خطة سرية للسلام وتصدع في كييف تحت القصف الروسي والفساد

تزامناً معها... زيلينسكي يزور تركيا ووزير الجيش الأميركي يزور كييف في «مهمة تقصي حقائق»

رجال إنقاذ يُخلون مبنى سكنياً في خاركيف بعد تعرضه لهجوم روسي بمُسيَّرات (رويترز)
رجال إنقاذ يُخلون مبنى سكنياً في خاركيف بعد تعرضه لهجوم روسي بمُسيَّرات (رويترز)
TT

خطة سرية للسلام وتصدع في كييف تحت القصف الروسي والفساد

رجال إنقاذ يُخلون مبنى سكنياً في خاركيف بعد تعرضه لهجوم روسي بمُسيَّرات (رويترز)
رجال إنقاذ يُخلون مبنى سكنياً في خاركيف بعد تعرضه لهجوم روسي بمُسيَّرات (رويترز)

في لحظة تبدو فيها الحرب الأوكرانية عند منعطف جديد، تتقاطع ثلاث جبهات حساسة: تحرك أميركي لإحياء مسار تفاوضي سرّي لصوغ خطة سلام، ضغوط روسية عسكرية متصاعدة، واهتزاز داخلي غير مسبوق يضرب قيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي تحت وطأة أكبر فضيحة فساد تشهدها البلاد منذ بدء الغزو. هذه التطورات تعيد تشكيل المشهد، وتطرح أسئلة عميقة حول قدرة الأطراف على دخول مرحلة جديدة من الحرب أو التفاوض، وحول شكل النفوذ الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترمب.

بوتين لدى استقباله ويتكوف في موسكو 6 أغسطس (رويترز)

خطة سلام أميركية جديدة!

كشف تقرير في موقع «أكسيوس» عن أن إدارة الرئيس ترمب تعمل منذ أسابيع على إعداد خطة سلام من 28 بنداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في مسار يجري «سراً» وبالتنسيق المباشر مع موسكو. ويقود الجهود المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي أمضى ثلاثة أيام من الاجتماعات المكثفة مع المبعوث الروسي كيريل ديميترييف في ميامي أواخر أكتوبر (تشرين الأول). المفارقة أن هذه اللقاءات تأتي في وقت لا تزال فيه كييف وبروكسل خارج دائرة المداولات التفصيلية، بانتظار ما ستطرحه واشنطن رسمياً.

الخطة، حسب التسريبات، تستند إلى أربعة محاور: إحلال السلام في أوكرانيا، الضمانات الأمنية، شكل الأمن الأوروبي المستقبلي، وإعادة بناء العلاقات الأميركية مع روسيا وكييف.

أهلي منطقة تيرنوبل أمام بناية تعرَّضت لقصف روسي الأربعاء (رويترز)

ورغم أن بنودها لم تُكشف بعد، فإن مصادر أميركية وروسية تؤكد أنها تتجاوز وقف النار إلى صياغة إطار أوسع يعيد تعريف الهيكل الأمني الأوروبي بأكمله.

بينما قالت السفارة الأميركية في كييف، الأربعاء، إن وفداً أميركياً برئاسة وزير الجيش دان دريسكول وصل إلى كييف في «مهمة لتقصي الحقائق» ومناقشة إنهاء الحرب الأوكرانية مع روسيا. وقالت في بيان نقلاً عن رئيس الشؤون العامة في الجيش الأميركي الكولونيل ديف بتلر: «وصل الوزير دريسكول وفريقه هذا الصباح إلى كييف نيابة عن إدارة ترمب في مهمة لتقصي الحقائق ولقاء المسؤولين الأوكرانيين ومناقشة إنهاء الحرب».

سيارات تحترق بالقرب من مبنى سكني تعرَّض لغارة روسية في خاركيف (رويترز)

ورفض الكرملين، الأربعاء، التعليق على تقارير موقع «أكسيوس».

لكن أبدت موسكو تفاؤلاً غير معتاد، حيث قال ديميتريف بوضوح خلال هذه الجولات من النقاش إنها «المرة الأولى التي نشعر فيها بأن الموقف الروسي يُسمع فعلاً». بالنسبة للكرملين، قد يشكل هذا تحولاً مقارنة بالمقاربات الغربية السابقة التي كانت تستبعد أي تعاط مباشر مع هواجس روسيا الأمنية.

