«كيربي إير رايدرز»: فوضى السباقات الممتعة وبساطة في التحكم

متعة اللعب الفردي والجماعي عبر مراحل عجيبة بخيارات تخصيص عدة

سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت
سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت
TT

«كيربي إير رايدرز»: فوضى السباقات الممتعة وبساطة في التحكم

سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت
سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت

تُعدّ لعبة «كيربي إير رايدرز» Kirby Air Riders على جهاز «نينتندو سويتش 2» حصرياً بمثابة لعبة سباقات شديدة التميز في تاريخ «نينتندو». وبعيداً عن تقاليد سباقات السرعة الصارمة، تقدم هذه اللعبة مزيجاً فريداً يجمع بين جنون الإثارة والقتال العشوائي، مغلفاً بجمالية عالم «كيربي» المبهجة. وعلى الرغم من اعتماد اللعبة على نظام تحكم بسيط بزر واحد فقط، فإنها تبني عمقاً استثنائياً ومحتوى لا ينضب.

وكانت اللعبة في إصدارها الكلاسيكي لعام 2003 على جهاز «غايمكيوب» تُعدّ تحفة ممتعة تستحق التقدير، واليوم، يُعيد هذا الإصدار الجديد إحياء هذا الإرث بمحتوى هائل يتجاوز التوقعات يجعلها تجربة لا تُنسى لعشاق اللعب الفردي والجماعي الذين يبحثون عن المتعة الفورية والتنافس الخفي.

واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة، ونذكر ملخص التجربة.

مراحل متنوعة بمؤثرات بصرية مبهرة

قصة تهديد كوني

تعود جذور القصة إلى زمن بعيد، حين سقطت آلة واعية تُدعى «زورا» Zorah على كوكب «بوبستار»، لتظل عاجزة عن الحركة لدهور طويلة. والتقطت «نافورة الأحلام» أمنية «زورا» بالحركة، وتم تحقيقها بواسطة القمر الاصطناعي المداري «غالاكتيك نوفا» Galactic Nova الذي بدأ بإنشاء مركبات «إير رايد» بناءً على تصميم «زورا» وقام نشرها في الكوكب على هيئة خامدة. وعُرف الأفراد الذين تمكنوا من إيقاظ تلك الآلات وتسخير إرادتهم فيها باسم «الراكبين» Riders. واندمجت هذه الآلات بالكامل في نسيج المجتمع مع مرور الوقت.

ولكن الوجه المظلم لهذه القوة ظهر عندما قام «غالاكتيك نوفا» بتحويل «زورا» إلى آلة عملاقة مدمرة تُدعى «جايغانتيس» Gigantes، حيث إذا تم تفعيل «جايغانتيس» بواسطة راكب ذي إرادة قوية، فإنه سيُدمر الكوكب بالكامل. ولذلك؛ أرسل «غالاكتيك نوفا» إشارة قوية لهؤلاء الراكبين ومركباتهم لبدء رحلتهم نحو «جايغانتيس». وفي طريقهم واجهوا راكباً غامضاً يُدعى «نوار ديديدي» Noir Dedede، وهو عبارة عن ثنائي من راكب وآلة تشكل من جزء من إرادة «زورا» قبل تحوله. ويحاول «نوار ديديدي» إيقاف اللاعبين والراكبين الآخرين من الوصول إلى الآلة المدمرة وتفعيلها.

وإذا تم جمع جميع المركبات العشرين في نمط «رحلة الطريق» Road Trip في طور «لعبة جديدة بلاس» New Game Plus، فسيتم تفعيل النهاية الحقيقية للعبة. ولن نذكر تفاصيل تلك النهاية، ونتركها للاعب ليكتشفها بنفسه.

