يشكل فوز محمد الحلبوسي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعشرة مقاعد عن بغداد، و35 مقعداً من 329، عن عموم البلاد، محطة لافتة لرجل أُقيل من منصبه رئيساً للبرلمان وشُطبت عضويته فيه، قبل عامين فقط.
ويحمل هذا الفوز وزناً إضافياً على مستوى العراق لكونه جاء ضد منافس من وزن نوري المالكي، زعيم ائتلاف «دولة القانون» ورئيس وزراء سابق.
والحلبوسي مهندس مدني في منتصف الأربعينات من عمره من بلدة «الكرمة» بمحافظة الأنبار. ومن شركة مشاريع في الفلوجة، وجد طريقه إلى السياسة، حيث تتنافس جماعات شيعية وسنية، تحت ظلال إيرانية. ولكنه أزاح تدريجياً عن وجهه قناع الشاب الطموح وسحب لنفسه كرسياً إلى مائدة الكبار.
وإذ يسود اليوم انقسام حول تفسير «ظاهرة الحلبوسي» فإن كثيرين من سُنّة بغداد، وبعد سنوات من العنف والانقسام، وجدوا فيه شخصاً يشبع حاجتهم للزعامة. فقد استمعوا إليه يطلق «شعارات» انتخابية تقول: «نحن السُنّة نقرر ما نريد. لن نسمح للآخر (الشيعة والأكراد) بأن يقرر نيابة عنا».