في المقابل، الموقف الأوكراني لا يزال حذراً. وفي حين كان من المفترض أن يلتقي ويتكوف بالرئيس زيلينسكي في تركيا، لكن اللقاء أُجّل، واكتفت كييف بالإقرار بأن «الأميركيين يعملون على شيء ما». البيت الأبيض من جانبه يقول إن «الوقت مناسب» لطرح خطة واقعية طالما أبدى الطرفان مرونة، مشيراً إلى أن الأوروبيين بدأوا يحصلون على إحاطات حولها. هذه الدينامية تشير إلى أن واشنطن تستعد لوضع إطار تفاوضي جديد، ربما يطرح على طاولة لقاء مرتقب بين ترمب وبوتين، وإن كان موعده غير مؤكد بعد تجميد فكرة قمة بودابست.

وتطالب روسيا التي باتت تحتل نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية، بتنازل كييف عن أربع مناطق في جنوب البلاد وشرقها، وأن تنسحب من عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو). ترفض أوكرانيا هذه الشروط، وتطالب بانسحاب القوات الروسية، وبضمانات أمنية غربية، وهو ما تعدّه موسكو غير مقبول.

مسعف يحمل طفلاً في أثناء إخلاء المبنى السكني الذي تضرر بغارة روسية على خاركيف (رويترز)

قصف عنيف وكييف تبحث عن مخرج سياسي

بينما تدور المفاوضات خلف الكواليس، تمضي روسيا في تكثيف الضغط العسكري. في اليوم نفسه الذي وصل فيه زيلينسكي إلى تركيا لإحياء المسار التفاوضي، شنت موسكو واحداً من أعنف الهجمات منذ أشهر: 470 طائرة مسيّرة هجومية و48 صاروخاً، استهدفت البنية التحتية الأوكرانية من الطاقة إلى النقل، وصولاً إلى مبانٍ سكنية.

في تيرنوبل غرب البلاد، قُتل 20 شخصاً وأصيب العشرات، وهو تطور مقلق في منطقة كانت بمنأى نسبياً عن الهجمات الواسعة. ميدانياً، تقترب روسيا من السيطرة على مدينة باكروفسك الاستراتيجية في دونيتسك، وتحقق تقدماً متسارعاً في جنوب شرقي زابوريجيا.

الرئيس ماكرون مرحباً بالرئيس زيلينسكي لدى وصوله إلى قصر الإليزيه (أ.ف.ب)

زيارة زيلينسكي إلى تركيا جاءت في سياق بحث عن مخرج سياسي، في وقت تؤكد أنقرة رغبتها في إعادة إطلاق دور الوساطة الذي لعبته في السنوات الماضية. ومع ذلك، أعلن الكرملين أنه لن يشارك في هذه الجولة من المحادثات، رغم تأكيده الانفتاح على التفاوض في العموم. بالنسبة لموسكو، التقدم العسكري على الأرض يمنحها ورقة ضغط إضافية، وهي تفضّل، على ما يبدو، انتظار شكل الخطة الأميركية قبل الدخول في مسار قد يقيّد شروطها.

هذه التطورات تزيد شعور كييف بالضغط، وتمنح موسكو هامشاً تفاوضياً أوسع إذا ما بدأت مفاوضات جدية. لذلك؛ لم يتردد زيلينسكي في تجديد مطالبه للغرب: المزيد من صواريخ الدفاع الجوي، مقاتلات مزودة بقدرات موسعة، وزيادة إنتاج المسيّرات الدفاعية.

وتزامناً مع الجهود الدبلوماسية، وافقت واشنطن على صفقة بقيمة 105 ملايين دولار لتحديث منظومة «باتريوت» الأوكرانية. الصفقة تشمل تطوير القاذفات إلى نسخة قادرة على إطلاق عدد أكبر من الصواريخ، بالإضافة إلى قطع غيار وتدريب.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (يمين) يقف إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مدريد (أ.ف.ب)

الصفقة ليست مجرد دعم عسكري تقني؛ بل تعكس تحولاً في السياسة الأميركية. فالرئيس ترمب كان قد انتقد المساعدات العسكرية لكييف التي بلغت 67 مليار دولار منذ الغزو الروسي، مؤكداً أنه لا يريد «شيكات مفتوحة». لذلك؛ ستدفع أوكرانيا التكلفة بنفسها، في مؤشر إلى أن الدعم سيستمر، لكن ضمن شروط جديدة.