بيئة غنية بالتفاصيل تزيد من مستويات الانغماس

آليات اللعب والأنماط الأساسية: عُمق خلف البساطة

وتقدم اللعبة مجموعة متنوعة من مزايا اللعب، والتي تشمل:

* آليات لعب وتحكم فريدة: تعتمد اللعبة على نظام تحكم غريب ولكنه ممتع، حيث يتم تعجيل مركبة اللاعب بشكل تلقائي، ليقوم اللاعب بالتحكم في التوجيه والانزلاق والدفع Boost والهجوم باستخدام عصا التحكم اليسرى وزر واحد فقط. وتتطلب هذه الآلية بعض التعود في البداية، خاصة عند إتقان الانعطافات الحادة والمراوغة بين العقبات. ومع وجود أكثر من 20 مركبة للسباق، فإن لكل منها خصائص فيزيائية فريدة تتطلب أسلوب لعب مختلفاً، مثل مركبة «جيت ستار» التي تكتسب سرعة هائلة عند الارتفاع في الهواء، ليصبح إتقان آليات التحكم لكل مركبة متعة حقيقية وكفاحاً مثمراً.

* تجربة السباق الأساسية: ويُقدم نمط «إير رايد» Air Ride، وهو النمط التقليدي للسباقات، تحسينات جذرية تجعله أكثر إرضاءً وتنافسية من أي وقت مضى. ويشمل هذا الإصدار 18 مساراً مميزاً، مقسمة بين تسعة مسارات جديدة كلياً وتسعة مسارات كلاسيكية مُعاد تصميمها بشكل مبهر. وكان بعض اللاعبين يشكون من أن السباق «يلعب نفسه»، ولكن توجد الآن ميكانيكيات مهمة لرفع سقف المهارة، مثل تتبع آثار النجوم التي يتركها الخصوم لزيادة السرعة القصوى وهزيمة الأعداء لاكتساب دفعة سريعة وشحن العداد الخاص. هذه الإضافات تجعل اللاعب منخرطاً بشكل كامل في إيقاع السباق المتسارع.

* فوضى نمط «سيتي ترايال» المنظمة: نمط «سيتي ترايال» City Trial هو النجم المطلق لهذا الإصدار، حيث يجمع ما يصل إلى 16 لاعباً عبر الإنترنت في خريطة مدينة مفتوحة وواسعة. ويقضي اللاعبون خمس دقائق في البحث عن تعزيزات للقدرات Stat Boosts ومركبات أفضل لبناء أقوى مركبة ممكنة، قبل أن يتنافس الجميع في لعبة مصغرة حاسمة. ويقدم هذا النمط متعة فورية ويشجع على تكرار اللعب، حيث يتم إضفاء نكهة جديدة على كل جولة من خلال نشاطات عشوائية تتراوح بين لقاءات مع زعماء مفاجئين أو ظهور جُزر بعيدة مليئة بالقوى الإضافية Power-ups. ويتميز هذا النمط بالسرعة الفائقة وعدم القدرة على استهداف القوى الإضافية التي يريدها اللاعب بسبب تلك السرعة الفائقة، ليصبح النمط عشوائياً بعض الشيء وممتعاً في الوقت نفسه.

منطقة «سيتي ترايال» لتطوير قدرات المركبات

* المزايا الأساسية وخيارات التخصيص: وتتألق اللعبة بوفرة محتواها الأساسي، حيث تضم أكثر من 20 مركبة وعدداً مماثلاً من الشخصيات القابلة للعب، مثل «شيف كاواساكي» المضحك. ويمتد العمق أيضاً إلى التخصيص، حيث يمكن للاعبين إنفاق الأموال المكتسبة داخل اللعبة على خيارات الطلاء والملصقات والإكسسوارات الإضافية؛ وذلك بهدف إنشاء نسخ شخصية وفريدة من مركباتهم المفضلة وتجربتها في جميع الأوضاع.

* المحتوى القابل للفتح: الجهد المبذول في مطاردة الإنجازات يستحق العناء تماما، فالمكافآت التي سيحصل اللاعب عليها ليست مجرد شارات؛ بل محتوى قابل للفتح ذو مغزى. ويشمل المحتوى شخصيات جديدة وآلات فريدة ومسارات إضافية ومقاطع موسيقية وألواناً بديلة، وغيرها من العناصر التجميلية. هذا التدفق المستمر للمكافآت يضمن أن كل دقيقة يقضيها اللاعب في اللعب، سواء كان يفوز أو يخسر، سيشعر بأنها خطوة نحو الكشف عن جزء جديد من عالم «كيربي» الغني.

