ترحيب أممي وأميركي بتوحيد الميزانية بين «النواب» و«الدولة» في ليبيا

حفتر ينتقد «إهمال» بعض المدن... والدبيبة «يغازل» ترهونة بالخدمات

حفتر خلال لقاء مع أعيان ومشايخ الجبل الغربي (الجيش الوطني)
حفتر خلال لقاء مع أعيان ومشايخ الجبل الغربي (الجيش الوطني)
TT

ترحيب أممي وأميركي بتوحيد الميزانية بين «النواب» و«الدولة» في ليبيا

حفتر خلال لقاء مع أعيان ومشايخ الجبل الغربي (الجيش الوطني)
حفتر خلال لقاء مع أعيان ومشايخ الجبل الغربي (الجيش الوطني)

وسط ترحيب أممي وأميركي باتفاق مجلسي النواب و«الأعلى الدولة» في ليبيا على توحيد الميزانية، اعتبر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، مجدداً، أن حلّ الأزمة السياسية «هو المفتاح لبناء دولة قوية تؤدي واجباتها كاملة تجاه شعبها»، بينما غازل رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، مدينة ترهونة بتقديم الخدمات بعد زيارة وفدها إلى حفتر أخيراً.

ورحّبت بعثة الأمم المتحدة بالاتفاق الذي أعلنه محافظ «مصرف ليبيا المركزي»، والذي وقّعه ممثلون عن مجلسي النواب و«الدولة» بشأن برنامج تنموي موحد، مشيرة إلى أنه «يستهدف تعزيز الاستقرار المالي عبر ضوابط إنفاق صارمة وتخطيط مالي شفاف، مع توجيه التمويلات لتنمية موحدة في كامل البلاد».

مبعوثة الأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه (البعثة)

وأكدت البعثة، الأربعاء، «أن نجاح الاتفاق يتوقف على التنفيذ الشفاف والالتزام بالمعايير الدولية، مع احترام استقلالية المؤسسات الرقابية». واعتبرته «خطوة أولى مهمة نحو ميزانية وطنية موحدة وتوحيد مؤسسات الدولة»، داعية إلى «استمرار الحوار لدعم عملية سياسية شاملة».

كما رحبت الولايات المتحدة، على لسان مسعد بولس، كبير مستشاري رئيسها، بهذا الاتفاق، وأشاد بما وصفه بـ«روح التسوية والحوار البناء بين القادة الليبيين من الشرق والغرب التي جعلت هذا الاتفاق ممكناً». واعتبر «أن من شأن هذه الخطوة أن تعزز الاستدامة المالية لليبيا، وتقوي دور المصرف، كما توفر التمويل اللازم لمشاريع التنمية في جميع أنحاء ليبيا، وتمكّن المؤسسة الوطنية للنفط من زيادة إنتاج الطاقة وإيراداتها بما يعود بالنفع على جميع الليبيين».

كبير مستشاري الرئيس ترمب للشؤون الأفريقية مسعد بولس (أ.ف.ب)

وحضّ بولس جميع الأطراف الليبية المعنية «على التنفيذ الكامل للاتفاقية، والاستفادة من الزخم الذي توفره للتوصل إلى اتفاق شامل بشأن الميزانية، وتعزيز توحيد المؤسسات الليبية، بما في ذلك من خلال العملية السياسية الليبية، وخريطة الطريق التي وضعتها المبعوثة الأممية، هانا تيتيه».

وبدوره، اعتبر القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، هذه الاتفاقية «خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والازدهار والوحدة في ليبيا، وتعزيز الدور الحيوي للمصرف المركزي».

وكان رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، قد وصف الاتفاق بأنه «خطوة مهمة نحو التوافق والاستقرار المالي وترسيخ الشراكة المؤسسية»، وأكد، في بيان، مساء الثلاثاء، «التزام المصرف المركزي بتطبيق البنود بدقة، خاصة الضوابط القانونية للاعتمادات المستندية ومكافحة غسل الأموال». وبعدما تعهد بمتابعة مباشرة للتنفيذ، «لحماية المال العام والاحتياطيات وصون قيمة الدينار»، أشاد المنفي «بالجهود الوطنية والدولية التي ساهمت في الاتفاق».

محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» (أرشيفية - رويترز)

وفي السياق نفسه، كشف رئيس اللجنة المالية بـ«المجلس الأعلى للدولة»، عبد الجليل الشاوش، النقاب عن أن الاتفاق تم برعاية أميركية، وقال في تصريحات تلفزيونية، مساء الثلاثاء، «إن كل الأطراف قدمت تنازلات، بمن في ذلك الدبيبة والمنطقة الشرقية»، مشيراً إلى «أن تنازل جميع الأطراف الموثق في مدونة الاتفاق، يعطي ضمانات بعدم عودة الإنفاق الموازي». وأوضح أن بنود الاتفاق «تتضمن استمرار الإنفاق على التنمية في حدود موارد الدولة بالتنسيق المستمر مع المصرف المركزي ومراقبة المشاريع، مع دور للرقابة الإدارية وديوان المحاسبة»، واعتبر «أن الاتفاق يوفر الحد الأدنى من التوافق، وهذا أفضل ما يمكن الوصول إليه حالياً».