بالنسبة لواشنطن، تحديث «باتريوت» خطوة ضرورية لحماية الأجواء الأوكرانية في ظل التصعيد الروسي، ولتعزيز موقف كييف في أي مفاوضات محتملة. أما بالنسبة لزيلينسكي، فهو يدرك أن الحفاظ على الغطاء الأميركي، حتى بشروط أكثر صرامة، يبقى مسألة وجودية.

الرئيسان الفرنسي والأوكراني يوقّعان في باريس الثلاثاء «رسالة النوايا» لتزويد كييف بطائرات «رافال» المقاتلة (رويترز)

أكدت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن أوكرانيا تستخدم صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع مجددا لضرب أهداف في المناطق النائية بروسيا، وهذه المرة في منطقة فورونيج. وكانت هيئة الأركان العامة الأوكرانية قد أعلنت سابقا استخدام صواريخ «أتاكمز» طويلة المدى. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير أربعة صواريخ «أتاكمز»، وسقط حطام الصواريخ على سقف مركز لرعاية كبار السن ودار أيتام وأحد الممتلكات الخاصة.

وكانت كييف قد أعلنت، الثلاثاء، أنها استهدفت منشآت عسكرية في الأراضي النائية الروسية، من دون تقديم تفاصيل. ووفقاً لتقارير إعلامية، توجد قاعدة جوية عسكرية في فورونيج، تنطلق منها مقاتلات روسية من طراز «سو - 34» لشن هجمات على أوكرانيا. مع ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن كييف استخدمت الصواريخ الأميركية للهجوم على أهداف مدنية.

زلزال سياسي في كييف

لكن في الوقت الأكثر حساسية بالنسبة لزيلينسكي، انفجرت فضيحة فساد ضخمة داخل قطاع الطاقة النووية، تورط فيها مقربون من الرئيس، بينهم شريك سابق له في الأعمال. التحقيقات التي تقودها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كشفت عن شبكة اختلست أكثر من 100 مليون دولار عبر عقود مريبة. تسجيلات صوتية وتفاصيل حول تحويل الأموال إلى الخارج تُنشر يومياً؛ ما يفاقم غضب الشارع.

الفضيحة أعادت الحياة إلى المعارضة السياسية، التي كانت خامدة منذ بداية الغزو. حزب الرئيس السابق بيترو بوروشينكو تحدث عن «مال دم»، واتهم حكومة زيلينسكي بأنها «غير كفؤة وفاسدة». نواب من الحزب نفسه بدأوا بحث توقيع لعقد جلسة حجب ثقة عن الحكومة، بينما يطالب بعضهم باستقالة مدير مكتب الرئيس أندري يرماك، الرجل الأقوى في الدائرة الضيقة حول زيلينسكي.

جندي أوكراني يظهر في مدينة كوستيانتينيفكا بالخطوط الأمامية بمنطقة دونيتسك (إ.ب.أ)

البرلمان الأوكراني، الذي كان يعمل بنوع من الإجماع الوطني منذ سنوات، بات الآن مهدداً بانشقاقات قد تفقد زيلينسكي الغالبية، وتعرقل تمرير قوانين عاجلة مرتبطة بالجهد الحربي. وقد تأجل بالفعل التصويت على الموازنة الجديدة وسط صراع سياسي متصاعد.

وبانخفاض شعبيته من 90 في المائة بعد بداية الغزو إلى نحو 50 في المائة اليوم، يدخل زيلينسكي مرحلة من الاهتزاز الداخلي قد تكون الأخطر منذ وصوله إلى السلطة. وفي ظل استمرار حالة الحرب وتعليق الانتخابات، لا يمكن للمعارضة الإطاحة به ديمقراطياً، لكنها تستطيع إضعافه بشدة داخل مؤسسات الدولة؛ ما قد ينعكس على وحدة الجبهة الداخلية والموقف التفاوضي مع روسيا.

في المحصلة، تبدو الساحة الأوكرانية على أبواب مرحلة مختلفة. خطة ترمب ليست مجرد مبادرة سلام، بل محاولة لإعادة صياغة التوازنات في أوروبا والعلاقة مع روسيا. وبينما يرتفع الدخان في سماء تيرنوبل وتتسارع التحقيقات في كييف، تبدو الحرب أقرب من أي وقت مضى إلى تحول كبير، لكنه لا يزال غامض الملامح.