* نظام الإنجازات الضخم: إحدى أفضل المزايا التي ترفع من قيمة إعادة اللعب هي قائمة «تشيك ليست» Checklist الضخمة التي تضم 750 إنجازاً مقسمة عبر جميع الأنماط. وتعيد هذه الأهداف الصغيرة صياغة محتوى اللعبة بطرق ذكية، مثل هزيمة عدو معين بطريقة محددة أثناء التركيز على الفوز بالسباق. وما يميز هذا النظام حقاً هو إمكانية محاولة إنجاز معين مباشرة من قائمة «تشيك ليست»، حيث يتم إعداد جميع المتطلبات الضرورية للاعب بضغطة زر؛ ما يجعل مطاردة الإنجازات سلسة وممتعة.

رحلة اللعب الفردي والجماعي

* رحلة اللعب الفردي: وبالنسبة للاعبين الذين يفضلون اللعب المنفرد، تقدم اللعبة طور قصة ملحمياً ومفاجئاً تحت اسم «رود تريب» Roadtrip، الذي يشبه إلى حد كبير نمط «عالم الضوء» World of Light في لعبة «سماش ألتميت» Smash Ultimate. ويقوم هذا النمط بإعادة صياغة جميع أوضاع اللعبة الرئيسية في تحديات قصيرة الحجم، حيث يعمل اللاعب على رفع مستوى مركباته من خلال المرور عبر عوالم محورية واختيار التحديات بناءً على المكافآت التي تقدمها. هذا النمط ممتاز لتمضية الوقت واكتشاف المزيد من المحتوى القابل للفتح.

* طور اللعب الجماعي وقدرات الشبكة المتقدمة: وترتقي تجربة اللعب الجماعي إلى مستوى جديد كلياً، حيث تقدم اللعبة مجموعة كبيرة من خيارات اللعب عبر الإنترنت، بما في ذلك إمكانية استضافة مسابقات ضخمة تتسع لما يصل إلى 32 لاعباً، وأنظمة متطورة للمباريات المصنفة والعادية، ونظام دعوة أصدقاء فعال للغاية. وتضمن هذه القدرات أن تظل اللعبة مركزاً للتجمعات الممتعة والفوضوية، سواء في وضع «إير رايد» أو في جنون «سيتي ترايال».

الرسومات والصوتيات

ومن الناحية التقنية، تبدو اللعبة وتشعر وكأنها مصنوعة للجيل الجديد من أجهزة الألعاب، فهي تعمل بسلاسة فائقة بمعدل 60 صورة في الثانية في نمط اللعب الفردي، وتحافظ على هذا الهدف حتى مع أربعة لاعبين على الشاشة. وتمتاز الحلبات بتصميم خيالي ومؤثرات بصرية مبهرة، خاصة في الحلبات الجديدة التي تبدو كـ«أفعوانية» مبهجة. وتبرز رسومات هذه اللعبة قدرات جهاز «نينتندو سويتش 2» بشكل مبهر جداً، حيث إن اللعبة سلسة للغاية ورسوماتها مبهرة، وهي تدعم إضاءة البيئة بطرق مبهرة، دون أي تباطؤ في مستويات الأداء.

وبالنسبة للموسيقى، فهي ذات طاقة عالية وتضيف إلى الإحساس الفوضوي والمرح للعبة. هذه اللعبة أكثر من مجرد سباق؛ إنها لعبة حركة وفوضى لا مثيل لها وتُعدّ متعة حقيقية سواء كان اللاعب يلعب منفردا أو مع الأصدقاء.