وفى شأن آخر، رحبت تنسيقية العمل المشترك بـ«المجلس الأعلى للدولة» باستئناف لجنة (6+6) المشتركة مع مجلس النواب، أعمالها لمراجعة التعديلات على قوانين الانتخابات، واعتبرتها «خطوة إيجابية في مرحلة حساسة». وأكدت ضرورة التوصل لإطار قانوني توافقي يضمن نزاهة الانتخابات بعيداً عن المغالبة أو الإقصاء، كما طالبت المؤسسات الليبية والبعثة الأممية والشركاء الدوليين «باحترام التوافقات لإجراء انتخابات حقيقية».

من جهة أخرى، قال حفتر لدى لقائه، الأربعاء، في بنغازي بشرق البلاد، مع مشايخ وأعيان وحكماء قبائل مدن ومناطق الجبل الغربي وباطن الجبل، «إن إرادة الشعب وحدها هي التي تحدد مسار الحل، وتعيد للدولة مكانتها وهيبتها»، لافتاً إلى «أن الشعب يعيش حالة من التذمر بسبب الإهمال في المدن والقرى وغياب مشاريع البناء والإعمار، رغم توفر الموارد والثروات الطبيعية». وعدّ «الدولة التي يغطي الفساد على سلوك مؤسساتها، وينتشر فيها السلاح خارج سلطتها، وتعجز عن حماية المال العام، هي دولة فاشلة».

وأشاد حفتر بما وصفه بـ«المواقف الوطنية لمشايخ وأعيان قبائل الجبل الغربي وباطن الجبل، في توحيد الصف ولمّ الشمل ودعم جهود المصالحة الوطنية»، مؤكّداً أن قبائل ليبيا هي السند الحقيقي للوطن، وصمّام الأمان الذي حافظ على وحدة البلاد في أصعب الظروف». ونقل عن الحاضرين تقديرهم «لدور قوات الجيش، وأنها طوق النجاة لليبيين، مؤكدين دعمهم لجهودها في تأمين الحدود والمقدرات والتصدي للعصابات العابرة للحدود».

اجتماع حفتر مع وفد ألمانيا (الجيش الوطني)

كما أشاد حفتر، خلال اجتماعه، الأربعاء، مع مبعوث ألمانيا الخاص، كريستيان باك، وسفيرها رالف طراف، بدور ألمانيا في دعم الجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية في ليبيا. ونقل عن الوفد الألماني أهمية دوره في مسار العملية السياسية، وفي استتباب الأمن والاستقرار.

إلى ذلك، وفي خطوة حملت دلالات سياسية واضحة، وبدت رداً مباشراً على لقاء عقده أخيراً في بنغازي بشرق البلاد وفد ترهونة مع حفتر، وجه الدبيبة خلال لقائه، مساء الثلاثاء، «مجلس حكماء وأعيان ترهونة» وعميدها بطرابلس، باستكمال مستشفى ترهونة بالكامل، وحل أزمة المياه، وإنشاء «جهاز إعمار ترهونة»، وتوفير 10 آلاف شجرة ودعم تشغيلي فوري للبلدية.

الدبيبة مع وفد مدينة ترهونة (حكومة الوحدة)

ونقل الدبيبة عن الحكماء «دعمهم الكامل» لحكومته، في اللقاء الذي شارك فيه، دون إعلان، محمود حمزة، آمر «اللواء 444 قتال» التابع لحكومة الوحدة، والذي ظهر بوضوح في الصور الرسمية، رغم غياب اسمه عن البيان الذي أصدرته الحكومة، علماً بأن حمزة نفسه متهم من بعض أعيان ترهونة بتورط قواته في اختطاف أعضاء الوفد الذي زار حفتر قبل أسبوعين تقريباً، ما يجعل حضوره رسالة مزدوجة: طمأنة بالمشاريع، وتذكير بالقوة العسكرية التي تسيطر على الأرض.

وبحسب مراقبين، بدت رسالة الدبيبة واضحة «في محاولة لقطع الطريق على أي تقارب محتمل مع الشرق، وتأكيد أن الأموال والمشاريع لا تزال في يد حكومة الوحدة».


مقالات ذات صلة

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

شمال افريقيا الدبيبة خلال افتتاح «المتحف الوطني» في طرابلس الذي أثار انتقادات عدد كبير من الليبيين (رويترز)

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

هيمنت أزمة نقص السيولة على المشهد الليبي؛ في ظل اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة، إلى جانب نقاشات موسعة مع خبراء ومسؤولين حول سبل المعالجة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا افتتاح «الحوار المهيكل» في ليبيا (أرشيفية - البعثة الأممية)

مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه: زعماء ليبيا يتقاعسون عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتَّهمت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أنسميل) الممثلة الخاصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش، هانا تيتيه، أصحابَ المصلحة السياسيين الرئيسيين.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا الهيشري القيادي في «جهاز الردع» الليبي خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء (المحكمة)

«الوحدة» الليبية تتابع ملف الهيشري الموقوف لدى «الجنائية الدولية»

قالت سفارة ليبيا في هولندا إن «القسم القنصلي سينظم زيارات دورية للمحتجز الهيشري، ضمن اختصاصاته ومسؤولياته القنصلية تجاه المواطنين الليبيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه تتهم الزعماء الليبيين بـ«التقاعس» عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتهمت هانا تيتيه، أصحاب المصلحة السياسيين الرئيسيين في ليبيا بـ«التقاعس» عن تنفيذ موجبات العملية السياسية المحددة من المنظمة الدولية.

علي بردى (واشنطن)

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.