مقالات ذات صلة

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

أوروبا كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز) play-circle

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

قال الكرملين، اليوم (الأحد)، إن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لم يرسل أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر مبعوثه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)

أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

أشارت تقديرات مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن الحلف بمقدوره الاعتماد على الولايات المتحدة في حال الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: محادثات السلام في فلوريدا «بنّاءة»

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن المفاوضات الجارية في ولاية فلوريدا بهدف إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا «بنّاءة»

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)

«الإليزيه» يرحب باستعداد بوتين للتحاور مع ماكرون

رحبت الرئاسة الفرنسية، الأحد، بإعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداده للتحاور مع نظيره إيمانويل ماكرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ) play-circle

الكرملين ينفي علمه بـ«اجتماع ثلاثي» بين واشنطن وموسكو وكييف

قال الكرملين، الأحد، إن لقاء بين المبعوثين الأميركيين والأوكرانيين والروس «ليس قيد التحضير»، فيما تُجرى مباحثات منفصلة مع الطرفين الروسي والأوكراني في ميامي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

قال الكرملين، اليوم (الأحد)، إن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لم يرسل أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر مبعوثه.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وفقاً لما نقلته قناة «آر تي»، إن مبعوث بوتين سيحصل خلال مفاوضات ميامي على معلومات حول اتصالات واشنطن مع الأوكرانيين والأوروبيين.

وأشار بيسكوف إلى أن مبعوث بوتين، كيريل دميترييف، سيقدم تقريراً مفصلاً للرئيس بعد مفاوضات ميامي بشأن أوكرانيا.

وأكد المتحدث أنه لا ينبغي ربط ملف التسوية في أوكرانيا بالعلاقات الثنائية الروسية - الأميركية، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة يمكنهما إبرام مشروعات ذات منفعة متبادلة.

ووصل المبعوث الروسي للمسائل الاقتصادية كيريل دميترييف، السبت، إلى ميامي، الواقعة في ولاية فلوريدا، حيث توجد فرق أوكرانية وأوروبية للمشارَكة في المفاوضات التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، وفق ما كشف مصدر روسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كيريل دميترييف، ‌المبعوث ‌الخاص ‌للرئيس الروسي ​فلاديمير ‌بوتين، السبت، إن روسيا والولايات المتحدة تجريان مناقشات بناءة ‌ستستمر في ‍ميامي.

وأضاف: «تسير المناقشات على ​نحو بناء. بدأت في وقت سابق وستستمر اليوم، وستستمر غداً أيضاً».


ماكرون يعلن خططاً لبناء حاملة طائرات فرنسية جديدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يعلن خططاً لبناء حاملة طائرات فرنسية جديدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)

أعطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، الضوء الأخضر لبدء بناء حاملة طائرات فرنسية جديدة، لتحل محل حاملة الطائرات «شارل ديغول»، ومن المقرر أن تدخل الخدمة عام 2038.

وقال ماكرون، خلال احتفاله بالكريسماس مع جنود الجيش الفرنسي في أبوظبي: «تماشياً مع برامج التحديث العسكرية، وبعد دراسة شاملة ودقيقة، قررت تزويد فرنسا بحاملة طائرات جديدة».

وأضاف ماكرون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تم اتخاذ قرار الشروع بتنفيذ هذا البرنامج الضخم هذا الأسبوع».

ومن المتوقع أن يتكلف البرنامج، المعروف باسم «حاملة طائرات الجيل التالي» (بانغ)، نحو 10.25 مليار يورو (12 مليار دولار)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت الحكومة الفرنسية إن السفينة الجديدة ستكون جاهزة للعمل بحلول عام 2038، وهو الموعد المتوقع لتقاعد حاملة الطائرات ‌«شارل ديغول». وقد بدأ ‌العمل على مكونات دفع ‌حاملة الطائرات ​الجديدة بالوقود النووي ‌العام الماضي، على أن يقدم الطلب النهائي في إطار ميزانية عام 2025.

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)

وستحظى «بانغ»، التي ستكون أكبر سفينة حربية على الإطلاق في أوروبا، بأهمية كبيرة في الردع النووي الفرنسي وسعي أوروبا لتحقيق استقلال دفاعي أكبر في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتردد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دعم أمن القارة.