معلومات عن اللعبة

- الشركة المبرمجة: «بانداي نامكو ستوديوز» Bandai Namco Studios

- الشركة الناشرة: «نينتندو» Nintendo

- موقع اللعبة: www.Nintendo.com

- نوع اللعبة: سباقات

- أجهزة اللعب: «نينتندو سويتش 2» حصرياً

- تاريخ الإطلاق: 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025

- تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للاعبين فوق 10 أعوام «10 Plus»

- دعم للعب الجماعي: نعم


مقالات ذات صلة

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

العالم صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

قالت منصة «روبلوكس» الأميركية لألعاب الأطفال إنها مستعدة لإجراء تغييرات على بعض خصائصها في روسيا، في الوقت الذي تسعى فيه لإلغاء الحظر الذي تفرضه موسكو عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية رالف رايتشرت (يمين) بيتر هاتون (يسار) (الشرق الأوسط)

رايتشرت: فهم التحول الإعلامي هو مفتاح مستقبل الدوريات الرياضية

شهدت جلسة «مستقبل الرياضة: نظرة نحو العقد القادم» ضمن فعاليات منتدى كرة القدم العالمي في الرياض نقاشات موسعة حول التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الرياضة.

لولوة العنقري (الرياض)
تكنولوجيا مغامرة غامضة لاكتشاف أسرار حضارة فضائية قديمة

عودة تتجاوز التوقعات في لعبة «ميترويد برايم 4: بيوند»

مغامرة ناجحة، وممتعة لفصل جديد، ومثير في تاريخ السلسلة المتميزة بالاستكشاف المنفرد، والجو الغامض

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية فريق توِستِد مايندز يتوّج بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

توِّج فريق توِستِد مايندز بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» في ختام البطولة الكبرى من الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية فريق تيم فالكنز قدم أداءً مثالياً (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: توِستِد مايندز يهيمن على الأسبوع الثالث

تواصل البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية، تقديم منافسات نخبوية وأحداث مشوّقة في قلب سِف أرينا بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)

تنتشر حالياً عملية احتيال جديدة ومتطورة تستهدف مستخدمي تطبيق «واتساب»، وتُعرف هذه العملية باسم «الاقتران الخفي» أو (Ghost Pairing)، وهي حيلة تُمكّن المُحتال من السيطرة على حساب «واتساب» الخاص بالضحية دون الحاجة إلى اختراق كلمة المرور أو اعتراض الرسائل.

بدلاً من ذلك، تعتمد هذه العملية على أساليب «الهندسة الاجتماعية»، حيث يتم خداع المستخدمين لحملهم على منح الوصول إلى حساباتهم للمحتالين. ويُحذّر خبراء الأمن السيبراني من مخاطر هذه العملية، التي تنتشر عبر جهات الاتصال الموثوقة، مما يجعلها «خبيثة للغاية»، وفق ما ذكره موقع «صوت المراقب» أو (observer voice).

فهم عملية «الاقتران الخفي»

تبدأ العملية عادةً برسالة تبدو بريئة من جهة اتصال موثوقة. قد يتلقى الضحايا رسالة نصية تقول: «مرحباً، هل هذا أنت في هذه الصورة؟» أو «لقد وجدت صورتك للتو»، مصحوبة برابط يبدو أنه يؤدي إلى منشور مألوف على وسائل التواصل الاجتماعي.

عند النقر على الرابط، يتم توجيه المستخدمين إلى صفحة ويب زائفة مصممة لتقليد موقع شرعي. تطلب هذه الصفحة منهم «التحقق» من هويتهم لعرض المحتوى، مما يُفعّل بدء عملية الاقتران أو الربط مع الجهاز المُستخدم من خلاله تطبيق «واتساب».

وخلال هذه العملية، يُطلب من المستخدمين إدخال رقم جوالهم، يلي ذلك توليد رمز رقمي للربط. ثم تُوجّه الصفحة الاحتيالية الضحية لإدخال هذا الرمز في واتساب، مُخفيةً إياه كأنه «إجراء أمني».

بذلك، تربط الضحية دون علمها جهاز المُهاجِم بحسابها. وبمجرد الربط، يحصل المُهاجم على وصول كامل إلى حساب «واتساب» الخاص بالضحية، مما يسمح له بقراءة الرسائل، وتنزيل الوسائط، وإرسال الرسائل دون علم الضحية.

الانتشار السريع للعملية الاحتيالية

يُعدّ الاحتيال عبر «الاقتران الخفي» خطيراً للغاية نظراً لاعتماده على الثقة. فبمجرد اختراق حساب، يستطيع المهاجمون استخدامه لإرسال روابط خبيثة إلى جهات اتصال الضحية ومجموعات الدردشة.

ولأن هذه الرسائل تأتي من مصادر مألوفة، يزداد احتمال نقر المستلمين عليها، مما يُسهّل انتشار عملية الاحتيال بسرعة دون الحاجة إلى رسائل بريد إلكتروني عشوائية أو علامات تحذيرية واضحة.

ووفق موقع «صوت المراقب»، فقد رُصدت هذه العملية في البداية في أجزاء من أوروبا، لكن الخبراء يُحذّرون من أنها لا تقتصر على منطقة مُحدّدة، بل يُمكن أن تستهدف أي مُستخدم لتطبيق «واتساب» في العالم.

ويُعزّز جانب «الهندسة الاجتماعية» في العملية من فاعليتها. إذ يستغل المحتالون ثقة المستخدمين في جهات اتصالهم وشعورهم بالأمان تجاههم، وهو ما يُشجّع الضحايا على التفاعل أكثر مع عملية الاحتيال.

وتتميز عملية الاحتيال عبر «الاقتران الخفي» عن غيرها من عمليات الاحتيال بأنها لا تعتمد على استغلال ثغرات التطبيقات أو إضعاف التشفير. وتُسلط العملية الضوء على اتجاه مُقلق في التهديدات الرقمية، حيث يُركز المُهاجمون على استغلال السلوك البشري بدلاً من نقاط الضعف التقنية.

كيف تحمي نفسك؟

للحماية من عملية «الاقتران الخفي»، يجب على المستخدمين إعطاء الأولوية للوعي بالحلول التقنية. ويُعدّ التحقق المنتظم من قائمة «الأجهزة المرتبطة» في «واتساب» أمراً بالغ الأهمية، حيث يُمكّن المستخدمين من تحديد أي أجهزة غير مألوفة وإزالتها، كما يجب التعامل بحذر مع أي طلبات لإدخال رموز اقتران أو التحقق من الهوية عبر مواقع ويب خارجية.

ويُمكن أن يُوفّر تفعيل «التحقق بخطوتين» أو (Two-step verification) طبقة إضافية من الأمان. كما يجب على المستخدمين توخي الحذر من الرسائل غير المتوقعة، حتى من جهات الاتصال المعروفة، والتحقق من صحتها قبل النقر على أي روابط.


«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)
TT

«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)

كشفت شركة «تسلا»، السبت، عن روبوتها الشبيه بالبشر المُسمى «أوبتيموس» أمام الجمهور في العاصمة الألمانية برلين.

وقام الروبوت بتوزيع الفشار في سوق لعيد الميلاد بمركز التسوق «إل بي 12»، المعروف أيضاً باسم «مول برلين»؛ حيث كان يلتقط علب الفشار الصغيرة ويملؤها، ثم يقدمها للزوار.

وتشكل طابور طويل أمام المنصة. وكما الحال في عروض مماثلة أخرى قدمتها «تسلا»، ظل من غير الواضح إلى أي مدى كان «أوبتيموس» يعمل بشكل ذاتي، أو ما إذا كان خاضعاً للتحكم عن بُعد جزئياً على الأقل.

«أوبتيموس» (أ.ب)

وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تتراجع مبيعات سيارات «تسلا» الكهربائية مرة أخرى هذا العام، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أن مستقبل «تسلا» يكمن في سيارات الأجرة ذاتية القيادة «الروبوتاكسي»، والروبوتات الشبيهة بالبشر.

كما توقّع ماسك أن يفوق عدد الروبوتات عدد البشر في العالم مستقبلاً، مشيراً إلى أن السيارات ذاتية القيادة والروبوتات ستفضي إلى «عالم بلا فقر»، يتمتع فيه الجميع بإمكانية الوصول إلى أفضل رعاية طبية. وأضاف قائلاً: «سيكون (أوبتيموس) جراحاً مذهلًا».

وأوضح ماسك أنه يأمل في بدء إنتاج هذه الروبوتات بحلول نهاية العام المقبل.

وحسب تقارير إعلامية، يتم التحكم في بعض هذه الروبوتات عن بُعد خلال مثل هذه العروض. وأثار مقطع فيديو ضجة على الإنترنت مؤخراً، يظهر فيه روبوت «أوبتيموس» وهو يسقط إلى الخلف مثل لوح مسطح خلال فعالية في مدينة ميامي.

وقبل أن يسقط يرفع الروبوت ذراعيه الاثنتين إلى رأسه، في حركة توحي بأن الشخص الذي كان يتحكم فيه عن بُعد قد نزع نظارة ثلاثية الأبعاد. ولم تعلق «تسلا» على ذلك.


خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
TT

خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)

أفاد تقرير بأن تفويض بعض المهام إلى الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ؛ بل وقد يضر بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

في وقت سابق من هذا العام، نشر «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) دراسة أظهرت أن الأشخاص الذين استخدموا برنامج «شات جي بي تي» لكتابة المقالات أظهروا نشاطاً أقل في شبكات الدماغ المرتبطة بالمعالجة المعرفية في أثناء قيامهم بذلك.

لم يتمكن هؤلاء الأشخاص أيضاً من الاستشهاد بمقالاتهم بسهولة، كما فعل المشاركون في الدراسة الذين لم يستخدموا روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقال الباحثون إن دراستهم أظهرت «أهمية استكشاف احتمال انخفاض مهارات التعلم».

تم اختيار جميع المشاركين الـ54 من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) والجامعات المجاورة. وسُجِّل نشاط أدمغتهم باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، الذي يتضمن وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس.

وتضمنت بعض التوجيهات التي استخدمها المشاركون طلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي لتلخيص أسئلة المقالات، والبحث عن المصادر، وتحسين القواعد والأسلوب.

كما استُخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار والتعبير عنها، ولكن بعض المستخدمين شعروا بأنه لم يكن بارعاً في ذلك.

انخفاض التفكير النقدي

وفي دراسة منفصلة، ​​وجدت جامعة «كارنيجي ميلون» و«مايكروسوفت» التي تُشغّل برنامج «Copilot»، أن مهارات حل المشكلات لدى الأفراد قد تتضاءل إذا ما اعتمدوا بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي.

واستطلعت الدراسة آراء 319 موظفاً من ذوي الياقات البيضاء ممن يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، حول كيفية تطبيقهم للتفكير النقدي عند استخدامها.

ودرس الباحثون 900 مثال لمهام مُسندة إلى الذكاء الاصطناعي، تتراوح بين تحليل البيانات لاستخلاص رؤى جديدة والتحقق من استيفاء العمل لقواعد مُحددة.

وخلصت الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى الثقة في قدرة الأداة على أداء مهمة ما يرتبط بـ«انخفاض مستوى التفكير النقدي»، وذكرت الدراسة أن «مع أن الذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد يُمكن أن يُحسِّن كفاءة العاملين، فإنه قد يُعيق التفاعل النقدي مع العمل، وقد يُؤدي إلى اعتماد مُفرط طويل الأمد على الأداة، وتراجع مهارات حل المشكلات بشكل مستقل».

كما أُجري استطلاع رأي مماثل على طلاب المدارس في المملكة المتحدة، نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد. وأظهر أن 6 من كل 10 أشخاص شعروا بأن الذكاء الاصطناعي قد أثر سلباً على مهاراتهم الدراسية.

وقد وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد ونُشرت العام الماضي، أن مساعدة الذكاء الاصطناعي حسَّنت أداء بعض الأطباء، ولكنها أضرَّت بأداء آخرين لأسباب لم يفهمها الباحثون تماماً.

معلم خصوصي لا مقدم للإجابات

تقول جاينا ديفاني التي تقود التعليم الدولي في شركة «أوبن إيه آي» -الشركة التي تمتلك «شات جي بي تي»- والتي ساعدت في تأمين الدراسة مع جامعة أكسفورد، إن الشركة «تدرك تماماً هذا النقاش في الوقت الحالي».

وتقول لـ«بي بي سي»: «لا نعتقد قطعاً أن على الطلاب استخدام (شات جي بي تي) لتفويض المهام الدراسية». وترى أنه من الأفضل استخدامه كمعلمٍ خصوصي لا مجرد مُقدّمٍ للإجابات.