على مستوى الساعة لدعم الشعب اليمني.
وعن دور البرلمان في تنقية الأجواء العربية - العربية، أوضح أن «رسالة البرلمان العربي في النظام الأساسي للبرلمان هي تعزيز العمل العربي المشترك، وتقوية الصلات انطلاقا من كوننا أسرة واحدة كبيرة جدا ومتداخلة، ونحن نحمل رسالة المجتمع العربي الإيجابية إلى المجتمع الدولي، ودورنا أيضا في الداخل العربي هو إرسال الرسالة نفسها، بأننا لا ندعم حزبا أو طائفة أو فئة ضد أخرى، بل نحن مع الشارع العربي والوحدة العربية». وأضاف: «لدينا قنوات ولجان للمصالحة، ودورنا هو العمل على دعم تماسك الشعب العربي والعمل في المجال التشريعي والرقابي الواحد، ثم نبعث بهذه الرسالة لأصحاب الملفات السياسية، أما الخلافات فهي مهمة تقوم بتنقيتها اجتماعات القمة أو وزراء الخارجية».
وأشاد الجروان بالنتائج التي حققها المجلس التنسيقي المصري السعودي منذ انطلاقه. كما أبدى اهتمامه بزيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى مصر مؤخرا، مبديا سعادته بالشراكة المصرية السعودية ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لدعم مصر وشعبها، وزيادة حجم الاستثمار بها، مؤكدا أن الاستثمار في مصر هو لكل العرب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».