وأكّد ماكرون، الذي ‌روّج في الأصل لهذه الخطط عام 2020، أن هذا المشروع سيعزز القاعدة الصناعية الفرنسية، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية ​كاترين فوتران، في منشور على منصة «إكس»، إن السفينة الجديدة ستدخل الخدمة عام 2038، لتحل محل «شارل ديغول» التي دخلت الخدمة عام 2001، بعد نحو 15 عاماً من التخطيط والبناء.

واقترح بعض المشرعين الفرنسيين من الوسط واليسار المعتدل في الآونة الأخيرة تأجيل مشروع بناء حاملة طائرات جديدة بسبب ضغوط على المالية العامة للبلاد.

قدرات حاملات الطائرات الأوروبية

تُعدّ فرنسا، القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، من بين الدول الأوروبية القليلة التي تمتلك حاملة طائرات، إلى جانب بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا.

ولا تزال القدرات الأوروبية محدودة، مقارنة بأسطول الولايات المتحدة، المكون ‌من 11 حاملة طائرات، والبحرية الصينية، التي تضم 3 حاملات.


بوتين ولوكاشينكو يؤكدان متانة التعاون بين البلدين

بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)
بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)
TT

بوتين ولوكاشينكو يؤكدان متانة التعاون بين البلدين

بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)
بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الأحد، أن حكومتي روسيا وبيلاروس تعملان معاً بشكل وثيق للغاية.

وقال بوتين خلال لقائه مع لوكاشينكو: «شكراً لحضوركم (إلى سان بطرسبرغ). لقد شاهدت خطابكم مباشرة. كان خطاباً ثاقباً، كما يقال في مثل هذه الحالات، ومتوازناً وشاملاً. وقد تناول الشؤون الخارجية والداخلية على حد سواء. استمعت إليه بسرور واهتمام»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأضاف بوتين أن «حكومتي روسيا وبيلاروس تعملان معاً بشكل وثيق للغاية».

وأوضح بوتين: «قبل مجيئي إلى هنا إلى سان بطرسبرغ، التقيت رئيس الحكومة الروسية، وأخبرني بالتفصيل عن العمل الجاري بين حكومتي روسيا وبيلاروس».

وشكر بوتين لوكاشينكو على تقييمه الإيجابي لجودة العلاقات الروسية البيلاروسية.

من جهته، أكد لوكاشينكو أن روسيا وبيلاروس تنفذان جميع الاتفاقيات، من الدفاع إلى الاقتصاد، ولا توجد أي تساؤلات.

كما اجتمع الرئيس الروسي مع نظيره القيرغيزي صادير جاباروف، وبحثا جميع جوانب التعاون بين البلدين.

وقال بوتين، مرحباً بجاباروف: «أود أن أشكركم على مضمون عملنا خلال الزيارة الرسمية، وعلى الأجواء التي وفرتموها. والآن، لدينا الفرصة لمناقشة العلاقات الثنائية خلال فعالية اليوم»، وفق ما ذكرته وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وأضاف بوتين أنه يتوقع «نقاشاً جيداً وموضوعياً مع جميع الزملاء [في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي] بشأن تطوير الروابط التجارية والاقتصادية بشكل عام في إطار التكامل».

واختتم قائلاً: «يسعدني جداً لقاؤكم في سان بطرسبرغ».

وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قد أعلن في وقت سابق من اليوم، أن بوتين سيعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس القرغيزي والرئيس البيلاروسي.

وقال بيسكوف للصحافيين: «سيسبق قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اجتماعان ثنائيان منفصلان للرئيس، أحدهما مع الرئيس القرغيزي، والآخر مع الرئيس البيلاروسي».

وأضاف بيسكوف أنه «بعد ذلك، ستُعقد اجتماعات بصيغتين: مصغرة وموسعة، ثم سيواصل قادة الاتحاد التواصل بشكل غير رسمي».

وقال بيسكوف: «وغداً، سيعقد أيضاً اجتماع ضمن إطار رابطة الدول المستقلة». وأضاف بيسكوف أن قمم قادة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة تعقد تقليدياً كل عام، وتستمر كل قمة يومين.

وقال بيسكوف إنه على الرغم من الطابع غير الرسمي لهذه الاجتماعات، فإنها تكون جوهرية.

وأشار بيسكوف إلى أن «قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتضمن جدول أعمال ووثائق ونقاشات جادة».

وفي يومي 21 و22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يظهر بوتين في سان بطرسبرغ التي ستستضيف الاجتماع غير الرسمي التقليدي لقادة رابطة الدول المستقلة، بالإضافة إلى اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى.